أحدث الأخبار مع #«الحزبالديمقراطي


الإمارات اليوم
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الإمارات اليوم
«محاربة حكم النخبة» في أميركا تجذب حشوداً قياسية
ظهر السيناتور الأميركي، بيرني ساندرز، كصوت بارز للناخبين المعارضين لجهود الرئيس، دونالد ترامب، المتسارعة لتفكيك الحكومة الفيدرالية، والذين يشعرون بالإحباط من ردّ فعل الحزب الديمقراطي. ولا يُعد ساندرز وخطابه «اللاذع» الذي يهاجم النفوذ المتزايد للمليارديرات والشركات في السياسة، أمراً جديداً، لكن الاهتمام به، وبرسالته، قد تجدد مع ولاية ترامب الثانية، والدور الكبير الذي لعبه الملياردير، إيلون ماسك، في خفض الإنفاق الفيدرالي ودفع الوكالات إلى تسريح العمال. وقال ساندرز، في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة: «حسناً، عندما تحدثت عن حكم النخبة على مر السنين، أعتقد أنها كانت بالنسبة للبعض فكرة مجردة فحسب، أما الآن، فيدرك الناس أنه يجب أن تكون أعمى البصيرة، حتى لا ترى أن ما لدينا اليوم هو حكومة من أصحاب الثروات لمصلحة المليارديرات». لكن السيناتور المستقل، والمحسوب على الديمقراطيين، قال في الوقت نفسه إن «الحزب الديمقراطي أدار ظهره أيضاً للطبقة العاملة الأميركية»، مُقترِحاً على الحزب استغلال هذه اللحظة من خلال دعم سياسات تعالج قضايا مثل عدم المساواة في الدخل، والرعاية الصحية، وتغير المناخ، وأضاف: «إذا فعلوا ذلك، أعتقد أن العمال سيعودون إلى صفوف الحزب، أما إذا لم يفعلوا فأتوقع أن يستمر تراجع الحزب». وبدأ ساندرز جولة في غرب البلاد، الأسبوع الماضي، ضمن حملة «محاربة حكم النخبة» بتجمعات في لاس فيغاس، وتيمبي بولاية أريزونا، وانضمت إلى الحملة النائبة الديمقراطية عن نيويورك، ألكساندريا كورتيز، وتحدث الاثنان إلى حشد كبير داخل وخارج قاعة «موليت أرينا» بجامعة ولاية أريزونا، حول التهديد الذي يقولان إن ترامب وحلفاءه يشكلونه على الناخبين الأميركيين والحكومة. وتعهد ساندرز، مخاطباً ترامب: «لن نسمح لك بتحويل هذا البلد إلى حكم أقلية نخبوية، ولن نسمح لك ولصديقك ماسك والمليارديرات الآخرين بإحداث فوضى عارمة في صفوف الطبقة العاملة في هذا البلد، لا لن تُدمروا الضمان الاجتماعي، ولن تُدمروا برنامج (ميديكيد)، ولن تُدمروا إدارة المحاربين القدامى». ويوم الجمعة الماضي، صرّح مدير الاتصال في مكتب ساندرز، بأنّ أكثر من 30 ألف شخص حضروا إلى «دنفر» بولاية كولورادو، لسماع خطابه، وهو حشد أكبر من أي فعالية شهدها السناتور خلال نشاطه الحزبي. وفي الأشهر الأولى من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، شهدت جهوده في وزارة كفاءة الحكومة، بقيادة ماسك، حالة من الفوضى والارتباك، نتيجة لإلغاء عقود حكومية واسعة النطاق، وإنهاء خدمات موظفين فيدراليين، ومحاولات لإلغاء وكالات وإدارات بأكملها. وفي حين أن الديمقراطيين لا يسيطرون على الكونغرس أو البيت الأبيض، قالت كورتيز، إن «الناخبين لايزالون يملكون القدرة على مقاومة سياسات إدارة ترامب التي تُخفي الانقسام الحقيقي في البلاد». وأضافت: «من المفارقات أن أكثر القوى إثارة للانقسام في هذا البلد، بدأت بالفعل في جمع المزيد منا. وهذا أمر مهم، لأن أصحاب المليارديرات أنفسهم الذين يهدمون بلدنا يستمدون قوتهم من تفريق الطبقة العاملة». وأظهر استطلاع رأي حديث، أجرته جهات مختلفة، أن معظم الناخبين يشعرون بالإحباط إزاء حالة البلاد، وأن تنفيذ أجندة ترامب على عجل دون مراعاة تأثيرها، يولد استياء يمتد أيضاً إلى الحزب الديمقراطي. وأظهر استطلاع رأي أجرته شبكة «إن بي سي»، الأسبوع الماضي، أن شعبية الحزب في أدنى مستوياتها على الإطلاق، مدفوعة باستياء الديمقراطيين الذين يريدون من مسؤوليهم المنتخبين أن يعارضوا أجندة ترامب بنشاط بدلاً من محاولة إيجاد حلول وسط. وتجلى هذا الشعور في تجمع ساندرز في أريزونا، حيث قالت الناشطة كلاريسا فيلا: «على الديمقراطيين رفع أصواتهم لإخبار الناخبين بما يعتزمون فعله بشأن التغييرات غير الشعبية التي يدفع بها ترامب»، مضيفة: «عليهم تنظيم أنفسهم، لأن هذا هو السبيل الوحيد لنجاح الأمر. عليهم أن يظهروا في كل مكان، وسيكونون منهكين للغاية، لكن في نهاية المطاف، إذا أردنا استعادة ديمقراطيتنا، فهذا ما يجب علينا فعله». وتابعت فيلا: «لم تُربح أي حرب بالجلوس على الأريكة. هل تفهمون ما أقصده؟». ومع تزايد أعداد الحشود المشاركة في فعاليات ساندرز، وتزايد دعوات تغيير استراتيجية الحزب الديمقراطي، يُطرح سؤال متكرر: لماذا لا يحذو النواب الديمقراطيون حذو ساندرز؟ في حين أن الديمقراطيين المنتخبين الآخرين قد لا يدقون ناقوس الخطر باستخدام خطاب ساندرز وكورتيز نفسه، إلا أن تصاعد ردود الفعل السلبية تجاه ماسك ووكالة الهجرة تحديداً دفع البعض في الحزب إلى تبني نهج مشابه لمهاجمة الجمهوريين. عن «إن بي آر» . ساندرز اقترح على الحزب الديمقراطي استغلال هذه اللحظة من خلال دعم سياسات تعالج قضايا مثل عدم المساواة في الدخل والرعاية الصحية.


صوت لبنان
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- صوت لبنان
غياب حلفاء 'الحزب' عن التشييع يؤسس لتحالفات جديدة؟
بولا أسطيح - الشرق الأوسط كان لافتاً خلال تشييع «حزب الله» أمينَيه العامَّين الأسبق والسابق، الأحد، غياب التمثيل الرسمي الموسع، خصوصاً من مجموعة من حلفائه الذين قرروا الاستبدال بالمشاركة المباشرة في التشييع الشعبي، تقديم واجب العزاء في الضاحية الجنوبية لبيروت في اليومين الماضيين. ولعل أبرز هؤلاء: رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس تيار «الكرامة» النائب فيصل كرامي، إضافة إلى شخصيات كانت تجمعها علاقة جيدة بنصر الله قبل اغتياله، مثل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، علماً بأن «حزب الله» كان قد أوفد ممثلين عنه في الأسبوعين اللذين سبقا التشييع لتسليمهم دعوات رسمية. وفي حين أوفد عون وباسيل وفداً يمثلهما، ثم عادا وقدما التعزية في الضاحية، فقد اكتفى جنبلاط بالتعزية ولم يرسل «الحزب التقدمي الاشتراكي» ممثلين عنه إلى التشييع. وتصدر الصفوف الأمامية في التشييع حليفا «الحزب» رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ورئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان. وقالت مصادر مطلعة على جو «حزب الله» إن «كل طرف يجب أن يُسأل عن سبب عدم مشاركته، لا أن يُسأل (حزب الله) عن ذلك، علماً بأنه تردد أن هناك ضغوطاً أميركية وخارجية مورست للحد من المشاركة الرسمية في التشييع». وعما إذا كان ذلك سيؤثر على التحالفات السياسية المستقبلية، أوضحت المصادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه التحالفات مرتبطة بالظروف السياسية وقانون الانتخابات، وليست ردة فعل آنية». وشنّ ناشطون مقربون من «حزب الله» حملة عنيفة على حلفاء «الحزب» الذين لم يشاركوا في التشييع، ورأوا أن على «القيادة الحزبية إعادة النظر في تحالفاتها المستقبلية مع من أكدت التجربة أنهم لم يكونوا أوفياء». وبعد تقديم واجب العزاء في الضاحية، عدّ جنبلاط أنّ «هذا اليوم يشكّل محطة مؤثرة في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية»، مشدّداً على «التمسّك بالتحرير الكامل وتطبيق القرارات الدولية». أما باسيل فكتب في سجل التعازي متوجهاً إلى نصر الله: «التقيتك مراراً وطويلاً، ولم أكن أُدرك أن الكبار مثلك يرحلون من دون وداع». وأضاف: «سأبقى أودعك في عيون كل من أحبوك وآمنوا بك، وستبقى رمزاً لكل مقاوم مؤمن بقضيته. كنتَ وستبقى أكثر من صديقٍ وغالٍ ومثالٍ للشدة والصمود». وختم: «سنبقى نعمل مع من حملوا الأمانة للحفاظ على لبنان». من جهته، كتب النائب كرامي، الذي غاب عن التشييع، في تغريدة عبر منصة «إكس»: «يا سماحة السيّد، يا الصدق كل الصدق، يا الأخلاق كل الأخلاق، يا الإيمان كل الإيمان، يا شهيدنا الكبير أنت، يا سيد الكلام؛ أي كلام بوسعه أن يرثيك وأنت كنت من كنت؟ سنشتاق إليك، وكل لبنان سيشتاق إليك». ويعدّ مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر، أن «المشاركة في تشييع نصر الله، الحليف الأول لإيران؛ شيء، وتقديم واجب العزاء أمر مختلف كلياً»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما حدث هو نتيجة وانعكاس لـ«انقلاب المعادلة في الإقليم. فكل موازين القوى تغيرت بشكل جذري، وهو ما أدى لتغيير المعادلة في الداخل… تغيير بدأ من خلال الرئيس نجيب ميقاتي في قمة الرياض، وتُرجم بانتخاب رئيس على قاعدة خطاب قسَم لم نرَ مثيلاً له من قبل، وتواصل بطريقة تشكيل حكومة نواف سلام بالسرعة والدعم الدولي الذي تحظى به». ويرى نادر أن «انكفاء حلفاء (حزب الله)، الذي تُرجم وسيُترجم بأشكال شتى، هو نتيجة متوقعة لـ(الزلزال الجيوسياسي) الذي حدث في المنطقة، وتراجع نفوذ إيران بشكل كبير». وشكّل انهيار نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد منعطفاً سياسياً كبيراً وصفعة مدوية لحلفائه وحلفاء «حزب الله» في لبنان من سياسيين وإعلاميين، وهم إما قرروا الانكفاء والابتعاد بالكامل عن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وإما قرروا الانقلاب مباشرة عليه. وكانت لوئام وهاب وكرامي، اللذين كانا مقربين جداً من الأسد، مواقف لافتة جداً شكلت استدارة سياسية كبرى. ويعدّ أخصام «حزب الله» أنه، وبعدما كان صاحب القرار في الحكومة رغم أنه كان ممثلاً فقط بوزيرين ويستقطب نواباً وكتلاً سياسية يصل تمثيلها إلى حدود 51 نائباً، سينحصر تمثيله من الآن فصاعداً في كتلته التي تضم 15 نائباً.


MTV
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- MTV
غياب حلفاء "الحزب" عن التشييع... هل يؤسّس لتحالفات جديدة؟
كان لافتاً خلال تشييع «حزب الله» أمينَيه العامَّين الأسبق والسابق، الأحد، غياب التمثيل الرسمي الموسع، خصوصاً من مجموعة من حلفائه الذين قرروا الاستبدال بالمشاركة المباشرة في التشييع الشعبي، تقديم واجب العزاء في الضاحية الجنوبية لبيروت في اليومين الماضيين. ولعل أبرز هؤلاء: رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس تيار «الكرامة» النائب فيصل كرامي، إضافة إلى شخصيات كانت تجمعها علاقة جيدة بنصر الله قبل اغتياله، مثل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، علماً بأن «حزب الله» كان قد أوفد ممثلين عنه في الأسبوعين اللذين سبقا التشييع لتسليمهم دعوات رسمية. وفي حين أوفد عون وباسيل وفداً يمثلهما، ثم عادا وقدما التعزية في الضاحية، فقد اكتفى جنبلاط بالتعزية ولم يرسل «الحزب التقدمي الاشتراكي» ممثلين عنه إلى التشييع. وتصدر الصفوف الأمامية في التشييع حليفا «الحزب» رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ورئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان. ضغوط خارجية قالت مصادر مطلعة على جو «حزب الله» إن «كل طرف يجب أن يُسأل عن سبب عدم مشاركته، لا أن يُسأل حزب الله عن ذلك، علماً بأنه تردد أن هناك ضغوطاً أميركية وخارجية مورست للحد من المشاركة الرسمية في التشييع». وعما إذا كان ذلك سيؤثر على التحالفات السياسية المستقبلية، أوضحت المصادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه التحالفات مرتبطة بالظروف السياسية وقانون الانتخابات، وليست ردة فعل آنية». وشنّ ناشطون مقربون من «حزب الله» حملة عنيفة على حلفاء «الحزب» الذين لم يشاركوا في التشييع، ورأوا أن على «القيادة الحزبية إعادة النظر في تحالفاتها المستقبلية مع من أكدت التجربة أنهم لم يكونوا أوفياء». جنبلاط - باسيل - كرامي بعد تقديم واجب العزاء في الضاحية، عدّ جنبلاط أنّ «هذا اليوم يشكّل محطة مؤثرة في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية»، مشدّداً على «التمسّك بالتحرير الكامل وتطبيق القرارات الدولية». أما باسيل فكتب في سجل التعازي متوجهاً إلى نصر الله: «التقيتك مراراً وطويلاً، ولم أكن أُدرك أن الكبار مثلك يرحلون من دون وداع». وأضاف: «سأبقى أودعك في عيون كل من أحبوك وآمنوا بك، وستبقى رمزاً لكل مقاوم مؤمن بقضيته. كنتَ وستبقى أكثر من صديقٍ وغالٍ ومثالٍ للشدة والصمود». وختم: «سنبقى نعمل مع من حملوا الأمانة للحفاظ على لبنان». من جهته، كتب النائب كرامي، الذي غاب عن التشييع، في تغريدة عبر منصة «إكس»: «يا سماحة السيّد، يا الصدق كل الصدق، يا الأخلاق كل الأخلاق، يا الإيمان كل الإيمان، يا شهيدنا الكبير أنت، يا سيد الكلام؛ أي كلام بوسعه أن يرثيك وأنت كنت من كنت؟ سنشتاق إليك، وكل لبنان سيشتاق إليك». زلزال جيوسياسي ويعدّ مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر أن «المشاركة في تشييع نصر الله، الحليف الأول لإيران؛ شيء، وتقديم واجب العزاء أمر مختلف كلياً»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما حدث هو نتيجة وانعكاس لـ«انقلاب المعادلة في الإقليم. فكل موازين القوى تغيرت بشكل جذري، وهو ما أدى لتغيير المعادلة في الداخل... تغيير بدأ من خلال الرئيس نجيب ميقاتي في قمة الرياض، وتُرجم بانتخاب رئيس على قاعدة خطاب قسَم لم نرَ مثيلاً له من قبل، وتواصل بطريقة تشكيل حكومة نواف سلام بالسرعة والدعم الدولي الذي تحظى به». ويرى نادر أن «انكفاء حلفاء حزب الله، الذي تُرجم وسيُترجم بأشكال شتى، هو نتيجة متوقعة لـ(الزلزال الجيوسياسي) الذي حدث في المنطقة، وتراجع نفوذ إيران بشكل كبير». المنعطف الكبير وشكّل انهيار نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد منعطفاً سياسياً كبيراً وصفعة مدوية لحلفائه وحلفاء «حزب الله» في لبنان من سياسيين وإعلاميين، وهم إما قرروا الانكفاء والابتعاد بالكامل عن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وإما قرروا الانقلاب مباشرة عليه. وكانت لوئام وهاب وكرامي، اللذين كانا مقربين جداً من الأسد، مواقف لافتة جداً شكلت استدارة سياسية كبرى. ويعدّ أخصام «حزب الله» أنه، وبعدما كان صاحب القرار في الحكومة رغم أنه كان ممثلاً فقط بوزيرين ويستقطب نواباً وكتلاً سياسية يصل تمثيلها إلى حدود 51 نائباً، سينحصر تمثيله من الآن فصاعداً في كتلته التي تضم 15 نائباً.


IM Lebanon
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- IM Lebanon
غياب حلفاء 'الحزب' عن التشييع يؤسس لتحالفات جديدة؟
كتبت بولا أسطيح في 'الشرق الأوسط': كان لافتاً خلال تشييع «حزب الله» أمينَيه العامَّين الأسبق والسابق، الأحد، غياب التمثيل الرسمي الموسع، خصوصاً من مجموعة من حلفائه الذين قرروا الاستبدال بالمشاركة المباشرة في التشييع الشعبي، تقديم واجب العزاء في الضاحية الجنوبية لبيروت في اليومين الماضيين. ولعل أبرز هؤلاء: رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس تيار «الكرامة» النائب فيصل كرامي، إضافة إلى شخصيات كانت تجمعها علاقة جيدة بنصر الله قبل اغتياله، مثل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، علماً بأن «حزب الله» كان قد أوفد ممثلين عنه في الأسبوعين اللذين سبقا التشييع لتسليمهم دعوات رسمية. وفي حين أوفد عون وباسيل وفداً يمثلهما، ثم عادا وقدما التعزية في الضاحية، فقد اكتفى جنبلاط بالتعزية ولم يرسل «الحزب التقدمي الاشتراكي» ممثلين عنه إلى التشييع. وتصدر الصفوف الأمامية في التشييع حليفا «الحزب» رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ورئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان. وقالت مصادر مطلعة على جو «حزب الله» إن «كل طرف يجب أن يُسأل عن سبب عدم مشاركته، لا أن يُسأل (حزب الله) عن ذلك، علماً بأنه تردد أن هناك ضغوطاً أميركية وخارجية مورست للحد من المشاركة الرسمية في التشييع». وعما إذا كان ذلك سيؤثر على التحالفات السياسية المستقبلية، أوضحت المصادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه التحالفات مرتبطة بالظروف السياسية وقانون الانتخابات، وليست ردة فعل آنية». وشنّ ناشطون مقربون من «حزب الله» حملة عنيفة على حلفاء «الحزب» الذين لم يشاركوا في التشييع، ورأوا أن على «القيادة الحزبية إعادة النظر في تحالفاتها المستقبلية مع من أكدت التجربة أنهم لم يكونوا أوفياء». وبعد تقديم واجب العزاء في الضاحية، عدّ جنبلاط أنّ «هذا اليوم يشكّل محطة مؤثرة في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية»، مشدّداً على «التمسّك بالتحرير الكامل وتطبيق القرارات الدولية». أما باسيل فكتب في سجل التعازي متوجهاً إلى نصر الله: «التقيتك مراراً وطويلاً، ولم أكن أُدرك أن الكبار مثلك يرحلون من دون وداع». وأضاف: «سأبقى أودعك في عيون كل من أحبوك وآمنوا بك، وستبقى رمزاً لكل مقاوم مؤمن بقضيته. كنتَ وستبقى أكثر من صديقٍ وغالٍ ومثالٍ للشدة والصمود». وختم: «سنبقى نعمل مع من حملوا الأمانة للحفاظ على لبنان». من جهته، كتب النائب كرامي، الذي غاب عن التشييع، في تغريدة عبر منصة «إكس»: «يا سماحة السيّد، يا الصدق كل الصدق، يا الأخلاق كل الأخلاق، يا الإيمان كل الإيمان، يا شهيدنا الكبير أنت، يا سيد الكلام؛ أي كلام بوسعه أن يرثيك وأنت كنت من كنت؟ سنشتاق إليك، وكل لبنان سيشتاق إليك». ويعدّ مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر، أن «المشاركة في تشييع نصر الله، الحليف الأول لإيران؛ شيء، وتقديم واجب العزاء أمر مختلف كلياً»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما حدث هو نتيجة وانعكاس لـ«انقلاب المعادلة في الإقليم. فكل موازين القوى تغيرت بشكل جذري، وهو ما أدى لتغيير المعادلة في الداخل… تغيير بدأ من خلال الرئيس نجيب ميقاتي في قمة الرياض، وتُرجم بانتخاب رئيس على قاعدة خطاب قسَم لم نرَ مثيلاً له من قبل، وتواصل بطريقة تشكيل حكومة نواف سلام بالسرعة والدعم الدولي الذي تحظى به». ويرى نادر أن «انكفاء حلفاء (حزب الله)، الذي تُرجم وسيُترجم بأشكال شتى، هو نتيجة متوقعة لـ(الزلزال الجيوسياسي) الذي حدث في المنطقة، وتراجع نفوذ إيران بشكل كبير». وشكّل انهيار نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد منعطفاً سياسياً كبيراً وصفعة مدوية لحلفائه وحلفاء «حزب الله» في لبنان من سياسيين وإعلاميين، وهم إما قرروا الانكفاء والابتعاد بالكامل عن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وإما قرروا الانقلاب مباشرة عليه. وكانت لوئام وهاب وكرامي، اللذين كانا مقربين جداً من الأسد، مواقف لافتة جداً شكلت استدارة سياسية كبرى. ويعدّ أخصام «حزب الله» أنه، وبعدما كان صاحب القرار في الحكومة رغم أنه كان ممثلاً فقط بوزيرين ويستقطب نواباً وكتلاً سياسية يصل تمثيلها إلى حدود 51 نائباً، سينحصر تمثيله من الآن فصاعداً في كتلته التي تضم 15 نائباً.