#أحدث الأخبار مع #«الدنياريشةبوابة ماسبيرو٢٢-٠٢-٢٠٢٥ترفيهبوابة ماسبيرومأمون الشناوي ..شاعر الوجدان المصرى من أم كلثوم وعبــدالوهاب إلى عدويةإذا فتشت فى وجدان المصريين ستجد شعراء الأغنية يحتلون الجزء الأكبر وخاصة الجيل الذى أبدع فى النصف الأول من القرن العشرين، هناك يجلس بيرم التونسى وبديع خيرى وأبوالسعود الإبيارى، وإلى جوارهم الجيل التالى: مأمون الشناوى وحسين السيد ومرسى جميل عزيز وعبدالفتاح مصطفى وفتحى قوره وسواهم، وصولاً إلى فؤاد حداد وصلاح جاهين والأبنودى وسيد حجاب ومجدى نجيب، هؤلاء وآخرون لعبوا الدور الأكبر فى تشكيل الذائقة المصرية من خلال الأغانى العاطفية والوطنية التى حفظها المصريون على اختلاف ثقافتهم دون تفرقة بين مستويات الثقافة والتعليم. مأمون الشناوى أحد هؤلاء الذين يسكنون وجدان المصريين بما يملكه من قدرة فذة على اللعب بالكلمات وتطويعها بسهولة ويسر للمعنى والمزج ما بين العامية والفصحى دون افتعال أو شعور المستمع بهذا المزج، فقد توفر له ما لم يحظَ به شعراء آخرون، فقد انضم مأمون إلى جماعة أبوللو التى أسسها أحمد زكى أبوشادى وكان أصغر الأعضاء سناً أو على الأقل ارتبط بهم ونشر قصائده التى كتبها بالفصحى فى مجلة أبوللو قبل أن يتحول إلى العامية ويصبح من أبرز شعراء الأغنية، ودون شك علاقته بمدرسة أبوللو وكتابة شعر الفصحى ونشأته فى بيت قاضٍ شرعى كلها عوامل كان لها تأثير كبير فى تميز واختلاف هذا الشاعر عن مجايليه الذين كتبوا الأغنية، ويبدو أنه أدرك ضرورة الكتابة بالعامية لغة الوجدان المصرى، لكنه لم يتخلَّ عن الفصحى التى كتب بها ويعرف جيداً أسرارها، وأغنية «قهوة» التى غنتها أسمهان فى فيلم «غرام وانتقام» نموذج للمزج بين الفصحى والعامية ببراعة «أهوى أنا أهوى، يا مين يقولى أهوى أسقيه بيدى قهوة أنا أنا أهوى» ونماذج أخرى عديد مثل أغنية الربيع التى تحوى سطوراً كاملة بالفصحى «وموجُه الهادى كان عوده، ونور البدر أوتاره/ يلاغى الورد وخدوده.. يناجى الليل وأسراره»، بالإضافة إلى تطويع الأفكار الفلسفية والأسئلة الوجودية العميقة وطرحها من خلال كلمات بسيطة وصور شعرية مدهشة مثل أغنية «الدنيا ريشة فى هوا طايرة بغير جناحين إحنا النهارده سوا وبكره هنكون فين فى الدنيا». كتب مأمون ما يقرب من 430 أغنية تنوعت من محمد عبدالوهاب إلى أحمد عدوية مروراً بأم كلثوم وفريد الأطرش وفايزة أحمد وشادية وعبدالحليم حافظ، ويبدو العدد ليس كبيراً إذا ما قورن بآخرين من أبناء جيله، لكن مأمون الشناوى حالة خاصة، فإذا ألقيت نظرة ولو سريعة على هذا العدد وعناوين الأغانى ستعرف لماذا أصبحت كلها جزءاً من الوجدان المصرى، وذلك منذ أن كتب شعراً بالفصحى لا يخلو من الطابع الرومانسى ومن تأثره وانحيازه لشعراء هذه المدرسة الذين تأثروا بحكم ثقافتهم بالرومانسيين الغربيين وبشعراء المهجر، فكانت بداية لتحول كبير فى الشعر العربى «فى سبيل الحب ما ألقى وما سوف ألاقى، ولأجل الحب هذا الدمع يسرى فى المآقى / عشت للحب ولا أرجو من الحب التلاقى/ خففوا اللوم قليلاً يا رفاقى! / عبثاً أن يطفئ اللوم اشتياقى / لا، ولا القرب ولا طول العناقِ / بفؤادى الحب باقى /قربها مثل الفراقى / عشت مجهول النطاق!» صورة حية للإنسان سلبياً حزيناً، وثمة عجز وتصدٍّ للواقع، هذا ما نشره فى مجلة أبوللو عام 1934 وعمره عشرون عاماً، لينتقل من مرحلة الفصحى إلى التعاون مع عبدالوهاب ويكتب له «أنت وعزولى وزمانى» وتتوالى أغانيه لموسيقار الأجيال ومنها «انسى الدنيا وريح بالك» ويكتب لأم كلثوم أولى أغانيه «أنساك ده كلام أنساك يا سلام» تتلوها ثلاثة أغانى «كل ليلة وكل يوم، بعيد عنك، ودارات الأيام» وأيضاً أشهر أغانى فريد الأطرش «الربيع، أول همسة، خليها على الله» وأيضاً عبدالحليم حافظ «أنا لك على طول، صدفة، خسارة خسارة» وكلها رغم اختلاف المطربين واتجاهاتهم إلا أن تأثير الرومانسية، والانحياز إلى التعبيرية ممثلاً فى التداخل بين الرمز والواقعية، بين الحلم والواقع، والرغبة فى التعبير عن المشاعر الإنسانية الصادقة بعيداً عن القوالب الكلاسيكية يبدو واضحاً فى هذه الأغانى. ثلاثة عوامل كان لها أثر كبير فى تميز هذا الشاعر، أولها انحيازه لمدرسة أبوللو الذى منحه أفقاً مغايراً حين ذهب إلى الأغنية، وأيضاً تفتح وعيه فى فترة ما بين الحربين الأولى والثانية حين لم يعد أحد يشغل نفسه بالأدب الرفيع بل بالأدب بوصفه تعبيراً عن الإنسان الذى عثر على نفسه بعد صدمة الحرب والانهيار وانحياز الأدب والفن إلى مبدأ التعبير عن المشاعر فى تناقضاتها وفى صراعاتها، لتتخذ من الرؤى الذاتية والحالات النفسية مشروعاً للإبداع الفنى، هذا بالإضافة إلى عمله فى الصحافة ومشاركته فى إصدار مجلة، والتنوع فى الكتابة الصحفية بين الفن والسياسة وتحرير باب عن الحب، مع تجربته السينمائية حين كتب قصة فيلم «المليونير» الذى أخرجه حلمى رفلة وكتب له الحوار والأغانى أبوالسعود الإبيارى وسيناريو أنور وجدى وبطولة إسماعيل يسن لتمنح هذه العوامل مأمون الشناوى خصوصية أضفت على شعره الغنائى طابعاً فلسفياً لا يتخلى عن البساطة والفطرة التى جعلته شعراً خالصاً. ولد مأمون السيد الشناوى فى مدينة الإسكندرية فى حى كوم الشقافة فى 28 يناير 1914 نفس العام الذى اندلعت فيه الحرب العالمية الأولى ليستقبله العالم بهدير المدافع وأولى المآسى الكبرى فى العصر الحديث والتى كان لها الأثر الأكبر فى تحولات الأدب والفن، كان والده السيد الشناوى رئيساً للمحكمة الشرعية وبحكم هذه المسئولية كان يتنقل بين عدة مدن، ولحظة ميلاد الطفل مأمون كان الأب قاضياً للمحكمة الشرعية فى الإسكندرية، ولم يعش هناك طويلاً، فسرعان ما عاد إلى القاهرة وهناك التحق بمدرسة الخديو إسماعيل بالسيدة زينب وهى المدرسة التى زامل فيها مأمون على ومصطفى أمين، وبعد تخرجه التحق بمدرسة التجارة العليا وحصل على شهادة التخرج ولم يعمل أبداً فى هذا التخصص، ففى عام 1934 وبينما كان لا يزال طالباً بدأ العمل بمجلة روزاليوسف مع الصحفى الكبير محمد التابعى الذى كان من أقارب والدته، عمل محرراً فنياً وسياسياً فى بعض الأحيان وقضى هناك ما يقرب من ثمانى سنوات، تنقل بعدها للعمل فى عدة صحف إلى أن عمل مع زميلى الدراسة على ومصطفى أمين فى «أخبار اليوم» حال تأسيها، وظل يعمل فى الصحافة حتى عام 1962 قبل أن يقرر الاعتزال وكان قد أسس مجلة «كلمة ونص» عام 1947 مع صلاح عبدالجيد، أسبوعية سياسية فنية وثقافية وظلت تصدر لمدة ثلاث سنوات، اتسمت بالجرأة من الناحية السياسية، وعلى سبيل المثال فى عدد الثلاثاء 17 يونيو 1947 جاءت الافتتاحية حول الموقف السياسى الذى وصفته المجلة باللغز الذى يستعصى على الصحفيين وعاتبت النقراشى باشا نفسه «فدولته لا يعلم إذا كان سيذهب إلى مجلس الأمن أم يفاوض أم سيخلى الطريق لغيره ليستأنف المفاوضة» وعمل معه فى هذا الإصدار وعمل معه كوكبة من الشباب الذين أصبحوا فيما بعد من نجوم الصحافة المصرية مثل صلاح حافظ وأحمد رجب ومحمود السعدنى والأخير كان محرراً للحوادث، وبعد يوليو عمل فى جريدة الثورة «جريدة الجمهورية» حتى وصل فيها إلى منصب مدير التحرير ليقرر الاعتزال فى مفاجأة غامضة ما زالت تحتاج إلى تفسير عام 1962 ولم يعد إلى الصحافة إلا مطلع الثمانينات من خلال حكاية رواها لى المهندس ناجى الشناوى ابن الشاعر الكبير والذى صحح لى كل المعلومات المغلوطة المتناثرة عن حياة مأمون الشناوى على شبكة الإنترنت، والحكاية التى رواها لى بطلها الشاعر عبدالمنعم السباعى صاحب أغنية «أروح لمين» لكوكب الشرق وكان جاراً لمأمون الشناوى فى حى جاردن سيتى وبينما كان يشعر بدنو أجله أوصى مأمون بتحرير الباب الذى كان يقدمه كل أسبوع حول المشاكل العاطفية وأبلغ أيضاً محسن محمد رئيس تحرير الجمهورية فى ذلك الوقت بهذه الرغبة، ورغم قرار مأمون الصارم باعتزال الصحافة إلا أنه رضخ وتراجع أمام رغبة عبدالمنعم السباعى وقدم لمدة ثلاث سنوات باب «جرّاح قلب» وكان يختمه بسطور شعرية يسميها من أفواه المجانين، وكان يقرأ بنفسه دون مساعدة فى تقديم الأهم أو فرز الخطابات قبل تقديمها له.
بوابة ماسبيرو٢٢-٠٢-٢٠٢٥ترفيهبوابة ماسبيرومأمون الشناوي ..شاعر الوجدان المصرى من أم كلثوم وعبــدالوهاب إلى عدويةإذا فتشت فى وجدان المصريين ستجد شعراء الأغنية يحتلون الجزء الأكبر وخاصة الجيل الذى أبدع فى النصف الأول من القرن العشرين، هناك يجلس بيرم التونسى وبديع خيرى وأبوالسعود الإبيارى، وإلى جوارهم الجيل التالى: مأمون الشناوى وحسين السيد ومرسى جميل عزيز وعبدالفتاح مصطفى وفتحى قوره وسواهم، وصولاً إلى فؤاد حداد وصلاح جاهين والأبنودى وسيد حجاب ومجدى نجيب، هؤلاء وآخرون لعبوا الدور الأكبر فى تشكيل الذائقة المصرية من خلال الأغانى العاطفية والوطنية التى حفظها المصريون على اختلاف ثقافتهم دون تفرقة بين مستويات الثقافة والتعليم. مأمون الشناوى أحد هؤلاء الذين يسكنون وجدان المصريين بما يملكه من قدرة فذة على اللعب بالكلمات وتطويعها بسهولة ويسر للمعنى والمزج ما بين العامية والفصحى دون افتعال أو شعور المستمع بهذا المزج، فقد توفر له ما لم يحظَ به شعراء آخرون، فقد انضم مأمون إلى جماعة أبوللو التى أسسها أحمد زكى أبوشادى وكان أصغر الأعضاء سناً أو على الأقل ارتبط بهم ونشر قصائده التى كتبها بالفصحى فى مجلة أبوللو قبل أن يتحول إلى العامية ويصبح من أبرز شعراء الأغنية، ودون شك علاقته بمدرسة أبوللو وكتابة شعر الفصحى ونشأته فى بيت قاضٍ شرعى كلها عوامل كان لها تأثير كبير فى تميز واختلاف هذا الشاعر عن مجايليه الذين كتبوا الأغنية، ويبدو أنه أدرك ضرورة الكتابة بالعامية لغة الوجدان المصرى، لكنه لم يتخلَّ عن الفصحى التى كتب بها ويعرف جيداً أسرارها، وأغنية «قهوة» التى غنتها أسمهان فى فيلم «غرام وانتقام» نموذج للمزج بين الفصحى والعامية ببراعة «أهوى أنا أهوى، يا مين يقولى أهوى أسقيه بيدى قهوة أنا أنا أهوى» ونماذج أخرى عديد مثل أغنية الربيع التى تحوى سطوراً كاملة بالفصحى «وموجُه الهادى كان عوده، ونور البدر أوتاره/ يلاغى الورد وخدوده.. يناجى الليل وأسراره»، بالإضافة إلى تطويع الأفكار الفلسفية والأسئلة الوجودية العميقة وطرحها من خلال كلمات بسيطة وصور شعرية مدهشة مثل أغنية «الدنيا ريشة فى هوا طايرة بغير جناحين إحنا النهارده سوا وبكره هنكون فين فى الدنيا». كتب مأمون ما يقرب من 430 أغنية تنوعت من محمد عبدالوهاب إلى أحمد عدوية مروراً بأم كلثوم وفريد الأطرش وفايزة أحمد وشادية وعبدالحليم حافظ، ويبدو العدد ليس كبيراً إذا ما قورن بآخرين من أبناء جيله، لكن مأمون الشناوى حالة خاصة، فإذا ألقيت نظرة ولو سريعة على هذا العدد وعناوين الأغانى ستعرف لماذا أصبحت كلها جزءاً من الوجدان المصرى، وذلك منذ أن كتب شعراً بالفصحى لا يخلو من الطابع الرومانسى ومن تأثره وانحيازه لشعراء هذه المدرسة الذين تأثروا بحكم ثقافتهم بالرومانسيين الغربيين وبشعراء المهجر، فكانت بداية لتحول كبير فى الشعر العربى «فى سبيل الحب ما ألقى وما سوف ألاقى، ولأجل الحب هذا الدمع يسرى فى المآقى / عشت للحب ولا أرجو من الحب التلاقى/ خففوا اللوم قليلاً يا رفاقى! / عبثاً أن يطفئ اللوم اشتياقى / لا، ولا القرب ولا طول العناقِ / بفؤادى الحب باقى /قربها مثل الفراقى / عشت مجهول النطاق!» صورة حية للإنسان سلبياً حزيناً، وثمة عجز وتصدٍّ للواقع، هذا ما نشره فى مجلة أبوللو عام 1934 وعمره عشرون عاماً، لينتقل من مرحلة الفصحى إلى التعاون مع عبدالوهاب ويكتب له «أنت وعزولى وزمانى» وتتوالى أغانيه لموسيقار الأجيال ومنها «انسى الدنيا وريح بالك» ويكتب لأم كلثوم أولى أغانيه «أنساك ده كلام أنساك يا سلام» تتلوها ثلاثة أغانى «كل ليلة وكل يوم، بعيد عنك، ودارات الأيام» وأيضاً أشهر أغانى فريد الأطرش «الربيع، أول همسة، خليها على الله» وأيضاً عبدالحليم حافظ «أنا لك على طول، صدفة، خسارة خسارة» وكلها رغم اختلاف المطربين واتجاهاتهم إلا أن تأثير الرومانسية، والانحياز إلى التعبيرية ممثلاً فى التداخل بين الرمز والواقعية، بين الحلم والواقع، والرغبة فى التعبير عن المشاعر الإنسانية الصادقة بعيداً عن القوالب الكلاسيكية يبدو واضحاً فى هذه الأغانى. ثلاثة عوامل كان لها أثر كبير فى تميز هذا الشاعر، أولها انحيازه لمدرسة أبوللو الذى منحه أفقاً مغايراً حين ذهب إلى الأغنية، وأيضاً تفتح وعيه فى فترة ما بين الحربين الأولى والثانية حين لم يعد أحد يشغل نفسه بالأدب الرفيع بل بالأدب بوصفه تعبيراً عن الإنسان الذى عثر على نفسه بعد صدمة الحرب والانهيار وانحياز الأدب والفن إلى مبدأ التعبير عن المشاعر فى تناقضاتها وفى صراعاتها، لتتخذ من الرؤى الذاتية والحالات النفسية مشروعاً للإبداع الفنى، هذا بالإضافة إلى عمله فى الصحافة ومشاركته فى إصدار مجلة، والتنوع فى الكتابة الصحفية بين الفن والسياسة وتحرير باب عن الحب، مع تجربته السينمائية حين كتب قصة فيلم «المليونير» الذى أخرجه حلمى رفلة وكتب له الحوار والأغانى أبوالسعود الإبيارى وسيناريو أنور وجدى وبطولة إسماعيل يسن لتمنح هذه العوامل مأمون الشناوى خصوصية أضفت على شعره الغنائى طابعاً فلسفياً لا يتخلى عن البساطة والفطرة التى جعلته شعراً خالصاً. ولد مأمون السيد الشناوى فى مدينة الإسكندرية فى حى كوم الشقافة فى 28 يناير 1914 نفس العام الذى اندلعت فيه الحرب العالمية الأولى ليستقبله العالم بهدير المدافع وأولى المآسى الكبرى فى العصر الحديث والتى كان لها الأثر الأكبر فى تحولات الأدب والفن، كان والده السيد الشناوى رئيساً للمحكمة الشرعية وبحكم هذه المسئولية كان يتنقل بين عدة مدن، ولحظة ميلاد الطفل مأمون كان الأب قاضياً للمحكمة الشرعية فى الإسكندرية، ولم يعش هناك طويلاً، فسرعان ما عاد إلى القاهرة وهناك التحق بمدرسة الخديو إسماعيل بالسيدة زينب وهى المدرسة التى زامل فيها مأمون على ومصطفى أمين، وبعد تخرجه التحق بمدرسة التجارة العليا وحصل على شهادة التخرج ولم يعمل أبداً فى هذا التخصص، ففى عام 1934 وبينما كان لا يزال طالباً بدأ العمل بمجلة روزاليوسف مع الصحفى الكبير محمد التابعى الذى كان من أقارب والدته، عمل محرراً فنياً وسياسياً فى بعض الأحيان وقضى هناك ما يقرب من ثمانى سنوات، تنقل بعدها للعمل فى عدة صحف إلى أن عمل مع زميلى الدراسة على ومصطفى أمين فى «أخبار اليوم» حال تأسيها، وظل يعمل فى الصحافة حتى عام 1962 قبل أن يقرر الاعتزال وكان قد أسس مجلة «كلمة ونص» عام 1947 مع صلاح عبدالجيد، أسبوعية سياسية فنية وثقافية وظلت تصدر لمدة ثلاث سنوات، اتسمت بالجرأة من الناحية السياسية، وعلى سبيل المثال فى عدد الثلاثاء 17 يونيو 1947 جاءت الافتتاحية حول الموقف السياسى الذى وصفته المجلة باللغز الذى يستعصى على الصحفيين وعاتبت النقراشى باشا نفسه «فدولته لا يعلم إذا كان سيذهب إلى مجلس الأمن أم يفاوض أم سيخلى الطريق لغيره ليستأنف المفاوضة» وعمل معه فى هذا الإصدار وعمل معه كوكبة من الشباب الذين أصبحوا فيما بعد من نجوم الصحافة المصرية مثل صلاح حافظ وأحمد رجب ومحمود السعدنى والأخير كان محرراً للحوادث، وبعد يوليو عمل فى جريدة الثورة «جريدة الجمهورية» حتى وصل فيها إلى منصب مدير التحرير ليقرر الاعتزال فى مفاجأة غامضة ما زالت تحتاج إلى تفسير عام 1962 ولم يعد إلى الصحافة إلا مطلع الثمانينات من خلال حكاية رواها لى المهندس ناجى الشناوى ابن الشاعر الكبير والذى صحح لى كل المعلومات المغلوطة المتناثرة عن حياة مأمون الشناوى على شبكة الإنترنت، والحكاية التى رواها لى بطلها الشاعر عبدالمنعم السباعى صاحب أغنية «أروح لمين» لكوكب الشرق وكان جاراً لمأمون الشناوى فى حى جاردن سيتى وبينما كان يشعر بدنو أجله أوصى مأمون بتحرير الباب الذى كان يقدمه كل أسبوع حول المشاكل العاطفية وأبلغ أيضاً محسن محمد رئيس تحرير الجمهورية فى ذلك الوقت بهذه الرغبة، ورغم قرار مأمون الصارم باعتزال الصحافة إلا أنه رضخ وتراجع أمام رغبة عبدالمنعم السباعى وقدم لمدة ثلاث سنوات باب «جرّاح قلب» وكان يختمه بسطور شعرية يسميها من أفواه المجانين، وكان يقرأ بنفسه دون مساعدة فى تقديم الأهم أو فرز الخطابات قبل تقديمها له.