logo
#

أحدث الأخبار مع #«الدواوين»

مسلسلات تليفزيونية وإذاعية عاشت فى وجــدان الجماهير
مسلسلات تليفزيونية وإذاعية عاشت فى وجــدان الجماهير

بوابة ماسبيرو

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة ماسبيرو

مسلسلات تليفزيونية وإذاعية عاشت فى وجــدان الجماهير

قضية الدراما المصرية «المرئية والمسموعة» أو «التليفزيونية والإذاعية» يجب أن تكون حاضرة فى أذهان المخلصين للفن، لأن معنى القوة الناعمة تمثل فى هذه الدراما، وجعل الثقافة المصرية تصل إلى البحرين وقطر والكويت، وتصل إلى تونس والمغرب وليبيا والسودان.. فالمسلسل المصرى كان حاضراً فى كل خرائط برامج القنوات والإذاعات العربية حتى نهاية التسعينيات، وفجأة تضاءل الدور الدرامى المصرى، وظهرت الدراما السورية، والدراما الخليجية، وتفوقت السورية فى مجال التاريخ وحاولت اختطاف التراث الشعبى العربى مثل «ألف ليلة وليلة» و«على الزيبق»، وفشلت بسبب «اللهجة»، لأن ألف ليلة وليلة مقسمة إلى حكايات، وهذه الحكايات منها ما هو مصرى خالص ومنها ما هو هندى.. وعلى سبيل المثال كان مسلسل «على الزيبق» الذى أنتجته مصر، وكتبه يسرى الجندى أكثر جمالاً من المسلسل السورى الذى حمل العنوان ذاته «الزيبق» وقدم الحكاية نفسها، مع تفوق فى التصوير وارتفاع فى النفقات «التفوق الإنتاجى»، وهنا نستطيع أن نعترف بأن «الفقر الإنتاجى» وضعف آلات التصوير، يؤدى إلى إهدار العمل كله ويجعل المشاهد ينصرف إلى أعمال أخرى تتمتع بالتصوير الرائع.. وكذلك الأمر فى الدراما الإذاعية نجد أن المسلسل القديم الذى قدمته «سميحة أيوب» تحت عنوان «سمارة» وقدمته «تحية كاريوكا» فى السينما، بالعنوان ذاته، حقق النجاح الأسطورى، لدرجة توقف «المترو» والأتوبيس فى الشارع القاهرى بناء على رغبة الركاب، والهدف هو الاستماع إلى حلقات «سمارة» الإذاعية المنبعثة من راديوهات المقاهى، وحكى أحدهم فقال إن مسئولاً كبيراً فى خمسينيات القرن الماضى، ذهب إلى جامعة القاهرة، فى موعد إذاعة «سمارة» ـ الخامسة والربع ـ فلم يجد أحداً، لأن الجميع ذهبوا لسماع الحلقة الدرامية الإذاعية التى شغلت القلوب والعقول، وإذا قيل إن الزمان كان غير الزمان وإن الراديو كان هو المهيمن على الوجدان، فإنه فى «ليالى الحلمية» و»الشهد والدموع» و«الأيام» و«العملاق» و«الغربة» و«النديم» الدليل الكافى على النجاح الكبير فى زمن سيطرة التليفزيون، والعجيب أن كل هذه المسلسلات المصرية من حيث اللهجة والقضية والتناول حققت النجاح الكبير فى الدول العربية الشقيقة، وهنا نستطيع القول إن هذه الأعمال ـ ذات الطابع المحلى - استطاعت مخاطبة الوجدان المصرى والعربى بلغة واحدة هى لغة الصدق الفنى واحترام المشاهد، قدمت الموضوعات التى تهم المشاهد وتحتل مكانة فى قلبه وعقله، واختارت «الطبقة المتوسطة» المتعلمة وخاطبتها باللغة التى تفهمها «لغة الكفاح والطموح والرغبة فى الترقى» فحققت النجاح وعاشت فى الوجدان. فاتن حمامة.. فنانة منحازة للمرأة المصرية الــمكافحة الفنانة الراحلة «فاتن حمامة» من مواليد «مايو 1931» فى مدينة «السنبلاوين» أو «حى عابدين» بالقاهرة، هذه قضية تعددت فيها الأقوال، وكذلك مهنة والدها هى نفسها فى لقاء تليفزيونى قالت إن والدها «أحمد حمامة» كان «مدرس رياضيات» فى مدارس وزارة المعارف، وهناك قول آخر يؤكد أنه كان من كبار موظفى ديوان عام الوزارة ولم يمارس التدريس.. وبخصوص المؤهل الدراسى تحدث «زكى طليمات» عن تلميذته «فاتن حمامة» وكان مديراً أوعميداً لمعهد التمثيل ـ وليس معهد الفنون المسرحية الحالى ـ وكان مقره فى مدرسة «الدواوين» الثانوية فى شارع نوبار ـ أمام مستشفى المنيرة العام ودار الهلال للصحافة ـ وقال إنها لم تكن تُحسن نطق حرف «الراء» وبالتدريب تمكنت من نطقه من مخرجه الصحيح، لكنها لم تقف على خشبة المسرح، ولم تحصل على شهادة الدبلوم التى منحها المعهد لزملائها «سميحة أيوب وشكرى سرحان وفريد شوقى ومحمد الطوخى».. وهذا كله لا يقلل من حجم الموهبة الطاغية التى جعلت «فاتن « سيدة الشاشة العربية عن جدارة واستحقاق، وربما يكون لقب «سيدة الشاشة العربية» مزعجاً لجماهير الفنانة «مريم فخر الدين» أو «سعاد حسنى» لكنه لقب مُستَحق، حازته ـ فاتن ـ بقدرة عالية على تبنِّى القضايا الجماهيرية، ولنا أن نتوقف عند قضية المرأة المضطهدة فى كل المجتمعات العربية، وسوف نجد أفلامها «أريد حلا، دعاء الكروان، الخيط الرفيع، أفواه وأرانب، يوم مر.. يوم حلو» تناولت كل صيغ الظلم التشريعى الواقع على المرأة، وكل ألوان التجويع والاستغلال الاقتصادى، وكلنا سمعنا عبارتها المشهورة فى فيلم «دعاء الكروان» وهى تخاطب «عبدالعليم خطَّاب»: «وين هنادى يا خال؟».. وهى عبارة نطقتها «فاتن حمامة» بصوت حزين مقهور، يحمل راقات من الحزن والرفض لهذه الأعراف التى قتلت «هنادى» التى كانت ضحية عائلة ومجتمع، لكن فى النهاية تحولت إلى مجرمة تستحق القتل، فهى فتاة بدوية، أحبت «مهندس الرى» فأفقدها عُذريتها، فقتلها الخال «جابر» حتى يغسل عاره ويستطيع العيش بين «العُربان» فى قبيلة «بنى وركان» التى تحمل قيمة تسمى «الشرف» وتحاسب الفتاة التى تفرط فى هذا الشرف. ولمّا دخلت ـ سيدة الشاشة العربية ـ معركة ضد القوانين التى تلزم المرأة بالخضوع لزوجها، طلبت من الكاتبة «حُسن شاه» قصة تتناول قانون الأحوال الشخصية المصرى الذى كان يقهر المرأة ويجبرها على العودة «الطاعة « إلى بيت زوجها الذى تكرهه، وكان فيلم «أريد حلّاً» الذى جعل المشرع المصرى يعيد النظر فى هذا القانون، ومن يدرس الأفلام التى قدمتها فاتن سوف يجدها معبرة عن كل البيئات المصرية، ومنحازة بكل قوة للمرأة المكافحة الشريفة التى ترعى أولادها وتسعى من أجل أن تستر بناتها بالرزق الحلال، وهذا المعنى موجود بوضوح فى فيلم «يوم مر.. يوم حلو» ورحم الله فاتن حمامة، الفنانة الكبيرة القديرة. سميرغانم.. بدوى من «عرب الأطاولة» صناعته الضحك! عرفت الفنان الراحل «سميرغانم «بطريقين، من أحاديث أهل أسيوط، وهؤلاء ذكروه متباهين وفخورين وقالوا «سميرغانم من عرب الأطاولة»، ومن مسلسل ظريف خفيف شاهدته فى إجازة أولى إعدادى اسمه «حكاية ميزو» وكان هذا المسلسل بداية لمعرفتى بخفة ظل هذا الفنان. كان يؤدى دور الشاب «ميزو» الكذاب الذى يعبث بقلب الآنسة «نفيسة» ـ الفنانة فردوس عبدالحميد ـ وكانت الفنانة «نعيمة وصفى» تقوم بدور العمة، عمَّة ميزو.. ولأننى كنت الطفل القروى الخالى الذهن كنت أضحك لأداء سمير غانم حتى تدمع عيناى، وتوالت المشاهدات، فكانت فوازير «فطوطة» واحدا من مصادر البهجة فى شهر رمضان ـ فى سنة 1983 ـ وكانت هذه الفوازير تشغل المجتمع المصرى كله، هناك جيش موظفى البريد الذى يتولى حمل أجولة الرسائل التى كتبها المشاهدون وفيها حلول الفوازير، وهناك جيش آخر تخصص فى بيع حلول الفوازير مع نهاية الأسبوع الأول من رمضان، وهذا النجاح الجماهيرى الرهيب لم يجعل «سميرغانم» يزعم أنه فيلسوف ساخر، هو «بدوى» من قبيلة «عرب الأطاولة» الموجودة فى أسيوط وقرية «الهيشة» وقرية «العزبة والعرب» فى مركزى «طما» وأخميم التابعين لمحافظة سوهاج، وكان والده ضابط شرطة كبيرا فى وزارة الداخلية، وكانت صناعة الضحك هى مهنته الوحيدة التى عاش بها ولها رحمه الله بواسع رحمته وقد غادر الدنيا فى «20 مايو 2021» بعد أن أضحك الناس لسنوات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store