logo
#

أحدث الأخبار مع #«الستكوم»

الهادي البكوش يكتب عن «مستقبل زاهر» و«النجدين».. تطور ملموس رغم التحديات
الهادي البكوش يكتب عن «مستقبل زاهر» و«النجدين».. تطور ملموس رغم التحديات

الوسط

time١٨-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الوسط

الهادي البكوش يكتب عن «مستقبل زاهر» و«النجدين».. تطور ملموس رغم التحديات

الدراما بصفة عامة وعلى مستوى الوطن العربي لا ترتقي لمستوى ما قُدّم خلال السنوات الماضية، وكانت في العموم دون المتوسط، سواء في المضمون أو من ناحية الجانب الفني، باستثناء بعض الأعمال والتي تُعدّ على الأصابع، وأخص هنا بعض الأعمال السورية والتي نعلم بأنها تعاني من ظروف سياسية ومادية كانت سبباً في عدم جودة الإنتاج. وطبعاً، ليبيا ليست استثناء بالرغم من أننا لا نستطيع وضعها بالمقارنة وخصوصاً من حيث الكم، فنحن نعلم بأن الكم يؤثر في الكيف. حيث إن ليبيا تعتبر أقل إنتاجاً مقارنة ببقية الدول العربية في الإنتاج الدرامي، حيث أنتجت ليبيا عملين فقط ينطبق عليهما مواصفات العمل أو المسلسل الدرامي من إجمالي إنتاج بقية الدول العربية: مصر 48 مسلسلاً، سورية 18 مسلسلاً، الكويت 15 مسلسلاً، السعودية 17 مسلسلاً، العراق 20 مسلسلاً، والمغرب 17 مسلسلاً. نجد أن ليبيا تنتج فقط مسلسلين لا غير وهما «مستقبل زاهر» و«النجدين». وهذان المسلسلان ينطبق عليهما موصفات العمل الدرامي الذي يمكننا من خلالهما أن يجري مقارنتهما بما يُقدّم من أعمال عربية. - - - هناك بعض الإنتاجات الأخرى جرى تنفيذها، ولكننا لا نستطيع مقارنتها بما يسمى بالمسلسل الدرامي المتكامل، ويمكن تسميتها بـ«برامج المنوعات» أو «الست كوم» لأنها تعتمد على طرح المشاكل اليومية في قالب كوميدي تنتهي بانتهاء الموسم الرمضاني. بينما المسلسل دائماً ما يعتمد على قضايا مهمة سواء اجتماعية أو سياسية وغالباً ما يكون موثقاً لأحداث مهمة معاصرة أو تاريخية. وبالتالي، فإن المسلسل يمكننا عرضه طيلة الأوقات وربما حتى بعد سنوات من إنتاجه. مسلسل «مستقبل زاهر» وعندما نتحدث عن الأعمال الليبية هذا العام، قطعا سنذكر مسلسل «مستقبل زاهر» لمخرجه نزار الحراري والذي يعتبر هو الكاتب أيضاً. أحياناً كثيرة عندما يكون المخرج هو الكاتب ينتج عملاً جيداً بكل أبعاده بالرغم من أنني لا أفضل أن يكون المخرج هو الكاتب لأنه هنا يصبح دكتاتوراً يرفض أي تغير سواء في النص أو الحوار. وهذه إحدى الملاحظات التي أثارت انتباهي بالعمل، بينما نجح المخرج في كتابة فكرة العمل والسيناريو إلا أنني أراه قد أخفق في الحوار. ولكن تبقى تجربة جميلة للمخرج استطاع أن يقدم عملاً فنياً متكاملاً شدّ انتباه المتفرج إلى الحلقة ما قبل الأخيرة والتي قال عنها الكثير من المشاهدين بأنها تمهيد لجزء ثانٍ بعد النجاح الذي لاقاه المسلسل. من هنا أستطيع أن أقول بأن العمل كان ناجحاً بمقاييس المشاهد وبما قُدّم من أحداث تمس المشاهد، أيضاً بما قُدّمه الممثلون من أداء متفوق ويُعتبر نقلة جميلة لأغلب الممثلين من الجيلين. وبالتالي أستطيع أن أقول بأنه إذا تواجد النص الجيد والمخرج المتمكن والإنتاج المهني الذي يصرف على العمل واحتياجاته مع عناصر العمل من ممثلين جيدين وكاست فني مهني متكامل، قطعاً سنشاهد عملاً يرتقي لمصاف الأعمال العربية. وهذا ما شاهدناه من أعمال ليبية خلال السنوات الماضية من تطور وفتح الباب أمامها لتنتقل إلى مصاف الأعمال العربية الأخرى. ومن هنا أستطيع أن أقول إن هناك تطوراً ملموساً في صناعة الدراما في ليبيا. الدولة والاهتمام بالدراما كصناعة استراتيجية أتمنى من الدولة الاهتمام بهذه الصناعة الاستراتيجية والتي أصبحت اهتماماً لأغلب الدول، والاهتمام ببنيتها التحتية من استوديوهات تصوير وتأهيل فنيين من الشباب، علماً بأن الشباب الليبي أثبت مقدرته وتفوقه في التعامل مع الأدوات الرقمية والتي أصبحت من أساسيات هذه الصناعة. حيث لاحظنا بأن العملين قد استعانا بتقنيين من الشقيقة تونس. وهذا ليس عيباً في هذه الظروف، ولكن يجب على الدولة أن تهتم بهذا الجانب. طبعاً هنا لا يسعني إلا أن أشكر القطاع الخاص والقنوات الخاصة التي استطاعت أن تساهم في الإنتاج وفي تطوير صناعة الدراما بليبيا، في غياب الدولة. صناعة الدراما تعاني من مصاعب أثناء التنفيذ وخاصة في هذه الظروف السياسية مما جعل المنتجين يقومون بتنفيذ أعمالهم خارج الوطن، وذلك بسبب التصوير الخارجي والتنقل بالمواقع وعدم توفر التقنيين، وخصوصاً عندما يكون العمل كبيراً ويحتاج مجاميع أو تاريخياً أو يحتاج لتعدد مواقع التصوير. ومن هنا لا أستطيع أن أحمّل صناع الدراما هذا العام أكبر من استطاعتهم وأكثر مما قُدّم. أعتقد أن «مستقبل زاهر» عانى مخرجه من مصاعب كثيرة وخصوصاً من مواقع التصوير التي جرى حصرها بين واجهة البيوت: بيت الروافع، بيت الأستاذ حسن، وواجهة مركز الشرطة، في حين لو سمحت له الظروف لكان استفاد من الطرق والبنية التحتية الجديدة وجمال المدينة وتعدد سيارات المليشيات ومشاهد كثيرة، لأن من وظيفة صناعة الدراما هو التعريف بالبنية التحتية للدولة والشكل الجمالي للمدينة بنفس ما تقدم من انتقادات لبعض الأخطاء بالطرق ومناظر المدارس والمستشفيات. مسلسل «النجدين» وهذا أيضاً ما تعرض له مسلسل «النجدين» حيث جرى حصر التصوير داخل ديكور السجن ولقطات بيت المسؤول. أنا هنا لا أنتقد ولكن أتكلم عن المعاناة التي تعرض لها المخرج والمنتج أثناء التنفيذ. وفي العموم، أقول بأن العملين كانا بالمستوى المطلوب، وكل الشكر لمخرجي هذين العملين وكل من ساهم فيهما من ممثلين وتقنيين وفريق إنتاج. شكراً لكل أصحاب بقية البرامج التي قُدّمت لنا هذا الشهر. الهادي البكوش

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store