أحدث الأخبار مع #«السرطان

الدستور
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- الدستور
إشهار كتاب السرطان من المسافة صفر: عندما تخون الخلايا للدكتور عاصم منصور
نضال برقان أشهر مدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور كتابه المعنون «السرطان من المسافة صفر: عندما تخون الخلايا»، مساء أمس الأول، خلال حفل في المنتدى الثقافي بمؤسسة عبد الحميد شومان، بحضور نخبة من الأكاديميين والمعنيين. ويستعرض الدكتور منصور في كتابه الصادر حديثا، ويقع في 23 فصلا، على امتداد 677 صفحة من القطع المتوسط، المرض بمقاربة علمية مبسطة، ويتحدث عن طرق العلاج التقليدية والحديثة مثل الطب الدقيق والعلاج المناعي، كما يقدم قصصا حقيقية لتجارب مرضى في رحلتهم مع المرض الخبيث. وأشار الدكتور منصور خلال حفل الإشهار الذي تحدث فيه الدكتور منذر الحوارات والدكتور محمد عبد الحميد القضاة، وأداره الكاتب علي سعادة، إلى أن الكتاب ليس مشروعًا علميًا بحتًا ولا عملًا أدبيًا خالصًا، بل حصيلة رحلة شخصية وإنسانية عميقة، بدأت ملامحها منذ اللحظة التي اختار فيها أن يكون طبيبًا، واستمرت مع كل مريض التقاه، وكل قصة عاشها أو سمعها، وكل تحدٍّ واجهه في مسيرته الطبية والمهنية. وبين أن الكتاب يعد محاولة جادة للاقتراب من مرض السرطان، لا من منظار طبي بارد، بل من زاوية إنسانية وعلمية متوازنة، مؤكدا سعيه لأن يجعل الكتاب مُتاحًا للقارئ غير المختص، فصاغه بلغة مبسطة، لإيمانه بأن المعرفة ليست حكرًا على المختصين. من جهته قال الدكتور منذر الحوارات، إن الكتاب يقدّم سردًا بانوراميًا لمسيرة تطور وفهم وتشخيص وعلاج السرطان، لكنه لا يقتصر على العرض التاريخي أو الطبي، بل يُبنى على ثلاث ركائز أساسية، تتمثل في الإحاطة العلمية الدقيقة بالتطورات الطبية، بتسلسل منطقي ومبسط، والتوثيق الإنساني لمعارك المرضى مع الألم والأمل، من واقع العمل السريري في مركز الحسين للسرطان، من خلال شهادات حية لمرضى وأطباء، والطرح الفلسفي-الوجودي للمرض، كحالة تمرد بيولوجي وخيانة داخل الجسد وتحدٍ مجتمعي. وبين أن الدكتور عاصم يستخدم لغة هجينة بين العلمية والأدبية، يستعير من الفلسفة والسينما والشعر ليصوغ وصفًا غير تقني لمرض بالغ التعقيد. وهذا يُعدّ إنجازًا نادرًا في الكتابة الطبية، مؤكدا أن «السرطان من المسافة صفر»، هو أكثر من كتاب طبي؛ إنه مرآة نرى فيها هشاشتنا البشرية، وإرادتنا في النجاة، يربط بين التجربة الشخصية والعلمية، بين المريض والطبيب، بين الخلية والمجتمع. وقال الدكتور محمد عبد الحميد القضاة إن الكتاب لم يكتبه عاصم الطبيب، بل كتبه عاصم الأديب، مشيرا إلى أن الكتاب سيقرؤه كثيرون كقصة سلسة السرد جميلة المحتوى، لكن لن يقرأه أحد بنفس مشاعر من أصاب السرطان أحد أقرب الناس إليه، لأنه سيمس كل خلية من خلايا من عاش التجربة وسيجعل القارئ يعرف تماما معنى أن تخونك الحياة كما خانت الخلايا جسد صاحبها. يترأس الدكتور عاصم منصور مجلس إدارة مركز الحسين للسرطان بوصفه الرئيس التنفيذي والمدير العام وهو يحمل شهادة الاختصاص في الأشعة التشخيصية، وزمالة الاختصاص الفرعي في تشخيص أمراض الجهاز العصبي، ويحمل شهادة الطب من معهد فيتبسك الطبي، والزمالة البريطانية من الكلّية الملكيّة للأشعة في لندن، بالإضافة إلى درجة الماجستير في الإدارة الطبية من جامعة كارنيجي ميلون في الولايات المتحدة الأمريكية. كما حصل عام 2022 على لقب طبيب تنفيذي معتمد من الجمعية الأمريكية للأطباء القادة، بالإضافة إلى حصوله على شهادة الماجستير في اختصاص الصحة العامة من جامعة جون موريس في ليفربول عام 2023. الدكتور منصور مؤلّف وكاتب قام بنشر كتابه «عامان من العزلة... مآلات الجائحة» الذي صدر في أيلول 2021، وهو أيضا محرّر وكاتب في صحيفة الغد الأردنية اليومية، ومُراجع ومُحكّم في الكثير من المجلات العلمية، وشارك في تأليف أكثر من 100 ورقة علميّة منشورة في العديد من المجلات المُحكمة. في عام 2022، شارك في تأليف كتاب إلكتروني بالتعاون مع مجلة Frontiers in edicine بعنوان «أخلاقيات العلوم الطبية والحيوية خلال جائحة كورونا». وتم انتخاب الدكتور منصور عام 2022 عضواً في مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، وفي ذات العام تم اختياره كمفوّض في لجنة (The Lancet) العالمية المعنيّة بنشر أبحاث السرطان والأنظمة الطبية، وفي عام 2024 تم منحه جائزة دولة الكويت تقديراً لمجهوداته في مكافحة السرطان التي تمنحها منظمة الصحة العالمية للأشخاص الذين تركوا بصمةً في هذا المجال.

الدستور
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- صحة
- الدستور
عندما تخون الخلايا!
أعترف – بدايةً- للصديق الطبيب والأديب والمثقف، عاصم منصور، أنّني عشت ساعات طويلة من المتعة الذهنية والر عب النفسي، بين فصول وصفحات كتابه الجديد «السرطان من المسافة صفر: عندما تخون الخلايا»، وهو فعلاً عنوان دقيق وعميق، لأنّ مؤلفه يضعنا وجهاً لوجه مع السرطان، الذي يمثّل اسماً مرعباً لنا جميعاً، ويأخذنا في جولة تعريفية مدهشة لنتعرّف على كل ما نحتاج لنعرفه عن «الخلايا المنحرفة» المسؤولة عن هذا النوع من الأمراض، أو ما بات يعرف بعلم الأورام. من الصعوبة بمكان تصنيف الكتاب ضمن حقل معرفي معين، فهو ليس بكتاب طبّ بالمعنى الحرفي للكلمة، وليس كتاباً أدبياً أو رواية، وليس من باب الثقافة العامة فقط، وإن كان يجمع بين هذه الصنوف المختلفة بصورة أو بأخرى، ومن هنا تأتي أهمية وقيمة هذا الكتاب؛ فلولا الثقافة العلمية والصنعة الأدبية المميزة لطبيب الأشعة التشخيصية، ومدير مركز الحسين للسرطان، لما تمكّن من تقديم مثل هذا الجهد الهائل والمدهش، في تتّبع التاريخ البعيد لمرض السرطان (بالمناسبة من أطلق عليه هذا الاسم الطبيب اليوناني أبو قراط) من الحضارة اليونانية إلى الرومانية مروراً بالإسلامية والجهد الهائلة لكل من الزهراوي وابن سينا والرازي وابن زهر، ثم العصور الحديثة، بالتزاوج مع سردية قصصية وتاريخية جميلة لهذا التطوّر التاريخي على صعيد التعامل مع المرض نفسه أو علاجه، عبر ما يسميه ميشيل فوكو «جينولوجيا المفهوم». لم يكتف منصور بهذا العرض التاريخي المعمّق الجميل، بل أقحمنا في النقاشات والحوارات العلمية والحكايات المرتبطة بعلاج السرطان، مع تطبيقات واقعية على العديد من الحالات الأردنية، ومع استحضار قصة تطوّر مستشفى الحسين للسرطان والمراحل التي مرّ بها على الصعيد الإداري والمؤسسي والعلاجي أيضاً، حتى أصبح أحد أهم المستشفيات المتخصصة في هذا المجال بالمنطقة العربية عموماً. يشرح المؤلف (في كتابة الذي يكاد يقترب من 700 صفحة) الجوانب المتعلّقة بالسرطان من مختلف الجوانب؛ ما يتعلّق بالتشخيص والتشخيص المبكّر وأنواع العلاج وتطورها، مروراً بالروبوت، الذي تمّ استدخاله في مركز الحسين، وصولاً إلى وسائل الوقاية وتجنب المرض ومسبّباته المكتسبة؛ منها ما يتعلّق بالقضية الكبيرة؛ التبغ، النرجيلة ومنها ما يتعلق بالسمنة وبعض أنواع الطعام، ثم يتطرق إلى الجانب السيكولوجي ومعركة الوعي عبر حكايات ونماذج واقعية متنوعة، والذكاء الاصطناعي والتحديات التي يفرضها صحياً واقتصادياً وإنسانياً على صعيد العالم العربي! بعد أن تنهي الكتاب وتأخذ نفساً عميقاً من رحلة طويلة ذات فصول عديدة؛ ستشعر أنّك أصبحت أكثر إدراكاً ومعرفة بهذا العدو المراوغ الخطير، تلك الخلايا القاتلة في جسد الإنسان، وقد أزلت السحر عنها وصرت أكثر فهماً لماهيتها وطبيعتها وأنواعها المختلفة، وبالتالي أكثر فهماً لطبيعة المواجهة التي يخوضها ملايين البشر سنوياً مع هذا النوع من التحدّي، الذي يقلب حياتهم رأساً على عقب بمجرد اكتشافه وبدء رحلة التعامل معه، بما تتضمنه من مشاعر وهواجس وحالة نفسية وذهنية. هذا الكتاب يمثّل حقّاً إضافة مهمة ونوعية للمكتبة الأردنية والعربية والعالمية، لما يقدّمه من طرح فريد غير مألوف بعيداً عن اللغة الطبية الجافّة، فهو يؤنسن التعامل مع المشكلة الكبيرة، ويضعها في سياقاتها المتعددة والمختلفة، ويمثّل بحدّ ذاته كتاباً توعوياً تنويرياً من الضروري أن يتم الاهتمام به وأخذه على صعيد صياغة السياسات العامة، سواء ما يتعلّق بالتربية والتعليم أو الصحّة العامة، ويصلح أن يكون مدخلاً رئيسياً لفهم التعامل مع هذه الآفة الكبيرة التي لا تتوقف آثارها عند الجانب الإنساني الحزين، بل حتى على صعيد الاقتصاد الوطني وكلفته الكبيرة على الدولة والمجتمع.


أخبارنا
٢٣-٠٢-٢٠٢٥
- صحة
- أخبارنا
محمد ابو رمان : عندما تخون الخلايا!
أخبارنا : أعترف – بدايةً- للصديق الطبيب والأديب والمثقف، عاصم منصور، أنّني عشت ساعات طويلة من المتعة الذهنية والر عب النفسي، بين فصول وصفحات كتابه الجديد «السرطان من المسافة صفر: عندما تخون الخلايا»، وهو فعلاً عنوان دقيق وعميق، لأنّ مؤلفه يضعنا وجهاً لوجه مع السرطان، الذي يمثّل اسماً مرعباً لنا جميعاً، ويأخذنا في جولة تعريفية مدهشة لنتعرّف على كل ما نحتاج لنعرفه عن «الخلايا المنحرفة» المسؤولة عن هذا النوع من الأمراض، أو ما بات يعرف بعلم الأورام. من الصعوبة بمكان تصنيف الكتاب ضمن حقل معرفي معين، فهو ليس بكتاب طبّ بالمعنى الحرفي للكلمة، وليس كتاباً أدبياً أو رواية، وليس من باب الثقافة العامة فقط، وإن كان يجمع بين هذه الصنوف المختلفة بصورة أو بأخرى، ومن هنا تأتي أهمية وقيمة هذا الكتاب؛ فلولا الثقافة العلمية والصنعة الأدبية المميزة لطبيب الأشعة التشخيصية، ومدير مركز الحسين للسرطان، لما تمكّن من تقديم مثل هذا الجهد الهائل والمدهش، في تتّبع التاريخ البعيد لمرض السرطان (بالمناسبة من أطلق عليه هذا الاسم الطبيب اليوناني أبو قراط) من الحضارة اليونانية إلى الرومانية مروراً بالإسلامية والجهد الهائلة لكل من الزهراوي وابن سينا والرازي وابن زهر، ثم العصور الحديثة، بالتزاوج مع سردية قصصية وتاريخية جميلة لهذا التطوّر التاريخي على صعيد التعامل مع المرض نفسه أو علاجه، عبر ما يسميه ميشيل فوكو «جينولوجيا المفهوم». لم يكتف منصور بهذا العرض التاريخي المعمّق الجميل، بل أقحمنا في النقاشات والحوارات العلمية والحكايات المرتبطة بعلاج السرطان، مع تطبيقات واقعية على العديد من الحالات الأردنية، ومع استحضار قصة تطوّر مستشفى الحسين للسرطان والمراحل التي مرّ بها على الصعيد الإداري والمؤسسي والعلاجي أيضاً، حتى أصبح أحد أهم المستشفيات المتخصصة في هذا المجال بالمنطقة العربية عموماً. يشرح المؤلف (في كتابة الذي يكاد يقترب من 700 صفحة) الجوانب المتعلّقة بالسرطان من مختلف الجوانب؛ ما يتعلّق بالتشخيص والتشخيص المبكّر وأنواع العلاج وتطورها، مروراً بالروبوت، الذي تمّ استدخاله في مركز الحسين، وصولاً إلى وسائل الوقاية وتجنب المرض ومسبّباته المكتسبة؛ منها ما يتعلّق بالقضية الكبيرة؛ التبغ، النرجيلة ومنها ما يتعلق بالسمنة وبعض أنواع الطعام، ثم يتطرق إلى الجانب السيكولوجي ومعركة الوعي عبر حكايات ونماذج واقعية متنوعة، والذكاء الاصطناعي والتحديات التي يفرضها صحياً واقتصادياً وإنسانياً على صعيد العالم العربي! بعد أن تنهي الكتاب وتأخذ نفساً عميقاً من رحلة طويلة ذات فصول عديدة؛ ستشعر أنّك أصبحت أكثر إدراكاً ومعرفة بهذا العدو المراوغ الخطير، تلك الخلايا القاتلة في جسد الإنسان، وقد أزلت السحر عنها وصرت أكثر فهماً لماهيتها وطبيعتها وأنواعها المختلفة، وبالتالي أكثر فهماً لطبيعة المواجهة التي يخوضها ملايين البشر سنوياً مع هذا النوع من التحدّي، الذي يقلب حياتهم رأساً على عقب بمجرد اكتشافه وبدء رحلة التعامل معه، بما تتضمنه من مشاعر وهواجس وحالة نفسية وذهنية. هذا الكتاب يمثّل حقّاً إضافة مهمة ونوعية للمكتبة الأردنية والعربية والعالمية، لما يقدّمه من طرح فريد غير مألوف بعيداً عن اللغة الطبية الجافّة، فهو يؤنسن التعامل مع المشكلة الكبيرة، ويضعها في سياقاتها المتعددة والمختلفة، ويمثّل بحدّ ذاته كتاباً توعوياً تنويرياً من الضروري أن يتم الاهتمام به وأخذه على صعيد صياغة السياسات العامة، سواء ما يتعلّق بالتربية والتعليم أو الصحّة العامة، ويصلح أن يكون مدخلاً رئيسياً لفهم التعامل مع هذه الآفة الكبيرة التي لا تتوقف آثارها عند الجانب الإنساني الحزين، بل حتى على صعيد الاقتصاد الوطني وكلفته الكبيرة على الدولة والمجتمع.