logo
#

أحدث الأخبار مع #«العصفور»و»الرصاصة

الدراما والسياسة الخارجية.. القضية الفلسطينية نموذجًا
الدراما والسياسة الخارجية.. القضية الفلسطينية نموذجًا

بوابة الأهرام

time٠٤-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة الأهرام

الدراما والسياسة الخارجية.. القضية الفلسطينية نموذجًا

انتهى شهر رمضان المبارك وهو الشهر الذى يتسم بزخم فى إنتاج المسلسلات الدرامية التى تتناول العديد من القضايا التى تهم وطننا العظيم، ولكن لوحظ أن معظم الأعمال الدرامية تتناول قضايا داخلية دون تناول قضايا السياسة الخارجية وخاصة القضية الفلسطينية، ولأن الدراما والسينما المصرية لطالما كانت جزءًا أساسيًا من تشكيل الوعى الاجتماعى والسياسى فى مصر والعالم العربي. فمن خلال هذه الوسائل، تم تناول العديد من القضايا المحلية والدولية التى أثرت فى الوجدان الجمعى للأمة العربية فى الماضي. وعلى الرغم من أن السينما المصرية كانت دائمًا مرآة للمجتمع، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا ملحوظًا فى تناول قضايا السياسة الخارجية، وخاصة القضية الفلسطينية التى كانت فى وقت ما محورًا رئيسيًا للأعمال الفنية. هذا التراجع فى التناول الفنى للقضايا الخارجية لا يتوقف عند تأثيره على فهم المواطن المصرى لهذه القضايا، بل يمتد إلى تأثيره على وعى الأجيال القادمة ومواقفها تجاه القضايا العربية الكبري. السينما المصرية فى الستينيات كان لها دور كبير فى تسليط الضوء على القضايا العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص. أفلام مثل «العصفور» و»الرصاصة لا تزال فى جيبي» قدمت رؤى مأساوية عن الحرب والاحتلال الإسرائيلي، وجسدت بطولات الشعب الفلسطينى فى مواجهة الاحتلال، بينما كانت أفلام أخرى مثل «القدس فى يدنا» تروج لفكرة أن قضية فلسطين هى قضية الأمة العربية جمعاء. كان هناك ارتباط وثيق بين الفن والسياسة، حيث كان الفنانون يتناولون هذه القضايا ليس فقط من أجل الترفيه، ولكن أيضًا لتشكيل الوعى الجمعى بمسئولية الأمة تجاه قضاياها. ومع مرور الزمن، بدأ مشهد السينما والدراما فى مصر يتغير. ومع التطورات السياسية والاقتصادية فى المنطقة، بدأت الأعمال الفنية فى التركيز أكثر على القضايا المحلية، مثل قضايا الفقر، البطالة، والظروف الاجتماعية. وبالتالي، تراجعت الأعمال التى تناقش قضايا السياسة الخارجية، خاصة القضية الفلسطينية. وتكمن أهمية هذا التغيير فى أنه أدى إلى نقص فى الوعى الجماعى تجاه القضية الفلسطينية.. لطالما كانت القضية الفلسطينية بمثابة البوصلة التى توجه الفن العربى فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، حيث كانت السينما المصرية واحدة من أكثر الوسائل فعالية فى نقل معاناة الشعب الفلسطيني. فى أفلام مثل «الناصر صلاح الدين»، الذى جسد البطولة العربية فى مواجهة الاستعمار الغربي، و»حرب أكتوبر» التى تناولت الصراع العربى الإسرائيلي، كانت فلسطين وما يتعلق بها جزءًا أساسيًا من السرد الفني. فى العقود الأخيرة، أصبح هناك تراجع ملحوظ فى الأعمال الفنية التى تتناول القضية الفلسطينية أو الصراع العربى الإسرائيلي. فى الوقت الذى يزداد فيه الوضع الفلسطينى تعقيدًا، ويمر فيه الشعب الفلسطينى بمراحل مفصلية من الاحتلال والتهجير والاقتلاع، أصبح الإعلام الفنى فى مصر - بل وفى معظم الدول العربية - أقل اهتمامًا بمواكبة هذه التطورات. ولم يعد هناك، تقريبًا، أفلام سينمائية أو مسلسلات درامية تركز على الصراع الفلسطيني. يمكن إرجاع تراجع الاهتمام بالقضايا السياسية فى السينما المصرية إلى مجموعة من الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التى أثرت على صناعة السينما والدراما بشكل عام. أولاً: يمكن ملاحظة أن صناعة السينما فى مصر قد مرت بتحديات اقتصادية ضخمة فى السنوات الأخيرة، من تراجع فى الإنتاج السينمائي، وهو ما أدى إلى انصراف الكثير من المنتجين والمخرجين عن تناول قضايا السياسة الخارجية والتركيز على الموضوعات التى تضمن لهم نجاحًا تجاريًا أكبر. ثانيًا، التغيرات السياسية التى مر بها العالم العربى منذ بداية الألفية الجديدة كان لها دور كبير فى التراجع عن تناول قضايا السياسة الخارجية. مع تغير التحالفات الإقليمية، وتغير أولويات الدول العربية، أصبح من الصعب تناول بعض القضايا الحساسة، مثل القضية الفلسطينية، دون التورط فى سياسات معقدة أو إثارة ردود فعل غير متوقعة. قد لا يمتلك الشباب المصرى اليوم نفس الفهم العميق والوعى التاريخى الذى كان يمتلكه الأجيال السابقة فيما يخص القضية الفلسطينية. فبدلاً من أن يشاهدوا أفلامًا ودراما تعكس واقع هذه القضية، قد يواجهون خطابًا إعلاميًا ضعيفًا من حيث المعلومات الدقيقة والمبنية على أسس تاريخية. هذا يمكن أن يؤدى إلى انعدام التعاطف أو الفهم الصحيح لما يحدث فى فلسطين. لتصحيح هذا الوضع، هناك عدة خطوات يجب اتخاذها على عدة مستويات. أولاً، من الضرورى أن تتبنى الدولة المصرية والمؤسسات الثقافية والفنية استراتيجية واضحة لدعم الأعمال الفنية التى تعكس قضايا الأمة العربية والعالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ويجب تشجيع الكتاب والمخرجين على تناول هذه القضايا بحساسية وموضوعية، مع تأكيد الجانب الإنسانى والحقوقى فى أى قضية. ثانيًا: يجب العمل على تطوير صناعة السينما المصرية، بحيث تكون قادرة على المنافسة والإنتاج الفنى المتعدد الذى يعكس القضايا العالمية والمحلية. هذا يشمل تشجيع الأفلام التى تتناول التاريخ الفلسطينى المعاصر والتضحيات الفلسطينية فى وجه الاحتلال. ثالثًا: يمكن تعزيز التعاون بين السينمائيين المصريين والفلسطينيين والعرب بشكل عام لإنتاج أعمال فنية مشتركة، تسهم فى نقل رسائل تضامن واضحة مع الشعب الفلسطيني. مثل هذه الأعمال قد تكون بمثابة جسور ثقافية مهمة بين الشعوب العربية. يجب أن تكون هناك جهود واضحة ومشتركة من صناع الفن والإعلام والمجتمع المدنى لإعادة التركيز على قضايا السياسة الخارجية، بحيث تظل فلسطين قضية مركزية فى الوعى الجماعى المصرى والعربي، مما يسهم فى بناء جيل قادر على التفاعل مع قضايا الأمة العربية والعالم بشكل أعمق وأوضح. ---------------------- وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store