#أحدث الأخبار مع #«الغرفةالمضيئة»,«نجمكالمفضل»,جامعةنورثويسترن,مفيدفوزى,ليلىرستم،بوابة ماسبيرو٢٠-٠١-٢٠٢٥ترفيهبوابة ماسبيرووداعا أميرة الحوار التليفزيونى ليلى رستم.. سيدة التناقضـات المدهشةسجلت حوارا وحيدا مع التليفزيون المصرى فى عيده ورفضت 30 عرضاً آخر للاحتفال بتكريمها تمنت.. أن يساعدها وزير الإعلام للحصول على نسخة من برامجها فى تليفزيونات لبنان وتونس! اندهشت.. لأنها لا تجد فرقاً الآن بين المذيعات وعارضات الأزياء! ليلى رستم، ابنة المهندس عبدالحميد بك رستم، وابنة أخى الفنان زكى رستم.. اشتهرت فى فترة الستينات.. بدأت كمذيعة تليفزيونية مع ميلاد التليفزيون المصرى فى 23 يوليو 1960.. عملت كمذيعة ربط ثم قارئة للنشرة الفرنسية حاصلة على ماجستير فى الصحافة من جامعة نورث ويسترن بالولايات المتحدة الأمريكية.. خلال فترة عملها بالتليفزيون المصرى قدّمت العديد من البرامج السياسية والاجتماعية والفنية، منها «نافذة على العالم» ويتضمن أهم الأحداث فى كل أسبوع، وبرنامج «الغرفة المضيئة» وكان يعده مفيد فوزى ويتضمن أهم حدث محلى، وبرنامج «نجمك المفضل» من إعداد مفيد فوزى أيضاً وكان برنامجا أسبوعيا استمر لمدة ثلاث سنوات قدّمت خلالها 150 حلقة مع كبار الممثلين والأدباء والشعراء أمثال محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفاتن حمامة وطه حسين ويوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس وعمر الشريف ومصطفى أمين وعلى أمين، كما استضافت الملاكم الأمريكى محمد على كلاى. بمناسبة رحيلها ننشر لها حوارا نادرا نشر على صفحات مجلة "الإذاعة والتليفزيون" فى عددها الصادر بتاريخ 18 أغسطس 2011.. أجرى الحوار معها الكاتب الصحفى أيمن الحكيم.. فإلى نص الحوار.. الانطباع الأول الذى تخرج به من قراءة وتحليل وتأمل سيرتها المهنية والإنسانية أنها سيدة المتناقضات المدهشة.. أن كل تاريخها مثلاً على الشاشة لا يزيد على ست سنوات ونصف، تقع بين طلتها الأولى على شاشة التليفزيون المصرى عند ميلاده فى عام 1960، وبين رحيلها عنه فى أخريات عام 1966، عندما اضطرتها ظروفها الشخصية لأن تتنازل عن كل ما حققته من شهرة، وتحزم حقائبها فى هدوء وتطير إلى بيروت لتستقر بها إلى جوار زوجها فى عمله الجديد.. ست سنوات ونصف فقط صنعت فيها تاريخاً واسماً يكاد يتحول إلى أسطورة، رغم أن غيرها ظل على الشاشة نفسها لسنوات مضاعفة بإلحاح أشد وبإمكانيات أكبر، ولم يترك فى وجدان الناس أى أثر ولا تأثير.. بل ضاع ذكره بمجرد أن توقف ظهوره وانتهت صلاحيته. أما ذات السنوات الست والنصف فما زال اسمها محفوراً، واسمها مذكوراً، ويكفى أن تنطق به.. ليلى رستم.. حتى تتداعى شلالات من الحكايات والذكريات فى نفوس الذين عرفوها وعاصروها وقارنوها -حضورا وموهبة - بسيدة الشاشة السينمائية فاتن حمامة.. وجعلوها سيدة الشاشة التليفزيونية. سيدة المتناقضات المدهشة.. فى مدرسة الراهبات، حيث تعلمت وعاشت 13 سنة من عمرها، راحوا يعلمونها أصل الكلام، وأن البنت المهذبة ينبغى أن تتقن النظام والهدوء، وتضع دائماً فرامل على لسانها، ولا تستفز الذى أمامها، لا بالكلمات ولا الحركات.. فإذا بها بكل ما تعلمته، وتفعل العكس تماماً عندما جلست أمام الكاميرا لتحاور ضيوفها.. وتتفنن فى استفزازهم، لتخرج منهم كل الأسرار الممكنة، وتصطدم بالغرف المغلقة فى حياتهم، وتتجاوز الإشارات الحمراء. حادة.. سريعة كالقذيفة.. لم يبالغ النقاد كثيراً عندما وصفوها وشبهوها بـ"المتراليوز".. الرشاش سريع الطلقات.. وهو المعنى نفسه الذى قصده صحفى شهير عندما أراد أن يوصله لها بأسلوب مهذب: "يبدو أن الطبيب الذى استأصل لك اللوز وأنت صغيرة أخطأ واستأصل قلبك.. أشك أن عندك قلبا"!.. مداعبة سمعتها ليلى رستم ولم تعلق عليها سوى بنصف ابتسامة، اقتناعاً منها بسلامة موقفها، لأن النجم عندها غارق حتى أذنيه فى كلمات المديح وبحور الزيف وأضواء النجومية، واعتماده على الدلع والطبطبة من الجميع.. فلماذا لا يتنازل لدقائق يعيش فيها على طبيعته، ويخلع قناع النجومية، وملابس الشهرة، وتقيم معه حواراً خالياً من الطبطبة، يتكلم فيه بصراحة وجرأة وبلا لف ولا دوران؟!.. مدرسة فى الحوار سجلتها ليلى رستم باسمها فى تاريخ الإعلام العربى.. أذكر أن الإعلامية الشهيرة هالة سرحان قالت لى مرة: "مافيش ولا مذيعة مصرية أو عربية جاءت بجديد من أيام ليلى رستم.. كلنا بنقلدها وبنحاول نعمل زيها"..! سيدة المتناقضات المدهشة.. منحتها شاشة التليفزيون نجومية طاغية وشهرة مدوية.. ينتظر الجمهور ظهورها على الشاشة ويضبط مواعيده على برامجها.. فى بدايات التليفزيون كانت تظهر ثلاث مرات يومياً على الشاشة.. الرابعة والنصف لتقدم حلقة من برنامج يعلم اللغة الإنجليزية.. السابعة والنصف لتقرأ نشرة الأخبار الفرنسية.. التاسعة لتقدم برنامجها الأشهر "نجمك المفضل".. ( بعد نجمك المفضل قدمت الغرفة المضيئة ثم 20 سؤالاً). تسير فى الشارع فيلتف حولها الناس إعجاباً، ويشيرون إليها "مش حضرتك ليلى رستم بتاعة التليفزيون".. تصل إلى مبنى التليفزيون فتجد "زكيبة" خطابات فى انتظارها.. تعيش عيشة النجوم، رغم أن مرتبها لا يزيد على 25 جنيهاً، تنفق نصفه على التاكسيات والكوافيرات.. والباقى على شراء ملابس تليق بوضعها ومركزها ونجوميتها وبرامجها اليومية.. ورغم أنها لم يكن لها مكتب فى التليفزيون، وتضطر لاستقبال ضيوفها فى طرقات التليفزيون وممراته.. فى بداية التحاقها بالتليفزيون كانت تشارك زميلتها سلوى حجازى فى الغرفة رقم 647، التى أطلقت عليها ليلى لقب الزنزانة، إذ لم يكن بها شباك ولا تليفزيون.. ومع ذلك استكثروا عليها "الزنزانة" ووجدت نفسها بلا مكتب! جاءتها الشهرة تسعى.. كان اسمها يتردد فى كل مكان، وعلى كل لسان، اعترافاً بموهبتها ونجاحها.. الموهبة التى جعلت قيادات التليفزيون يختارونها حصرياً لتجرى حواراً مع الزعيمة الهندية "أنديرا غاندى" عندما جاءت لتزور القاهرة فى صيف عام 1966.. والنجاح الذى جعل نجوم السينما وأساطير الغناء يسعون للظهور فى برامجها.. هى تحديداً! ومع ذلك فإن ليلى رستم كانت أكثر الناس ضيقاً بتلك الشهرة، وهروباً منها.. وما زالت. اتصلت بها على تليفون منزلها الأسبوع الماضى، طالباً تحديداً موعد لإجراء حوار معها بمناسبة العيد الخمسين للتليفزيون، بوصفها واحدة من أبراز نجماته على مدار كل أجياله.. وجاءنى صوتها المميز الذى لم يفقده الزمن ألقه وسحره: اعذرنى مش قادرة.. أنا فى خلال أسبوع اتصل بى 30 جورنال ومجلة عايزين يعملوا حوارات معى.. أنا مستغربة جداً من (الهجوم) ده؟ المفروض دى حاجة تبسطك مش تضايقك.. ده معناه ان الناس بتحبك ومشتاقة تسمعك وتطمن على أخبارك؟ طب أجيب وقت منين؟.. الحاجة الوحيدة اللى وافقت أظهر فيها فيلم تسجيلى بيعمله التليفزيون المصرى بالمناسبة دى.. وبعتولى جواب رسمى بختم النسر علشان أوافق.. وكان لازم أوافق خاصة أن الفيلم مش عنى أنا تحديداً، إنما عن الرواد اللى عملوا التليفزيون وصنعوا نجاحه.. قالوا لى إنهم سجلوا مثلا مع د.عبدالقادر حاتم وزير الإعلامى أيامى.. ودى المرة الوحيدة اللى هاظهر فيها فى التليفزيون المصرى لأنى مش كنت ناوية أظهر! ده موقف ولا إيه؟ - الحقيقة زعلانة.. ما أزعلش إزاى لما اعرف انهم مسحوا كل شغلى.. مافيش فى مكتبة التليفزيون ولا شريط لى ولا أى برنامج من برامجى.. مسحوا تاريخى.. أنا كنت سايبة تراث مهم مع كل نجوم مصر اللى حاورتهم.. أكثر من 300 ساعة مع مبدعين كبار ومشاهير.. كل ده اتمسح. منين التأكيد ده انه اتمسح؟ رئيس الاتحاد كتر خيره عمل لجنة جرد تشوف شغلى اللى فى أرشيف التليفزيون.. لم يعثروا على شىء.. فى تصورى أن الكارثة دى حصلت فى الفترة بعد نكسة 67، لأنه كان فيه أزمة شرائط، وكانوا يضطرون للتسجيل على الشرائط القديمة الموجودة فى الأرشيف.. المهم يشتغلوا والسلام حتى لو مسحوا تراث مهم وذاكرة أمة..! وإزاى حضرتك مش محتفظة ببرامجك؟ أولاً ماكنتش أفتكر أنهم هيمسحوها بالسهولة دى.. ثانياً كان التسجيل وقتها صعبا.. ولذلك لازم نحترم جهود واحد زى وجدى الحكيم.. لأنه بجهوده الشخصية قدر يحافظ على تراث نادر ويحتفظ به فى مكتبته.. وبرامجك الأخرى اللى عملتيها خارج مصر؟! دى موجودة فى لبنان والإمارات وتونس.. ياريت المسئولين فى التليفزيون يعملوا فىَّ خدمة جليلة ويطلبوا نسخة منها.. أكون شاكرة لو عملوا كده! إيه اللى بيعجبك دلوقتى فى التليفزيون.. برامج ومذيعين؟! أنا ما باتفرجش أصلاً على التليفزيون.. ماعنديش وقت. لكن حضرتك ظهرت على شاشة التليفزيون فى افتتاح برنامج "البيت بيتك" عام 2004، علشان تقدمى مذيعة! مش فاكرة.. الدنيا ليلتها كانت زحمة قوى.. وأنا قلت ملاحظاتى على التليفزيون المصرى على الهوا. إيه الفرق بين نجمك المفضل.. والبرامج اللى بتستضيف النجوم دلوقتى؟ ما أقدرش أقارن.. كل شىء مختلف.. ما أقدرش أقارن.. كفاية أن المعد اللى كان بيشتغل معايا فى برامجى هو مفيد فوزى.. ولو إن مفيد فوزى دلوقتى بقى نجم وأظن أنه ما يحبش يجيب سيرة الفترة دى اللى كان بيشتغل فيها معد تليفزيونى معايا..
بوابة ماسبيرو٢٠-٠١-٢٠٢٥ترفيهبوابة ماسبيرووداعا أميرة الحوار التليفزيونى ليلى رستم.. سيدة التناقضـات المدهشةسجلت حوارا وحيدا مع التليفزيون المصرى فى عيده ورفضت 30 عرضاً آخر للاحتفال بتكريمها تمنت.. أن يساعدها وزير الإعلام للحصول على نسخة من برامجها فى تليفزيونات لبنان وتونس! اندهشت.. لأنها لا تجد فرقاً الآن بين المذيعات وعارضات الأزياء! ليلى رستم، ابنة المهندس عبدالحميد بك رستم، وابنة أخى الفنان زكى رستم.. اشتهرت فى فترة الستينات.. بدأت كمذيعة تليفزيونية مع ميلاد التليفزيون المصرى فى 23 يوليو 1960.. عملت كمذيعة ربط ثم قارئة للنشرة الفرنسية حاصلة على ماجستير فى الصحافة من جامعة نورث ويسترن بالولايات المتحدة الأمريكية.. خلال فترة عملها بالتليفزيون المصرى قدّمت العديد من البرامج السياسية والاجتماعية والفنية، منها «نافذة على العالم» ويتضمن أهم الأحداث فى كل أسبوع، وبرنامج «الغرفة المضيئة» وكان يعده مفيد فوزى ويتضمن أهم حدث محلى، وبرنامج «نجمك المفضل» من إعداد مفيد فوزى أيضاً وكان برنامجا أسبوعيا استمر لمدة ثلاث سنوات قدّمت خلالها 150 حلقة مع كبار الممثلين والأدباء والشعراء أمثال محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفاتن حمامة وطه حسين ويوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس وعمر الشريف ومصطفى أمين وعلى أمين، كما استضافت الملاكم الأمريكى محمد على كلاى. بمناسبة رحيلها ننشر لها حوارا نادرا نشر على صفحات مجلة "الإذاعة والتليفزيون" فى عددها الصادر بتاريخ 18 أغسطس 2011.. أجرى الحوار معها الكاتب الصحفى أيمن الحكيم.. فإلى نص الحوار.. الانطباع الأول الذى تخرج به من قراءة وتحليل وتأمل سيرتها المهنية والإنسانية أنها سيدة المتناقضات المدهشة.. أن كل تاريخها مثلاً على الشاشة لا يزيد على ست سنوات ونصف، تقع بين طلتها الأولى على شاشة التليفزيون المصرى عند ميلاده فى عام 1960، وبين رحيلها عنه فى أخريات عام 1966، عندما اضطرتها ظروفها الشخصية لأن تتنازل عن كل ما حققته من شهرة، وتحزم حقائبها فى هدوء وتطير إلى بيروت لتستقر بها إلى جوار زوجها فى عمله الجديد.. ست سنوات ونصف فقط صنعت فيها تاريخاً واسماً يكاد يتحول إلى أسطورة، رغم أن غيرها ظل على الشاشة نفسها لسنوات مضاعفة بإلحاح أشد وبإمكانيات أكبر، ولم يترك فى وجدان الناس أى أثر ولا تأثير.. بل ضاع ذكره بمجرد أن توقف ظهوره وانتهت صلاحيته. أما ذات السنوات الست والنصف فما زال اسمها محفوراً، واسمها مذكوراً، ويكفى أن تنطق به.. ليلى رستم.. حتى تتداعى شلالات من الحكايات والذكريات فى نفوس الذين عرفوها وعاصروها وقارنوها -حضورا وموهبة - بسيدة الشاشة السينمائية فاتن حمامة.. وجعلوها سيدة الشاشة التليفزيونية. سيدة المتناقضات المدهشة.. فى مدرسة الراهبات، حيث تعلمت وعاشت 13 سنة من عمرها، راحوا يعلمونها أصل الكلام، وأن البنت المهذبة ينبغى أن تتقن النظام والهدوء، وتضع دائماً فرامل على لسانها، ولا تستفز الذى أمامها، لا بالكلمات ولا الحركات.. فإذا بها بكل ما تعلمته، وتفعل العكس تماماً عندما جلست أمام الكاميرا لتحاور ضيوفها.. وتتفنن فى استفزازهم، لتخرج منهم كل الأسرار الممكنة، وتصطدم بالغرف المغلقة فى حياتهم، وتتجاوز الإشارات الحمراء. حادة.. سريعة كالقذيفة.. لم يبالغ النقاد كثيراً عندما وصفوها وشبهوها بـ"المتراليوز".. الرشاش سريع الطلقات.. وهو المعنى نفسه الذى قصده صحفى شهير عندما أراد أن يوصله لها بأسلوب مهذب: "يبدو أن الطبيب الذى استأصل لك اللوز وأنت صغيرة أخطأ واستأصل قلبك.. أشك أن عندك قلبا"!.. مداعبة سمعتها ليلى رستم ولم تعلق عليها سوى بنصف ابتسامة، اقتناعاً منها بسلامة موقفها، لأن النجم عندها غارق حتى أذنيه فى كلمات المديح وبحور الزيف وأضواء النجومية، واعتماده على الدلع والطبطبة من الجميع.. فلماذا لا يتنازل لدقائق يعيش فيها على طبيعته، ويخلع قناع النجومية، وملابس الشهرة، وتقيم معه حواراً خالياً من الطبطبة، يتكلم فيه بصراحة وجرأة وبلا لف ولا دوران؟!.. مدرسة فى الحوار سجلتها ليلى رستم باسمها فى تاريخ الإعلام العربى.. أذكر أن الإعلامية الشهيرة هالة سرحان قالت لى مرة: "مافيش ولا مذيعة مصرية أو عربية جاءت بجديد من أيام ليلى رستم.. كلنا بنقلدها وبنحاول نعمل زيها"..! سيدة المتناقضات المدهشة.. منحتها شاشة التليفزيون نجومية طاغية وشهرة مدوية.. ينتظر الجمهور ظهورها على الشاشة ويضبط مواعيده على برامجها.. فى بدايات التليفزيون كانت تظهر ثلاث مرات يومياً على الشاشة.. الرابعة والنصف لتقدم حلقة من برنامج يعلم اللغة الإنجليزية.. السابعة والنصف لتقرأ نشرة الأخبار الفرنسية.. التاسعة لتقدم برنامجها الأشهر "نجمك المفضل".. ( بعد نجمك المفضل قدمت الغرفة المضيئة ثم 20 سؤالاً). تسير فى الشارع فيلتف حولها الناس إعجاباً، ويشيرون إليها "مش حضرتك ليلى رستم بتاعة التليفزيون".. تصل إلى مبنى التليفزيون فتجد "زكيبة" خطابات فى انتظارها.. تعيش عيشة النجوم، رغم أن مرتبها لا يزيد على 25 جنيهاً، تنفق نصفه على التاكسيات والكوافيرات.. والباقى على شراء ملابس تليق بوضعها ومركزها ونجوميتها وبرامجها اليومية.. ورغم أنها لم يكن لها مكتب فى التليفزيون، وتضطر لاستقبال ضيوفها فى طرقات التليفزيون وممراته.. فى بداية التحاقها بالتليفزيون كانت تشارك زميلتها سلوى حجازى فى الغرفة رقم 647، التى أطلقت عليها ليلى لقب الزنزانة، إذ لم يكن بها شباك ولا تليفزيون.. ومع ذلك استكثروا عليها "الزنزانة" ووجدت نفسها بلا مكتب! جاءتها الشهرة تسعى.. كان اسمها يتردد فى كل مكان، وعلى كل لسان، اعترافاً بموهبتها ونجاحها.. الموهبة التى جعلت قيادات التليفزيون يختارونها حصرياً لتجرى حواراً مع الزعيمة الهندية "أنديرا غاندى" عندما جاءت لتزور القاهرة فى صيف عام 1966.. والنجاح الذى جعل نجوم السينما وأساطير الغناء يسعون للظهور فى برامجها.. هى تحديداً! ومع ذلك فإن ليلى رستم كانت أكثر الناس ضيقاً بتلك الشهرة، وهروباً منها.. وما زالت. اتصلت بها على تليفون منزلها الأسبوع الماضى، طالباً تحديداً موعد لإجراء حوار معها بمناسبة العيد الخمسين للتليفزيون، بوصفها واحدة من أبراز نجماته على مدار كل أجياله.. وجاءنى صوتها المميز الذى لم يفقده الزمن ألقه وسحره: اعذرنى مش قادرة.. أنا فى خلال أسبوع اتصل بى 30 جورنال ومجلة عايزين يعملوا حوارات معى.. أنا مستغربة جداً من (الهجوم) ده؟ المفروض دى حاجة تبسطك مش تضايقك.. ده معناه ان الناس بتحبك ومشتاقة تسمعك وتطمن على أخبارك؟ طب أجيب وقت منين؟.. الحاجة الوحيدة اللى وافقت أظهر فيها فيلم تسجيلى بيعمله التليفزيون المصرى بالمناسبة دى.. وبعتولى جواب رسمى بختم النسر علشان أوافق.. وكان لازم أوافق خاصة أن الفيلم مش عنى أنا تحديداً، إنما عن الرواد اللى عملوا التليفزيون وصنعوا نجاحه.. قالوا لى إنهم سجلوا مثلا مع د.عبدالقادر حاتم وزير الإعلامى أيامى.. ودى المرة الوحيدة اللى هاظهر فيها فى التليفزيون المصرى لأنى مش كنت ناوية أظهر! ده موقف ولا إيه؟ - الحقيقة زعلانة.. ما أزعلش إزاى لما اعرف انهم مسحوا كل شغلى.. مافيش فى مكتبة التليفزيون ولا شريط لى ولا أى برنامج من برامجى.. مسحوا تاريخى.. أنا كنت سايبة تراث مهم مع كل نجوم مصر اللى حاورتهم.. أكثر من 300 ساعة مع مبدعين كبار ومشاهير.. كل ده اتمسح. منين التأكيد ده انه اتمسح؟ رئيس الاتحاد كتر خيره عمل لجنة جرد تشوف شغلى اللى فى أرشيف التليفزيون.. لم يعثروا على شىء.. فى تصورى أن الكارثة دى حصلت فى الفترة بعد نكسة 67، لأنه كان فيه أزمة شرائط، وكانوا يضطرون للتسجيل على الشرائط القديمة الموجودة فى الأرشيف.. المهم يشتغلوا والسلام حتى لو مسحوا تراث مهم وذاكرة أمة..! وإزاى حضرتك مش محتفظة ببرامجك؟ أولاً ماكنتش أفتكر أنهم هيمسحوها بالسهولة دى.. ثانياً كان التسجيل وقتها صعبا.. ولذلك لازم نحترم جهود واحد زى وجدى الحكيم.. لأنه بجهوده الشخصية قدر يحافظ على تراث نادر ويحتفظ به فى مكتبته.. وبرامجك الأخرى اللى عملتيها خارج مصر؟! دى موجودة فى لبنان والإمارات وتونس.. ياريت المسئولين فى التليفزيون يعملوا فىَّ خدمة جليلة ويطلبوا نسخة منها.. أكون شاكرة لو عملوا كده! إيه اللى بيعجبك دلوقتى فى التليفزيون.. برامج ومذيعين؟! أنا ما باتفرجش أصلاً على التليفزيون.. ماعنديش وقت. لكن حضرتك ظهرت على شاشة التليفزيون فى افتتاح برنامج "البيت بيتك" عام 2004، علشان تقدمى مذيعة! مش فاكرة.. الدنيا ليلتها كانت زحمة قوى.. وأنا قلت ملاحظاتى على التليفزيون المصرى على الهوا. إيه الفرق بين نجمك المفضل.. والبرامج اللى بتستضيف النجوم دلوقتى؟ ما أقدرش أقارن.. كل شىء مختلف.. ما أقدرش أقارن.. كفاية أن المعد اللى كان بيشتغل معايا فى برامجى هو مفيد فوزى.. ولو إن مفيد فوزى دلوقتى بقى نجم وأظن أنه ما يحبش يجيب سيرة الفترة دى اللى كان بيشتغل فيها معد تليفزيونى معايا..