أحدث الأخبار مع #«الفلاشباك»

مصرس
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
ب9 عروض مجانية.. «ثقافة الشرقية» تستضيف المهرجان الإقليمي الختامي لشرائح المسرح
أعلن أحمد سامي خاطر، رئيس الإدارة المركزية لإقليم شرق الدلتا الثقافي، مدير عام فرع ثقافة الشرقية، انطلاق عروض المهرجان الإقليمي الختامي لشرائح المسرح، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتبدأ العروض خلال الفترة من 13 إلى 21 من شهر مايو الجاري، في الساعة التاسعة مساءً، ومن المقرر أن تبدأ بالعرض المسرحي «زمكان» تأليف محمد على إبراهيم، إخراج محمود عمران التابع لشريحة قصر ثقافة الزقازيق. وأوضح مدير الفرع، أن العروض الخاصة بثقافة الشرقية مستمرة بمسرحية «عين بصيرة»، تأليف أحمد عبدالرازق، إخراج السيد عوني، والتي تسرد فكرة الصراع بين الخير والشر، وسيطرة الشيطان على القلوب والعقول.وأشار «خاطر» أنه من المقرر أن يتم العرض المسرحي «محاكمة تاجر البندقية» لوليام شكسبير، إخراج وفيق محمود والتى تدور أحداثه في فضاء «اللازمان واللامكان»، في الخامس عشر من شهر مايو، حيث يتم تقديم المسرحية دون استخدام بلاكات، ويظل جميع الممثلين على خشبة المسرح طوال مدة العرض، مع الإعتماد على الحركة والإضاءة للانتقال بسلاسة بين المشاهد، وتعتمد المسرحية على تقنية «الفلاش باك» الدرامية، حيث تبدأ بالمحاكمة، ثم تعود لسرد الحكاية، وتنتهي بالمشهد الختامي للمحكمة.وأوضح أن العروض تتوالى على مسرح قصر ثقافة الزقازيق، لتستضيف الفرق المسرحية لفرع ثقافة الدقهلية التابع لإقليم شرق الدلتا الثقافي، وتقدم العرض المسرحي «أحدب نوتردام» لفيكتور هوجو، وإخراج محمد المنسي.وعلى صعيد آخر، يتم تقديم العرض المسرحي «زمكان» تأليف محمد على ابراهيم، إخراج محمود عمران خلال الفترة من 11 حتى 13 مايو الجاري، على مسرح قصر ثقافة الزقازيق، ويرفع الستار في التاسعة مساءً، العروض إنتاج الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي.من جهته، أكد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، أن الثقافة هي إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، باعتبارها المكون الرئيسى الداعم لبناء شخصية المواطن المصرى، مشيرًا إلى الدور الهام الذي تقوم به المؤسسة الثقافية في نشر الوعي الثقافي، ومواكبة مختلف القضايا، والمساهمة في التنمية الفكرية للمجتمع من خلال الفن، وتقديم رسائل فنية في أشكال متعددة من شأنها المساهمة في نشر العادات السليمة، ومحاربة العادات السيئة والأفكار الهدامة.


الاتحاد
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
آية سماحة.. تواجه الرعب في «ظروف غامضة»
محمد قناوي (القاهرة) تعاقدت آية سماحة على مسلسل جديد يحمل اسم «ظروف غامضة»، بمشاركة أمير كرارة، ويُعرض على إحدى المنصات الرقمية، تأليف محمد ناير، وإخراج محمد بكير، ومكون من 10 حلقات، وتدور أحداثه في إطار رعب تشويقي حول جريمة قتل لتاجر قصب في الحلقة الأولى، ويُشارك أبطال العمل في البحث عن الجاني، وتُسرد الأحداث بطريقة «الفلاش باك». «باسورد» وكشفت آية سماحة عن مشاركتها في مسلسل «باسورد» الذي انتهت من تصويره قبل شهر رمضان الماضي، وهو مكون من 10 حلقات، وسيُعرض قريباً على إحدى المنصات الرقمية، موضحة أن العمل يعتمد على البطولة الشبابية، حيث يشارك في بطولته محمد السباعي، ورانيا منصور، وحازم إيهاب، ومطرب الراب شاهين، وجالا هشام، ويارا عزمي، وأحمد فريد، وعزة بهاء، وطارق النهري، تأليف محمد مهران وندى عبد الحفيظ، وإخراج أسامة عرابي. «كتالوج» أشارت آية سماحة إلى مشاركتها في بطولة مسلسل «كتالوج»، وهو مكون أيضاً من 10 حلقات، وانتهت من تصويره قبل أشهر عدة، ومن المقرر عرضه على إحدى المنصات الرقمية مايو المقبل، بطولة محمد فراج، وريهام عبد الغفور، وبيومي فؤاد، وتارا عماد، وصدقي صخر، وسماح أنور، وخالد كمال، وهو من تأليف وإخراج وليد الحلفاوي، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي، مؤكدة أن ما يميز المسلسلات القصيرة هو أن الجمهور أحبها لما تتضمنه من أحداث سريعة ومشوقة. «من أيام الجيزة» عن نشاطها السينمائي، قالت آية سماحة إنها انتهت من تصوير فيلم «من أيام الجيزة» الذي تتعاون فيه مع الفنان إياد نصار، وعمرو عبد الجليل، وحاتم صلاح، ومحمد لطفي، ويظهر محمد ممدوح كضيف شرف. وأوضحت أن الفيلم من فكرة هيثم سعيد، وتأليف أمجد الشرقاوي وشادي محسن، وإخراج مرقس عادل، لافتة إلى أنه عمل كوميدي تدور أحداثه حول فكرة لم تُقدم من قبل. نجاح «الكابتن» أعربت آية سماحة عن سعادتها بردود الفعل على شخصية «سما» التي قدمتها في مسلسل «الكابتن» الذي عُرض رمضان الماضي، قائلة: «ردود الفعل على المسلسل كانت إيجابية، والكثير من الناس أشادوا بالأداء والقصة، وهو ما يُعد نجاحاً كبيراً لنا جميعاً». وأعربت عن اعتزازها بالتعاون مع أكرم حسني للمرة الأولى، موضحة أنها شعرت بـ«كيميا» رائعة بينهما، مشيدة بالأسلوب المميز والسلس الذي يتعامل به أكرم مع الجميع داخل كواليس التصوير.


الاتحاد
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
مروان عبدالله: «مبخوت» أبعدني عن الكوميديا
تامر عبد الحميد (أبوظبي) أكد الممثل الإماراتي مروان عبدالله أن مسلسل «شغاب» أخرجه من عباءة الكوميديا وأظهره بحلة جديدة للمرة الأولى على شاشة «قناة الإمارات»، معتبراً أن هذا العمل التراثي الأضخم كان تحدياً كبيراً بالنسبة له، لاسيما أنه جسد شخصية مركبة هي «مبخوت»، وقدمها خلال 3 مراحل زمنية تمر بها أحداث المسلسل. 3 مراحل إن تقمص شخصية واحدة تمر بـ3 مراحل زمنية، بعمر الـ20 في الحقبة الأولى، والـ40 في الحقبة الثانية، والـ70 في الحقبة الأخيرة، من أصعب الأدوار التي من الممكن أن يؤديها الممثل سواء من ناحية الأداء أو الشكل، بحسب ما أكده مروان، قائلاً: للمرة الأولى أقدم شخصية درامية اجتماعية بحتة بعيداً عن الأدوار التي قدمتها في السابق سواء في التلفزيون أو السينما، وخصوصاً أنها غلب عليها جميعاً صفة الأعمال الكوميدية. وتابع: يأتي «مبخوت» ليظهرني بشكل مختلف، ويجعلني أعيش داخل قصة واحدة مع 3 شخصيات في عمل واحد، يسرد تاريخ دولة الإمارات بدءاً من أربعينيات القرن الماضي وحتى العصر الحديث، مقدماً رحلة عبر ثلاثة أجيال متعاقبة تعكس تطور المجتمع الإماراتي وتحولاته العميقة. خلافات ومطاردات ولفت مروان إلى أن الحكاية تبدأ في الوقت الحاضر، وعن طريق «الفلاش باك» يكشف وجود خلافات بين اثنين من الشباب هما «مبخوت» الذي يجسده مروان عبدالله و«جراح» الذي يجسده حميد العوضي، وعلى أثر هذه الخلافات والمطاردات يرحل «مبخوت» وخلال رحلته يقابل مجموعة من الشخصيات التي تلعب دوراً محورياً في حياته، وتساعده على الوقوف أمام النوخذة الظالم وإظهار الحق. سرد تاريخي وأضاف عبدالله: بين الماضي والحاضر يستعرض «شغاب» قصصاً إنسانية تنبض بروح المجتمع الإماراتي، حيث يغوص في تفاصيل الحياة اليومية لأجيال عدة، مسلطاً الضوء على التنوع الثقافي والموروث الاجتماعي الذي شكل الهوية الإماراتية، موضحاً أن أكثر ما يميز العمل أنه يمتاز بأسلوب تفاعلي يجمع بين الدراما المشوقة والسرد التاريخي العميق، ليمنح المشاهدين رحلة بصرية وزمنية عبر مراحل مختلفة من تاريخ الإمارات. درس تمثيل ويرى مروان أنه على الرغم من اعتزازه بالمشاركة في بطولة هذا العمل التراثي المحلي الضخم، فإن «شغاب» كان بالنسبة له عبارة عن درس في التمثيل، بحكم أنه يجمع نخبة من عمالقة الدراما الإماراتية، ومجموعة من الممثلين الشباب المتميزين الذي حققوا نجاحاً لافتاً في أعمال درامية سابقة، ويجتمع كل من الجيلين في هذه الملحمة التراثية لإظهار الإمكانات التي يتمتع بها الممثل الإماراتي وروح الفريق الواحد الذي تجمعه، مع وجود قصة عميقة صاغها الكاتب المبدع إسماعيل عبدالله، الذي أصبح «علامة مسجلة» في الكتابة للدراما التلفزيونية، وإخراج سردي مميز بمشاهد احترافية تولاه مصطفى رشيد الذي أصبح له بصمة فنية خاصة في إخراج المسلسلات الإماراتية وخصوصاً التراثية، بالإضافة إلى الاهتمام بأدق التفاصيل لإظهار عمل فني محلي يليق بمستوى المشاهد العربي، من قبل المنتج المنفذ حبيب غلوم، الذي دائماً يغرد خارج السرب في سباق «ماراثون رمضان». دعم المواهب الشابة أشاد الممثل مروان عبدالله بدعم شركة «أبوظبي للإعلام» للمواهب الجديدة في أغلب إنتاجاتها الدرامية، وإظهار الوجوه الشابة ومنها وجوه تظهر للمرة الأولى على شاشة التلفزيون، الأمر الذي يسهم في إثراء الحركة الفنية، وظهور إبداعات محلية في الدراما الإماراتية لتدخل وبقوة بأعمال خارج الصندوق وأفكار وأدوار متنوعة، تمنحها القدرة على التنافس في ماراثون دراما رمضان.


مصراوي
٠٢-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصراوي
تفكيك «الصعيدي»
تمامًا كما رحلة على متن طائرة، تطلب منك الروائية فاطمة العوا في مستهل روايتها «الصعيدي» (دار العين، 2025) أن تربط الأحزمة على وقع عبارة دالة تقول كلماتها: «هناك تشابهٌ في هذه الرواية مع الحقيقة.. هذا صحيح». رواية تبدأ بمقطع طويل من قصيدة للشاعر الفلسطيني جورج جريس فرح، نطالع فيها: «يا رفاقي، في صحارى التيهِ سِرنا ما تعبنا... كانَ وَهْمًا ما طعِمنا وسرابًا ما شربنا... نحنُ ما زلنا عِطاشًا وجِياعْ نحنُ ما زلنا نقاسي مِن ضَياعْ في صحارى التيهِ طُفنا ثمًّ عُدنا حيثُ كُنّا!» لا يقف الأدب عند حدود تعريفه باللغة، والقصة ليست «مجموعة من الجُمل» على حد تعريف رولان بارت، وليست «مجموعة إمكانات لغوية تركزت بطريقة خاصة في الاعتماد على مجموعة من الأحكام اللغوية البنيوية الرفيعة» على حد تعريف تودوروف. إن الأدب استخدامٌ خاص للغة، وتشكيل لغوي غير مألوف، ومن هنا يستخدم الأديب لغة الجماعة العادية استخدامًا خاصًا، إن لم نقل مبتكرًا. تتضمن رواية «الصعيدي» طبقات سردية عدة، ممتعة ومشوقة، يختفي عمقها الموغل، خلف الأحداث الظاهرة، وتحتاج إلى تفكيك دقيق. تأملْ الصفحة الأولى من الرواية تحت عنوان «الزلزال»: «التراب يُغرق وجهه وأنفه وفمه، لا يعرف ما الذي يحدث؟ كان قد عاد من محل مستلزمات البناء، حيث يعمل، وجد الحاج قد وضع الطعام في صينية في غرفته كما هي العادة. أكل بنهم شديد رغم بساطة الطعام، م دخل الحمَّام الصغير البدائي الملحق بالغرفة، توضأ وصلى بدعاءٍ كثيف ثم استلقى نائمًا. استيقظ فجأة مفزوعًا على شعورٍ بالاختناق، لا يرى شيئًا المكان مظلم تمامًا وتأتي من حوله أصوات أنين، من قريب ومن بعيد، يحاول أن ينهض لا يستطيع، كأن الحوائط سقطت ولا يستطيع النهوض» (ص 11). «كأن الحوائط سقطت ولا يستطيع النهوض». هذا الأسلوب الكافكاوي الذي يسيطر على المشهد سرعان ما يقودنا إلى عالم من الذكريات بطريقة «الفلاش باك»: «هل عاد به الزمن إلى يوم سقوط الموصل بعد سبعة أشهر من الحصار من قِبل الجيش العراقي شهر يوليو 2017؟ هل هذا كابوس سيفيق منه؟ هل عاد إلى يوم هُدم المقر فوقه وفوق زملائه في الكتيبة التابعة لداعش؟ كانوا في المكتب يحضِّرون لكيفية الدفاع عن منطقتهم في حين تتداعى كل المناطق الأخرى تحت قوة الهجوم والحصار، ودون مقدمات دوَّى الانفجار، وجد نفسه تحت الركام، نفس الشعور نفس التراب في الفم والأنف» (ص 12). نكتشف أننا أمام زلزال، حيث «أصوات كثيرة تطلب النجدة وتتقاطع رسائلها، استمرت مدة طويلة وبدأت تهدأ تدريجًا حتى ساد الصمت» (ص 12). وسط هذا الموقف العصيب، يتذكر «إليزابيث» ويتساءل عن مصيرها. إنها تشغل باله حتى وهو تحت الركام في سوريا: «كانت من الطالبات الإنجليزيات اللواتي قدِمن للتطوع مع دولة الخلافة وزوّجوهن للمجاهدين فورًا، كانت إليزابيث نصيبه، لم يستطع إتمام الزواج في البداية، كان يريد علاقة عاطفية غامرة، عاشا بعيدين بعضهما عن بعض، لا يستطيع أن يكون حيوانًا، يريدها أن تريده وتحبه، حتى بدأ الغزو وقبله الحصار، قرَّبهما الخطر، في آخر شهر قبل سقوط المدينة كانت حاملًا، أدمن جدائلها الذهبية، يراها فيتبدل عالمه» (ص 13-14). لا تبدو التفاصيل الغارقة في الواقعية، والمتقاطعة مع الأسئلة الفلسفية الحائرة، مجرد تعبير عن أفكار الروائي، بل إنها تبني عالم رواياته، في تداخل منسجم، يشبه تشابك قماش الدانتيلا. وهذا ما يدفع إلى التساؤل عن قدرة فاطمة العوا على تحويل شخصياتها العادية، إلى مرآة تعكس أعمق مشاعر الإنسان. ربما تبدو أفكار بعض قصص وروايات هذه الأديبة بسيطة ظاهرًا، لكنها تُخفي عوالم كاملة من الطبقات الفكرية والفلسفية، التي تمضي بعيدًا في البحث عن الهوية الداخلية للأبطال. قد تستوقفك تفاصيل دقيقة في الرواية تتضمن مواقف وسلوكيات إنسانية، لا تلتقطها إلا عين خبيرة، مثل: «جلس إلى الطبلية في الحوش أمام المنزل، كانت يده تحتكُّ بأيدي إخوته في أثناء التغميس في صينية المسقعة الأورديحي من غير لحم مفروم. كانت أمه تضحك، أمه التي تعمل في بيت العمدة منذ وفاة والدهم ثم قتل ابن العمدة نوح أخاه، مبهجة في جلبابها الأزرق الناصع المُزين بكور صغيرة صفراء عند الصدر» (ص 23). ونلتقط هذا أيضًا في «يغلق عينيه في خزي، تظهر المسقعة بين أسنان شقيقه نوح وهو يضحك» (ص 23). نقرأ أيضًا: «يسير حاملًا كوبًا من القهوة بيده اليُسرى لإصابة اليُمنى من جراء الزلزال. أول مرة يستخدم يده اليُسرى في الطعام والشراب» (ص 29). الصوت أحدُ أبطال رواية «الصعيدي»؛ إذ «يسمع صوت معاول تحفر تقترب وتبتعد، وتقترب وتبتعد، يودُّ لو يصرخ أنا هنا، أنا هنا، لكن شيئًا ما يدفعه للصمت» (ص 24). كذلك نطالع: «لا يسمع إلا أصوات معاول بعيدة، أصوات نداءات بعيدة أيضًا، هناك صوت من بعيد لما يشبه عددًا من عمال الإنقاذ وهم يقولون كأنما يكلمون أحدًا «يلَّا بدنا نغني يلَّا نغني» يرتفع الصوت بالغناء: يا شام أنتِ شامنا بيكي بنينا أحلامنا يا موت يا تشريد يا سورية ضلي واقفة رغم الجروح النازفة لا بد يلفى العيد» (ص 25). في موضع آخر نقرأ: «ردوا في أسى أنه الناجي الوحيد في حين يسمعون صوت بكاء رضيع، لكن ليس مؤكدًا أنهم سيصلون إليه» (ص 27). تمنح الروائية لقارئها عبر الفجوات السردية فرصة كي يحاول ملء النقاط الملغزة والمشاركة في لعبة السرد. ويعزز هذه الغاية ذاتها عبر الحضور الكثيف للرمز في صفحات الرواية (306 صفحات من القطع المتوسط)، الذي يدفع عبره القارئ إلى محاولة التأويل، واكتشاف الدلالة والمعنى. ويمكن القول إن أعمال فاطمة العوا تُجسِّد الطبيعة الإنسانية بكل مآلاتها وتشتتاتها وتناقضاتها. تُعري الرواية الأعطاب النفسية المتوارية خلف القلوب القاسية والابتسامات الواسعة. كما تأخذُنا الروائيَّة في رحلة طويلة مع شخصية «الصعيدي» بين سوريا وإنجلترا مرورًا بتركيا ومصر وإيران؛ لاجتياز متاهة غير تقليديَّة بين شخصيات الرواية. تفيضُ أحداث الرواية بشخصيَّاتٍ من جنسيَّاتٍ مختلفة، نتعرف إليها من خلال السطور وما بينها، ونرى الأدوار المختلفة لكُلٍّ منها في حياة البطل الرئيسي للرواية «الصعيدي» وكيف ربطت بينهم الحياة. في روايةٍ دسمة وثرية مليئة بالشجن والأمل، تتمكَّن فاطمة العوَّا من تشريح التفاصيل وتقدِّمها للقارئ كوجبةٍ مُشبِعة، في فنيَّات كتابة بديعة ترقَى إلى الحدث. بين شوارع سوريا ولندن وإيران وصعيد مصر، نعرف كيف تكون هشاشةُ الوجود الإنساني قادرةً على خلق الجمال والأمل رغم كل الظروف المحيطة والأحداث المؤسفة. وكما بدأتْ الرواية بقصيدة، انتهتْ بموشح للشيخ سيد النقشبندي ومن كلمات عبد الفتاح مصطفى: «مولاي إني ببابك قد بسطت يدي.. من لي ألوذ به إلاك يا سندي» (ص 306). حتى في رحلته الأخيرة للقاء «نواه/ نوح» ولده من إليزابيث، تحمل لنا الروائية الكثير من المفارقات المدهشة عن «الصعيدي» الذي يُصلَّى على جثمانه في القرية مع جثمان العمدة بعد صلاة الجمعة.


الاتحاد
١٤-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
أعمال عبد العزيز الغراز.. استعادة الأماكن عبر تساؤلات فلسفية
محمد نجيم (الرباط) تستدعي عملية تلقي الأعمال الفنية التي يبدعها التشكيلي المغربي عبد العزيز الغراز الكثير من التأمل، نظراً لما تكتنزه أعماله من عوالم فسيحة وأشكال متداخلة تكشف عن موهبة فنان خبر دهاليز اللوحة وأسرار الألوان والخطوط والعلامات والرموز. أعمال الغراز التي قدمها مؤخراً في معرضه «استذكار» بالرباط، تأتي امتداداً لمعارضه السابقة وتحمل بصمته الفنية وأسلوبه المتميّز، والتي تنفرد بها أعماله بتجريديتها الغنائية وأبعادها الهندسية المحملة بالشاعرية، وخلال افتتاح المعرض، قال الفنان الغراز، «إن لوحاته تستعيد الأماكن التي تركت بصمتها عليه، مع الحرص على صنع نوع من التناغم بين الصور المدمجة في لوحاته والفن التجريدي». حين نتأمل أعمال الغراز نجد نظرنا يبحث ما وراء الصورة، لأن عمله حجاب يخفي تساؤلات فلسفية حول مظاهر الطبيعة العجائبية، واهتمام الفنان الغراز، حسب ما كتب الناقد الفني شفيق الزكاري في كتيب المعرض، مرتبط ومتصل بالمشاعر والإحساسات الدفينة التي يصعب الغور في أعماقها وإدراك مقاصدها، فهي بمثابة قصائد شعرية لا يملك أدواتها التعبيرية والمخيالية إلا الشاعر في حد ذاته، لأنها تخلق حجاباً شفافاً بينه وبين المتلقي، ما يضفي على قراءة أعمال الفنان الغراز من حرية في تأويلها، هي تلك المساحات الفارغة، كحوار جدلي بين المملوء والفارغ سواء على مستوى اللون أو البياض الذي يكتسح جل أعماله بتسلسلها، لتصبح صفحات هي الأخرى التي تولد الدهشة والرهبة في مباشرتها سواء عند الفنان التشكيلي أو الكاتب بصفة عامة. أما فيما يخص البنية اللونية في تجربة الفنان عبد العزيز الغراز، فقد اعتمدت على عملية مباشرة لا تحتاج لمزج خضاب الألوان فوق سند غير السند الأصلي أي القماش، بل إنه بقي محافظاً على أصل الألوان واستعمالها انطلاقاً من بؤرتها الجنينية، مع الحفاظ على عذريتها الطبيعية مع احتضان نمط لوني ترابي بني ينتمي إلى محيط العمارة التي ينتمي إليها. وبهذا يكون الفنان عبد العزيز الغراز قد ارتقى بتجربته من المادة إلى الحس بمرجعية المبدع العارف بقوانين التشكيل في بعده الإنساني والحضاري في علاقتيهما بالموروث الثقافي والجمالي المغربي الأصيل. أما الناقد الجمالي إبراهيم الحيْسن فيقول في شهادته عن أعمال الفنان عبد العزيز الغراز:«كيف يستعيد الفنان التشكيلي عبد العزيز الغراز جزءاً من ماضيه وذكرياته؟ ولماذا فكر في جعل ماضيه حاضراً في تجربته الصباغية الراهنة التي حَشَدَ فيها العديد من أفكاره وتصوراته التي حولها من سياق ذهني محسوس إلى سياق جمالي بصري ملموس؟ لا شك أنه أراد بهذا الاشتغال التشكيلي الجديد تقديم لوحات صباغية أخرى موسومة بالمزاوجة بين التجريد والتشبيه، حيث نلمس عودته التدريجية للتشخيص الذي يظهر في لوحاته مندمجاً وسط تكوينات تجريدية متنوعة يتقلص فيها التكثيف اللوني والمادّوي الذي رافق تجربة الفنان لفترة معينة متجاوزاً بذلك ما أنتجه من لوحات تعج بالحركية اللونية الناتجة عن البصمة والأثر وأمسى ينفذ راهناً لوحات أخرى مغايرة يطل من داخلها الجسد بملامح هلامية تجريدية تختفي فيها سمات هويته الفيزيقية بفعل الإمحاء وتمازج الطلاء والمواد التلوينية الخفيفة المستعملة. لقد أضحت لوحاته الصباغية المقترحة لهذا المعرض، تحمل بصمات الماضي وتستند إلى مرجعية شخصية مفعمة بصور خاصة من رحم تجارب ذاتية خاضها الفنان في معترك الحياة وهي لوحات تحيا بداخلها مفردات تجريدية وتشخيصية تتمازج في ما بينها لتظهر في شكل متواليات بصرية يسعى الفنان من خلالها إلى استعادة الماضي كشكل من أشكال الارتجاع الفني «الفلاش باك».