أحدث الأخبار مع #«الكلامهنا


الوسط
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوسط
تعرف على الفائز بجائزة أفضل رواية بمعرض القاهرة للكتاب
تحصلت مؤسسة «غايا للإبداع» على جائزة أفضل رواية للعام 2025 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 56 التي اختُتمت في الخامس من فبراير الجاري. حيث فازت بالجائزة رواية «جزيرة هرموش» للكاتب محسن يونس الصادرة عن المؤسسة، التي تتناول فكرة صدفة الحصول على ثروة وكيف يمكن لها تغيير شخصية الإنسان وتسقطه في تحولات جذرية وتزرع بداخله رغبة شجاعة في الحصول على المزيد. عن محسن يونس صدر للكاتب محسن يونس العديد من الأعمال الأدبية منها مجموعة القصصية بعنوان «الأمثال»، والعام 1989 صدرت له مجموعة ثانية بعنوان «الكلام هنا للمساكين»، وعن الهيئة العامة لقصور الثقافة صدرت له العام 1992 مجموعة «الأمثال في الكلام تضيء»، و رواية «يوم للفرح». ومن إصدارته أيضًا رواية «حلواني عزيز الحلو»، و«بيت الخلفة»، و«خرائط التماسيح»، و«حسن السماع وطيب المقام»، وقدم يونس مجموعة أعمال موجهة للأطفال منها «هذا من فعل السلطان»، لـ«غز الشعلة الراقصة»، أو «اختفاء الروبوت سمسم».

مصرس
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
المصريون ساخرون بطبعهم
بدأ محسن يونس الكتابة فى فترة السبعينيات، ولكن لم يفكر فى جمع ما كتب فى كتاب إلا فى 1980، وكانت مجموعة قصصية بعنوان «الأمثال»، وكان ذلك متأخرا عن أقرانه من نفس الجيل، ومنهم الأساتذة: جار النبى الحلو، محمد المنسى قنديل، المرحوم يوسف أبو رية، وإبراهيم عبد المجيد، لذلك جاء حصوله على جائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى الرواية، عن نصه «جزيرة هاموش» الصادرة عن دار بتانة للنشر، مفرحًا للكثيرين، إلا أن «يونس» يصفه ب «نصف فرحة» ويضيف: «الأوضاع من حولنا، وكذا ما يراد بنا بعد تصريحات «ترامب»، وما يحاك ضدنا يجعل كل أفكارنا تتجه تلقائيا إلى ما يحدث». وفى العام 1989 صدرت له مجموعة ثانية بعنوان «الكلام هنا للمساكين»، وفى العام 1992، مجموعة «الأمثال فى الكلام تضئ»، ورواية «يوم للفرح».. ثم توالت إبداعاته ومنها رواياته «حلوانى عزيز الحلو»، و«بيت الخلفة»، و»خرائط التماسيح»، و»حسن السماع» و«طيب المقام»، و»منام الظل»، و»منطق الزهر»، و»فراش أبيض». كما قدم عدة أعمال للأطفال.فى روايته التى حصدت الجائزة، يبنى محسن عالما فانتازيا مستندا على الواقع داخل مدينة ساحلية، ونابضًا بشخصيات تبحث عن الكنز فى جزيرة تمنح خيراتها لمن يطؤها، فى مستوى أول للتلقي، تطرح الرواية فكرة الثروة التى جاءت بالصدفة دون تعب حقيقي، وكيف يمكن أن تغير من سلوكيات البشر ويعلق محسن قائلا: القول المأثور: «النفس أمارة بالسوء» والثروة التى تأتى دون مجهود بالصدفة إذا كان استعداد الشخص نفسه ليس متزنا، أمام هذه الصدفة، فإن سلوكه ستصيبه سلسلة من عدم الاتزان العاطفى واضطراب السلوك، ربما هى حالة أقرب إلى ما نسميه جنون العظمة، واضطراب الفعل نتيجة لعدم القدرة على التصرف السليم تجاه أى حدث خارجى عن الشخص المصاب بهذه الحالة، ومع هذا فإن محاصرة العمل الروائى فى هدف واحد غير صحيحة، كأن المؤلف يكتب موضوعا إنشائيا، وينتظر الإثابة عليه بدرجة من عشر درجات، النص لا بد أن يذهب بعيدا تتعدد رؤياه، ومجازاته، وتأويلاته.ونصه يذهب بعيدا بالفعل، الشخصيات الخمسة الرئيسية بتركيباتهم النفسية الهشة، متفاعلين مع أحداث قد تبدو وليدة الصدفة، لكنها تعكس فعلا وجوديا وإنسانيا عميقا، يكرس لتحولات الحياة، بين الناس وربما بين الدول أيضًا، ويقول محسن: الشخصيات الرئيسية خمسة، وهذا يؤكد بعدنا عن البطل الفرد، وإحلال محله الفعل الجمعى، أنا أميل إلى النظر للأحداث من زاوية المجتمع، سواء كان ما فى سلوك الأفراد الجمعى والتعامل والصراع من سلبية أو إيجابية.وقد اختار أن يضع ذلك فى قالب من «الفانتازيا» النابعة من الواقع ومحملة بتفاصيل البيئة التى خرجت منها، وهو ما يتفاعل معه محسن قائلا: «الفانتازيا» فى تعريفها البسيط هى «الخيال» وربما من أجل ذلك أرى أن التعبير والكتابة من خلال الشكل الواقعى لا يؤديان إلى كتابة مفارقة، يمكنها أن تحبس أنفاس القارئ، وهو يتابع أحداث العمل الروائى، ثم إنها تساعد النص والقارئ فى نفس الوقت على اكتشاف نقاط التأويل، وانفتاح عالم من المتعة عندئذ لأن هذا يحترم ذكاء القارئ، ويجعله فى رضا عن نفسه لأنه مشارك بشكل ما فى إنشاء ما يمكن أن يكون ناقصا فى النص كمادة مكتوبة مصمتة، «الفانتازيا» تفتح أبواب الخيال، وتأخذ بيد القارئ، هذه وجهة نظرى التى أعمل على تدعيمها بالكتابة فى هذا الاتجاه.نسأله: لغة الحكى ساخرة فى العموم، لغة فصيحة قوية محملة بتفاصيل روح العامية.. كيف ترى تعاملك مع اللغة فى هذا النص؟اللغة فهى حالة يأتى بها النص كأنها ثوبه الخاص الذى يبرز تميزه، وفى نفس اللحظة يلبى ما فى أفكار الكاتب من رؤية، لا بد بالطبع أن توجد من خلال لغة، الشخصيات فى النص أيضا ليست مخترعة، ولكنها من واقع ما، وواقعنا تمتلئ جنباته بالسخرية فى تعاملنا اليومى مع بعضنا البعض، أثناء صراعنا مع مرتكزات الحياة، السخرية طبع متأصل فى روح شعبنا، فلماذا إذن يتخطاه الفعل الكتابى؟!- ما الأوجه التى حملتها «المرأة» فى روايتك فى عالم من الرجال الباحثين عن الثروة؟هى الراعية فى كل الحالات، فعلها إيجابى، فهى التى تطبخ وتهدهد وتطيب النفوس عند الملمات، وهى أيضا من تقوم على ما يحفظ حياة الجماعة فهى تقوم على حفظ «التموين» وتوزيعه بشكل عادل، المرأة فى كتاباتى إيجابية جدا، ولا تخضع لهذه الرؤية التى تراها ضعيفة الجناح، لا يمكن الاعتماد عليها فى تدبير الأمور، لذا نراها فى النص هى الوحيدة التى ظهر لها حجم الخطورة فى الاستمرار على وضع اكتناز الذهب، ونسيان العودة إلى الديار، لذا كانت فى التخيل الفانتازى لا بد من إزاحتها، وكأننا أمام فعل وقول أن السالب يمكنه أن يزيح الإيجابى فى لحظة ما مرتبطة بعوامل كثيرة منها شهوة التملك، ومنها اضطراب المعايير فى مجتمع ما.