logo
#

أحدث الأخبار مع #«المآدبالرمضانيةالدسمة»

أسواق البحرين تصدح بأنغام «دقّاقي الحبوب»
أسواق البحرين تصدح بأنغام «دقّاقي الحبوب»

البيان

time٠١-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البيان

أسواق البحرين تصدح بأنغام «دقّاقي الحبوب»

في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، يحرص البحرينيون على تناول «العشرج» أو «السنامكي»، لتنقية المعدة استعداداً لماراثون «المآدب الرمضانية الدسمة» التي تستمر طيلة الشهر الكريم، في أجواء أسرية بالغة الحميمية والدفء. وفي إطار الاستعداد المبكر للشهر الفضيل أيضاً، تتحول الأسواق الشعبية البحرينية إلى خلية نحل لا تهدأ، حيث ينهمك «دقّاقو الحبوب»، في طحنها في قدور خشبية تسمى بـ«المناحيز»، وذلك لنزع القشور الخارجية عنها استعداداً لتلبية الطلب الكبير عليها، نظراً لزيادة استهلاك «هريس اللحم» الذي لا تخلو موائد الإفطار منه على الإطلاق. ومع وقع الدق على الأخشاب تنطلق الحناجر بأناشيد شعبية تراثية، وتتدفق الموسيقى العذبة، وتنتشر روائح البخور، في لوحة فنية متكاملة عنوانها «مرحباً بشهر الخير والبركة». وقديماً، كانت النساء تؤدي هذا العمل، إلا أن التطور الذي طرأ على العادات الاجتماعية، أسفر عن تغير هذه العادة، وظهور «دقّاقي الحبوب» لتأدية هذه المهمة، بيد أن النساء رغم ذلك يتمسّكن بتأدية طقوس أخرى، منها بالطبع تحضير الحلوى الرمضانية بأنفسهن، وإطلاق البخور في أجواء المنازل. وتتناثر على المائدة البحرينية أصناف الطعام التراثية التي تشمل الثريد والرز مع الهريس باللحم، إلى جانب الكباب المصنوع من عجينة الطحين، والسنبوسة المحشوة بالخضار أو الجبن. ولا تخلو المائدة من الحلويات، التي تتضمن تنوعاً كبيراً، إذ توجد دائماً اللقيمات، والمحلبية، والجلي، إلى جانب الخنافروش، وغيرها من الحلويات التقليدية، التي تعتمد في صناعتها على الهيل والزعفران، إلى جانب الأصناف التي عرفها السكان عبر التواصل الحضاري مع الشعوب الأخرى، ومنها حلوى الساقو الهندية. ويحرص البحرينيون على عادة «تبادل الأطباق»، إذ ترسل النساء لبعضهن البعض كميات وافرة من أصناف الطعام التي يحضّرنها، بما يعزز روابط الود بين الناس، ويسهم في إحياء روابط الجيرة كما يحض عليها ديننا الحنيف. وبعد الإفطار وصلاة التراويح التي تعد من المشاهد الجليلة في البحرين، حيث يقبل عليها الناس بكثرة في خشوع إيماني صادق، تفتح المجالس الرمضانية أبوابها لاستقبال الناس، وتُقدم الحلوى والعصائر والفواكه للضيوف، بالإضافة إلى القهوة العربية والشاي. ويناقش البحرينيون شؤون البلاد العامة، فضلاً عن شؤونهم الخاصة، ويحرص الشباب على الاستفادة من خبرات الشيوخ الذين يقدمون لهم النصائح، في شتى أمور الحياة، ما يجعل من المجالس جسوراً ممتدة بين الأجيال، أو حصصاً دراسية مفتوحة للجميع. وهكذا تسود أجواء الألفة والتراحم لمدة 30 يوماً، تمثل استراحة من إيقاع الحياة العصرية السريع في البحرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store