#أحدث الأخبار مع #«الهيبنوقراطيةبوابة الأهرام٠١-٠٥-٢٠٢٥علومبوابة الأهرامكتاب بتوقيع الذكاء الاصطناعي (1)كتاب آسر، ومؤلف مجهول.. هكذا، بدأت رحلة الصحفيين حول العالم في البحث عن كاتب اسمه جيانوى شون من هونج كونج، لم يسمع عنه أحد من قبل. ولكن، في الأول من ديسمبر الماضي، أصبح شون حديث الناس، بعد صدور كتاب بعنوان «الهيبنوقراطية: ترامب، ماسك وهندسة الواقع»، في إيطاليا. والمقصود بمصطلح «هيبنوقراطية» هو «حكم التنويم المغناطيسي». فمن هو جيانوى شون؟ على الغلاف الخلفي للكتاب نجد تعريفًا مقتضبًا بشون: «جيانوى شون هو فيلسوف ومنظر في وسائل الإعلام. يركز عمله على تأثير التقنيات الرقمية على الوعي الجمعي. الهيبنوقراطية هو أول كتاب له مترجم إلى اللغة الإيطالية». ولكن بعد محاولة عدد من الصحفيين البحث عن طريقة للتواصل مع شون من أجل إجراء مقابلة معه حول إصداره الجديد، اتضح، بشكلٍ صادم للجميع، أن شون في الحقيقة غير موجود!! ترد فقط سيرة ذاتية مقتضبة لشون على بعض المواقع: «محلل وفيلسوف ولد في هونج كونج». ليس هناك أي معلومات إضافية، كما أن صوره القليلة اتضح، بعد التدقيق، أنها مصنوعة بالذكاء الاصطناعي. وقد اكتشفت الصحفية الإيطالية سابينا ميناردي، بعد محاولات متكررة لإجراء مقابلة مع المؤلف المزعوم، أن الاسم لم يكن سوى اسم مستعار لعمل. حرره المفكر الإيطالي أندريا كولاميديشي بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي، في إطار مشروع فلسفي، يهدف إلى كشف تأثير الذكاء الاصطناعي في إنتاج خطاب ملائم ومقنع. وبعد الكشف عن الهوية الحقيقية لمؤلف الكتاب، أضيفت على الموقع الإلكتروني الخاص بالعمل الفقرة الآتية: «بعدما عرف الناس أن شون ليس شخصًا حقيقيًا، بل نتيجة تعاون بين إنسان وذكاء اصطناعي، لم ينته المشروع، بل دخل في مرحلة جديدة. هذه المرحلة تظهر أن شون هو مثال على طريقة تفكير جديدة، لا تأتي فقط من عقل بشري واحد، بل من تعاون بين البشر والآلات. شون أصبح اليوم وسيلة لاختبار أفكار وأساليب جديدة في الفلسفة، ويساعدنا على فهم كيف يمكن أن ننتج أفكارًا مختلفة عندما نعمل معًا - بشرًا وآلات، بدلًا من الاعتماد فقط على كاتب واحد أو عقل فردي. فهل نشهد اليوم نهاية المؤلف مثلما نعرفه؟ هل تحول المؤلف من إنسان يستعين بأدوات تقنية، إلى مستوى آخر أكثر جذرية من التفاعل بين الإنسان والآلة؟ موضوع الكتاب طيلة الأشهر الماضية، اهتمت الصحافة الثقافية في أوروبا بهذا الكتاب وبالموضوع الذي يعالجه. حيث ترتكز فكرة الكتاب على نقد النظام العالمي الحالي، الذي يتصدره دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك. من أشهر مقتطفات الكتاب «يبرز اليوم نظام لا يمارس فيه التحكم من خلال قمع الحقيقة، بل من خلال تكاثر السرديات إلى درجة يصبح فيها وجود أي نقطة ثابتة أمرًا مستحيلًا». والمفارقة التي ارتكز إليها العمل، هي أن الكتاب الذي يتأمل في «أشكال جديدة من التلاعب»، لجأ إلى «خداع» الجمهور بشكل ما؛ حيث إن أطروحة الكتاب، تنطلق من أن الخطاب الذي ألقاه دونالد ترامب خلال حفل تنصيبه في الكابيتول، لا يمثل مجرد حدث سياسي أو انتصار لأيديولوجيا معينة، «بل يجسد بشكل حاسم بروز نظام جديد للواقع، حيث تمارس فيه السلطة تأثيرها، من خلال التلاعب المباشر بحالات الوعي الجمعي. وتنكشف المنصات الرقمية على حقيقتها: فهي ليست مجرد أدوات للتواصل، بل تقنيات تنويم مغناطيسي، تعيد تشكيل الطريقة التي ندرك بها الواقع ونفسره.
بوابة الأهرام٠١-٠٥-٢٠٢٥علومبوابة الأهرامكتاب بتوقيع الذكاء الاصطناعي (1)كتاب آسر، ومؤلف مجهول.. هكذا، بدأت رحلة الصحفيين حول العالم في البحث عن كاتب اسمه جيانوى شون من هونج كونج، لم يسمع عنه أحد من قبل. ولكن، في الأول من ديسمبر الماضي، أصبح شون حديث الناس، بعد صدور كتاب بعنوان «الهيبنوقراطية: ترامب، ماسك وهندسة الواقع»، في إيطاليا. والمقصود بمصطلح «هيبنوقراطية» هو «حكم التنويم المغناطيسي». فمن هو جيانوى شون؟ على الغلاف الخلفي للكتاب نجد تعريفًا مقتضبًا بشون: «جيانوى شون هو فيلسوف ومنظر في وسائل الإعلام. يركز عمله على تأثير التقنيات الرقمية على الوعي الجمعي. الهيبنوقراطية هو أول كتاب له مترجم إلى اللغة الإيطالية». ولكن بعد محاولة عدد من الصحفيين البحث عن طريقة للتواصل مع شون من أجل إجراء مقابلة معه حول إصداره الجديد، اتضح، بشكلٍ صادم للجميع، أن شون في الحقيقة غير موجود!! ترد فقط سيرة ذاتية مقتضبة لشون على بعض المواقع: «محلل وفيلسوف ولد في هونج كونج». ليس هناك أي معلومات إضافية، كما أن صوره القليلة اتضح، بعد التدقيق، أنها مصنوعة بالذكاء الاصطناعي. وقد اكتشفت الصحفية الإيطالية سابينا ميناردي، بعد محاولات متكررة لإجراء مقابلة مع المؤلف المزعوم، أن الاسم لم يكن سوى اسم مستعار لعمل. حرره المفكر الإيطالي أندريا كولاميديشي بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي، في إطار مشروع فلسفي، يهدف إلى كشف تأثير الذكاء الاصطناعي في إنتاج خطاب ملائم ومقنع. وبعد الكشف عن الهوية الحقيقية لمؤلف الكتاب، أضيفت على الموقع الإلكتروني الخاص بالعمل الفقرة الآتية: «بعدما عرف الناس أن شون ليس شخصًا حقيقيًا، بل نتيجة تعاون بين إنسان وذكاء اصطناعي، لم ينته المشروع، بل دخل في مرحلة جديدة. هذه المرحلة تظهر أن شون هو مثال على طريقة تفكير جديدة، لا تأتي فقط من عقل بشري واحد، بل من تعاون بين البشر والآلات. شون أصبح اليوم وسيلة لاختبار أفكار وأساليب جديدة في الفلسفة، ويساعدنا على فهم كيف يمكن أن ننتج أفكارًا مختلفة عندما نعمل معًا - بشرًا وآلات، بدلًا من الاعتماد فقط على كاتب واحد أو عقل فردي. فهل نشهد اليوم نهاية المؤلف مثلما نعرفه؟ هل تحول المؤلف من إنسان يستعين بأدوات تقنية، إلى مستوى آخر أكثر جذرية من التفاعل بين الإنسان والآلة؟ موضوع الكتاب طيلة الأشهر الماضية، اهتمت الصحافة الثقافية في أوروبا بهذا الكتاب وبالموضوع الذي يعالجه. حيث ترتكز فكرة الكتاب على نقد النظام العالمي الحالي، الذي يتصدره دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك. من أشهر مقتطفات الكتاب «يبرز اليوم نظام لا يمارس فيه التحكم من خلال قمع الحقيقة، بل من خلال تكاثر السرديات إلى درجة يصبح فيها وجود أي نقطة ثابتة أمرًا مستحيلًا». والمفارقة التي ارتكز إليها العمل، هي أن الكتاب الذي يتأمل في «أشكال جديدة من التلاعب»، لجأ إلى «خداع» الجمهور بشكل ما؛ حيث إن أطروحة الكتاب، تنطلق من أن الخطاب الذي ألقاه دونالد ترامب خلال حفل تنصيبه في الكابيتول، لا يمثل مجرد حدث سياسي أو انتصار لأيديولوجيا معينة، «بل يجسد بشكل حاسم بروز نظام جديد للواقع، حيث تمارس فيه السلطة تأثيرها، من خلال التلاعب المباشر بحالات الوعي الجمعي. وتنكشف المنصات الرقمية على حقيقتها: فهي ليست مجرد أدوات للتواصل، بل تقنيات تنويم مغناطيسي، تعيد تشكيل الطريقة التي ندرك بها الواقع ونفسره.