أحدث الأخبار مع #«برجإيفل»


بوابة الأهرام
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- بوابة الأهرام
برج إيفل في ذكرى الاقتتاح.. حين تحوّل الحديد إلى أسطورة تتنفس في سماء باريس
محمد سباق في مثل هذا اليوم، منذ 136 عامًا، وتحديدًا في عام 1889م، ارتفعت في سماء العاصمة الفرنسية باريس أعجوبة هندسية أصبحت رمزًا خالدًا لفرنسا وحداثتها: «برج إيفل». موضوعات مقترحة لم يكن هذا الصرح الحديدي العملاق مجرد إنجاز معماري، بل كان إعلانًا جريئًا عن دخول فرنسا عصرًا جديدًا من التطور الصناعي والثقافي. بُني البرج بمناسبة المعرض العالمي بمناسبة مرور 100 عام على الثورة الفرنسية، وأثار منذ لحظة تدشينه جدلًا واسعًا بين معارضين رأوا فيه «وحشًا من الحديد» ومؤيدين انبهروا بجرأة تصميمه وعبقريته التقنية. واليوم، ومع حلول الذكرى 136 لتأسيسه، لا يزال برج إيفل شامخًا في قلب باريس، شاهدًا على تحولات الزمن، ومرآة للهوية الفرنسية التي جمعت بين الجمال، والابتكار، والجرأة. برج معدني في فرنسا صممه المهندس المعماري الفرنسي جوستاف إيفل، بمناسبة تنظيم معرض باريس الدولي عام 1889، الذي صادف الذكرى المئوية للثورة الفرنسية، كان اسمه حين بنائه «برج الـ300 متر»، ثم تغيّر لاحقا إلى «برج إيفل». واجه البرج معارضة قوية قادها مثقفون وفنانون قبل بنائه، لكن أنقذه النشاط العلمي المرتبط به من عملية التفكيك المقررة بعد 20 سنة من عمره، وفرض نفسه برقم قياسي عالمي بعلو 300 متر طيلة 41 سنة، وتحوّل منذ عامه الأول إلى محور جذب سياحي قوي، ثم أصبح مركزا للأبحاث العلمية ومحطة إرسال تلفزيونية وإذاعية، ومعلما تاريخيا فريدا. برج أيفل ميلاد المشروع أرادت الحكومة الفرنسية إحياء الذكرى المئوية الأولى للثورة الفرنسية المتزامنة مع تنظيم المعرض الدولي عام 1889 بحدث بارز، فاختارت موقعا في قطاع محاذٍ لنهر السين، وبعد معاينة مشروعات عدة مقترحة، أعلن الوزير إدوار سيمون -الملقب «لوكروا»- إجراء مسابقة لإنشاء برج لا يقل ارتفاعه عن 330 مترا، وتقدم للمنافسة 700 مشروع، فاز منها مشروع جوستاف إيفل. بناء البرج بدأ المهندس إيفل عام 1884 وضع الدراسات والتصميمات التنفيذية التفصيلية للمشروع، التي أنجزها بمساعدة فريق مكون من مهندسيْن شابيْن هما إميل نوغلر وموريس كوشلان، إضافة إلى معماري من تلامذة المهندس والمخطط المعماري هنري لابروست اسمه ستيفن سوفيستر. حصل إيفل يوم 18 سبتمبر 1884م على براءة اختراع لـ«ترتيب جديد يسمح ببناء أكوام وأبراج معدنية بارتفاع يمكن أن يتجاوز 300 متر». استغرق بناء البرج سنتين وشهرين و5 أيام، من يوم 28 يناير1887م حتى يوم 31 مارس 1889م، ونال إيفل إثر إنجازه وسام جوقة الشرف الفرنسي، وقُدم له على المنصة الضيقة في قمة البرج. كان ارتفاع برج إيفل يبلغ 300 متر بالضبط، لكن منذ افتتاحه يوم 31 مارس 1889م وُضعت على قمته سارية كبيرة جدا تحمل العلم الفرنسي، مما جعل ارتفاع البرج يزيد قليلا عن 312 مترا. وأصبح البرج أطول نصب تذكاري في العالم لـ41 سنة، قبل أن يفقد مركزه العالمي سنة 1930م؛ بسبب علو «مبنى كرايسلر» في نيويورك. سجّل بناء البرج أرقاما قياسية في كثير من الجوانب، فوزن الهيكل المعدني يبلغ 7300 طن من الحديد، وتطلّب طلاؤه 60 طنا من الصباغة، بالإضافة لمدة إنجازه التي اعتُبرت قياسية وفقا للأدوات المتاحة حينها. برج أيفل مواصفات البرج أُنشئ البرج من المعدن، ويرتكز على 4 دعامات مائلة تتقارب حتى منتصف ارتفاعه، وتنتصب بعد ذلك بشكل سهم. أما مقطع البرج فمربع الشكل يضيق تدريجيا باتجاه الذروة، ويتألف من 3 طوابق ينتهي كل طابق بشرفة. يقع الطابق الأول على ارتفاع 57.63 مترا، ويرتقي الزائرون إلى شرفته بمصعدين ركنيين يتحركان على محور مائل، وتحتوي الشرفة الأولى على صالات واسعة للعرض والبيع، بالإضافة لمقاهى ومطعم. يتابع المصعدان ارتقاءهما إلى الشرفة الثانية، ويُصعد إلى الشرفة الثالثة بمصاعد خاصة، غير المصعدين السابقين، ويضم هذا المستوى صالات صغيرة للطعام وهي على ارتفاع 276.13 مترا عن سطح الأرض. عُولجت الشرفات الثلاث بطريقة تمكّن الزائر من رؤية العاصمة الفرنسية ونهر السين، والتمتع بمناظرهما من ارتفاعات مختلفة. يعلو الطابق الثالث برج صغير فيه منارة قوية تعلوها غرفة زجاجية على ارتفاع 300 متر، تسمح بإطلالة بانورامية. برج أيفل المواصفات التقنية والفنية يتكون تصميم البرج من 18 ألفا و38 قطعة معدنية، وشارك في تصميمه 50 مهندسا ورساما، وله 5300 رسم. شارك في بنائه 150 عاملا من أحد المصانع وما بين 150 إلى 300 عامل في الورش. يزن هيكله المعدني 7300 طن من الحديد، ووزنه الكلي 10 آلاف و100 طن، واستُعمل فيه حوالي 2.5 مليون مسمار تثبيت ميكانيكي، كما استعمل فيه 60 طنا من الصباغة. أبعاده: • العلو: 330 مترا. • العلو الأصلي بدون هوائي: 312 مترا. • العرض الكامل في الأرض: 125 مترا. • عرض القدم الواحدة: 25 مترا. • الطابق الأول: 57 مترا، ومساحته 4415 مترا مربعا. • الطابق الثاني: 115 مترا، ومساحته 1430 مترا مربعا. • الطابق الثالث: 276 مترا، ومساحته 250 مترا مربعا. معارضة وسخرية عارضت قرار تشييد البرج شخصيات شهيرة من بينها «ألكسندر دوما الابن، وسولي برودوم، والكونت دي ليل»، وقد وجّه هؤلاء عريضة إلى وزير التجارة، يطلبون فيها إلغاء «عمود الصفيح المبرشم القبيح»، على حد وصفهم. ونُشر العديد من المنشورات والمقالات المنتقدة والأعمال الساخرة، إضافة إلى عريضة تطالب بوقف ورش البناء، بالإضافة إلى احتجاج الفنانين يوم 14 فبراير 1887، أي بعد أقل من شهر لانطلاق الورش. رأى المعترضون أن البرج مجرد بناء سخيف لا قيمة ولا فكرة ولا إبداع فيه، وأطلقوا عليه أوصافا منها تشبيهه بـ «مدخنة مصنع سوداء عملاقة». لكن الانتقادات تلاشت من تلقاء نفسها عند الانتهاء من بناء البرج، فقد فوجئوا بهذا العمل المعماري الفني، إضافة إلى النجاح الشعبي الذي تلقاه حينها، حيث استقبل مليوني زائر خلال معرض 1889. برج أيفل العلم أطال عمره كان من المقرر تدمير البرج بعد 20 عاما من عمره، لكن المهندس إيفل تمكن من تعديل الغرض السياسي منه إلى أغراض علمية واقتصادية ما مكّن البرج من أن يلعب أدوارا غير مسبوقة. وشملت تلك الأغراض الأرصاد الجوية والفلكية، والتجارب الفيزيائية، ونقطة المراقبة الإستراتيجية، ومحطة اتصالات التلغراف البصري، ومنارة للإضاءة الكهربائية ودراسات الرياح. وبالفعل ومنذ عام 1889م استخدم برج إيفل مختبرا للقياسات والتجارب العلمية، وركّبت العديد من الأجهزة العلمية هناك «مقاييس البارومترات ومقاييس شدة الريح ومانعات الصواعق، وما إلى ذلك»، كما احتفظ المهندس إيفل أيضا بمكتب في الطابق الثالث لإجراء ملاحظات علم الفلك وعلم وظائف الأعضاء. وسجل يوم 22 يونيو 1901م أول اجتماع للجمعية الفلكية على برج إيفل، ويدين البرج ببقائه إلى هذه الوظائف الجديدة، فوجود محطة للبث اللاسلكي، التي تمثل أصل الراديو مكّنت من إرسال برقيات إلى أميركا منذ عام 1913م، وكان البرج منصة تراسل في الحربين العالميتين وما تلاهما. برج أيفل أبرز محطاته التاريخية • أكتوبر 1898: أول محاولة لإرسال التلغراف اللاسلكي بين برج إيفل والبانثيون. • عام 1903: بداية الاختبارات العلمية لاختبار مقاومة الهواء. • 26 نوفمبر 1905: إقامة «بطولة الدرج»بمشاركة 227 متسابقا. • عام 1906: تركيب التلغراف اللاسلكي «تي إس إف»فوق البرج. • عام 1907: تركيب ساعة عملاقة على البرج. • الأول من يناير 1910: تمديد الامتياز الممنوح لإيفل لـ70 عاما. • 23 مايو 1910: أرسل التلغراف اللاسلكي الإشارات إلى العالم أجمع. • عام 1915: اعتراض الرسائل اللاسلكية عن طريق البرج، مما أدى إلى اعتقال «ماتا هاري»، أشهر جاسوسة في العالم حينها. • 6 فبراير 1922: بدء البث الإذاعي المنتظم من البرج. • عام 1923: تسجيل الزائر رقم 10 ملايين. • عام 1925: بدء البث التلفزيوني في فرنسا من برج إيفل. • عام 1930: برج إيفل يفقد مكانته كأطول نصب تذكاري في العالم، بسبب مبنى كرايسلر في نيويورك «318.9 مترا مع الهوائي». • عام 1956: تسجيل الزائر رقم 30 مليونا. • عام 1983: تسجيل الزائر رقم 100 مليون. • عام 2002: تسجيل الزائر رقم 200 مليون. برج أيفل أهميته الاقتصادية تعود ملكية البرج لبلدية باريس بنسبة 99%، وتملك الـ1% المتبقية «مدينة باريس الكبرى الشهيرة باسم متروبول دو غراند باريس»، وتتولى تدبيره 3 شركات خاصة منذ إطلاق تشغيله التجاري عام 1890م. كلف بناء البرج 7 ملايين و800 ألف فرنك ذهبي في الفترة من 1887-1889م، أي ما يعادل 32 مليون يورو تقريبا. مَوّل إيفل جوستاف بناء البرج بنسبة 80% بنفسه، ودعمته بلدية باريس بـ20% مقابل امتياز التشغيل الممنوح له من قِبلها، وقد سددت هذه التكاليف عمليا في السنة الأولى بفضل المليوني زائر الذين استقبلهم البرج خلالها. يزوره في المعدل 7 ملايين شخص سنويا، 80% منهم أجانب، ويبلغ إجمالي عائده المالي الإجمالي كل سنة 78.5 مليون يورو. تعد تكاليف الصيانة أحد أكبر التحديات المالية للبرج الذي يعد ورشة دائمة، وخلال سنة 2017م قررت بلدية العاصمة باريس زيادة الميزانية المخصصة للبرج بنسبة 45%، لتصل إلى حوالي 300 مليون يورو لـ15 عاما، بغية إجراء أعمال ترميم وتحديث واسعة النطاق، في مقابل 13.7 مليونا كانت ترصد له من قبل. الألوان السبعة يُعاد طلاء البرج كل 7 سنوات، والمساحة الإجمالية التي يجب طلاؤها تساوي 250 ألف متر مربع، ويحتاج 60 طنا من الطلاء، وتستغرق أشغال الطلاء مدة لا تقل عن عام ونصف العام. ومنذ بنائه، تعاقبت على وجه البرج 7 ألوان مختلفة: • 1887-1888: أحمر مائل للبندقي. • 1889: بني المحمر. • 1892: بني غامق. • 1900: تدرج الألوان من البرتقالي في أسفله إلى الأصفر الفاتح في الأعلى، وهذه المحطة تعد أيضا نقطة البداية لدورات السنوات السبع لإعادة طلاء المبنى وضمان صيانته. • 1907: تفتيح نحو اللون الأصفر والبني. • 1954: لون بني محمر. • 1968 : لون بني خالص. وبمناسبة تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الـ33 في باريس من 26 يوليو إلى 11 أغسطس 2024 استعاد لونه الأصفر البني من خلال إعادة طلائه بقيمة 60 مليون يورو، وهي المرة العشرون التي يُعاد فيها طلاء النصب التذكاري. أخطار العوامل الجوية • الشمس والرياح تؤثر الرياح على البرج فتهزه قليلا، وتمدد الشمس الأجزاء المعرضة لأشعتها، ففي النهار تسخن وجوهه الشرقية والجنوبية والغربية تباعا، وتتمدد بدورها تحت تأثير الحرارة قبل أن تعود إلى حالتها الأولية خلال الليل، ونتيجة لهذه التأثيرات يرسم الجزء العلوي من البرج خلال 24 ساعة منحنى دائريا يبلغ قطره حوالي 15 سنتيمترا. تؤثر درجات الحرارة عبر فصول السنة سلبا على البرج، فينكمش بمقدار« 4 إلى8 » سنتيمترات خلال فصل الشتاء، وعندما ترتفع درجات الحرارة يعود إلى حجمه الأصلي، وتتسبب الحرارة العالية جدا في تمدد المعدن، حتى وصل التمدد 18 سنتيمترا عام 1976. وتؤدي هذه الحركات الصغيرة إلى إجهاد المعدن ما يضعفه على المدى الطويل، وهناك تقديرات تفيد بأن إضعاف البرج نهائيا سيستغرق حوالي ألف عام، لكن بحلول ذلك الوقت، ربما تكون جميع أجزائه قد استُبدلت واحدا تلو الآخر دون أن يتغير شكل البرج. • الصدأ يعد الصدأ أخطر عدو للبرج الحديدي، فهذا التهديد الطبيعي كان حاضرا منذ مرحلته الأولى وهو سبب تحديد عمره الأولي بـ20 سنة ويفكك بعدها، وقال إيفل إن تحديد الصدأ ووقف انتشاره كان التحدي الأكبر لطول عمر البرج. وأشار إلى أن البرج سيحتاج إلى طلاء كل 7 سنوات، وكتب حينها «الطلاء هو المكون الأساسي لحماية الهيكل المعدني، والعناية التي تضمن طول عمره». وخلال يوليو 2022م تداولت وسائل الإعلام الفرنسية أخبارا حول وضعية البرج التي وُصفت بالخطيرة جراء إصابته بالصدأ، حيث أشارت 3 تقارير سرية يعود تاريخها إلى الأعوام 2010 و2014 و2016م سُربت إلى مجلة ماريان الفرنسية إلى أن وضع البرج «مثير للقلق». وبيّن تقرير ثالث عام 2016م وجود حوالي 884 عطلا، بما في ذلك 68 عطلا قيل إنها تشكّل خطرا على متانة الهيكل، لكن الشركة التي تدير هذا النصب التذكاري نفت ذلك، مؤكدة أن الحديد في حالة جيدة جدا. وتحجم الشركة «سيت» التي تشرف على البرج، حسب تلك المصادر، عن إغلاقه لفترة طويلة بسبب عائدات السياحة التي تفقدها، مشيرة إلى أن إغلاقه بسبب كورونا عام 2020م أدى إلى خسارة بلغت 52 مليون يورو. وفي النهاية وبعد مرور 136 عامًا على تشييده، لا يزال برج إيفل أكثر من مجرد معلم سياحي أو إنجاز هندسي، بل هو شهادة حية على قدرة الإنسان على تحويل الحلم إلى واقع، والحديد إلى قصيدة معمارية تروي فصولًا من التاريخ الفرنسي والعالمي. إنه رمز لا يشيخ، كل زاوية فيه تهمس بحكاية، وكل إضاءة ليلية تذكّر العالم بأن الجمال يمكن أن يُصاغ من أبسط العناصر، إذا امتزج بالإرادة والخيال. وبينما تتغير ملامح المدن وتُهدم المعالم وتُبنى غيرها، يبقى برج إيفل واقفًا بشموخ، يحدّق في الأفق كمن يراقب الزمن ويمضي معه، لا ضده.


عكاظ
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- عكاظ
بين التسويق والسياسة.. «برج إيفل» يُشعل جدلاً واسعاً في فرنسا.. ما القصة؟
أثار فيديو ترويجي لعلامة أزياء هولندية جدلاً واسعًا في فرنسا، بعد أن ظهر فيه «برج إيفل» الشهير متوشحًا بالحجاب والعباءة باللون الأخضر. الحملة الإعلانية التي نشرتها الشركة عبر حسابها على «إنستغرام» في 13 مارس 2025، هدفت إلى الترويج للأزياء الإسلامية المحتشمة وحرية ارتداء الحجاب، لكنها سرعان ما تحولت إلى نقطة خلاف حادة بين مؤيدين ومعارضين، مما أعاد إشعال النقاش حول الحجاب وقيم الجمهورية الفرنسية. الفيديو، الذي تم تعديله رقميًا ليظهر «برج إيفل» وهو يرتدي الحجاب، حصد أكثر من 1.8 مليون مشاهدة خلال أيام قليلة، رافقته عبارة من الشركة تقول: «رُصد برج إيفل مرتديًا مرّاشي، ما شاء الله! يبدو أنه انضم أخيرًا إلى عالم الموضة المحتشمة». كما أضافت تعليقًا آخر يحمل طابع التحدي، في إشارة محتملة إلى خطط الشركة للتوسع في السوق الفرنسي، الذي يشهد تشريعات صارمة تحظر الحجاب في بعض الأماكن العامة. الحملة جاءت في سياق حساس، حيث تُعد فرنسا واحدة من أكثر الدول الأوروبية تشددًا تجاه الرموز الدينية في الفضاء العام. أخبار ذات صلة لاقى الفيديو ردود فعل غاضبة من سياسيين فرنسيين، خصوصا من اليمين المتطرف، حيث وصفت «ليزيت بوليت»، النائبة عن حزب التجمع الوطني، الإعلان بأنه «استفزازي» ويسيء إلى قيم الجمهورية وتراثها الديمقراطي، متهمة الشركة بالاستغلال الأيديولوجي، كما طالب «فيليب مورير»، الشريك المؤسس لحركة سياسية مدنية، بحظر متاجر الشركة وموقعها الإلكتروني في فرنسا، وفي المقابل لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة الفرنسية حتى الآن. تأتي هذه الواقعة في ظل نقاش مستمر حول الحجاب في فرنسا، حيث يحظر قانون 2010 تغطية الوجه بالكامل في الأماكن العامة، وصوت مجلس الشيوخ في 2021 على منع الفتيات دون 18 عامًا من ارتداء الحجاب، وهو قرار لم يصبح قانونًا بسبب معارضته دستوريًا، كما تمنع التشريعات الأمهات المحجبات من مرافقة أطفالهن في الرحلات المدرسية. في المقابل، لم تصدر شركة الأزياء الهولندية، بيانًا رسميًا ردًا على الانتقادات حتى الآن. ازياء هولندية