logo
#

أحدث الأخبار مع #«بنىآدم»

سيناريو الرعب السورى
سيناريو الرعب السورى

بوابة الأهرام

time١١-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

سيناريو الرعب السورى

المشاهد القادمة من سوريا «مرعبة». بدون مبالغة، لن تنام إذا شاهدت جزءا منها، من فرط بشاعتها وقسوتها! إطلاق نار عشوائى على مواطنين عزل، وكأننا فى لعبة «أتارى». مسلحون يتضاحكون ويرقصون وهم يطلقون الرصاص على رجال وسيدات لا حول لهم ولا قوة، بكل برود واستمتاع، وكأنهم يقتلون ذبابا. آخرون يقتادون شبانا (عُزّل) شبه عرايا، ومقيدين من الأيدى والأرجل، ويأمرونهم بالاستلقاء فوق بعضهم البعض فى «كومة» بشرية ضخمة، ويتعرضون لكل أنواع الضرب والركل والشتم، وإطلاق النار على أرجلهم فى حالة عدم الانصياع للأوامر «الشاذة». رجال ونساء فى طابور، يتم إجبارهم تحت تهديد السلاح على شتم أنفسهم وآبائهم وعائلاتهم. مجموعة أخرى يتم إجبارهم على تقليد أصوات الحيوانات والسير على أربع، كالدواب. مسلحان «يتسليان» على رجل فى السبعين أو الثمانين من عمره بلعب الكرة به، بطرحه أرضا وضربه عشرات المرات، بصورة مهينة. شبه «بنى آدم» يضع أمامه فى صينية كبيرة قطع لحم بشرية مطهوة تتوسطها جمجمة القتيل، ويمسك بها فى تلذذ وكأنه يمسك بساندويتش «شاورما»! عقوبات جماعية قاسية لشبان بتهمة أنهم «مفطرون»! .. ومشاهد بالعشرات من هذا القبيل. لا يمكن أن تعرف ٬مَنْ مع مَنْ، ومَنْ ضد مَنْ. .. شعب واحد يقتل نفسه! المؤسف و«المقرف» أن من «شير» هذه المشاهد الأبشع فى تاريخ البشرية هم الجناة أنفسهم، الذين يتصورون أنهم على حق مطلق، وأنهم ينتقمون ممن يصفونهم بـ«الفلول»، أو من يخالفهم فى الرأى أو العقيدة. والأكثر «قرفا» أن بعض هذه الأفعال المخزية وجدت من يبررها، ويعترف بها، بل ويصفها بأنها «عمليات أمنية» لابد منها! وزارة الدفاع السورية اعترفت بحدوث «أخطاء»، ووعدت بالتحقيق، وأعلنت أن «العملية العسكرية» فى محافظتى اللاذقية وطرطوس بمنطقة الساحل غرب سوريا انتهت، وأن المؤسسات العامة قادرة الآن على استئناف العمل! لا أصدق أن أكل لحم بشر والتقاط صور «سيلفي» مع جثث وجماجم، يمكن أن يكون جزءا من «عملية عسكرية»! لا أصدق أن هذه «السادية» يمكن أن يكون لها ما يبررها، أو يمكن أن تسمى«الإنجاز»! كله ينتقم من كله، وكله «يستأسد» على كله، أما الأراضى السورية الممزقة والمحتلة، والدولة التى صارت على حافة مجاعة، وزوال، فكل هذا «أوكيه»! «الشرع» تحدث بكل بساطة عن عدم الصفح عن فلول النظام السابق، رغم أنه هو نفسه الذى كان قد أكد عقب توليه السلطة مباشرة أن سوريا ستبدأ صفحة جديدة! هذه المشاهد «القذرة» التى آذت أعيننا وضمائرنا على مدى الأيام الماضية، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة على أرض سوريا، ولا هى قديمة ولا مفبركة، ذكرتنا جميعا بمشاهد مشابهة حدثت بالفعل على أرض مصر على أيدى جماعة الإخوان، التى لا تزال تتبجح وهى تحاول تقديم نفسها للمصريين على أنها جماعة «كيوت» و«معارضة» و«بتاعة ربنا! نذكر جرائمهم، ونحن نتابع ما يجرى فى سوريا بعد ثورة «الحرية»! نذكر مشاهد الاعتداء على الأقسام والسجون والاعتداء على أفراد الأمن، وسحل الأبرياء، و«الضرب» على الهوية، وإلقاء «ماء النار» على أجساد ضباط الشرطة. نذكر مظاهراتهم «المدفوعة» التى كانوا يحرضون فيها المسجلين الخطرين والمدمنين و«كبار» أطفال الشوارع على توجيه السباب والإهانات لإفراد القوات المسلحة فى الشوارع والميادين. نذكر دعواتهم لـ«تطهير» الشرطة والجيش والقضاء والثقافة والإعلام والوزارات والمحليات والتعليم والاقتصاد والرياضة، حتى لا يبقى فى مصر إلا الإخوان والسادة الثوار. نذكر العريان الذى دعا لخروج مبارك من السجن للقبر. نذكر مظاهرات ما بعد «رابعة» التى كان المشاركون فيها يوعَدون بمكافآت مجزية فى حالة «الإمساك» بأى عنصر تابع للأمن. أحداث سوريا ليست استثناء، فقد توقعناها وحذرنا منها، منذ أن كان بعض «المغيبين» يصفقون ويطبلون ويحتفلون بسوريا التى تحررت، وهم يقولون لنا «عقبالنا»! ما جرى فى سوريا مقدمة لحرب أهلية طويلة وممتدة، ستفوق فى بشاعتها حرب الهوتو والتوتسى فى رواندا وبوروندى، التى ألقيت فيها جثث ملايين البشر فى النيل! ما حدث فى سوريا كان مخططا له أن يحدث فى مصر بالحرف، فيقتل المسلم المسيحى، ويعتدى «الصعيدى» على «السيناوي»، و«يسحل» القاهرى البورسعيدى، ويُقتل الرجال على الهوية، وتباع نساؤنا وبناتنا فى سوق النخاسة. ما حدث فى سوريا يحلمون بتكراره فى مصر، ويعدون له المخططات والسيناريوهات والقوائم السوداء وبالونات الاختبار، انتظارا ليوم أسود، لن يأتى أبدا إن شاء الله. .. الحمد لله على نعمة «30 يونيو»!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store