٢٣-٠٣-٢٠٢٥
ملامح الطريق إلى استعادة الدراما المصرية جمالياتها
مجدى صابر: استقطاب كبار الكتاب والمخرجين صانعى الدراما العظيمة
رباب حسين: العمل لابد أن يبدأ بالنص وليس بالنجم
أحمد صقر: يجب تفعيل دور الرقيب فهو أول مشاهد للعمل الفنى
محسنة توفيق وممدوح عبدالعليم فىمشهد من «ليالى الحلمية»
لا يزال الجدل مثارا حول «مائدة الدراما الرمضانية»، التى تشغل بال الجمهور المصرى والعربى, فى ظل ما تشهده الساحة الفنية من تغيرات لا تخلو من طموحات
المواطنين فى وجود أعمال درامية تثرى العقل والوجدان، كما اعتاد من الدراما المصرية التى ساهمت فى تشكيل وجدان أجيال.
وفى تصريحات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى «لقاء المرأة المصرية والأم المثالية»، أكد دور الفن والإعلام فى تشكيل الشخصية المصرية والذوق العام. وأشار إلى أن الدولة كانت فى السابق تسهم فى الإنتاج الإعلامى والتليفزيونى، وكانت لهذا الإنتاج أهداف محددة يضعها خبراء من الجامعات والمتخصصون فى مجالات الإعلام وعلم النفس وعلم الاجتماع، بهدف التأثير الإيجابى على المجتمع.
وأضاف الرئيس السيسى أن الدولة كانت تنفق على هذه الصناعة لضمان تحقيق هذه الأهداف، موضحًا أن التليفزيون الحكومى أصبح مثقلًا بالأعباء وغير قادر على أداء دوره السابق، ما أدى إلى تحوله من صناعة تعتمد على الجودة والرسالة الهادفة إلى تجارة تهدف إلى تحقيق الربح.
وأكد أن تحقيق الأرباح ليس أمرًا سلبيًا فى حد ذاته، لكن يجب أن يكون ذلك من خلال تقديم محتوى جيد يخدم المجتمع ويحافظ على الذوق العام.
على خلفية هذه الرؤية التى تجسد بدقة التأثير الإيجابى للدراما كمطلب لأفراد المجتمع المصرى الذين مازالوا ينتظرون أعمالا مثل «ليالى الحلمية»، و«المال والبنون»، و«الشهد والدموع»، و«ضمير أبلة حكمت»، و«رأفت الهجان» و «بوابة الحلوانى» وغيرها من روائع الدراما المصرية، تحدث المخرج الكبير أحمد صقر، الذى قدم مجموعة من روائع الأعمال الدرامية كمخرج. والذى تولى رئاسة قطاع الإنتاج بـ«ماسبيرو»، وتم اختياره عضوا فى لجنة الدراما بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مؤخرا. قائلا: «بعيدا عن عضويتى بلجنة الدراما، فإننى أتحدث كمخرج غيور على الدراما التى أتمنى أن تعبر عن المرأة والطفل والعلاقات الإنسانية فى الشارع بواقعية.؟ وأرى أن ذلك يمكنه التحقق من خلال مخرجين متميزين ويمتلكون تكنيكا عاليا وممثلين جددا موهوبين وأكفاء».
ويكمل صقر واضعا يده على موطن الأزمة الحقيقية، فيقول: «إن العنصر الغائب هو الورق الجيد والسيناريو المتميز, فعلينا أن نبحث عن أسامة أنور عكاشة جديد، ويسرى الجندى، ومحفوظ عبد الرحمن. وأن نستفيد من الأساتذة الكبار الموجودين بيننا مثل محمد جلال عبد القوى، ومحمد السيد عيد، وغيرهما ممن قدموا أنجح الأعمال للدراما المصرية والعربية فلابد من استغلالهم خاصة أنهم أصحاب تجارب مهمة».
واوضح: «أن الاهتمام بالورق هو أول طرق الإنتاج الجيد ولابد من وقفة لتصحيح طريقة الإنتاج وتنفيذها وتفعيل الرقابة ولا يعنى ذلك تقييدا للحريات. ولكن الرقيب هو أول مشاهد للعمل الفنى، فلابد من الحفاظ على العادات والتقاليد المصرية حفاظا على المجتمع, كما أنه لابد من معرفة آخر جملة فى الحلقة الأخيرة بالعمل قبل التصوير».
وهو تحديدا ما أكدته المخرجة القديرة رباب حسين، موضحة: «كل الشكر للرئيس السيسى الذى يفكر فى الدراما وسط كل مشاغله المحلية والدولية، ويعى قيمتها ودورها فى المجتمع. وأنادى بالمنتج الواعى وتفعيل دور الرقابة والمخرج الذى لا يهتم بالشكل على حساب المضمون. وكذلك الاهتمام بالنص الجيد والقضاء على الهرم المقلوب المعمول به فى بعض الاعمال الدرامية بتفصيل العمل للنجم, فالعمل لابد أن يبدأ بالنص ثم نختار الممثل له وليس العكس».
ووجه الكاتب الكبير مجدى صابر الشكر للرئيس السيسى لموقفه الوطنى العظيم بخصوص التنبيه لأهمية دور الدراما، وما كان من تراجع دورها، إذ بات كثير من الأعمال لا تعبر عن قيم وأصالة الشعب وقضاياه، وكأنها تتناول مجتمعا آخر لا يوجد به المواطن المصرى الحق، إلا فى أقل القليل من الأعمال. وطالب مجدى صابر باستقطاب الكبار من الكتاب والمخرجين وغيرهم من الأسماء الكبيرة والمؤثرة التى صنعت أعمالا درامية عظيمة وأصيلة مازالت تحتفظ بموقعها فى الوجدان.
ويضيف أنه على جهات الإنتاج أن تفتح أبوابها أمام جميع المبدعين الذين كتبوا وقدموا أعمالا لا تزال فى الوجدان وتلقى إقبالا كبيرا من المشاهدين.
وعبدالله غيث ويوسف شعبان يتواجهان فى «المال والبنون»