#أحدث الأخبار مع #«بوتينوشيصحيفة الشرقمنذ 2 أيامسياسةصحيفة الشرقروسيا والصين أمام التحولات الجذرية للتحالفات159 كانت زيارة الرئيس (ترامب) للخليج حدثا تاريخيا بكل المقاييس حيث استكملت قرارات (ترامب) إعادة تشكيل خارطة العلاقات الدولية وإعادة رسم التحالفات التقليدية بل قلبت كل ذلك رأسا على عقب وأصبح الخليج قاطرة للأمة العربية الإسلامية توقظه من الأيديولوجيات والأوهام وتدفعه الى استثمار الواقع الدولي الجديد في وضع حد لحرب الإبادة الإسرائيلية. الرئيس الأمريكي امتدح جهود حضرة صاحب السمو أمير قطر حفظه الله مؤكدا انه شريك موثوق في تحقيق السلام لا في الملف الفلسطيني فحسب بل في ملف الحرب بين روسيا وأوكرانيا كما كان الدور القطري ناجعا في الوساطة بين طالبان والولايات المتحدة منذ سنتين. وأضاف الرئيس (ترامب) رجاءه بأن تساعد قطر الولايات المتحدة في تنظيم كأس العالم القادم بالنظر الى تجربة كأس العالم عام 2022 التي وصفها بالرائعة والمدهشة. كل هذه الحقائق التي استخلصها الخليج وبخاصة دولة قطر بفضل حكمة قيادتها الرشيدة أدت الى رفع العقوبات عن سوريا الجديدة وطرح ملف فلسطين على الولايات المتحدة التي بدأت تشعر بالتناقضات بين مصالحها وهوس رئيس حكومة إسرائيل الشخصية. ولكننا في هذا المقال نتساءل بصدق عن أوضاع الصين وروسيا وهما قوتان عظميان لا بد أن نخصص لهما هذا التحليل المتواضع. شاهدنا جميعا على كل الشاشات احتفالين اثنين لإحياء الذكرى الثمانين لانتصار الحلفاء (الدول الغربية زائد روسيا) على قوات المحور (ألمانيا الهتلرية النازية واليابان الامبراطوري المترهل وإيطاليا الفاشية الموسولينية). انتظم الاحتفال الغربي في فرنسا وفي بلدة ساحلية أطلسية اشتهرت بما يسمى «إنزال القوات البحرية الأمريكية والكندية في أوروبا لاستكمال تحريرها من الاحتلال الألماني يوم 8 مايو 1944 وانتظم الاحتفال الروسي في ساحة الكرملين الحمراء بإشراف الرئيس (فلاديمير بوتين) واستعراض مخيف للجيش الأحمر وخاصة صواريخه الحاملة للرؤوس النووية والعابرة للقارات والمحيطات! وخطب في احتفال الغرب الرئيس الفرنسي (ماكرون) بلهجة حماسية فأعاد للأذهان صورا عاطفية من ذكريات المقاتلين الذين فدوا بأرواحهم حرية أوروبا كما خطب (بوتين) في احتفال موسكو مستعملا لغة التهديد ومذكرا بأن روسيا تتعرض لإرهاب أوكراني مدعوم من أوروبا ووعد شعبه بالانتصار القريب. لكن أكثر ما لفت أنظار الرأي العام العالمي هو حضور الرئيس الصيني (شي جين بينغ) الى جانب الرئيس الروسي مع رؤساء عديد الدول المخلصة لروسيا الاتحادية الى اليوم والمتحالفة معها بعقود عسكرية سرية! ونبدأ جولتنا من صحيفة (فاينانشيال تايمز البريطانية) ومقال بعنوان «بوتين وشي أكبر المستفيدين من فوضى العلاقات الدولية» كتبه (ألكسندر غابوييف) المتخصص في شؤون القوى العظمى يتناول فيه الكاتب التقارب بين روسيا والصين في ظل الفترة الثانية للرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) التي شهدت قرارات مثيرة للجدل على المسرح الدولي حيث يستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى زيارة الرئيس الصيني (شي جين بينغ) إلى موسكو التي استمرت لأربعة أيام للمشاركة في الاحتفالات بذكرى النصر على الألمان في الحرب العالمية الثانية ويستذكر الكاتب تصريحاً للرئيس الصيني قاله أثناء توديعه بوتين في الكرملين خلال زيارة سابقة في مارس 2023: «هناك تغييرات تحدث لم نشهد مثلها منذ 100 عام. ونحن من نقود هذه التغييرات معاً. فيرى الكاتب أنه مع انطلاق قمة (بوتين وشي) في موسكو يُمكنهما الاطمئنان إلى أن هذه التغييرات قد تحققت بالفعل حتى لو كان ذلك مدفوعاً جزئياً برئاسة ترامب وكتب: «يمر العالم بمنعطف حاسم وبكين وموسكو على وشك أن تكونا المستفيدتين الرئيسيتين. الآن لا يحتاج (بوتين وشي) إلا إلى وضع استراتيجيات حول كيفية الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية وضمان أن يكون زوال القطبية الواحدة لا رجعة فيه. ويشير الكاتب إلى زيارة الرئيس الصيني السابقة إلى روسيا قبل عامين والتي شهدت «إعلانه عدم التخلي عن بوتين»، وبدلاً من ذلك «اختار دعم روسيا سراً في حربها ضد أوكرانيا» على الرغم من أن هذا الاختيار بدا رهاناً محفوفاً بالمخاطر آنذاك وفق الكاتب ونتيجة لتلك الزيارة أطلقت الصين سلعاً إلى روسيا مثل الرقائق المتطورة والأدوات الآلية المتقدمة، التي ساعدت في إصلاح المجمع الصناعي العسكري الروسي المتضرر بل وتعزيز آلته العسكرية. كما أتاحت الصين مساحة إضافية للسلع الروسية في أسواقها العملاقة ما سمح لموسكو بتحقيق عائدات تصدير هي في أمسّ الحاجة إليها ووضع الاقتصاد الروسي على أهبة الاستعداد للحرب وفق رأيه. و أضاف الكاتب: «في غضون ذلك استطاعت الصين الوصول بشكل أيسر إلى الوقود الهيدروكربوني والمعادن والأسمدة والسلع الزراعية الرخيصة والأسلحة الروسية المتطورة التي تم اختبارها في المعارك والمواهب التقنية الروسية التي طُردت من المختبرات الغربية» فمن غير المرجح أن يظلا متفرجين لأن روسيا والصين تعلمتا كيفية تحصين نفسيهما ضد أحادية القطبية التكنولوجية والمالية على العالم وفق الكاتب الذي يرى أن قدرة روسيا على شن حرب مكلفة بدعم من الصين على الرغم من موجة العقوبات الغربية هي «أفضل دليل على أساليب الصين في حماية نفسها من أمريكا سواء بالاعتماد على اليوان (العملة الصينية) في المدفوعات والمدخرات أو باحتضان التكنولوجيا الصينية. ويرجح الكاتب أن تسوق موسكو وبكين لهذه الأدوات والأساليب بقوة في دول الجنوب العالمي بما في ذلك من خلال مجموعة البريكس، «ومع حرب التعريفات الجمركية العالمية التي يشنها ترامب أصبح مروجاً لها دون قصد ثم يتطرق الكاتب إلى ما اعتبره رأي (بوتين وشي) في الديمقراطية الغربية باعتبارها بعيدة كل البعد عن الكمال و تعليقي هو «علينا جميعا أن لا ننسى تاريخ الإمبراطورية الصينية الممتد منذ خمسة آلاف عام الى اليوم فيما يسمى (طريق الحرير) وهو النظام العالمي الذي اكتشفته الصين ونفذته والمعتمد على مد جسور التعاون والتجارة وتبادل الثروات بين الأمم بلا حواجز وبلا حدود من أجل عالم متكاملة اقتصاداته ومترابطة شبكاته تنعم فيه البشرية بالأمن والسلام والاستقرار مع العلم أن دولا في آسيا وأمريكا الجنوبية وافريقيا بدأت تنخرط في طريق الحرير والتحرر من الهيمنة الغربية! ونختم هذا المقال بما كتبه صاحبه في ختام المقال حيث قال: 'في مستقبل بديل أكثر قتامة قد يرى الزعيمان (شي وبوتين) السنوات القادمة فرصةً لترسيخ إرثهما من خلال اتخاذ قراراتٍ قد تُخلّدهما في التاريخ بما في ذلك إعادة رسم خريطة العالم بشكل أكبر. اليوم نشهد قرار (ترامب) باعتبار (بوتين) حليفا ونشهد عدم اعترافه بالاتحاد الأوروبي شريكا ونشهد بداية عهد أدرك فيه (ترامب ضرورة تقديم تنازلات وترضيات في الملف الفلسطيني و(ترامب) فتح حوارا بينه وبين إيران في مسقط وقرر أن يشارك في مفاوضات (بوتين-زيلنسكي) في جينيف!! وأهم مفاجأة قراره في الرياض برفع العقوبات عن الدولة السورية ومن جهتها حررت فصائل القسام رهينة أمريكية إسرائيلية فشعرنا بعودة بعض الأمل بانتصار الحق على الباطل.
صحيفة الشرقمنذ 2 أيامسياسةصحيفة الشرقروسيا والصين أمام التحولات الجذرية للتحالفات159 كانت زيارة الرئيس (ترامب) للخليج حدثا تاريخيا بكل المقاييس حيث استكملت قرارات (ترامب) إعادة تشكيل خارطة العلاقات الدولية وإعادة رسم التحالفات التقليدية بل قلبت كل ذلك رأسا على عقب وأصبح الخليج قاطرة للأمة العربية الإسلامية توقظه من الأيديولوجيات والأوهام وتدفعه الى استثمار الواقع الدولي الجديد في وضع حد لحرب الإبادة الإسرائيلية. الرئيس الأمريكي امتدح جهود حضرة صاحب السمو أمير قطر حفظه الله مؤكدا انه شريك موثوق في تحقيق السلام لا في الملف الفلسطيني فحسب بل في ملف الحرب بين روسيا وأوكرانيا كما كان الدور القطري ناجعا في الوساطة بين طالبان والولايات المتحدة منذ سنتين. وأضاف الرئيس (ترامب) رجاءه بأن تساعد قطر الولايات المتحدة في تنظيم كأس العالم القادم بالنظر الى تجربة كأس العالم عام 2022 التي وصفها بالرائعة والمدهشة. كل هذه الحقائق التي استخلصها الخليج وبخاصة دولة قطر بفضل حكمة قيادتها الرشيدة أدت الى رفع العقوبات عن سوريا الجديدة وطرح ملف فلسطين على الولايات المتحدة التي بدأت تشعر بالتناقضات بين مصالحها وهوس رئيس حكومة إسرائيل الشخصية. ولكننا في هذا المقال نتساءل بصدق عن أوضاع الصين وروسيا وهما قوتان عظميان لا بد أن نخصص لهما هذا التحليل المتواضع. شاهدنا جميعا على كل الشاشات احتفالين اثنين لإحياء الذكرى الثمانين لانتصار الحلفاء (الدول الغربية زائد روسيا) على قوات المحور (ألمانيا الهتلرية النازية واليابان الامبراطوري المترهل وإيطاليا الفاشية الموسولينية). انتظم الاحتفال الغربي في فرنسا وفي بلدة ساحلية أطلسية اشتهرت بما يسمى «إنزال القوات البحرية الأمريكية والكندية في أوروبا لاستكمال تحريرها من الاحتلال الألماني يوم 8 مايو 1944 وانتظم الاحتفال الروسي في ساحة الكرملين الحمراء بإشراف الرئيس (فلاديمير بوتين) واستعراض مخيف للجيش الأحمر وخاصة صواريخه الحاملة للرؤوس النووية والعابرة للقارات والمحيطات! وخطب في احتفال الغرب الرئيس الفرنسي (ماكرون) بلهجة حماسية فأعاد للأذهان صورا عاطفية من ذكريات المقاتلين الذين فدوا بأرواحهم حرية أوروبا كما خطب (بوتين) في احتفال موسكو مستعملا لغة التهديد ومذكرا بأن روسيا تتعرض لإرهاب أوكراني مدعوم من أوروبا ووعد شعبه بالانتصار القريب. لكن أكثر ما لفت أنظار الرأي العام العالمي هو حضور الرئيس الصيني (شي جين بينغ) الى جانب الرئيس الروسي مع رؤساء عديد الدول المخلصة لروسيا الاتحادية الى اليوم والمتحالفة معها بعقود عسكرية سرية! ونبدأ جولتنا من صحيفة (فاينانشيال تايمز البريطانية) ومقال بعنوان «بوتين وشي أكبر المستفيدين من فوضى العلاقات الدولية» كتبه (ألكسندر غابوييف) المتخصص في شؤون القوى العظمى يتناول فيه الكاتب التقارب بين روسيا والصين في ظل الفترة الثانية للرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) التي شهدت قرارات مثيرة للجدل على المسرح الدولي حيث يستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى زيارة الرئيس الصيني (شي جين بينغ) إلى موسكو التي استمرت لأربعة أيام للمشاركة في الاحتفالات بذكرى النصر على الألمان في الحرب العالمية الثانية ويستذكر الكاتب تصريحاً للرئيس الصيني قاله أثناء توديعه بوتين في الكرملين خلال زيارة سابقة في مارس 2023: «هناك تغييرات تحدث لم نشهد مثلها منذ 100 عام. ونحن من نقود هذه التغييرات معاً. فيرى الكاتب أنه مع انطلاق قمة (بوتين وشي) في موسكو يُمكنهما الاطمئنان إلى أن هذه التغييرات قد تحققت بالفعل حتى لو كان ذلك مدفوعاً جزئياً برئاسة ترامب وكتب: «يمر العالم بمنعطف حاسم وبكين وموسكو على وشك أن تكونا المستفيدتين الرئيسيتين. الآن لا يحتاج (بوتين وشي) إلا إلى وضع استراتيجيات حول كيفية الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية وضمان أن يكون زوال القطبية الواحدة لا رجعة فيه. ويشير الكاتب إلى زيارة الرئيس الصيني السابقة إلى روسيا قبل عامين والتي شهدت «إعلانه عدم التخلي عن بوتين»، وبدلاً من ذلك «اختار دعم روسيا سراً في حربها ضد أوكرانيا» على الرغم من أن هذا الاختيار بدا رهاناً محفوفاً بالمخاطر آنذاك وفق الكاتب ونتيجة لتلك الزيارة أطلقت الصين سلعاً إلى روسيا مثل الرقائق المتطورة والأدوات الآلية المتقدمة، التي ساعدت في إصلاح المجمع الصناعي العسكري الروسي المتضرر بل وتعزيز آلته العسكرية. كما أتاحت الصين مساحة إضافية للسلع الروسية في أسواقها العملاقة ما سمح لموسكو بتحقيق عائدات تصدير هي في أمسّ الحاجة إليها ووضع الاقتصاد الروسي على أهبة الاستعداد للحرب وفق رأيه. و أضاف الكاتب: «في غضون ذلك استطاعت الصين الوصول بشكل أيسر إلى الوقود الهيدروكربوني والمعادن والأسمدة والسلع الزراعية الرخيصة والأسلحة الروسية المتطورة التي تم اختبارها في المعارك والمواهب التقنية الروسية التي طُردت من المختبرات الغربية» فمن غير المرجح أن يظلا متفرجين لأن روسيا والصين تعلمتا كيفية تحصين نفسيهما ضد أحادية القطبية التكنولوجية والمالية على العالم وفق الكاتب الذي يرى أن قدرة روسيا على شن حرب مكلفة بدعم من الصين على الرغم من موجة العقوبات الغربية هي «أفضل دليل على أساليب الصين في حماية نفسها من أمريكا سواء بالاعتماد على اليوان (العملة الصينية) في المدفوعات والمدخرات أو باحتضان التكنولوجيا الصينية. ويرجح الكاتب أن تسوق موسكو وبكين لهذه الأدوات والأساليب بقوة في دول الجنوب العالمي بما في ذلك من خلال مجموعة البريكس، «ومع حرب التعريفات الجمركية العالمية التي يشنها ترامب أصبح مروجاً لها دون قصد ثم يتطرق الكاتب إلى ما اعتبره رأي (بوتين وشي) في الديمقراطية الغربية باعتبارها بعيدة كل البعد عن الكمال و تعليقي هو «علينا جميعا أن لا ننسى تاريخ الإمبراطورية الصينية الممتد منذ خمسة آلاف عام الى اليوم فيما يسمى (طريق الحرير) وهو النظام العالمي الذي اكتشفته الصين ونفذته والمعتمد على مد جسور التعاون والتجارة وتبادل الثروات بين الأمم بلا حواجز وبلا حدود من أجل عالم متكاملة اقتصاداته ومترابطة شبكاته تنعم فيه البشرية بالأمن والسلام والاستقرار مع العلم أن دولا في آسيا وأمريكا الجنوبية وافريقيا بدأت تنخرط في طريق الحرير والتحرر من الهيمنة الغربية! ونختم هذا المقال بما كتبه صاحبه في ختام المقال حيث قال: 'في مستقبل بديل أكثر قتامة قد يرى الزعيمان (شي وبوتين) السنوات القادمة فرصةً لترسيخ إرثهما من خلال اتخاذ قراراتٍ قد تُخلّدهما في التاريخ بما في ذلك إعادة رسم خريطة العالم بشكل أكبر. اليوم نشهد قرار (ترامب) باعتبار (بوتين) حليفا ونشهد عدم اعترافه بالاتحاد الأوروبي شريكا ونشهد بداية عهد أدرك فيه (ترامب ضرورة تقديم تنازلات وترضيات في الملف الفلسطيني و(ترامب) فتح حوارا بينه وبين إيران في مسقط وقرر أن يشارك في مفاوضات (بوتين-زيلنسكي) في جينيف!! وأهم مفاجأة قراره في الرياض برفع العقوبات عن الدولة السورية ومن جهتها حررت فصائل القسام رهينة أمريكية إسرائيلية فشعرنا بعودة بعض الأمل بانتصار الحق على الباطل.