#أحدث الأخبار مع #«بومباردييه»المدينة٢٤-٠٢-٢٠٢٥المدينةاليابانيــــــــةفي الحادث المُذهل لطائرة «البومباردييه سي آر جاي ٩٠٠ «، خلال الأسبوع الماضي، والتي انقلبت أمام عدسات الكاميرات، أثناء هبوطها على المدرج الغربيِّ في مطار «بيرسون تورونتو» الدوليِّ بكندا، ظهرت عدَّة مفاجآت، أوَّلاها وأهمُّها كان نجاة جميع الركَّاب -بمشيئة الله- بعدما انكسر كامل جناحها الأيمن عن بدنها.. وثانية المفاجآت كانت سرعة ومهنيَّة طاقم المقصورة، في إخراج جميع الركَّاب بسلاسة وسرعة.. وثالثتها كانت سرعة وصول قوات الإنقاذ لإخماد الحريق باحترافيَّة عالية.. ورابعتها أنَّ الطَّائرة رسميًّا هي يابانيَّة.. فبالرغم أنَّها صُمِّمت وصُنِّعت في كندا من شركة «بومباردييه» الكنديَّة، فقد اشترت شركة ميتسوبيشي اليابانيَّة خط الإنتاج عام ٢٠٢٠، وحقوق صناعة قطع الغيار، وأي إضافات للطائرة المعنية.. كأنَّها حالة طلاق كندي بالثَّلاثة، وزواج يابانيِّ.وتاريخ قطاع صناعة الطَّيران المدنيِّ التجاريِّ اليابانيِّ يستحق وقفات تأمُّل جادَّة، فقد تمتَّعت اليابان بقطاع طيران نشط، وبالذَّات في تصميم وصناعة الطائرات الحربيَّة إلى نهاية الحرب العالميَّة الثَّانية، حيث تم تجميد نشاطه، وجاء ذلك ضمن شروط الاستسلام.. وحيث إنَّ اليابان هي مجموعة جزر ذات كثافات سكانيَّة عالية، فالطلب على خدمات النقل الجويَّة يتميَّز بالنموِّ الهائل.. وكان تأمين ذلك الطلب من الدول المنتصرة في الحرب، وفي مقدِّمتها الولايات المتَّحدة.وحاولت اليابان النهوض بالقطاع عبر السنين بنجاحات متواضعة جداً، ومنها تصنيع طائرة «واي إس ١١».. ولكنها لم تنجح نجاحاً يذكر. ولكن القطاع نجح في تصنيع معدات، ومحركات، وقطع لطائرات أمريكية مختلفة، ثم نجح في تصنيع طائرات نقل متميزة مثل «الكواساكي سي 2».. و»الشنما وايا» من طراز «يو إس 2» البرمائية.. ونجح نجاحاً كبيراً في تجميع وتصنيع طائرات أمريكية حربية، وطائرات تدريب.وحاولت شركة «ميتسوبيشي» العملاقة أنْ تصنع طائرة تجاريَّة للنقل الإقليميِّ، وهي من طراز «سبيس جت»، ولم تنجح لعدَّة أسباب، منها: التضخُّم الكبير في سعر الطائرة، والزِّيادة في وزنها أثناء تطوُّر تصميمها، وشدَّة المنافسة بالذَّات من شركة «إمبراير» البرازيليَّة، وتأثُّر قطاع الطَّيران العالميِّ بأزمة كورونا، بدءًا من عام 2020..ولكنَّ موضوعنا لا ينتهي هنا، فقد نجحت اليابان من خلال شركاتها العملاقة «فوجي»، و»ميتسوبيشي»، و»كاواساكي»، وغيرها، في الشراكات مع عمالقة الطيران.. فحوالى ربع مكونات طائرة البوينج ٧٧٧ الأمريكية هي يابانية الصنع، ومنها أجزاء من مقصورة الركاب ومن المحركات، وأجهزة التحكم.. وأكثر من ثلث مكونات البوينج ٧٨٧ الحديثة مصنوعة بالكامل في اليابان.. وتشمل أجزاء من بدنها، وبطارياتها، وإطاراتها، والعديد من تجهيزاتها الداخلية.. والعديد من مكوِّنات أحدث طراز من طائرات الإيرباص ٣٥٠ تُصنع في اليابان، شاملة جهاز التَّرفيه، وبعض طرازات الكراسي، والإطارات، والعديد من المكوِّنات الداخليَّة. هذا فيما يتعلَّق بالطَّيران التجاريِّ.. وأمَّا نشاط قطاع الطيران العسكريِّ والفضاء، فسيكون في أحد مقالاتي المقبلة إنْ شاءَ اللهُ.* أمنيـــــــة:تجربة اليابان في مجال تصنيع الطائرات المدنيَّة، هي تجربة متألِّقة، ولكنَّها مليئة بالتحدِّيات.. لم تنتج طائرات تجاريَّة ناجحة نجاحًا باهرًا إلى اليوم، ولكنَّها تألَّقت في الشراكات المتقدِّمة لصناعة أفضل الطائرات المدنيَّة من طراز البوينج، والإيرباص، ومحرِّكات «جنرال إليكتريك»، و»برات أند ويتني» الأمريكيَّتين، و»رولز رويس» البريطانيَّة. أتمنَّى أنْ يستفيد العالم العربيُّ من تجارب هذه الشراكات في مجال تصميم وتصنيع وتجميع الطَّائرات، علمًا أنَّ بعض الدول مثل المغرب الشَّقيق قد قطعت شوطًا في هذا المجال -بتوفيق الله-، وهو من وراءِ القَصد.@Tfadaak
المدينة٢٤-٠٢-٢٠٢٥المدينةاليابانيــــــــةفي الحادث المُذهل لطائرة «البومباردييه سي آر جاي ٩٠٠ «، خلال الأسبوع الماضي، والتي انقلبت أمام عدسات الكاميرات، أثناء هبوطها على المدرج الغربيِّ في مطار «بيرسون تورونتو» الدوليِّ بكندا، ظهرت عدَّة مفاجآت، أوَّلاها وأهمُّها كان نجاة جميع الركَّاب -بمشيئة الله- بعدما انكسر كامل جناحها الأيمن عن بدنها.. وثانية المفاجآت كانت سرعة ومهنيَّة طاقم المقصورة، في إخراج جميع الركَّاب بسلاسة وسرعة.. وثالثتها كانت سرعة وصول قوات الإنقاذ لإخماد الحريق باحترافيَّة عالية.. ورابعتها أنَّ الطَّائرة رسميًّا هي يابانيَّة.. فبالرغم أنَّها صُمِّمت وصُنِّعت في كندا من شركة «بومباردييه» الكنديَّة، فقد اشترت شركة ميتسوبيشي اليابانيَّة خط الإنتاج عام ٢٠٢٠، وحقوق صناعة قطع الغيار، وأي إضافات للطائرة المعنية.. كأنَّها حالة طلاق كندي بالثَّلاثة، وزواج يابانيِّ.وتاريخ قطاع صناعة الطَّيران المدنيِّ التجاريِّ اليابانيِّ يستحق وقفات تأمُّل جادَّة، فقد تمتَّعت اليابان بقطاع طيران نشط، وبالذَّات في تصميم وصناعة الطائرات الحربيَّة إلى نهاية الحرب العالميَّة الثَّانية، حيث تم تجميد نشاطه، وجاء ذلك ضمن شروط الاستسلام.. وحيث إنَّ اليابان هي مجموعة جزر ذات كثافات سكانيَّة عالية، فالطلب على خدمات النقل الجويَّة يتميَّز بالنموِّ الهائل.. وكان تأمين ذلك الطلب من الدول المنتصرة في الحرب، وفي مقدِّمتها الولايات المتَّحدة.وحاولت اليابان النهوض بالقطاع عبر السنين بنجاحات متواضعة جداً، ومنها تصنيع طائرة «واي إس ١١».. ولكنها لم تنجح نجاحاً يذكر. ولكن القطاع نجح في تصنيع معدات، ومحركات، وقطع لطائرات أمريكية مختلفة، ثم نجح في تصنيع طائرات نقل متميزة مثل «الكواساكي سي 2».. و»الشنما وايا» من طراز «يو إس 2» البرمائية.. ونجح نجاحاً كبيراً في تجميع وتصنيع طائرات أمريكية حربية، وطائرات تدريب.وحاولت شركة «ميتسوبيشي» العملاقة أنْ تصنع طائرة تجاريَّة للنقل الإقليميِّ، وهي من طراز «سبيس جت»، ولم تنجح لعدَّة أسباب، منها: التضخُّم الكبير في سعر الطائرة، والزِّيادة في وزنها أثناء تطوُّر تصميمها، وشدَّة المنافسة بالذَّات من شركة «إمبراير» البرازيليَّة، وتأثُّر قطاع الطَّيران العالميِّ بأزمة كورونا، بدءًا من عام 2020..ولكنَّ موضوعنا لا ينتهي هنا، فقد نجحت اليابان من خلال شركاتها العملاقة «فوجي»، و»ميتسوبيشي»، و»كاواساكي»، وغيرها، في الشراكات مع عمالقة الطيران.. فحوالى ربع مكونات طائرة البوينج ٧٧٧ الأمريكية هي يابانية الصنع، ومنها أجزاء من مقصورة الركاب ومن المحركات، وأجهزة التحكم.. وأكثر من ثلث مكونات البوينج ٧٨٧ الحديثة مصنوعة بالكامل في اليابان.. وتشمل أجزاء من بدنها، وبطارياتها، وإطاراتها، والعديد من تجهيزاتها الداخلية.. والعديد من مكوِّنات أحدث طراز من طائرات الإيرباص ٣٥٠ تُصنع في اليابان، شاملة جهاز التَّرفيه، وبعض طرازات الكراسي، والإطارات، والعديد من المكوِّنات الداخليَّة. هذا فيما يتعلَّق بالطَّيران التجاريِّ.. وأمَّا نشاط قطاع الطيران العسكريِّ والفضاء، فسيكون في أحد مقالاتي المقبلة إنْ شاءَ اللهُ.* أمنيـــــــة:تجربة اليابان في مجال تصنيع الطائرات المدنيَّة، هي تجربة متألِّقة، ولكنَّها مليئة بالتحدِّيات.. لم تنتج طائرات تجاريَّة ناجحة نجاحًا باهرًا إلى اليوم، ولكنَّها تألَّقت في الشراكات المتقدِّمة لصناعة أفضل الطائرات المدنيَّة من طراز البوينج، والإيرباص، ومحرِّكات «جنرال إليكتريك»، و»برات أند ويتني» الأمريكيَّتين، و»رولز رويس» البريطانيَّة. أتمنَّى أنْ يستفيد العالم العربيُّ من تجارب هذه الشراكات في مجال تصميم وتصنيع وتجميع الطَّائرات، علمًا أنَّ بعض الدول مثل المغرب الشَّقيق قد قطعت شوطًا في هذا المجال -بتوفيق الله-، وهو من وراءِ القَصد.@Tfadaak