logo
#

أحدث الأخبار مع #«تيكيتاكا»،

تسحرنا.. فكيف لا نعشقها؟
تسحرنا.. فكيف لا نعشقها؟

الاتحاد

timeمنذ 11 ساعات

  • ترفيه
  • الاتحاد

تسحرنا.. فكيف لا نعشقها؟

تسحرنا.. فكيف لا نعشقها؟ أشبه ما تكون بدورة الحياة، هذه الحقب التي تصنع لكرة القدم زمناً، يسُرنا كثيره، ويسوؤنا بعضه، حقب يتبارى فيها الجمال مع القبح، وتتواجه على مستطيلات الملاعب النمطية مع الإبداع، كرة قدم يكمن سحرها في هذا الصراع المتناهي بين المتناقضات، وقد غدت كالبحر في أحشائها الدُر كامن. لا أريد أن أتوغل بكم كثيراً في ذاكرة الزمن، لأدلكم على ما كان من تقابل الأضداد بين المبدعين، مدربين ولاعبين، وما أنتجه من سفر موصول إلى مدائن الجنون والمتعة، إلا أنني سأقترب بكم قليلاً إلى ما يسمى بزمن النهضة في كرة القدم، زمن ارتبط بمن يوصف فعلاً بالعبقري، الهولندي الراحل يوهان كرويف، لاعباً ومدرباً، فهو من خط لكرة القدم طريقاً جديداً إلى سوريالية المشهد، وهو يبدع كرة قدم تمقت الانغلاق الدفاعي، ليس من باب الرفض المطلق لأسلوب الدفاع، ولكن من باب إنقاذ الإبداع من الموت الزؤام، في زمن غالى فيه المدربون في إنتاج قوالب دفاعية ضيقت على اللاعبين، وحبست أنفاس المبدعين، بل إنها صادرت حقهم في الإبداع. أعطانا ذلك، ما سيعرف وقتها بـ «تيكي تاكا»، وهو أسلوب يقوم على الفعل البنائي الذي غايته تسجيل الأهداف، وأدواته مهارة لا توصف في التمرير الدقيق والسريع، وعبقرية في تخيل طرق التهديف عند الوصول لمساحة الحقيقة. هذا الأسلوب وهو في جنينيته، يشب وينمو في بيئة كروية غلب عليها الانحسار، وأطبقت عليها النمطية، سيتبناه من كان رمزاً لهذه الكرة العاشقة للجمال، التواقة للانهمار كرذاذ البحار، الإسباني بيب جوارديولا ليكون قواماً لفلسفته التي ستستوطن مملكة كرة القدم، جاعلة من الاحتفالية نشيداً، ومن الاستحواذ راية، ومن الضغط العالي دستوراً، فحققت فتحاً مبيناً لكرة القدم المبدعة. ومع الاختناق الذي استشعرته هذه «تيكي تاكا»، وقد برز كما هي العادة، محطمون للصروح التكتيكية، ستحتاج إلى من يسعفها ويقويها ضد المبيدات التكتيكية، فجاءنا لويس إنريكي، وهو سليل هذه العائلة المبدعة لـ«تيكي تاكا»، بما نسميه اليوم كرة القدم المتحورة التي تستعصي، ولو مؤقتاً على أساليب الهدم. ما نشاهده اليوم من باريس سان جيرمان الفريق الذي تربع على عرش كرة القدم الأوروبية، وهو ماض لكي يحكم العالم، فريق يحقق في تعبيراته الجسدية الجماعية، التوازن والأناقة والرقة والبراعة، فريق يعطي تعريفاً جديداً لكرة القدم الجميلة، إنها عنوان لعناق سرمدي بين الإبداع الجماعي ومهارة المدرب. ما شاهدناه من أمراء الحديقة، ومن مدربهم المبدع لويس إنريكي، في مواجهتين متعاقبتين أمام إنتر ميلان الإيطالي في نهائي دوري الأبطال، وأمام أتلتيكو مدريد الإسباني في مستهل مونديال الأندية، والفوز بالخماسية على الأول وبالرباعية على الثاني، هو صورة مختزلة لذاك الجمال المركب، هو انتصار لكرة تحتفل بكنهها الإبداعي، وانهيار لكرة لا تحيا إلا بقناعها الدفاعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store