logo
#

أحدث الأخبار مع #«جاتجيبيتي»

الذكاء الاصطناعي يشرب الماء أيضاً!
الذكاء الاصطناعي يشرب الماء أيضاً!

الوطن

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • الوطن

الذكاء الاصطناعي يشرب الماء أيضاً!

عثمان عادل العباسي عالمنا الحقيقي يتحول تدريجياً إلى فيلم رسوم متحركة كبير، كأننا تسللنا فجأة إلى عالم خيالي، فالصور الشخصية في حساباتنا تحولت إلى شخصيات كرتونية لطيفة، وصور السيلفي التي نشاركها في «قروبات» الواتساب باتت وكأنها مقتطعة من مسلسلات الأنمي أو أفلام ديزني. حتى عقولنا دخلت في إجازة مفتوحة بفضل الذكاء الاصطناعي، صرنا نسأله في كل صغيرة وكبيرة، بداية من وصفة «المجبوس» وانتهاءً بحلول الواجبات المدرسية التي لا تنتهي لأبنائنا. باختصار، حياتنا تحوّلت إلى جلسة طويلة من الاسترخاء التكنولوجي الممتع. لكن وسط هذه المتعة الرقمية، استوقفني شيء غريب جعلني أفكّر بطريقة مختلفة قليلاً. تخيل معي أن الصورة التي حولتك إلى شخصية أنمي أو إجابة «جات جي بي تي» الذكية التي أعجبت بها، ربما وراءهما قصة مختلفة، فيها عنصر بسيط لكنه ثمين جداً: الماء! أعرف جيداً ما يدور ببالك الآن، «ما علاقة صورتي الكرتونية بالماء يا عزيزي؟!»، سأخبرك الحكاية بأسلوب بسيط كأننا في جلسة «قهوة العصر» التي نحبها جميعاً. كل صورة أو نص يولّده الذكاء الاصطناعي، تتم معالجته في مراكز بيانات ضخمة فيها آلاف الأجهزة التي تعمل بلا توقف وتُصدر حرارة عالية، كحرارة ظهيرة أغسطس عندما تترك سيارتك مركونة تحت الشمس. هذه الحرارة تحتاج إلى تبريد سريع وفعال، والطريقة الأسهل حتى الآن هي استخدام كميات كبيرة من المياه النقية. مثلًا، نموذج «4-GPT»، الذي يجيبك على أسئلتك، يستهلك تقريباً نصف لتر من الماء لإنتاج إجابة قصيرة من 100 كلمة فقط. قد تظن أن نصف لتر أمر بسيط، وكأنك أعطيت تطبيق الذكاء الاصطناعي كوب ماء صغير بعد وجبة دسمة، لكن تخيّل للحظة عندما يستخدم ملايين البشر هذا النموذج يوميًا، سنكون أمام أنهار كاملة من المياه تتبخر فقط لتبريد تلك الأجهزة! بالطبع، لا يعني هذا أن نتوقف عن استخدام هذه التطبيقات الممتعة، فالتكنولوجيا ليست عدوة البيئة كما يظن البعض، بل هي صديقتنا التي تدفعنا للتفكير بذكاء أكبر. الجميل في الأمر أن هذه التحديات الجديدة بدأت تدفع الشركات الكبرى مثل جوجل وأمازون ومايكروسوفت إلى ابتكار حلول ذكية، كاستخدام أنظمة تبريد تعتمد على الهواء بدلًا من الماء، وإعادة تدوير المياه، والاعتماد على الطاقة الشمسية المتوفرة بكثرة حولنا هنا في البحرين. تصوّروا معي لو أصبحت البحرين يوماً مركزاً إقليمياً رائداً في التقنية الخضراء، واحتضنت مراكز بيانات تعتمد بشكل كامل على طاقة الشمس وتقنيات تبريد مبتكرة لا تُهدر المياه. تخيل مراكز بيانات في منطقة عسكر أو الحد، تعمل بهدوء دون إهدار قطرة ماء واحدة. أليس هذا حلمًا جميلًا يستحق أن نبدأ التفكير به بجدية؟ أؤمن بأن كل صورة جميلة نشاركها، وكل سؤال نطرحه على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يقرّبنا من مستقبل ذكي ومستدام. في المرة القادمة التي تضغط فيها زرًا لتحوّل صورتك إلى شخصية كرتونية، تذكر بابتسامة خفيفة أن التكنولوجيا التي أضحكتك وأسعدتك اليوم، هي نفسها التي ستدفعنا لإيجاد حلول تحافظ على مواردنا وتحمينا من العطش غدًا. في الختام، أتمنى لك صورًا رقمية رائعة، وإجابات ذكية لا تنتهي، ومستقبلًا أخضر مليئاً بالابتسامات.. وكوب ماء عذب يكفي لنا وللأجيال القادمة. * خبير تقني

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store