#أحدث الأخبار مع #«داونتاوندبى»مصرس٢٣-٠٢-٢٠٢٥أعمالمصرسكنز وسط البلدقامت الدنيا ولم تقعد، بعد تصريحات رجل الأعمال الإماراتى محمد العبار، التى كشف فيها عن رؤيته لتطوير منطقة «وسط البلد» واستثمارها بالشراكة مع الحكومة المصرية، وقال إنه يمكن للمشروع أن يحاكى نجاح «داون تاون دبي»، الذى يستقطب 120 مليون زائر سنويًا. فمصر تمتلك تراثًا معماريًا فريدًا فى منطقة وسط القاهرة، لا أبالغ اذا قلت إنه يتجاوز تراث باريس، ولكن زوار باريس يقدرون بعشرات الملايين سنويًا وزوار القاهرة بملايين معدودات، لسبب بسيط وجوهرى، هو أننا نتحدث كثيرًا عن الكنز، ولم ندرك يومًا طرق الحفاظ عليه، أو استثماره، وتعظيم العوائد منه، وخلال سنوات عملى الصحفى تابعت عدة مشاريع «حكومية» لتطوير وسط البلد التى تعد متحفًا مفتوحًا للعمارة فى آخر قرنين، ولكنها كانت تفتقد لأسباب البقاء والاستدامة، وفى كثير من الأحيان كان الأمر يقتصر على طلاء المبانى، مع استثناءات هنا أو هناك، لغياب رؤية أوسع وأشمل لاستثمار هذا الكنز.لا بديل عن رؤية متكاملة للمنطقة، تأخذ فى الحسبان مصالح البشر الذين يقطنون المنطقة، فإذا كانت الحكومة قد حلت مشكلة المقار التى كان يشغلها موظفوها، بانتقالهم للعاصمة الإدارية، فماذا عن الشقق والمحلات التى هى جزء أساسى من عمران المكان؟ أسهل شىء هو ترميم الحجر والمبنى ولكن الحفاظ عليه هو نقطة الضعف والفجوة التى فشلت كل التجارب السابقة فى حلها. الأماكن التراثية لا ترمم لكى تغلق، ولكن لكى تعود إلى الحياة، وتبقى جزءًا من نسيج الحياة، فتكتسب قيمتها الحقيقية. طبعًا نريد أن نكون مثل «داون تاون دبى» فى التوظيف الأمثل، وفى الإدارة، والاستثمار، ولكن مع الحفاظ على خصوصية المكان وتفرده، هناك قام على المبانى العصرية والمولات الحديثة، ولكن عندنا يقوم على التاريخ والثقافة والحضارة ، ولا غنى عن الاثنين، لكلٍ منهما زبونه.هناك مكتب استشارى كلفته الحكومة بوضع رؤية للتطوير، وأنا أنصحهم بالاستعانة بالدكتورة سهير حواس، العليمة بخبايا كل متر مربع فى هذا الكنز العمرانى، وأن يدرسوا أسباب عدم نجاح التجارب التى تمت فى العشرين عامًا الأخيرة. ويبقى التحدى الحقيقى: أن نجعل الناس من أسباب بقاء المشروع، واستمراره، لا من عوامل فشله .
مصرس٢٣-٠٢-٢٠٢٥أعمالمصرسكنز وسط البلدقامت الدنيا ولم تقعد، بعد تصريحات رجل الأعمال الإماراتى محمد العبار، التى كشف فيها عن رؤيته لتطوير منطقة «وسط البلد» واستثمارها بالشراكة مع الحكومة المصرية، وقال إنه يمكن للمشروع أن يحاكى نجاح «داون تاون دبي»، الذى يستقطب 120 مليون زائر سنويًا. فمصر تمتلك تراثًا معماريًا فريدًا فى منطقة وسط القاهرة، لا أبالغ اذا قلت إنه يتجاوز تراث باريس، ولكن زوار باريس يقدرون بعشرات الملايين سنويًا وزوار القاهرة بملايين معدودات، لسبب بسيط وجوهرى، هو أننا نتحدث كثيرًا عن الكنز، ولم ندرك يومًا طرق الحفاظ عليه، أو استثماره، وتعظيم العوائد منه، وخلال سنوات عملى الصحفى تابعت عدة مشاريع «حكومية» لتطوير وسط البلد التى تعد متحفًا مفتوحًا للعمارة فى آخر قرنين، ولكنها كانت تفتقد لأسباب البقاء والاستدامة، وفى كثير من الأحيان كان الأمر يقتصر على طلاء المبانى، مع استثناءات هنا أو هناك، لغياب رؤية أوسع وأشمل لاستثمار هذا الكنز.لا بديل عن رؤية متكاملة للمنطقة، تأخذ فى الحسبان مصالح البشر الذين يقطنون المنطقة، فإذا كانت الحكومة قد حلت مشكلة المقار التى كان يشغلها موظفوها، بانتقالهم للعاصمة الإدارية، فماذا عن الشقق والمحلات التى هى جزء أساسى من عمران المكان؟ أسهل شىء هو ترميم الحجر والمبنى ولكن الحفاظ عليه هو نقطة الضعف والفجوة التى فشلت كل التجارب السابقة فى حلها. الأماكن التراثية لا ترمم لكى تغلق، ولكن لكى تعود إلى الحياة، وتبقى جزءًا من نسيج الحياة، فتكتسب قيمتها الحقيقية. طبعًا نريد أن نكون مثل «داون تاون دبى» فى التوظيف الأمثل، وفى الإدارة، والاستثمار، ولكن مع الحفاظ على خصوصية المكان وتفرده، هناك قام على المبانى العصرية والمولات الحديثة، ولكن عندنا يقوم على التاريخ والثقافة والحضارة ، ولا غنى عن الاثنين، لكلٍ منهما زبونه.هناك مكتب استشارى كلفته الحكومة بوضع رؤية للتطوير، وأنا أنصحهم بالاستعانة بالدكتورة سهير حواس، العليمة بخبايا كل متر مربع فى هذا الكنز العمرانى، وأن يدرسوا أسباب عدم نجاح التجارب التى تمت فى العشرين عامًا الأخيرة. ويبقى التحدى الحقيقى: أن نجعل الناس من أسباب بقاء المشروع، واستمراره، لا من عوامل فشله .