أحدث الأخبار مع #«ديبسيك»،


العرب اليوم
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- العرب اليوم
ليّنة الصين أم مخادعة؟
ثلاثة مجالات صينية، على الأقل، يحق لأميركا أن تقلق منها، وتطلق أجراس الإنذار لتفادي خسائر اقتصادية تؤثر على مكانتها وسلطتها في العالم. وهي ميادين تعي الصين أهميتها جيداً وتدرك حساسيتها، وبدأت تُظهر تقدماً فيها، بعد عمل طويل وهادئ. إضافة إلى الصناعات التي سحبت بساطها من الغرب، تمكنت الصين من إنشاء بنى تحتية؛ من شبكات طرق، وتمديدات، وسكك حديد، ومطارات، وموانئ، بأعداد كبيرة، في الصين وخارجها. ولها إنجازات كبيرة في تقنيات النانو، والروبوتات، وأجهزة الطاقة النظيفة، لكنها الآن بدأت الإعلان عن اختراقات في مواضع ابتكارية، ما كانت في الحسبان. منذ أيام، أعلنت الصين عن ابتكارها لنظام شحن لسيارتها الكهربائية الشهيرة «بي واي دي» في 5 دقائق فقط، بما يضمن لها مسير 470 كلم، وهي نصف المسافة تقريباً التي تقطعها «تسلا»، بعد شحن مدته 15 دقيقة. وإذا أضفت فارق السعر الكبير بين السيارتين، رغم ما يغدقه المصنِّعون الصينيون من زوائد على منتجاتهم، تجد أنهم أكثر إغراء. لا غرابة، بعد هذا الخبر، أن ترتفع أسهم شركة «بي واي دي»، بينما أسهم «تسلا» الأميركية، تخسر، في مدة قياسية، نصف قيمتها السوقية، لا بل تفقد الماركة بريقها في عيون الناشطين الذين باتوا يرون فيها عنواناً للاستغلال وسوء الإدارة. هذا فضلاً عن المشكلات التقنية، التي تعانيها، وأهمها التباطؤ المفاجئ للسرعة، الذي يشكل خطراً على الركاب. خسائر «تسلا» مادية، ولكن معنوية أيضاً، بسبب التوتر الذي يحدثه صاحبها بنشاطه السياسي، وإثارته غضب خصومه. إذ لا تزال محطات الشحن ومراكز البيع تتعرض لهجوم، حتى هدد الرئيس الأميركي بمقاضاة المعتدين، واتهمهم بقبض الأموال مقابل أفعالهم، كما هدد بمعاقبتهم بتهم الإرهاب المحلي. الأخبار السيئة تتوالى على إيلون ماسك الذي انفجر صاروخه الفضائي أيضاً. فالإدارة الأميركية الجديدة، التي خصصت 800 مليار دولار للذكاء الاصطناعي، اعتبرت نفسها متربعة على عرشه، متفوقة، بما يضمن لها سيطرة تكنولوجية على العالم أجمع، لسنوات طويلة مقبلة. لم يكن ظهور برنامج «ديب سيك»، متجاوزاً ذكاء «تشات جي بي تي»، هو المفاجأة الصادمة الوحيدة، فبعدها بأيام عدة ظهر برنامج ثانٍ طوره موقع «علي بابا»، ثم كانت المفاجأة الكبرى ببرنامج «مانوس» المتفوق على كل ما عرفناه. «مانوس» يعمل نيابة عنك، حتى بعد أن تغلق جهازك وتذهب لترتاح. هو أكثر من برنامج محادثة ذكي، يجيبك عما كنتَ عنه غافلاً. يتميز بأنه قادر على حفظ السير الذاتية وقراءتها وتفنيد معلوماتها، وإعادتها إليك في جدول يبرز خصائص وميزة كل متقدم إلى الوظيفة. كما أنه يحلّ المشكلات التقنية، ويجهّز لك منصات إلكترونية إن أحببت. وهذه قفزة تُحسَب للصين، لأنها نقلتنا من ذكاء الأقوال والإجابات إلى عبقرية الأفعال التنفيذية. وهو ما ننتظر تجريبه، حين يصبح في متناول العموم. إلى حينه الأخبار غير سارة، في أميركا، بعد اضطراب أسواق المال، رغم الخطوات الحثيثة، والسريعة من الإدارة الجديدة، لتدارك التأخير، وهو ممكن جداً لكنه يحتاج إلى وقت. فالمجال الثالث الذي أدركت خطورة تقدم الصين فيه إدارة الرئيس ترمب هو المعادن النادرة، الأساسية للصناعات البيئية النظيفة التي يطلبها الكوكب. معادن في الحقيقة غير نادرة على الإطلاق، وموجودة في مواضع كثيرة من العالم لكنها صعبة الاستخراج، مكلفة، ملوثة، ومرهقة. جهد حاول الغرب تجنبه وتركه للصين، فتبين أنها بنت على معادنها الأثيرة استراتيجية طويلة الأمد، وأقامت بنية لا مثيل لها للاستخراج والتعدين، بحيث باتت تقبض على 90 في المائة من هذا المنتج عالمياً. وفي أحسن الأحوال، إن تمكنت أميركا من استثمار الثروة الأوكرانية من المعادن، أو حتى في أي منطقة أخرى، فسيحتاج الأمر إلى سنوات قد تصل إلى 10، قبل أن تمتلك الاكتفاء الذاتي. في الشهرين الأخيرين، شهرت الصين نتائج لم تكن تحب إظهارها. فهؤلاء هم سلالة الجنرال الحكيم سون تزو الذي وضع لهم أشهر كتاب استراتيجي عرفه التاريخ، وإن كان عمره يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد. لكن «فن الحرب» لا يزال هو البوصلة التي يرسم من خلالها قادة الصين رؤيتهم. وفي أميركا يُدرّس الكتاب لكن فيه من المتناقضات ظاهرياً، ما يجعل تطبيقه ليس يسيراً على من لم يتشرَّب روحه ويفهم سيكولوجية الثقافة الصينية. يتوجب أن تدرك اللحظة الحاسمة التي يُفترض أن تكون فيها «سريعاً كالريح، ثابتاً كالغابة، شرساً كالنار، صلباً كالجبل». هذا فقط حين تتأكد من أن خصمك في أضعف حالاته، وقد حضّرت للهجوم بعناية شديدة. الخداع، والليونة، أهم ما تلجأ إليهما الصين. «لأن الفرصة لا تأتي مرتين، وعليك أن تخطط جيداً وأن تحسم المعركة قبل أن تخاض». فما الذي تخفيه الصين؟ وما الذي تستعد لحسمه في الظل؟


السوسنة
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- السوسنة
ليّنة الصين أم مخادعة
ثلاثة مجالات صينية، على الأقل، يحق لأميركا أن تقلق منها، وتطلق أجراس الإنذار لتفادي خسائر اقتصادية تؤثر على مكانتها وسلطتها في العالم. وهي ميادين تعي الصين أهميتها جيداً وتدرك حساسيتها، وبدأت تُظهر تقدماً فيها، بعد عمل طويل وهادئ.إضافة إلى الصناعات التي سحبت بساطها من الغرب، تمكنت الصين من إنشاء بنى تحتية؛ من شبكات طرق، وتمديدات، وسكك حديد، ومطارات، وموانئ، بأعداد كبيرة، في الصين وخارجها. ولها إنجازات كبيرة في تقنيات النانو، والروبوتات، وأجهزة الطاقة النظيفة، لكنها الآن بدأت الإعلان عن اختراقات في مواضع ابتكارية، ما كانت في الحسبان.منذ أيام، أعلنت الصين عن ابتكارها لنظام شحن لسيارتها الكهربائية الشهيرة «بي واي دي» في 5 دقائق فقط، بما يضمن لها مسير 470 كلم، وهي نصف المسافة تقريباً التي تقطعها «تسلا»، بعد شحن مدته 15 دقيقة.وإذا أضفت فارق السعر الكبير بين السيارتين، رغم ما يغدقه المصنِّعون الصينيون من زوائد على منتجاتهم، تجد أنهم أكثر إغراء.لا غرابة، بعد هذا الخبر، أن ترتفع أسهم شركة «بي واي دي»، بينما أسهم «تسلا» الأميركية، تخسر، في مدة قياسية، نصف قيمتها السوقية، لا بل تفقد الماركة بريقها في عيون الناشطين الذين باتوا يرون فيها عنواناً للاستغلال وسوء الإدارة. هذا فضلاً عن المشكلات التقنية، التي تعانيها، وأهمها التباطؤ المفاجئ للسرعة، الذي يشكل خطراً على الركاب.خسائر «تسلا» مادية، ولكن معنوية أيضاً، بسبب التوتر الذي يحدثه صاحبها بنشاطه السياسي، وإثارته غضب خصومه. إذ لا تزال محطات الشحن ومراكز البيع تتعرض لهجوم، حتى هدد الرئيس الأميركي بمقاضاة المعتدين، واتهمهم بقبض الأموال مقابل أفعالهم، كما هدد بمعاقبتهم بتهم الإرهاب المحلي.الأخبار السيئة تتوالى على إيلون ماسك الذي انفجر صاروخه الفضائي أيضاً. فالإدارة الأميركية الجديدة، التي خصصت 800 مليار دولار للذكاء الاصطناعي، اعتبرت نفسها متربعة على عرشه، متفوقة، بما يضمن لها سيطرة تكنولوجية على العالم أجمع، لسنوات طويلة مقبلة.لم يكن ظهور برنامج «ديب سيك»، متجاوزاً ذكاء «تشات جي بي تي»، هو المفاجأة الصادمة الوحيدة، فبعدها بأيام عدة ظهر برنامج ثانٍ طوره موقع «علي بابا»، ثم كانت المفاجأة الكبرى ببرنامج «مانوس» المتفوق على كل ما عرفناه. «مانوس» يعمل نيابة عنك، حتى بعد أن تغلق جهازك وتذهب لترتاح. هو أكثر من برنامج محادثة ذكي، يجيبك عما كنتَ عنه غافلاً. يتميز بأنه قادر على حفظ السير الذاتية وقراءتها وتفنيد معلوماتها، وإعادتها إليك في جدول يبرز خصائص وميزة كل متقدم إلى الوظيفة. كما أنه يحلّ المشكلات التقنية، ويجهّز لك منصات إلكترونية إن أحببت. وهذه قفزة تُحسَب للصين، لأنها نقلتنا من ذكاء الأقوال والإجابات إلى عبقرية الأفعال التنفيذية. وهو ما ننتظر تجريبه، حين يصبح في متناول العموم.إلى حينه الأخبار غير سارة، في أميركا، بعد اضطراب أسواق المال، رغم الخطوات الحثيثة، والسريعة من الإدارة الجديدة، لتدارك التأخير، وهو ممكن جداً لكنه يحتاج إلى وقت.فالمجال الثالث الذي أدركت خطورة تقدم الصين فيه إدارة الرئيس ترمب هو المعادن النادرة، الأساسية للصناعات البيئية النظيفة التي يطلبها الكوكب. معادن في الحقيقة غير نادرة على الإطلاق، وموجودة في مواضع كثيرة من العالم لكنها صعبة الاستخراج، مكلفة، ملوثة، ومرهقة. جهد حاول الغرب تجنبه وتركه للصين، فتبين أنها بنت على معادنها الأثيرة استراتيجية طويلة الأمد، وأقامت بنية لا مثيل لها للاستخراج والتعدين، بحيث باتت تقبض على 90 في المائة من هذا المنتج عالمياً. وفي أحسن الأحوال، إن تمكنت أميركا من استثمار الثروة الأوكرانية من المعادن، أو حتى في أي منطقة أخرى، فسيحتاج الأمر إلى سنوات قد تصل إلى 10، قبل أن تمتلك الاكتفاء الذاتي.في الشهرين الأخيرين، شهرت الصين نتائج لم تكن تحب إظهارها. فهؤلاء هم سلالة الجنرال الحكيم سون تزو الذي وضع لهم أشهر كتاب استراتيجي عرفه التاريخ، وإن كان عمره يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد. لكن «فن الحرب» لا يزال هو البوصلة التي يرسم من خلالها قادة الصين رؤيتهم. وفي أميركا يُدرّس الكتاب لكن فيه من المتناقضات ظاهرياً، ما يجعل تطبيقه ليس يسيراً على من لم يتشرَّب روحه ويفهم سيكولوجية الثقافة الصينية.يتوجب أن تدرك اللحظة الحاسمة التي يُفترض أن تكون فيها «سريعاً كالريح، ثابتاً كالغابة، شرساً كالنار، صلباً كالجبل». هذا فقط حين تتأكد من أن خصمك في أضعف حالاته، وقد حضّرت للهجوم بعناية شديدة.الخداع، والليونة، أهم ما تلجأ إليهما الصين. «لأن الفرصة لا تأتي مرتين، وعليك أن تخطط جيداً وأن تحسم المعركة قبل أن تخاض». فما الذي تخفيه الصين؟ وما الذي تستعد لحسمه في الظل؟


الشرق الأوسط
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- الشرق الأوسط
ليّنة الصين أم مخادعة؟
ثلاثة مجالات صينية، على الأقل، يحق لأميركا أن تقلق منها، وتطلق أجراس الإنذار لتفادي خسائر اقتصادية تؤثر على مكانتها وسلطتها في العالم. وهي ميادين تعي الصين أهميتها جيداً وتدرك حساسيتها، وبدأت تُظهر تقدماً فيها، بعد عمل طويل وهادئ. إضافة إلى الصناعات التي سحبت بساطها من الغرب، تمكنت الصين من إنشاء بنى تحتية؛ من شبكات طرق، وتمديدات، وسكك حديد، ومطارات، وموانئ، بأعداد كبيرة، في الصين وخارجها. ولها إنجازات كبيرة في تقنيات النانو، والروبوتات، وأجهزة الطاقة النظيفة، لكنها الآن بدأت الإعلان عن اختراقات في مواضع ابتكارية، ما كانت في الحسبان. منذ أيام، أعلنت الصين عن ابتكارها لنظام شحن لسيارتها الكهربائية الشهيرة «بي واي دي» في 5 دقائق فقط، بما يضمن لها مسير 470 كلم، وهي نصف المسافة تقريباً التي تقطعها «تسلا»، بعد شحن مدته 15 دقيقة. وإذا أضفت فارق السعر الكبير بين السيارتين، رغم ما يغدقه المصنِّعون الصينيون من زوائد على منتجاتهم، تجد أنهم أكثر إغراء. لا غرابة، بعد هذا الخبر، أن ترتفع أسهم شركة «بي واي دي»، بينما أسهم «تسلا» الأميركية، تخسر، في مدة قياسية، نصف قيمتها السوقية، لا بل تفقد الماركة بريقها في عيون الناشطين الذين باتوا يرون فيها عنواناً للاستغلال وسوء الإدارة. هذا فضلاً عن المشكلات التقنية، التي تعانيها، وأهمها التباطؤ المفاجئ للسرعة، الذي يشكل خطراً على الركاب. خسائر «تسلا» مادية، ولكن معنوية أيضاً، بسبب التوتر الذي يحدثه صاحبها بنشاطه السياسي، وإثارته غضب خصومه. إذ لا تزال محطات الشحن ومراكز البيع تتعرض لهجوم، حتى هدد الرئيس الأميركي بمقاضاة المعتدين، واتهمهم بقبض الأموال مقابل أفعالهم، كما هدد بمعاقبتهم بتهم الإرهاب المحلي. الأخبار السيئة تتوالى على إيلون ماسك الذي انفجر صاروخه الفضائي أيضاً. فالإدارة الأميركية الجديدة، التي خصصت 800 مليار دولار للذكاء الاصطناعي، اعتبرت نفسها متربعة على عرشه، متفوقة، بما يضمن لها سيطرة تكنولوجية على العالم أجمع، لسنوات طويلة مقبلة. لم يكن ظهور برنامج «ديب سيك»، متجاوزاً ذكاء «تشات جي بي تي»، هو المفاجأة الصادمة الوحيدة، فبعدها بأيام عدة ظهر برنامج ثانٍ طوره موقع «علي بابا»، ثم كانت المفاجأة الكبرى ببرنامج «مانوس» المتفوق على كل ما عرفناه. «مانوس» يعمل نيابة عنك، حتى بعد أن تغلق جهازك وتذهب لترتاح. هو أكثر من برنامج محادثة ذكي، يجيبك عما كنتَ عنه غافلاً. يتميز بأنه قادر على حفظ السير الذاتية وقراءتها وتفنيد معلوماتها، وإعادتها إليك في جدول يبرز خصائص وميزة كل متقدم إلى الوظيفة. كما أنه يحلّ المشكلات التقنية، ويجهّز لك منصات إلكترونية إن أحببت. وهذه قفزة تُحسَب للصين، لأنها نقلتنا من ذكاء الأقوال والإجابات إلى عبقرية الأفعال التنفيذية. وهو ما ننتظر تجريبه، حين يصبح في متناول العموم. إلى حينه الأخبار غير سارة، في أميركا، بعد اضطراب أسواق المال، رغم الخطوات الحثيثة، والسريعة من الإدارة الجديدة، لتدارك التأخير، وهو ممكن جداً لكنه يحتاج إلى وقت. فالمجال الثالث الذي أدركت خطورة تقدم الصين فيه إدارة الرئيس ترمب هو المعادن النادرة، الأساسية للصناعات البيئية النظيفة التي يطلبها الكوكب. معادن في الحقيقة غير نادرة على الإطلاق، وموجودة في مواضع كثيرة من العالم لكنها صعبة الاستخراج، مكلفة، ملوثة، ومرهقة. جهد حاول الغرب تجنبه وتركه للصين، فتبين أنها بنت على معادنها الأثيرة استراتيجية طويلة الأمد، وأقامت بنية لا مثيل لها للاستخراج والتعدين، بحيث باتت تقبض على 90 في المائة من هذا المنتج عالمياً. وفي أحسن الأحوال، إن تمكنت أميركا من استثمار الثروة الأوكرانية من المعادن، أو حتى في أي منطقة أخرى، فسيحتاج الأمر إلى سنوات قد تصل إلى 10، قبل أن تمتلك الاكتفاء الذاتي. في الشهرين الأخيرين، شهرت الصين نتائج لم تكن تحب إظهارها. فهؤلاء هم سلالة الجنرال الحكيم سون تزو الذي وضع لهم أشهر كتاب استراتيجي عرفه التاريخ، وإن كان عمره يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد. لكن «فن الحرب» لا يزال هو البوصلة التي يرسم من خلالها قادة الصين رؤيتهم. وفي أميركا يُدرّس الكتاب لكن فيه من المتناقضات ظاهرياً، ما يجعل تطبيقه ليس يسيراً على من لم يتشرَّب روحه ويفهم سيكولوجية الثقافة الصينية. يتوجب أن تدرك اللحظة الحاسمة التي يُفترض أن تكون فيها «سريعاً كالريح، ثابتاً كالغابة، شرساً كالنار، صلباً كالجبل». هذا فقط حين تتأكد من أن خصمك في أضعف حالاته، وقد حضّرت للهجوم بعناية شديدة. الخداع، والليونة، أهم ما تلجأ إليهما الصين. «لأن الفرصة لا تأتي مرتين، وعليك أن تخطط جيداً وأن تحسم المعركة قبل أن تخاض». فما الذي تخفيه الصين؟ وما الذي تستعد لحسمه في الظل؟


ليبانون 24
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- ليبانون 24
"بايدو" تُطلق نموذجَي ذكاء اصطناعي مجانيين لمنافسة "ديب سيك"
أطلقت شركة الإنترنت الصينية العملاقة «بايدو»، اليوم (الأحد)، نموذجَين جديدَين مجانيَّين للذكاء الاصطناعي التوليدي، مدمجَين في روبوت المحادثة الخاص بها «إرني بوت»، بينما يشهد القطاع منافسة شرسة. ويأتي هذا الإعلان بعد شهرين من إحداث شركة «ديب سيك» الصينية الناشئة، ثورةً في عالم التكنولوجيا من خلال روبوت المحادثة القوي الذي تم تطويره بتكلفة منخفضة، ويعمل بموارد أقل. وأعلنت «بايدو»، الأحد، في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي «وي تشات»، أنها أطلقت نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي «إكس 1»، مؤكدة أنه يوفر أداءً مشابهاً لـ«ديب سيك» ولكن بتكلفة أقل، إلى جانب نموذج أساسي جديد هو «إرني 4.5». وأكدت «بايدو» أن الأخير «يتفوق» على نموذج «جي بي تي-4.5» من شركة « أوبن إيه آي» الأميركية في «اختبارات معيارية متعددة»، بينما أظهر «إرني إكس 1» قدرات «محسَّنة في الفهم والتخطيط والتفكير والتطور»، وفقاً لما ذكرته « وكالة الصحافة الفرنسية». وأصبحت الأداتان المجانيتان اللتان أُصدِرتا قبل أسبوعين من الموعد المحدد، متاحتَين من خلال روبوت الدردشة «إرني بوت» التابع لـ«بايدو». وحتى الآن، كان يتعين على المستخدمين دفع اشتراك شهري للتمكُّن من استخدام أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة. وأعلنت «بايدو» كذلك عزمها، على غرار «ديب سيك»، على جعل نماذج الذكاء الاصطناعي في برنامجها للمحادثة مفتوحة المصدر اعتباراً من 30 يونيو (حزيران). كانت «بايدو» في طليعة الشركات الصينية التي وفرت منصات للذكاء الاصطناعي التوليدي عام 2023، ولكن برامج الدردشة من شركات منافسة مثل «بايت دانس» (مالكة «تيك توك») و«مون شوت إيه آي»، سرعان ما أشبعت السوق. وأعادت «ديب سيك» خلط الأوراق من خلال نموذجها الذي يتمتع بكفاءة مماثلة للنماذج الأميركية مثل «تشات جي بي تي» ولكن بتكلفة تطوير أقل بكثير. وسرعان ما دمجت شركات صينية وهيئات حكومية في أدواتها الخاصة برنامج «ديب سيك» المتاح للجمهور. على سبيل المثال، دمجت «بايدو» نموذج التفكير «آر 1» من شركة «ديب سيك» في محرك البحث التقليدي الخاص بها. وفي فبراير (شباط)، أصدرت شركة «تنسنت»، المالكة لتطبيق «وي تشات»، نموذج ذكاء اصطناعي جديداً أكدت أنه يجيب عن الاستفسارات على نحو أسرع من «ديب سيك»، في حين تستخدم تقنية منافستها لمنصة المراسلة الخاصة بها. وفي الشهر نفسه، أعلنت شركة «علي بابا» أنها ستستثمر 52 مليار دولار في السنوات الثلاث المقبلة لتطوير الذكاء الاصطناعي. وأصدرت الشركة أيضاً هذا الشهر نسخةً جديدةً من تطبيق المساعد المدعوم بالذكاء الاصطناعي. (الشرق الاوسط)


أخبار مصر
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- أخبار مصر
تحولات الذكاء الاصطناعي.. مَن الفائز في معركة «تشات جي بي تي» مقابل «ديب سيك»؟
هل سبق لك أن شاهدت طفلاً صغيراً وهو يبدأ التعلّم؟ سواء كان يتعلم المشي أو يكوّن جملة لأول مرة، إن كل طفل يتعلّم ويستجيب لبيئته بطريقة فريدة ومختلفة عن الآخرين. بالنسبة لي، هذا هو أبسط تشبيه يمكن استخدامه لشرح كيفية عمل «تشات جي بي تي».نعلم أن أي برنامج ذكاء اصطناعي يقسّم المعلومات إلى أجزاء ويربطها معاً ليُقدّم أكثر الاستجابات منطقية بالاستناد إلى مجموعات البيانات المُتاحة. وعند النظر إلى قابلية الاستخدام، فإن طريقة الاستجابة التي تُقدّم بها كلٌّ من هذه الخوارزميات، هي ما يُميّز البرنامج عن أقرب منافسيه. لنكن واقعيين، معظم الشركات لا تحاول اجتياز اختبارات «السات» أو أي اختبار معياري آخر حالياً. { }); بالطبع، ربما تُعتبر الاختبارات المعيارية على الأرجح أسهل وسيلة لشرح الاختلافات في الأداء التقني لكل نموذج لغوي كبير. ولكن بالنسبة للشركات، فإن الأهم هو كيفية فهم المُخرجات واستخدامها في اتخاذ القرارات. فإذا كنت لا تفهم المنطق وراء الاستجابة التي يُقدّمها النموذج اللغوي، فمن غير المُرجّح أن تشعر بالثقة الكافية للاعتماد عليها في حل مشكلات العمل أو خدمة العملاء. { }); وهنا يأتي دور «ديب سيك»، حيث يُسهم التفكير المعرفي الذي يوفّره، في إعطاء تفسير واضحٍ لآلية وصوله إلى استجابة مُحدّدة، ما يجعله البرنامج المُفضّل للعديد من مستخدمي الأعمال.إن الأسلوب التفصيلي في استجابات «ديب سيك»، الذي يُقدّم خلفية واضحة حول عملية التفكير الإدراكي، يتيح للبشر العنصر الأهم في هذه المعادلة التعامل مع هذه الخوارزميات بطريقة أكثر فاعلية. وهذا يعني أنه يُفسّر كيفية وصوله إلى الإجابة بشكلٍ أفضل. وهذا أمر بالغ الأهمية، لأننا جميعاً نعلم أن عبارة: «ثق بي هذا صحيح» لا تكفي لإقناع المديرين أو القادة دون وجود أدلة داعمة.وبغض النظر عن مدى تطوّر الخوارزميات الحالية، فإن القرار النهائي لا يزال بيد الإنسان، في الوقت الحالي على الأقل، لتحديد إمكانية دمج الذكاء الاصطناعي في المؤسسة.أذكر ورقة بحثية قرأتها منذ فترة تناولت كيفية تأثير طرق العرض المختلفة في الوصول إلى نتائج مختلفة بشكلٍ ملحوظ، استناداً إلى نوع شخصية المُتلقّي، وذلك في سياق التغيير لزيادة الكفاءة التنظيمية في الشركة. ولكن الحقيقة، ففي نهاية المطاف، أنت تعرف الأشخاص داخل مؤسستك أفضل من أي خوارزمية جاهزة.من خلال الجمع بين معرفتك بالمساهمين الرئيسيين في شركتك وانخفاض تكاليف الحلول التقنية، يمكن تسريع وتيرة التحوّل عبر الذكاء الاصطناعي. لقد أسهم انخفاض تكاليف الحوسبة وواجهات برمجة التطبيقات إلى تخفيف القيود على تكلفة التجريب، وبالرغم من أن الكفاءة ستظل الهدف الأساسي، فإن تقليل تكلفة أنظمة اتخاذ القرار والوكلاء المستقلين يمنح المؤسسات مجالاً أوسع للابتكار والنمو.. ولدينا في ما يلي مثالان على كيفية توفر فرص أكبر للتحول الرقمي داخل المؤسسات.خوارزميات استهداف العملاء الآليةأتذكر عملي مع شركة في قطاع الضيافة كانت تعتمد على قاعدة بيانات تقليدية محددة لإدارة علاقاتها مع العملاء، من خلال الاعتماد على مزوّد خدمة خارجي لقاعدة البيانات، إعداد التقارير باستخدام «الإكسل» وتقنيات ذكاء الأعمال. كان لدى الفريق أسبوعان فقط للاستجابة لطلبات البيانات، ولم يكن لديهم سوى تقارير أداء تسويقية عامة عبر المزوّدين كافة. وسرعان ما أدركت الشركة أنها تفتقر إلى البيانات والموارد اللازمة للاستجابة الفورية لاحتياجات العملاء. ونظراً للتأخير المستمر في توفير البيانات وإعداد التقارير، وافقت فرق القيادة على تنفيذ تحوّل رقمي شامل في الشركة. كان الهدف الرئيسي هو تسهيل الوصول إلى المعلومات، ولم يكن الذكاء الاصطناعي ببساطة سوى «الكريمة على الكعكة التي تأخّرت في الخَبز».من خلال استراتيجية استشارية نموذجية ودقيقة، حدّدت الشركة المجالات والحالات الرئيسية التي يمكن أن تستفيد من هذا التحوّل، ما…..لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر 'إقرأ على الموقع الرسمي' أدناه