#أحدث الأخبار مع #«رسائلغوغل»الرأي٢٤-٠٤-٢٠٢٥الرأي«غوغل» تبدأ فحص صورك بصرياً ... لكن الاختيار بيدك!عندما أضافت شركة «غوغل» تقنية مسح (فحص) الصور بصرياً (scanning) إلى أجهزة هواتف أندرويد، أثار ذلك موجة عارمة من الانتقادات في حينه، وواجهت الشركة اتهامات بأنها تقوم بتثبيت تكنولوجيا مراقبة جديدة سراً على تلك الهواتف من دون إذن مسبق من المُستخدِم. وفي ذلك الحين، طمأنت «غوغل» مستخدميها بأن برنامج SafetyCore ليس سوى إطار تمكيني، وأنه لن يبدأ تلقائياً بفحص الصور بصرياً أو أي محتوى آخر. وأوضحت الشركة آنذاك أن التطبيق الجديد «يوفر بنية تحتية داخل الجهاز لإجراء تصنيف آمن وخاص للمحتوى لمساعدة المُستخدِمين في اكتشاف المحتوى غير المرغوب فيه، كما أنه يمكن للمُستخدِمين التحكم في إعدادات البرنامج فضلاً عن كون الإطار لا يُصنّف المحتوى إلا عندما تطلبه التطبيقات عبر ميزة اختيارية خاصة». لكن يبدو أن هذا الوقت قد حان، وستكون البداية مع تطبيق «رسائل غوغل» (Google Messages). ووفقاً لما أورده موقع 9to5Google، فإن تطبيق «رسائل غوغل» قد بدأ أخيراً بطرح ميزة التحذير من المحتوى البصري الحساس، وهي الميزة التي تقوم بتعتيم الصور التي فيها مشاهد عنف أو عُري تلقائياً على أجهزة أندرويد. ولا تكتفي هذه الميزة بالتعتيم، بل إنها تُحذر أيضاً من أن هذا النوع من الصور قد يكون ضاراً، كما تُوفر للمُستخدِم خياراً لعرض مثل هذا المحتوى أو حتى حظر الرسائل المرسلة من ذلك المصدر تحديداً. وفي حين سيتم إجراء هذا الفحص البصري الإلكتروني بتقنية الذكاء الاصطناعي محلياً على كل جهاز على حدة، فإن شركة «غوغل» تؤكد مجدداً أن أيّاً من البيانات لن يُرسل إلى خوادمها (سيرفراتها). وقد دعمت منصة GrapheneOS المعروفة بتعزيز أمان أندرويد هذا الادعاء، مشيرة إلى أن تطبيق SafetyCore «لا يُجري عمليات مسح من طرف المُستخدِم بهدف تبليغ «غوغل» أو أي جهة أخرى، بل إنه يوفر نماذج تعلُّم آلي داخل كل جهاز، وهي النماذج التي تتيح للتطبيقات تصنيف المحتوى على أنه بريد عشوائي أو احتيالي أو برمجيات خبيثة أو غير ذلك. وهذا يسمح للتطبيقات بفحص المحتوى محلياً (أي داخل جهاز الهاتف) من دون مشاركته مع أي خدمة خارجية، ومن ثم إصدار تحذيرات للمُستخدِم». لكن المنصة نفسها أعربت عن أسفها من أن «هذه الميزة ليست مفتوحة المصدر (open-source)، ولم تُدمج في مشروع أندرويد مفتوح المصدر، كما أن النماذج نفسها غير متاحة للجمهور العام، فضلاً عن كونها ليست مفتوحة المصدر»، مضيفة: «ما كانت لتكون لدينا أي مشكلة في وجود ميزات شبكات عصبية محلية للمُستخدِمين، لكن بشرط أن تكون مفتوحة المصدر». السرية ومن هنا تعود قضية السرية والخصوصية لتطرح نفسها مجدداً. فقد كانت تحديثات «رسائل غوغل» متوقعة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: «ما الخطوة التالية؟» ويكمن الخطر في أن هذه الإمكانات تُطرح في الوقت نفسه الذي تتعرض فيه بيانات المُستخدِمين المشفرة والآمنة لضغوط متزايدة من المشرعين ووكالات الأمن السيبراني حول العالم. ومع كل إدخال لتقنية من هذا النوع، يُقابل الأمر برفض واضح من جانب دعاة حماية الخصوصية. وحالياً، فإن هذه الميزة مُعطلة افتراضياً للمُستخدِمين البالغين، لكنها مُفعلة تلقائياً بالنسبة للأطفال. ويمكن للبالغين تفعيل هذه التدابير الجديدة من خلال إعدادات «رسائل غوغل» ضمن قسم «الحماية والأمان» (Protection & Safety) تحت خيار «إدارة تحذيرات المحتوى الحساس». أما بالنسبة للأطفال، فيُحدد إمكانية تغيير هذه الإعدادات وفقاً لأعمارهم إما من خلال إعدادات الحساب أو عبر تطبيق Family Link. لكن هذا ليس نهاية المطاف، فكما هو الحال مع منصة البريد الإلكتروني Gmail وغيرها من المنصات، سيتعيّن على نحو ثلاثة مليارات مُستخدِم لخدمات «غوغل» من هواتف أندرويد والبريد الإلكتروني وغيرها حول العالم أن يُقرروا الآن إلى أي مدى يمكنهم تقبُّل عمليات الفحص البصري والمراقبة والتحليل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وأين يضعون حدودهم؟ فعلى الرغم من أن هذه التقنية تعمل محلياً على الجهاز، إلا أن العديد من التحديثات لا تتمتع بالحماية الخصوصية ذاتها. المراقبة وختاماً، فإنه من الواضح أن المراقبة بتقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت واقعاً لا مفر منه، وسيتعين علينا التكيف معها. وكما أشار موقع Phone Arena، فإن ميزة فحص الصور بصرياً الجديدة «تعمل أيضاً على نحو عكسي، بمعنى أنه إذا حاولت إرسال أو إعادة توجيه صورة تُعتبر حساسة أو غير لائقة بصرياً، فإن تطبيق «رسائل غوغل» يُطلق تنبيهاً يُبلغك بمحتوى ما أنت على وشك مشاركته أو مشاهدته، وسيتوجب عليك تأكيد الإرسال قبل أن تتم العملية». فمرحباً بكم في عالم الذكاء الاصطناعي الذي هو بمثابة «الأخ الأكبر» (Big Brother) في حُلته الجديدة.
الرأي٢٤-٠٤-٢٠٢٥الرأي«غوغل» تبدأ فحص صورك بصرياً ... لكن الاختيار بيدك!عندما أضافت شركة «غوغل» تقنية مسح (فحص) الصور بصرياً (scanning) إلى أجهزة هواتف أندرويد، أثار ذلك موجة عارمة من الانتقادات في حينه، وواجهت الشركة اتهامات بأنها تقوم بتثبيت تكنولوجيا مراقبة جديدة سراً على تلك الهواتف من دون إذن مسبق من المُستخدِم. وفي ذلك الحين، طمأنت «غوغل» مستخدميها بأن برنامج SafetyCore ليس سوى إطار تمكيني، وأنه لن يبدأ تلقائياً بفحص الصور بصرياً أو أي محتوى آخر. وأوضحت الشركة آنذاك أن التطبيق الجديد «يوفر بنية تحتية داخل الجهاز لإجراء تصنيف آمن وخاص للمحتوى لمساعدة المُستخدِمين في اكتشاف المحتوى غير المرغوب فيه، كما أنه يمكن للمُستخدِمين التحكم في إعدادات البرنامج فضلاً عن كون الإطار لا يُصنّف المحتوى إلا عندما تطلبه التطبيقات عبر ميزة اختيارية خاصة». لكن يبدو أن هذا الوقت قد حان، وستكون البداية مع تطبيق «رسائل غوغل» (Google Messages). ووفقاً لما أورده موقع 9to5Google، فإن تطبيق «رسائل غوغل» قد بدأ أخيراً بطرح ميزة التحذير من المحتوى البصري الحساس، وهي الميزة التي تقوم بتعتيم الصور التي فيها مشاهد عنف أو عُري تلقائياً على أجهزة أندرويد. ولا تكتفي هذه الميزة بالتعتيم، بل إنها تُحذر أيضاً من أن هذا النوع من الصور قد يكون ضاراً، كما تُوفر للمُستخدِم خياراً لعرض مثل هذا المحتوى أو حتى حظر الرسائل المرسلة من ذلك المصدر تحديداً. وفي حين سيتم إجراء هذا الفحص البصري الإلكتروني بتقنية الذكاء الاصطناعي محلياً على كل جهاز على حدة، فإن شركة «غوغل» تؤكد مجدداً أن أيّاً من البيانات لن يُرسل إلى خوادمها (سيرفراتها). وقد دعمت منصة GrapheneOS المعروفة بتعزيز أمان أندرويد هذا الادعاء، مشيرة إلى أن تطبيق SafetyCore «لا يُجري عمليات مسح من طرف المُستخدِم بهدف تبليغ «غوغل» أو أي جهة أخرى، بل إنه يوفر نماذج تعلُّم آلي داخل كل جهاز، وهي النماذج التي تتيح للتطبيقات تصنيف المحتوى على أنه بريد عشوائي أو احتيالي أو برمجيات خبيثة أو غير ذلك. وهذا يسمح للتطبيقات بفحص المحتوى محلياً (أي داخل جهاز الهاتف) من دون مشاركته مع أي خدمة خارجية، ومن ثم إصدار تحذيرات للمُستخدِم». لكن المنصة نفسها أعربت عن أسفها من أن «هذه الميزة ليست مفتوحة المصدر (open-source)، ولم تُدمج في مشروع أندرويد مفتوح المصدر، كما أن النماذج نفسها غير متاحة للجمهور العام، فضلاً عن كونها ليست مفتوحة المصدر»، مضيفة: «ما كانت لتكون لدينا أي مشكلة في وجود ميزات شبكات عصبية محلية للمُستخدِمين، لكن بشرط أن تكون مفتوحة المصدر». السرية ومن هنا تعود قضية السرية والخصوصية لتطرح نفسها مجدداً. فقد كانت تحديثات «رسائل غوغل» متوقعة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: «ما الخطوة التالية؟» ويكمن الخطر في أن هذه الإمكانات تُطرح في الوقت نفسه الذي تتعرض فيه بيانات المُستخدِمين المشفرة والآمنة لضغوط متزايدة من المشرعين ووكالات الأمن السيبراني حول العالم. ومع كل إدخال لتقنية من هذا النوع، يُقابل الأمر برفض واضح من جانب دعاة حماية الخصوصية. وحالياً، فإن هذه الميزة مُعطلة افتراضياً للمُستخدِمين البالغين، لكنها مُفعلة تلقائياً بالنسبة للأطفال. ويمكن للبالغين تفعيل هذه التدابير الجديدة من خلال إعدادات «رسائل غوغل» ضمن قسم «الحماية والأمان» (Protection & Safety) تحت خيار «إدارة تحذيرات المحتوى الحساس». أما بالنسبة للأطفال، فيُحدد إمكانية تغيير هذه الإعدادات وفقاً لأعمارهم إما من خلال إعدادات الحساب أو عبر تطبيق Family Link. لكن هذا ليس نهاية المطاف، فكما هو الحال مع منصة البريد الإلكتروني Gmail وغيرها من المنصات، سيتعيّن على نحو ثلاثة مليارات مُستخدِم لخدمات «غوغل» من هواتف أندرويد والبريد الإلكتروني وغيرها حول العالم أن يُقرروا الآن إلى أي مدى يمكنهم تقبُّل عمليات الفحص البصري والمراقبة والتحليل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وأين يضعون حدودهم؟ فعلى الرغم من أن هذه التقنية تعمل محلياً على الجهاز، إلا أن العديد من التحديثات لا تتمتع بالحماية الخصوصية ذاتها. المراقبة وختاماً، فإنه من الواضح أن المراقبة بتقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت واقعاً لا مفر منه، وسيتعين علينا التكيف معها. وكما أشار موقع Phone Arena، فإن ميزة فحص الصور بصرياً الجديدة «تعمل أيضاً على نحو عكسي، بمعنى أنه إذا حاولت إرسال أو إعادة توجيه صورة تُعتبر حساسة أو غير لائقة بصرياً، فإن تطبيق «رسائل غوغل» يُطلق تنبيهاً يُبلغك بمحتوى ما أنت على وشك مشاركته أو مشاهدته، وسيتوجب عليك تأكيد الإرسال قبل أن تتم العملية». فمرحباً بكم في عالم الذكاء الاصطناعي الذي هو بمثابة «الأخ الأكبر» (Big Brother) في حُلته الجديدة.