أحدث الأخبار مع #«رمسيسالثانى»


٠٤-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
رحلة القطع الأثرية الأهم إلى مستقرها الجديد
«الأدرينالين» يرتفع عند نقل «مركب خوفو» و«الجاذبية» تفشل مع «رمسيس الثانى» عبر رحلة أثرية وهندسية شديدة التعقيد ومتعددة المحطات، شقت عشرات الآلاف من القطع الأثرية العظيمة طريقها من أعماق باطن الأرض، مرورا بتجارب عرض مختلفة، حتى تصل إلى قاعات «المتحف المصرى الكبير». تطلب نقل هذه الكنوز الأثرية وحفظها إلى عناية ودقة فائقة، لتستقر فى صرح يعد الأكبر من نوعه فى العالم لحضارة واحدة. وبفضل هذه الرحلة، يتمكن المتحف من رواية القصة الكاملة للحضارة المصرية بأسرارها وعجائبها، ويخلد ذكرى عظمة الإنسان المصرى القديم وإبداعه. وقبل الافتتاح الكبير والعرض المنتظر، لنستطلع حكايات وقصص واجهتها فرق العمل المختلفة أثناء نقل هذه الكنوز الأثرية إلى بيتها الجديد. وفى مقدمة هذه الحكايات، ما يتعلق بالرحلة الملحمية التى خاضها تمثال الملك «رمسيس الثاني» المكتشف فى عام 1820 بمعبد ميت رهينة، لينتقل بعدها إلى ميدان «باب الحديد» عام 1955، ليشتهر الميدان بعد ذلك باسم المقيم الجديد، فيصبح «ميدان رمسيس» وهناك يستقر التمثال الهائل 51 عاما. ولم تمثل هذه العقود الخمسة النهاية، بل البداية لمغامرة أخرى، أشد إثارة، وأكثر أهمية. ويقصد بذلك رحلته نحو «المتحف المصرى الكبير»، والتى تمت على مرحلتين، الأولى فى عام 2006 ليصبح على مسافة 400 متر من المتحف، ليبقى فى جواره. والثانية، كانت بنقله إلى موقعه الحالى فى بهو المتحف، وتمت عام 2018 عبر موكب ملكى مهيب تتقدمه فرق الموسيقى العسكرية. كان واقع عملية النقل يجسد تحديا أثريا وهندسيا للجاذبية الأرضية، نظرا لوزن تمثال رمسيس، والذى يبلغ، بدون القاعدة، حوالى 83 طنا، ويزيد بالقاعدة إلى 123 طنا. فيما يبلغ ارتفاعه 11.4 متر، وحجم كتلته 20 مترا مكعبا. استغرقت التجارب الدراسية لنقله بأياد مصرية مدة ثلاثة أعوام متواصلة، وباستخدام أحدث أساليب التكنولوجيا وفقا لنظام تحكم يستخدم فى مصر للمرة الأولى. سار العملاق الحجرى فى شوارع المدينة وسط هتافات الجماهير وتصفيق الحشود الذى وثقته وسائل الإعلام المحلية والدولية، وبحضور وزراء وسفراء العالم، ليستقر فى موقعه الحالى مستقبلا الزائرين، وحاكيا قصة صمود الحجر وتحدى الزمن، بعد رحلة مليئة بالعزيمة والإصرار للحفاظ على التراث الإنساني. واستمر المتحف الكبير فى استقبال القطع الأثرية، وكان من بينها فى عام 2021 أقدم سفينة خشبية فى العالم، «مركب الملك خوفو الأولى»، والتى انتقلت من موقع اكتشافها بجوار هرم «خوفو» بعد 67 عاما من هذا الاكتشاف، فى موكب مهيب يمتد لمسافة 7.5 كيلومتر، لتكون شاهدة على عبقرية المهندسين المصريين القدماء. أرتفع «الأدرينالين» لدى المهندسين والأثريين على حد سواء عند اختيار طريقة مثلى لنقل المركب كقطعة واحدة بكامل هيئتها دون تفكيك، باعتبارها مخاطرة كبيرة. وبعد دراسة متأنية، اقترح اللواء مهندس عاطف مفتاح، المشرف العام الهندسى على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة، استخدام عربة ذكية متخصصة قادرة على المناورة فى المسارات الضيقة والتكيف مع مختلف التضاريس يتم استقدامها من بلجيكا. خضعت عملية النقل المعقدة لسلسلة من تجارب المحاكاة لضمان سلامة نقل القطعة الأثرية الفريدة، والتى تضمنت تصميم هيكل حماية مميز للمركب، لتوفير أقصى درجات الأمان، لتتم عملية وصولها بسلام إلى المتحف بعد عامين من الاقتراح. وتأتى هذه المساعى والجهود لتذكر بتاريخ الكشف العظيم عن « مركب خوفو» فى عام 1954، وعلى أيدى عالم الآثار المصرى الشهير والكاتب الصحفى القدير بصحيفة «الأهرام» كمال الملاخ. فقد قاد الملاخ فريقا من علماء الآثار فى رحلة استكشافية إلى قاعدة الهرم الأكبر، ليتمكنوا من العثور على المركب المدفونة تحت الأنقاض، وتلاها عثوره على مركب الملك «خوفو» الثانية التى ستجاور الأولى أيضا فى «المتحف الكبير». لكن تظل اللقطة الأهم والأكثر جذبا للاهتمام وإثارة للتساؤل، هى مقتنيات الفرعون الذهبى «توت عنخ آمون»، فسيتم عرضها للمرة الأولى بشكل كامل على مساحة نحو 7 آلاف متر فى حوالى 107 فاترينات زجاجية. فخلال عروض سابقة ومتفرقة، حققت المجموعة أرقاما قياسية فيما يخص عدد زوار المعارض الدولية، لتتخطى مؤخرا 1.4 مليون زائر فى فرنسا خلال 6 أشهر. ومن أبرز مقتنيات المجموعة والتى تتجاوز الخمسة آلاف قطعة، يمثل قناع «توت» الذهبى كالبطل المتوج. القناع الذى تم اكتشافه داخل مقبرة توت عنخ أمون فى الأقصر عام 1925، يعتبر تحفة فنية يصعب تكرارها وتجسد عبقرية الحرفيين المصريين القدماء. وسوف يتصدر مجموعة الفرعون الشاب بالمتحف، الذى يصله منقولا من «المتحف المصري» بالتحرير قبيل الافتتاح الرسمى للمتحف الكبير بنحو أسبوعين، ليكون محور الجذب الرئيسى فى القاعة التى تشهد أيضا عرض العديد من القطع الأثرية النادرة لأول مرة. وبهذه الآثار وبغيرها من معروضات تنتشر عبر قاعات المتحف المنتظر، يتحقق حلم الأجيال فى الحفاظ على التاريخ المصرى العريق، ونقله بأفضل صورة ممكنة إلى الأجيال القادمة.

مصرس
٢٢-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
تقرير آخر من أمريكا
كتابة مقال آخر عن الزيارة التى أقوم بها للولايات المتحدة حتمه خطأ وجب الاعتذار عنه، وهو أننى فى المقال السابق تحدثت عن زيارة «فينكس» بينما كان الواقع هو «ممفيس»، فالأولى هى إحدى المدن الهامة فى ولاية والثانية فى ولاية. الخلط جاء ربما من الإرهاق أو من فارق التوقيت، أو ببساطة هو العمر. «ممفيس» تستحق أكثر ما نوهت عنها لأنها اسم على مسمى، مدينة «ممفيس» العاصمة المصرية القديمة. وفى الواقع فإن المدينة تحتوى على «هرم» يقع أمام استاد كبير فى مواجهة نهر المسيسبى كما كانت أهرامنا تقع فى مواجهة النيل. فى مقدمة الهرم ومواجها للنهر يوجد تمثال «رمسيس الثانى» المحارب العظيم. بالطبع فإن التمثال ليس مماثلا لما هو لدينا الآن فى المتحف المصرى الكبير، لكنه يعكس الوله الأمريكى بالحضارة الفرعونية. وأذكر عندما أتيت للدراسة فى جامعة شمال إلينوى فى مدينة ديكالب الصغيرة كانت دار السينما الوحيدة على الطراز الفرعونى، بنيت فى مطلع العشرينيات من القرن الماضى بعد أن ذاع الصيت الفرعونى باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وصار تقليدا لكل دور السينما التى بنيت فى ذلك العهد. ومع ذلك فإن العلاقة مع الفراعنة قامت قبل وقت طويل، فهناك لمسة فرعونية فى المبانى الفيدرالية التى خلطت بين عماراتنا والعمارة الرومانية، والدولار الأمريكى توجد عليه صورة هرم فرعونى، لكن الثلث الأعلى منه منفصل بطاقة نور تشير إلى اكتمال الحضارة الإنسانية التى بدأها الفراعنة.عدد سكان «ممفيس» مليون ومائتا ألف، يعرفون الموسيقى «الروحية»- البلوز- التى تعبر عن المشاعر الأقرب إلى الحزن منها إلى المرح الذى أتى بعد ذلك صاخبا «روك ورول» مع أيقونة المدينة «الفيس بريسلى» الذى بصماته على المدينة، وأهمها المقاطعة الخاصة «جريسلاند Graceland» أو أرض السعادة الرقيقة. عندما قام مضيفنا من جامعة «رودس Rhodes» بقيادتنا إلى المقاطعة كان مدهشا هذا القدر من الاتساع وأناقته وغناه من القصر الذى كان عاش فيه إلى قاعات العربات الفاخرة، وملابسه، وتسجيلات موسيقاه، وصارت طائرته متحفا. الرجل قام بثورة فى عالم الموسيقى ونقلها من حالتها الرتيبة والحزينة إلى حالة من الحركة والروح الشابة التى لاتزال باقية ممن أقبلوا على مدفنه بالزهور.خطأ آخر جاء فى برنامج الرحلة عن لقاء مع فريد زكريا فى سى. إن. إن نيويورك، اعتذر الرجل للذهاب إلى مؤتمر ميونخ، حيث يجتمع الاستراتيجيون فى العالم. فى مثل هذه المناسبات لا يتصور غياب مصر لا عن مؤتمر ميونخ ولا عن تخليد الأيقونات المصرية من أهل الفن والأدب والتى تعدت آثارها الحدود. الفرصة قائمة الآن بمشروع جديد فى حدائق الفسطاط. فى بلد عميق التاريخ وأقدم مشروعات الحداثة، فإن التخليد سوف يقع فى عشرات المدن والقرى المصرية.