#أحدث الأخبار مع #«سارةميلجريم»الاتحادمنذ 3 أيامسياسةالاتحاد«حادث المتحف».. تحليل ردود الأفعال«حادث المتحف».. تحليل ردود الأفعال أثارت جريمة قتل شابين من موظفي السفارة الإسرائيلية، «سارة ميلجريم» و«يارون ليشينسكي»، في واشنطن صدمة واسعة وتسببت في ردود أفعال متضاربة. وفيما يلي بعض الملاحظات حول هذه الجريمة والطريقة المثيرة للقلق التي تم تناولها بها من قبل المنظمات المؤيدة لإسرائيل وبعض المدافعين عن القضية الفلسطينية. دعوني أوضح منذ البداية أن ما فعله «إلياس رودريجيز» هو عمل إرهابي، بكل بساطة ووضوح. وبغض النظر عن نواياه المعلنة، فإن القتل كان معادياً للسامية. لم يكن بطولياً، ولا ثورياً، ولا عملاً من أعمال العدالة. التعريف الكلاسيكي للإرهاب هو استخدام العنف أو الترهيب لإثارة الخوف من أجل تحقيق هدف سياسي. ولا جدال في أن هذا ما كان يسعى إليه رودريجيز، حسبما اعترف. كما لا ينبغي أن يكون هناك شك في أن هذا العمل كان معادياً للسامية. فقد توجه إلى فعالية يهودية وأطلق النار عشوائياً وقتل شخصين دون أن يعرف من هما أو ما يفعلانه. كل ما كان يعرفه هو أن الفعالية تُقام في المتحف اليهودي بالعاصمة، وأن ضحاياه سيكونون على الأرجح من اليهود. وكما أوضح في «بيانه»، فقد رأى أنه على الرغم من أن الاحتجاجات السلمية لم توقف جرائم القتل الجماعية في غزة، إلا أن الصدمة التي أحدثها فعله ربما كانت تحمل إمكانية تسريع التغيير السياسي. وقد أثارت هذه الجريمة العديد من التعليقات في المقالات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. وجادلت بعض الأصوات المؤيدة للفلسطينيين، بشكل خطير، بأن هذه الجريمة كانت رداً مبرراً على الخسائر البشرية الهائلة وتدمير الممتلكات الناتج عن الحرب التي شنتها إسرائيل في غزة. ويقولون إن المدافعين عن إسرائيل يمكن تحميلهم مسؤولية الجرائم التي ارتكبتها تلك الدولة. من ناحية أخرى، استغلت العديد من الأصوات المؤسسية الكبرى في المجتمع المؤيد لإسرائيل الجريمة لتشويه سمعة الحركة المؤيدة لفلسطين برمتها بشكل خطير، بحجة أن خطابهم المعادي لإسرائيل قد عزز معاداة السامية وساهم في خلق البيئة التي دفعت رودريجيز لارتكاب جريمته. وعلى الرغم من أن الطرفين يتعاملان مع الجريمة من منظورين مختلفين جذرياً، إلا أنهما يقعان في فخ التبسيط الخطر. لا شك أن سياسات إسرائيل بشعة وقد أرعبت جيلاً من الشباب الذين شاهدوا هذه الإبادة تتكشف أمام أعينهم على مدار 19 شهراً. وبينما يندد مؤيدو إسرائيل بتزايد النشاط المناهض لها والمؤيد للفلسطينيين في الجامعات كما لو أنه ظهر فجأة، فإنهم يرفضون الاعتراف بأن تصرفات إسرائيل هي السبب الجذري لتنامي المشاعر المعادية لإسرائيل. ومع تحول الرأي العام ضد إسرائيل، سعت المنظمات المؤيدة لها إلى قمع أي مظاهر مناهضة لإسرائيل أو المؤيدة للفلسطينيين. واستخدموا نفوذهم لدى البيت الأبيض وإدارات الجامعات وحلفائهم في الكونجرس لتوسيع تعريف معاداة السامية ليشمل أي انتقاد لإسرائيل، واستخدموا هذا الأمر لإسكات المحتجين عبر الترهيب والعقاب وحتى بالقوة عندما أمكن ذلك. في الواقع، هناك اختلال في ميزان القوى في هذا الجدل حول غزة. فمؤيدو إسرائيل لديهم ما يكفي من القوة، ويدعمهم معظم المسؤولين المنتخبين وكثير من إدارات الجامعات. أما النشطاء المؤيدون لفلسطين، فلا يملكون مثل هذا الدعم. يمكن اعتقالهم، وفصلهم من الدراسة، وإسكاتهم، وسحب شهاداتهم، أو حتى طردهم. ومن خلال تجاهل الغضب المشروع الذي أدى إلى الاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، واتهام المحتجين بخلق بيئة ساهمت في جرائم القتل في واشنطن، يتجاهل المؤيدون لإسرائيل، بوحشية، إنسانية الفلسطينيين، وينكرون المشاعر الحقيقية للتضامن التي يحملها المحتجون تجاه معاناة الفلسطينيين. وبالمثل، فإن أولئك الذين، باسم الدفاع عن إنسانية الفلسطينيين، ويهاجمون أي يهودي أميركي ويصفونه بالمشارك في الإبادة الجماعية، هم أيضاً مذنبون بنفس التبسيط الساذج. في هذا السياق، قد تمنح الكلمات القاسية أو التهديدات أو الشتائم بعض الناس شعوراً مؤقتاً بالتمكين، لكنها في النهاية يكون لها أثر عكسي ولا تخدم القضية بقدر ما تعمّق العداء والانقسام. ما يغفله من يلجأ لهذه الأساليب هو أن مأساة النكبة قد شكّلت هوية الفلسطينيين، تماماً كما أن المحرقة والبرامج والواقع المستمر لمعاداة السامية قد تركت أثراً عميقاً في وجدان الكثير من اليهود الأميركيين. وبالتالي، فإن مهاجمة مؤيدي إسرائيل لا تؤدي إلا إلى تغذية هذه المخاوف، ومع اختلال ميزان القوى، فإن النتيجة تكون غالباً زيادة في الترهيب والقمع ضد الأصوات المؤيدة للفلسطينيين.لذا، يجب النظر إلى الجريمة التي ارتكبها إلياس رودريجيز على حقيقتها – جريمة قتل راح ضحيتها شابان، بغض النظر عن مكان عملهما أو معتقداتهما، فقط لأنهما كانا في فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن. وهتافه «فلسطين حرة، فلسطين حرة» يثير الغضب بشكل خاص، لأنه يستغل هذه القضية النبيلة بعمل عنيف مشين لتحقيق وهم نرجسي بأنه يخدم قضية الحرية الفلسطينية ويمهد الطريق لتغيير السياسات. لكنه في النهاية، لم يفعل شيئاً من ذلك. فقد ارتكب جريمة أودت بحياة شابين، وأضرت بالقضية التي زعم أنه يدافع عنها، وستُستخدم لتبرير المزيد من القمع. *رئيس المعهد العربي الأميركي
الاتحادمنذ 3 أيامسياسةالاتحاد«حادث المتحف».. تحليل ردود الأفعال«حادث المتحف».. تحليل ردود الأفعال أثارت جريمة قتل شابين من موظفي السفارة الإسرائيلية، «سارة ميلجريم» و«يارون ليشينسكي»، في واشنطن صدمة واسعة وتسببت في ردود أفعال متضاربة. وفيما يلي بعض الملاحظات حول هذه الجريمة والطريقة المثيرة للقلق التي تم تناولها بها من قبل المنظمات المؤيدة لإسرائيل وبعض المدافعين عن القضية الفلسطينية. دعوني أوضح منذ البداية أن ما فعله «إلياس رودريجيز» هو عمل إرهابي، بكل بساطة ووضوح. وبغض النظر عن نواياه المعلنة، فإن القتل كان معادياً للسامية. لم يكن بطولياً، ولا ثورياً، ولا عملاً من أعمال العدالة. التعريف الكلاسيكي للإرهاب هو استخدام العنف أو الترهيب لإثارة الخوف من أجل تحقيق هدف سياسي. ولا جدال في أن هذا ما كان يسعى إليه رودريجيز، حسبما اعترف. كما لا ينبغي أن يكون هناك شك في أن هذا العمل كان معادياً للسامية. فقد توجه إلى فعالية يهودية وأطلق النار عشوائياً وقتل شخصين دون أن يعرف من هما أو ما يفعلانه. كل ما كان يعرفه هو أن الفعالية تُقام في المتحف اليهودي بالعاصمة، وأن ضحاياه سيكونون على الأرجح من اليهود. وكما أوضح في «بيانه»، فقد رأى أنه على الرغم من أن الاحتجاجات السلمية لم توقف جرائم القتل الجماعية في غزة، إلا أن الصدمة التي أحدثها فعله ربما كانت تحمل إمكانية تسريع التغيير السياسي. وقد أثارت هذه الجريمة العديد من التعليقات في المقالات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. وجادلت بعض الأصوات المؤيدة للفلسطينيين، بشكل خطير، بأن هذه الجريمة كانت رداً مبرراً على الخسائر البشرية الهائلة وتدمير الممتلكات الناتج عن الحرب التي شنتها إسرائيل في غزة. ويقولون إن المدافعين عن إسرائيل يمكن تحميلهم مسؤولية الجرائم التي ارتكبتها تلك الدولة. من ناحية أخرى، استغلت العديد من الأصوات المؤسسية الكبرى في المجتمع المؤيد لإسرائيل الجريمة لتشويه سمعة الحركة المؤيدة لفلسطين برمتها بشكل خطير، بحجة أن خطابهم المعادي لإسرائيل قد عزز معاداة السامية وساهم في خلق البيئة التي دفعت رودريجيز لارتكاب جريمته. وعلى الرغم من أن الطرفين يتعاملان مع الجريمة من منظورين مختلفين جذرياً، إلا أنهما يقعان في فخ التبسيط الخطر. لا شك أن سياسات إسرائيل بشعة وقد أرعبت جيلاً من الشباب الذين شاهدوا هذه الإبادة تتكشف أمام أعينهم على مدار 19 شهراً. وبينما يندد مؤيدو إسرائيل بتزايد النشاط المناهض لها والمؤيد للفلسطينيين في الجامعات كما لو أنه ظهر فجأة، فإنهم يرفضون الاعتراف بأن تصرفات إسرائيل هي السبب الجذري لتنامي المشاعر المعادية لإسرائيل. ومع تحول الرأي العام ضد إسرائيل، سعت المنظمات المؤيدة لها إلى قمع أي مظاهر مناهضة لإسرائيل أو المؤيدة للفلسطينيين. واستخدموا نفوذهم لدى البيت الأبيض وإدارات الجامعات وحلفائهم في الكونجرس لتوسيع تعريف معاداة السامية ليشمل أي انتقاد لإسرائيل، واستخدموا هذا الأمر لإسكات المحتجين عبر الترهيب والعقاب وحتى بالقوة عندما أمكن ذلك. في الواقع، هناك اختلال في ميزان القوى في هذا الجدل حول غزة. فمؤيدو إسرائيل لديهم ما يكفي من القوة، ويدعمهم معظم المسؤولين المنتخبين وكثير من إدارات الجامعات. أما النشطاء المؤيدون لفلسطين، فلا يملكون مثل هذا الدعم. يمكن اعتقالهم، وفصلهم من الدراسة، وإسكاتهم، وسحب شهاداتهم، أو حتى طردهم. ومن خلال تجاهل الغضب المشروع الذي أدى إلى الاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، واتهام المحتجين بخلق بيئة ساهمت في جرائم القتل في واشنطن، يتجاهل المؤيدون لإسرائيل، بوحشية، إنسانية الفلسطينيين، وينكرون المشاعر الحقيقية للتضامن التي يحملها المحتجون تجاه معاناة الفلسطينيين. وبالمثل، فإن أولئك الذين، باسم الدفاع عن إنسانية الفلسطينيين، ويهاجمون أي يهودي أميركي ويصفونه بالمشارك في الإبادة الجماعية، هم أيضاً مذنبون بنفس التبسيط الساذج. في هذا السياق، قد تمنح الكلمات القاسية أو التهديدات أو الشتائم بعض الناس شعوراً مؤقتاً بالتمكين، لكنها في النهاية يكون لها أثر عكسي ولا تخدم القضية بقدر ما تعمّق العداء والانقسام. ما يغفله من يلجأ لهذه الأساليب هو أن مأساة النكبة قد شكّلت هوية الفلسطينيين، تماماً كما أن المحرقة والبرامج والواقع المستمر لمعاداة السامية قد تركت أثراً عميقاً في وجدان الكثير من اليهود الأميركيين. وبالتالي، فإن مهاجمة مؤيدي إسرائيل لا تؤدي إلا إلى تغذية هذه المخاوف، ومع اختلال ميزان القوى، فإن النتيجة تكون غالباً زيادة في الترهيب والقمع ضد الأصوات المؤيدة للفلسطينيين.لذا، يجب النظر إلى الجريمة التي ارتكبها إلياس رودريجيز على حقيقتها – جريمة قتل راح ضحيتها شابان، بغض النظر عن مكان عملهما أو معتقداتهما، فقط لأنهما كانا في فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن. وهتافه «فلسطين حرة، فلسطين حرة» يثير الغضب بشكل خاص، لأنه يستغل هذه القضية النبيلة بعمل عنيف مشين لتحقيق وهم نرجسي بأنه يخدم قضية الحرية الفلسطينية ويمهد الطريق لتغيير السياسات. لكنه في النهاية، لم يفعل شيئاً من ذلك. فقد ارتكب جريمة أودت بحياة شابين، وأضرت بالقضية التي زعم أنه يدافع عنها، وستُستخدم لتبرير المزيد من القمع. *رئيس المعهد العربي الأميركي