أحدث الأخبار مع #«سي


الجريدة
منذ 5 أيام
- أعمال
- الجريدة
النفط يصعد متأثراً بمخاوف تعطل الإمدادات من الشرق الأوسط
قفزت أسعار النفط بأكثر من واحد بالمئة، اليوم، متأثرة بمخاوف تتعلق بتعطل الإمدادات من الشرق الأوسط، بعدما ذكرت شبكة «سي. إن. إن» أن إسرائيل تجهز لتوجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية. وزادت العقود الآجلة لخام برنت لشهر يوليو 68 سنتا أو 1.04 بالمئة إلى 66.06 دولارا للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر يوليو 70 سنتا أو 1.1 بالمئة، مسجلة 62.73 دولارا. وارتفع سعر برميل النفط الكويتي 70 سنتا ليبلغ 65.36 دولارا للبرميل في تداولات يوم أمس، مقابل 64.66 دولارا للبرميل في تداولات يوم الاثنين وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية. وذكرت «سي. إن. إن»، الثلاثاء، نقلا عن مسؤولين أميركيين مطلعين أن معلومات مخابرات جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية. وأضافت الشبكة الإخبارية نقلا عن المسؤولين أنه لم يتضح ما إذا كان قادة إسرائيل اتخذوا قرارا نهائيا. وقال خبراء استراتيجيات السلع في «آي. إن. جي»، اليوم: «مثل هذا التصعيد لن يعرّض الإمدادات الإيرانية للخطر فحسب، بل سيعرّض أجزاء كبيرة من المنطقة للخطر أيضا». وإيران ثالث أكبر منتج بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وربما يؤدي أي هجوم إسرائيلي إلى تعطّل إمداداتها من الخام. وهناك أيضا مخاوف من احتمال رد إيران، في حال مهاجمتها، بمنع تدفقات ناقلات النفط عبر مضيق هرمز بالخليج، الذي تصدّر من خلاله السعودية والكويت والعراق والإمارات النفط الخام والوقود. وعقدت الولايات المتحدة وإيران عدة جولات من المحادثات هذا العام حول البرنامج النووي الإيراني، وأعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات أشد على صادرات النفط الخام الإيرانية لإجبار طهران على التخلي عن طموحاتها النووية. ورغم هذه المحادثات، أدلى مسؤولون أميركيون والزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بتعليقات، اليوم، تشير إلى أن الجانبين لا يزالان بعيدين عن التوصل إلى حل. وقال محللو «آي. إن. جي»: «هناك محادثات نووية غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي، في حال نجاحها، ربما تدفع السوق للارتفاع بقدر أكبر. ومع ذلك، يبدو أن هذه المحادثات تفقد زخمها». ورغم ذلك، ظهرت بوادر على زيادة الإمدادات. وذكرت مصادر بالسوق، نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي، أن مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي، بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وقالت المصادر إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، ارتفعت بمقدار 2.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 مايو. وكشف مصدر بالقطاع أن إنتاج كازاخستان من النفط زاد 2 بالمئة في مايو، وهي زيادة تتحدى ضغوط تحالف «أوبك+» لخفض إنتاجها.


الجريدة
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الجريدة
انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات الأميركية
عُقدت اليوم الأحد، الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة العمانية مسقط. ونقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن «مصدر مسؤول» قوله إن جولة المحادثات الأميركية-الإيرانية الرابعة انتهت بعد أن استمرت 3 ساعات. وبحسب وكالة «إيسنا» الإيرانية للأنباء، فقد بدأت هذه الجولة ظهر اليوم الأحد مباشرةً بعد وصول وفد إيران إلى مقر المفاوضات ولقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بنظيره العُماني بدر البوسعيدي. وقد جرت هذه المفاوضات عبر تبادل الرسائل بين الطرفين بوساطة وزير الخارجية العُماني. ويرى بعض المحللين أن هذه الجولة كانت أكثر تعقيداً وتحدياً مقارنةً بالجولات الثلاث السابقة، وذلك بسبب تغيّر المواقف الأميركية تجاه البرنامج النووي الإيراني، ومطالب واشنطن المتزايدة التي تضمنت اشتراطات مثل وقف البرنامج النووي الإيراني بالكامل، ونفي حق إيران في التخصيب داخل أراضيها. وشارك الوفد الإيراني، الذي ترأسه عراقجي، بمجموعة من الخبراء والفنيين لتقديم الاستشارات اللازمة أثناء المفاوضات. وفي حين كانت شبكة «سي. إن. إن» الأميركية قد زعمت في تقرير سابق أن الوفد الأميركي لا يضم فريقاً فنياً، أشارت تقارير إعلامية اليوم إلى أن ما لا يقل عن 12 شخصاً كانوا برفقة ستيف ويتكوف المبعوث الأميركي أثناء المحادثات، ويُرجح أنهم أعضاء من فريقه الفني. وكانت الجولة الرابعة من المفاوضات قد تم تأجيلها بعدما كان من المقرر عقدها في روما في الثالث من مايو، وهو ما أرجعته عُمان إلى «أسباب لوجستية». وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قال أمس السبت إنه إذا كان هدف الولايات المتحدة من المحادثات مع إيران هو حرمانها من «حقوقها النووية» فإن طهران لن تتنازل أبدا عن تلك الحقوق. جاءت تصريحات عراقجي، التي أدلى بها في الدوحة، قبل يوم من جولة المحادثات النووية المقررة بين إيران والولايات المتحدة في عُمان. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن عراقجي قوله «إذا كان الهدف من المفاوضات هو حرمان إيران من حقوقها النووية، فأنا أؤكد بوضوح أن إيران لن تتنازل عن أي من حقوقها». وأكدت إيران مرارا أن حقها في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض، واستبعدت مطلب «صفر تخصيب» الذي طالب به بعض المسؤولين الأميركيين. لكن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال في مقابلة أجريت معه، الجمعة، «يجب تفكيك منشآت التخصيب» الإيرانية بموجب أي اتفاق مع الولايات المتحدة. وهدد ترامب بقصف إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد لحل الخلاف المستمر منذ فترة طويلة حول برنامجها النووي. وكان ترامب أعلن خلال ولايته الأولى انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية بهدف الحد من أنشطة إيران النووية. وتقول دول غربية إن البرنامج النووي الإيراني، الذي سرّعت طهران من وتيرته بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق عام 2015، يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تصر إيران على أنه مخصص للأغراض المدنية فقط. وقال عراقجي: «في محادثاتها غير المباشرة مع الولايات المتحدة، تشدد إيران على حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتعلن بوضوح أنها لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية». وأضاف: «تواصل إيران المفاوضات بحسن نية، وإذا كان هدف هذه المحادثات ضمان عدم امتلاك أسلحة نووية، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق. أما إذا كان الهدف تقييد حقوق إيران النووية، فإن إيران لن تتراجع أبدا عن حقوقها».


المردة
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- المردة
ترامب يدشّن حقبة التحوّلات الكبرى
لا ينفكّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مفاجأة العالم بمواقفه الصادمة. وبخلاف السلوك الكلاسيكي الذي اعتاد عليه البيت الأبيض، فإنّ ترامب الآتي من خارج القواعد السياسية الأميركية يصرّ على نهجه الخاص، ويندفع أكثر فأكثر في الأسلوب الذي يستهويه عبر تولّيه إطلاق مفاجآته الصادمة بنفسه، ومن دون اللجوء إلى البيانات الرسمية التي يصوغها في العادة خبراء السياسة والديبلوماسية. وعلى رغم من أنّ اجتماعه كان مع رئيس الوزراء الكندي حيث المشكلات كبيرة جداً بين البلدين، إلّا أنه فجّر أول مفاجأة من خلال إعلانه عن وقف العمليات الحربية في اليمن «بعد استسلام الحوثيين» كما قال، وألحق مفاجأته هذه بمفاجأة ثانية، عندما قال بأنّه سيعلن عن «أمر كبير جداً» خلال الأيام المقبلة وقبل بدء زيارته إلى الخليج. وبدا ترامب وكأنّه يربط بين وقف النار في اليمن وبين الإعلان عن مفاجأته الجديدة والتي وصفها بـ«الإيجابية». لقد ظهر ترامب وكأنّه لا يطيق الإنتظار. لكن من الواضح أنّ إعلانه «الإيجابي» يتعلق بمفاوضات التسوية مع إيران، وثمة معطيات كثيرة تعزز هذا الإستنتاج. فمع إطلاق العمليات الحرببة الجوية ضدّ الحوثيين أعلنت واشنطن بطرق مختلفة عن هدفين: الأول ويتعلق بتدمير القدرات الصاروخية والهجومية للحوثيين لإرغامهم على وقف استهدافهم للسفن. والهدف الثاني هو إيران التي كانت تتمنع عن الدخول في مفاوضات مع إدارة ترامب. ويومها أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيت بوضوح، أنّ إيران هي المقصودة من العمليات على الحوثيين. واستطراداً فإنّ من المنطقي الربط بين قرار واشنطن بوقف الهجمات الجوية وبين وصول المفاوضات مع إيران إلى مراحل متقدّمة جداً. تكفي الإشارة إلى أنّ سلطنة عمان هي من تولّت الإعلان عن قرار وقف الهجمات، وهي الدولة التي تحتضن المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية، حتى حين انتقلت إلى العاصمة الإيطالية. وفي هذا السياق، كان لافتاً ما تناقلته وسائل إعلام أميركية مثل الـ«سي. إن. إن»، حول لقاءات عُقدت في مسقط بين المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف ووفد حوثي على هامش الجولات التفاوضية الأميركية ـ الإيرانية، وهو ما يناقض الأجواء التي أصرّ الطرف الإيراني على إعلانها دائماً بأنّ المفاوضات مع الأميركيين محصورة فقط بالبرنامج النووي. وجاءت إشارة أميركية أخرى معبّرة جداً مع كلام نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، بوجود صفقة لإعادة دمج إيران بالإقتصاد العالمي. وبهذا الإعلان يصبح المشهد أكثر وضوحاً. لكن ثمة جوانب أخرى تتعلق باختيار التوقيت والإخراج. صحيح أنّ ترامب نفسه ربط هذه التطورات بزيارته المرتقبة (والتي يريدها تاريخية) إلى السعودية وقطر والإمارات، إلّا أنّ هنالك جانباً آخر على درجة كبيرة من الأهمية. فالإعلان حصل بعد القصف الإسرائيلي العنيف والمدمّر الذي طاول اليمن. صحيح أنّ صاروخاً إيرانياً متطوراً استطاع اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأصاب مطار بن غوريون، إلّا أنّ الردّ الإسرائيلي جاء ضخماً وغير متكافئ مع ما حصل. لا بل أكثر، فإنّ نتنياهو أمر بتدمير بنى تحتية للحوثيين طاولت المرفأ البحري والمطار ومعامل الكهرباء وليس أبداً مواقع عسكرية. وإذا كانت الرسائل التي حملها الصاروخ الحوثي تطاول من جهة تحذيراً لنتنياهو «الجريح» داخلياً، ومن جهة أخرى تحضّ ترامب على الإستعجال في التفاوض وعدم إهدار الوقت بعد تأجيل الجولة التفاوضية، فإنّ ردّ نتنياهو كان يهدف إلى دفع الأمور إلى أقصى درجات التوتير، أو بتعبير أوضح، إلى قصف أو على الأقل عرقلة المفاوضات بين واشنطن وطهران. فالقصف العنيف جاء في السياق نفسه للقرار الإسرائيلي بتوسيع العملية البرية في غزة والسعي لاحتلالها. وهنا يبرز الهدف في وضوح: عرقلة المفاوضات من خلال رفع مستوى النار. ووفق هذا المنطق، يصبح إعلان طهران من خلال الحوثيين أنّ وقف استهداف السفن لا يشمل إسرائيل، أكثر وضوحاً. حتى إدارة ترامب نفسها لم تنف هذا الخبر، ما يعني أنّها منزعجة جداً من التشويش الإسرائيلي على المفاوضات، وهي لا تمانع من خطوات تؤدي إلى لجم «حنق» نتنياهو. ومن هنا أيضاً استعجال ترامب في التمهيد عن إعلانه الإيجابي الكبير. فهو كمن يود إفهام المعرقلين وضمناً نتنياهو، بأنّ التشويش على ما يجري التفاهم عليه أصبح بمثابة التصويب على ترامب نفسه وليس على إيران. في الواقع، فإنّ الرئيس الأميركي الذي تعرّض لنكسات داخلية عدة بسبب قراراته الجمركية، يضع آمالاً كبيرة على التعويض عن خسائره من خلال صفقة تحمل طابعاً تاريخياً وتكون شاملة وكاملة في الشرق الأوسط. ذلك أنّ حدود الصفقة ليست أبداً محصورة بالبرنامج النووي الإيراني ولا حتى بملف النزاع مع إيران، لا بل هي تشمل السعودية من خلال منحها برنامجاً نووياً للأغراض السلمية أيضاً، وترتيب تفاهمات أمنية وعسكرية تشكّل ضماناً أميركياً فعلياً للخليج العربي. كما أنّ هذه التفاهمات من المفترض أن تشمل أيضاً الملف الفلسطيني. تكفي الإشارة إلى ما أشار إليه ويتكوف نفسه حول الإعلان عن توسيع «إتفاقات إبراهيم» قريباً جداً. ومن المعروف أنّ السعودية وضعت شرطاً أساسياً لموافقتها على التطبيع مع إسرائيل بالإعلان عن حل للقضية الفلسطينية على أساس «الدولتين». وهنا تصبح دوافع نتنياهو حول إعلانه توسيع العمليات الحرببة في غزة أكثر وضوحاً. هو يريد نسف كل ما هو مطروح من خلال إعادة إشعال النار وسفك الدماء. وفي المقابل يصبح تفسير عدم شمول إسرائيل بوقف استهداف الحوثيين أكثر سهولة. والأهم «تطنيش» إدارة ترامب على هذا الإستثناء. ولأنّ الصفقة الجاري إنضاجها واسعة وشاملة وتطاول المنطقة ولو تحت عنوان «النووي الإيراني» تلاحقت الأحداث في سوريا، إذ لا يمكن عزل الأحداث التي طاولت الجنوب الدرزي بكامله عما يدور في كواليس المفاوضات. فالنزاع يحمل تأثيرات جغرافية مستقبلية على رغم من وجود «فتائل» تفجير طائفية سريعة الإشتعال. وفي الوقت نفسه يركض الرئيس السوري أحمد الشرع ويسابق الوقت لإزالة العقوبات عن الإقتصاد السوري، قبل أن ينتقل التركيز الدولي إلى الشرق الأقصى، حيث بدأت نذر الحرب بين الهند وباكستان. وانطلاقاً مما سبق يمكن إدراج التصعيد الإسرائيلي المستمر على لبنان من خلال الإمعان في الخروقات اليومية. لكن بيروت التي تراقب بكثير من الدقة تطورات المفاوضات بين واشنطن وطهران، تدرك أنّ ملف احتكار الدولة للسلاح سيشهد طريقه للتطبيق حال إنجاز التفاهمات الكبرى. لذلك مثلاً أراد الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة لبنان بعد مغادرة ترامب للمنطقة. ذلك أنّ إنجاز التسوية الفلسطينية سيسمح بالبدء بتطبيق خطة إمساك الدولة اللبنانية بكل المفاصل الأمنية في المخيمات. وفي المحصلة، فإنّ المشروع الذي يمسك به ترامب ويسعى إلى تحقيقه كبير جداً، وهو ما سينعكس على لبنان ويدفع به أكثر فأكثر إلى مسار جديد. وهذا «الجديد» لا بدّ من أن يطاول الطبقة السياسية اللبنانية أيضاً، حيث ستشكّل الإنتخابات النيابية بعد سنة من الآن محطة أساسية في هذا السياق. وفي المناسبة، فإنّ القراءات السياسية لنتائج المرحلة الأولى من الإنتخابات البلدية لا تتطابق مع القراءات الديبلوماسية. ففيما تسابقت الأحزاب على تسجيل انتصار هنا أو هناك، كانت الدوائر الديبلوماسية تقرأ في استنكاف شريحة كبيرة عن المشاركة في الإقتراع بمثابة استمرار معارضتها للطبقة السياسية الموجودة. وهذه الشريحة كانت سجّلت اعتراضها سابقاً من خلال انتفاضة 17 تشرين، لكن الفشل الذي طاول رموز هذه الإنتفاضة لن يدفع بهذه الشريحة للعودة إلى ملاذات الأحزاب بل للإنكفاء مجدداً. ما يعني أنّ هذه الشريحة الكبيرة لا تزال تطالب بالتغيير على أن يشمل «التغييريين» أيضاً هذه المرّة. وأما التفسير بأنّ انخفاض نسبة الإقتراع مردّه إلى حالات السفر فهو مدعاة للسخرية. إذ هل يمكن أن تقتصر الهجرة على مدينة من دون أخرى؟ بمعنى أنّ نسبة الإقتراع كانت مرتفعة في عدد محدود من المناطق التي شهدت مواجهات شاملة وحامية، وهو ما ينقض هذا التفسير. وهذا الإستنتاج يطاول كافة الساحات. وثمة ملاحظة ثانية لها علاقة بالحجم الجديد للجماعات الإسلامية على الساحة السنّية التي تعاني من فراغ قيادي. وربما من هذه الزاوية أراد الرئيس سعد الحريري إعادة التذكير بحضوره ولو من باب أحداث السابع من أيار. لكن المحظور الكبير لا يزال قائماً عليه. هي حقبة التحولات الكبرى في الشرق الأوسط، مع العلم أنّ الحقبة لا يجري قياسها بالأشهر بل بالسنوات.

القناة الثالثة والعشرون
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- القناة الثالثة والعشرون
ترامب يدشّن حقبة التحوّلات الكبرى
لا ينفكّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مفاجأة العالم بمواقفه الصادمة. وبخلاف السلوك الكلاسيكي الذي اعتاد عليه البيت الأبيض، فإنّ ترامب الآتي من خارج القواعد السياسية الأميركية يصرّ على نهجه الخاص، ويندفع أكثر فأكثر في الأسلوب الذي يستهويه عبر تولّيه إطلاق مفاجآته الصادمة بنفسه، ومن دون اللجوء إلى البيانات الرسمية التي يصوغها في العادة خبراء السياسة والديبلوماسية. وعلى رغم من أنّ اجتماعه كان مع رئيس الوزراء الكندي حيث المشكلات كبيرة جداً بين البلدين، إلّا أنه فجّر أول مفاجأة من خلال إعلانه عن وقف العمليات الحربية في اليمن «بعد استسلام الحوثيين» كما قال، وألحق مفاجأته هذه بمفاجأة ثانية، عندما قال بأنّه سيعلن عن «أمر كبير جداً» خلال الأيام المقبلة وقبل بدء زيارته إلى الخليج. وبدا ترامب وكأنّه يربط بين وقف النار في اليمن وبين الإعلان عن مفاجأته الجديدة والتي وصفها بـ«الإيجابية». لقد ظهر ترامب وكأنّه لا يطيق الإنتظار. لكن من الواضح أنّ إعلانه «الإيجابي» يتعلق بمفاوضات التسوية مع إيران، وثمة معطيات كثيرة تعزز هذا الإستنتاج. فمع إطلاق العمليات الحرببة الجوية ضدّ الحوثيين أعلنت واشنطن بطرق مختلفة عن هدفين: الأول ويتعلق بتدمير القدرات الصاروخية والهجومية للحوثيين لإرغامهم على وقف استهدافهم للسفن. والهدف الثاني هو إيران التي كانت تتمنع عن الدخول في مفاوضات مع إدارة ترامب. ويومها أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيت بوضوح، أنّ إيران هي المقصودة من العمليات على الحوثيين. واستطراداً فإنّ من المنطقي الربط بين قرار واشنطن بوقف الهجمات الجوية وبين وصول المفاوضات مع إيران إلى مراحل متقدّمة جداً. تكفي الإشارة إلى أنّ سلطنة عمان هي من تولّت الإعلان عن قرار وقف الهجمات، وهي الدولة التي تحتضن المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية، حتى حين انتقلت إلى العاصمة الإيطالية. وفي هذا السياق، كان لافتاً ما تناقلته وسائل إعلام أميركية مثل الـ«سي. إن. إن»، حول لقاءات عُقدت في مسقط بين المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف ووفد حوثي على هامش الجولات التفاوضية الأميركية ـ الإيرانية، وهو ما يناقض الأجواء التي أصرّ الطرف الإيراني على إعلانها دائماً بأنّ المفاوضات مع الأميركيين محصورة فقط بالبرنامج النووي. وجاءت إشارة أميركية أخرى معبّرة جداً مع كلام نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، بوجود صفقة لإعادة دمج إيران بالإقتصاد العالمي. وبهذا الإعلان يصبح المشهد أكثر وضوحاً. لكن ثمة جوانب أخرى تتعلق باختيار التوقيت والإخراج. صحيح أنّ ترامب نفسه ربط هذه التطورات بزيارته المرتقبة (والتي يريدها تاريخية) إلى السعودية وقطر والإمارات، إلّا أنّ هنالك جانباً آخر على درجة كبيرة من الأهمية. فالإعلان حصل بعد القصف الإسرائيلي العنيف والمدمّر الذي طاول اليمن. صحيح أنّ صاروخاً إيرانياً متطوراً استطاع اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأصاب مطار بن غوريون، إلّا أنّ الردّ الإسرائيلي جاء ضخماً وغير متكافئ مع ما حصل. لا بل أكثر، فإنّ نتنياهو أمر بتدمير بنى تحتية للحوثيين طاولت المرفأ البحري والمطار ومعامل الكهرباء وليس أبداً مواقع عسكرية. وإذا كانت الرسائل التي حملها الصاروخ الحوثي تطاول من جهة تحذيراً لنتنياهو «الجريح» داخلياً، ومن جهة أخرى تحضّ ترامب على الإستعجال في التفاوض وعدم إهدار الوقت بعد تأجيل الجولة التفاوضية، فإنّ ردّ نتنياهو كان يهدف إلى دفع الأمور إلى أقصى درجات التوتير، أو بتعبير أوضح، إلى قصف أو على الأقل عرقلة المفاوضات بين واشنطن وطهران. فالقصف العنيف جاء في السياق نفسه للقرار الإسرائيلي بتوسيع العملية البرية في غزة والسعي لاحتلالها. وهنا يبرز الهدف في وضوح: عرقلة المفاوضات من خلال رفع مستوى النار. ووفق هذا المنطق، يصبح إعلان طهران من خلال الحوثيين أنّ وقف استهداف السفن لا يشمل إسرائيل، أكثر وضوحاً. حتى إدارة ترامب نفسها لم تنف هذا الخبر، ما يعني أنّها منزعجة جداً من التشويش الإسرائيلي على المفاوضات، وهي لا تمانع من خطوات تؤدي إلى لجم «حنق» نتنياهو. ومن هنا أيضاً استعجال ترامب في التمهيد عن إعلانه الإيجابي الكبير. فهو كمن يود إفهام المعرقلين وضمناً نتنياهو، بأنّ التشويش على ما يجري التفاهم عليه أصبح بمثابة التصويب على ترامب نفسه وليس على إيران. في الواقع، فإنّ الرئيس الأميركي الذي تعرّض لنكسات داخلية عدة بسبب قراراته الجمركية، يضع آمالاً كبيرة على التعويض عن خسائره من خلال صفقة تحمل طابعاً تاريخياً وتكون شاملة وكاملة في الشرق الأوسط. ذلك أنّ حدود الصفقة ليست أبداً محصورة بالبرنامج النووي الإيراني ولا حتى بملف النزاع مع إيران، لا بل هي تشمل السعودية من خلال منحها برنامجاً نووياً للأغراض السلمية أيضاً، وترتيب تفاهمات أمنية وعسكرية تشكّل ضماناً أميركياً فعلياً للخليج العربي. كما أنّ هذه التفاهمات من المفترض أن تشمل أيضاً الملف الفلسطيني. تكفي الإشارة إلى ما أشار إليه ويتكوف نفسه حول الإعلان عن توسيع «إتفاقات إبراهيم» قريباً جداً. ومن المعروف أنّ السعودية وضعت شرطاً أساسياً لموافقتها على التطبيع مع إسرائيل بالإعلان عن حل للقضية الفلسطينية على أساس «الدولتين». وهنا تصبح دوافع نتنياهو حول إعلانه توسيع العمليات الحرببة في غزة أكثر وضوحاً. هو يريد نسف كل ما هو مطروح من خلال إعادة إشعال النار وسفك الدماء. وفي المقابل يصبح تفسير عدم شمول إسرائيل بوقف استهداف الحوثيين أكثر سهولة. والأهم «تطنيش» إدارة ترامب على هذا الإستثناء. ولأنّ الصفقة الجاري إنضاجها واسعة وشاملة وتطاول المنطقة ولو تحت عنوان «النووي الإيراني» تلاحقت الأحداث في سوريا، إذ لا يمكن عزل الأحداث التي طاولت الجنوب الدرزي بكامله عما يدور في كواليس المفاوضات. فالنزاع يحمل تأثيرات جغرافية مستقبلية على رغم من وجود «فتائل» تفجير طائفية سريعة الإشتعال. وفي الوقت نفسه يركض الرئيس السوري أحمد الشرع ويسابق الوقت لإزالة العقوبات عن الإقتصاد السوري، قبل أن ينتقل التركيز الدولي إلى الشرق الأقصى، حيث بدأت نذر الحرب بين الهند وباكستان. وانطلاقاً مما سبق يمكن إدراج التصعيد الإسرائيلي المستمر على لبنان من خلال الإمعان في الخروقات اليومية. لكن بيروت التي تراقب بكثير من الدقة تطورات المفاوضات بين واشنطن وطهران، تدرك أنّ ملف احتكار الدولة للسلاح سيشهد طريقه للتطبيق حال إنجاز التفاهمات الكبرى. لذلك مثلاً أراد الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة لبنان بعد مغادرة ترامب للمنطقة. ذلك أنّ إنجاز التسوية الفلسطينية سيسمح بالبدء بتطبيق خطة إمساك الدولة اللبنانية بكل المفاصل الأمنية في المخيمات. وفي المحصلة، فإنّ المشروع الذي يمسك به ترامب ويسعى إلى تحقيقه كبير جداً، وهو ما سينعكس على لبنان ويدفع به أكثر فأكثر إلى مسار جديد. وهذا «الجديد» لا بدّ من أن يطاول الطبقة السياسية اللبنانية أيضاً، حيث ستشكّل الإنتخابات النيابية بعد سنة من الآن محطة أساسية في هذا السياق. وفي المناسبة، فإنّ القراءات السياسية لنتائج المرحلة الأولى من الإنتخابات البلدية لا تتطابق مع القراءات الديبلوماسية. ففيما تسابقت الأحزاب على تسجيل انتصار هنا أو هناك، كانت الدوائر الديبلوماسية تقرأ في استنكاف شريحة كبيرة عن المشاركة في الإقتراع بمثابة استمرار معارضتها للطبقة السياسية الموجودة. وهذه الشريحة كانت سجّلت اعتراضها سابقاً من خلال انتفاضة 17 تشرين، لكن الفشل الذي طاول رموز هذه الإنتفاضة لن يدفع بهذه الشريحة للعودة إلى ملاذات الأحزاب بل للإنكفاء مجدداً. ما يعني أنّ هذه الشريحة الكبيرة لا تزال تطالب بالتغيير على أن يشمل «التغييريين» أيضاً هذه المرّة. وأما التفسير بأنّ انخفاض نسبة الإقتراع مردّه إلى حالات السفر فهو مدعاة للسخرية. إذ هل يمكن أن تقتصر الهجرة على مدينة من دون أخرى؟ بمعنى أنّ نسبة الإقتراع كانت مرتفعة في عدد محدود من المناطق التي شهدت مواجهات شاملة وحامية، وهو ما ينقض هذا التفسير. وهذا الإستنتاج يطاول كافة الساحات. وثمة ملاحظة ثانية لها علاقة بالحجم الجديد للجماعات الإسلامية على الساحة السنّية التي تعاني من فراغ قيادي. وربما من هذه الزاوية أراد الرئيس سعد الحريري إعادة التذكير بحضوره ولو من باب أحداث السابع من أيار. لكن المحظور الكبير لا يزال قائماً عليه. هي حقبة التحولات الكبرى في الشرق الأوسط، مع العلم أنّ الحقبة لا يجري قياسها بالأشهر بل بالسنوات. جوني منير -الجمهورية انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


بوابة الأهرام
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- بوابة الأهرام
«الساعات».. حرفة الدقة ترفض الاختفاء
لا تبدو صناعة الساعات مهنة ملائمة للقرن الواحد والعشرين، هكذا تبدو الأحوال وفقا لما أكده تقرير نشره موقع «سي. إن.إن» الإخبارى الأمريكي. فالمهنة التى تتطلب كثيرا من الصبر والدقة، إذ قد يستغرق صنع ساعة واحدة عدة أشهر أو حتى بضعة أعوام، تعانى مع انتشار أشكال تكنولوجية بديلة و اعتماد معظم الناس على الهواتف أو الساعات الرقمية لمعرفة الوقت. لكن حرفة صناعة الساعات وفنونها نالت نهضة هادئة مؤخرا بفضل حماس جيل «زد» مؤخرا لكل ما هو تقليدي، وسعيهم لوظائف بعيدة عن شاشات الحاسوب. ويقول تقرير «سي. إن.إن» إن قطاع صناعة الساعات عانى فى العقود الأخيرة بسبب نقص العمالة مع تقاعد كبار السن من صانعى الساعات. لكن جيلا جديدا بدأ يبدى اهتماما بحرفة الساعات. ونقل التقرير عن يوهان كونز - فرنانديز، مدير برنامج تدريب وتعليم صانعى الساعات فى سويسرا كيف أن سوق الساعات المستعملة المتنامى خلق طلبا ليس فقط على صانعى الساعات، بل أيضا على خبراء الترميم لإنقاذ كنوز الماضي. ويكشف كونز أن الشباب باتوا فريق الإنقاذ لإعادة إحياء صناعة الساعات، مع تزايد حضورهم بالمعارض الدولية المتخصصة. أما مدرسة «كيلوسيباكولو» الفنلندية لصناعة الساعات فقد قدمت دروسها منذ عام 1944 تحت شعار « تخريج أكثر الأيدى ثباتا فى العالم». وقد شهدت المدرسة مؤخرا إقبالا كبيرا حتى إنها أطلقت دورة باللغة الإنجليزية لأول مرة فى تاريخها الذى يمتد 80 عاما، مع تسجيل طلاب من كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا وكوريا الجنوبية وإيران.فالأجيال الشابة باتت تبحث عنه المهن اليدوية. ويتناول تقرير « سي. إن.إن» قصة برنهارد ليدر الذى قرر فى السبعينيات أن يصبح صانع ساعات، كان انتشار الساعات الإليكترونية قد ضرب الاقتصاد السويسرى بقوة. وكان من الصعب تخيل عودة الساعات الميكانيكية. لكن مع مرور الأعوام، تأكدت صحة رؤية ليدر وعودة الساعات التقليدية لنيل مبالغ عملاقة تتجاوز أكثر من 150 ألف دولار. كما أن جائحة « كوفيد 19» دعمت زيادة الاهتمام بصانعى الساعات المستقلين، حيث أتيحت للمقتنين فرصة التعرف أكثر على الصناعة واختيار قطع «شخصية». وسمح ذلك بظهور ماركات تجارية لصناع شباب تجمع بين المواد التقليدية والحديثة، مع توظيف حلول مبتكرة.