logo
#

أحدث الأخبار مع #«شبكةجاكرتا

خيول «ديلمان» في جاكرتا.. بين التراث السياحي ومعاناة الحيوان
خيول «ديلمان» في جاكرتا.. بين التراث السياحي ومعاناة الحيوان

الوسط

time٢٦-٠٢-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الوسط

خيول «ديلمان» في جاكرتا.. بين التراث السياحي ومعاناة الحيوان

في إسطبل مقام أسفل منحدر طريق سريع في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، تمر شاحنات بمحاذاة خيول نحيفة ذات ضلوع بارزة مربوطة بأعمدة. هذه الحيوانات لا تزال مستخدمة لجرّ عربات خشبية يستقلها السياح، لكن وضعها المزري يثير دعوات جهات مدافعة عن الحيوانات لإنهاء هذه الممارسة. وبعد أن كانت هذه العربات التي تجرها خيول وتُعرف محليًا باسم «ديلمان»، رائجة في زمن الاستعمار الهولندي، انحسر وجودها بمواجهة انتشار دراجات الأجرة، لكن يتبقى منها بضع مئات مخصصة بشكل رئيسي للنزهات السياحية. ويقول سوتومو، وهو سائق عربة (52 عامًا)، من تحت الطريق السريع: «الحمد لله، على الأقل هنا الخيول محمية من حرارة الشمس والمطر»، في حديث لوكالة «فرانس برس». في شوارع وسط جاكرتا المزدحمة، يمكن سماع أجراس العربات التي تجرها الخيول وهي تتناغم مع صوت حوافر الخيل على خلفية أصوات المحركات وأبواق السيارات. - - - ويوضح سوتومو أن الرحلة التي تبلغ مسافتها 4.5 كيلومترات حول موناس، وهو معلم على شكل مسلة في وسط العاصمة، لا تدرّ عليه سوى 50 ألف روبية (حوالي 3 دولارات) مرتين أو ثلاث مرات يوميًا. ويضيف: «عندما يكون دخلنا قليلًا، يشاركني ابني الذي يعمل في إحدى الشركات جزءًا من راتبه»، و«هذا يتيح لي على الأقل توفير قوت العيش لعائلتي. لكن يتعين علينا أن نحدّ من كمية الطعام المقدّم للخيل». ويمنع الدخل الضئيل لأصحاب الخيول من رعاية حيواناتهم وإطعامها بشكل سليم، ما يتركها في حالة مزرية، بحسب ناشطين. وتشير التقديرات إلى أن نحو 200 حصان لا يزال في الخدمة في نحو 20 إسطبلاً، أحدها في موقع قذر يضم 15 حصانًا عاينته وكالة فرانس برس، محاطًا بالقمامة والحطام البلاستيكي، بجوار نهر ملوث وكريه الرائحة. وتقول كارين فرانكن، المؤسسة المشاركة لـ«شبكة جاكرتا لمساعدة الحيوانات»، وهي منظمة غير حكومية تعمل على حماية الخيول المستخدمة في جر العربات السياحية منذ 2014: «الظروف سيئة للغاية». وتضيف: «إنهم لا يعاملون الخيول بشكل جيد للغاية، بل بطريقة عدوانية ووحشية للغاية». إساءة معاملة وإهمال بنظر السياح، تبدو «الديلمان» عربات خلابة ذات زخارف ملونة وأجراس صغيرة ترن بانسجام مع صوت الخيول الجارية. مع ذلك، لا يزال بعض أصحاب الخيول يلجأون إلى معالجات تقليدية قاسية، بينها ثقب عضلات الخيول بعصي الخيزران وتمرير حبل من خلالها «لتنظيف» دمها. وتقول فرانكن التي تدعو إلى سحب خيول ديلمان تدريجيًا من التداول، إن الخيول تضورت جوعًا أثناء جائحة كوفيد. وتوضح: «حياة حصان ديلمان، وخصوصًا في جاكرتا، رهيبة حقًا». ورغم وجود قانون وطني لحماية الحيوان، إلا أن الضوابط قليلة، بحسب منظمتها غير الحكومية. وتقول السلطات المحلية إنها ملتزمة برعاية الحيوان، لكن لديها موارد قليلة لهذه الغاية. وتوضح مديرة وكالة الأغذية والبحرية والزراعة في جاكرتا سوهاريني إلياواتي لوكالة فرانس برس: «نحن بحاجة إلى دعم خارجي حتى نتمكن من تقديم خدمات مثل الفحوص الطبية المجانية». مع ذلك، تقول إنه «يجب على أصحاب الحيوانات احترام قواعد حماية الحيوان». وتحاول منظمة (JAAN) غير الحكومية أيضًا تعليم سائسي الديلمان كيفية التعامل بشكل أفضل مع الخيول، مقابل تقديم رعاية طبية مجانية للحيوانات. لكن كثيرين يرفضون ذلك، متذرعين بالتقاليد أو بالمشاكل المالية. وتقول فرانكن: «بالكاد يستطيعون إعالة أنفسهم وأسرهم، فما بالكم بالخيول. إنه أمر محزن للغاية»، مضيفة: «وللأسف، لا تزال هناك حالات من إساءة المعاملة الشديدة أو الإهمال». وبينما لا يرفض سائقو عربات ديلمان الشباب فكرة إعادة التدريب كسائقي دراجات أجرة، فإن الأكبر سنًا يرفضون ذلك، معتبرين أن «هذا الشيء الوحيد الذي يستطيعون فعله»، وفق فرانكن. ومن المرجح أن يستمر أصحاب خيول ديلمان في محاولة جني بعض المال من هذا النشاط، حتى لو كانت خيولهم تكافح من أجل البقاء. ومن بين هؤلاء، نوفان يوغي بريهاتوكو الذي يقول إنه يكسب ما يصل إلى 150 ألف روبية (حوالي 9 دولارات) يوميًا مقابل تشغيل حصانه في غرب جاكرتا.ويوضح: «أحب الحيوانات وأحب هذه الوظيفة»، مضيفًا: «أشعر أنني بحالة جيدة، فما المانع؟ سأستمر في القيام بذلك من أجل لقمة العيش».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store