أحدث الأخبار مع #«عادلإمام»


المصري اليوم
منذ 2 أيام
- ترفيه
- المصري اليوم
عيد ميلاد «عادل إمام».. الخالد فى ضمائرنا
حين لا تعرفُ بلدًا ما: لم تزره ولم تقرأ عنه، فإن هذا البلد بكامله يدخلك، أو تدخله، عبر بوابة «الفن»، من خلال رواية، أو لوحة، أو فيلم. فحين تسمعُ كلمة «روسيا»، فورًا تتذكّر «تشيخوف»، «ديستويفسكى»، و«تشايكوفسكى»، وحين تسمع «هولندا»، ستفكّر تلقائيًّا فى «ڤان جوخ»، وترتسمُ على صفحة عقلك طواحيُن الهواء وحقول القمح. وإذا سمعت: «النمسا»، فورًا سيعزفُ أوركسترا عقلك افتتاحيةَ السيمفونية الأربعين للعبقرى «موتسارت»، تلك التى استلهمها «الرحابنةُ» لتشدو «فيروز»: «يا أنا يا أنا أنا وياك/ صِرنا القصص الغريبة/ واتسرقت مكاتيبى/ وعرفوا إنك حبيبى» وإذا سمعتَ اسمَ «مصرَ»، ولم يسعدك الحظُّ بزيارتها، أو قراءة تاريخها العريق الذى صاغ أرقى حضارات الأرض وأجملها، فسوف ترتسمُ على شاشة عقلك صورة «أم كلثوم» تقفُ شامخةً كملكة، عاقصةً شعرَها لأعلى، وإيشاربٌ حريرى يتدلّى من خنصرها، لتشدو: «ظالمُ الحُسن شهىُ الكبرياء» كما كتب كلماتها وموسيقاها العبقريان: «إبراهيم ناجى»، «رياض السنباطى». أو يجلجلُ فى خاطرك صوتُ «يوسف وهبى» يقول: «ما الدنيا إلا مسرحٌ كبير»، أو «فؤاد المهندس» يغنّى: «أنا واد خطير»، كلمات «حسين السيد»، وموسيقى الأسطورة «محمد عبد الوهاب»، الذى يدهشنا فى موسيقى الأغانى الكوميدية الخفيفة، مثلما أدهشنا فى تلحين أعقد القصائد وأعلاها كعبًا!. ودون شك سوف يصافحُك وجهُ «عادل إمام» وهو يقول: «بلد بتاعت شهادات صحيح!»، أو حتى ملامحه صامتًا متعجّبًا من قول إلى الإرهابى: «أنت مكانك مش هنا، مكانك فوووق»، وعشرات التعبيرات الشهيرة التى غرسها «عادل إمام» فى ذاكرة الوعى المصرى خلال ستين عامًا من السينما والمسرح والدراما كسرت حاجز المائة وسبعين عملا. كنتُ فى المملكة العربية السعودية، وبعد كلمة نطقتُها، توقف رجلٌ من الشرق الأقصى، كان يسير مع أسرته، ثم أسرع نحوى، ودون مقدمات قال لى بعربية متعثّرة: «أنتِ مصرى؟»، فقلتُ له: «نعم أنا مصرية». فابتسم بسعادة وقال: (تعرفى «عادل إمام»؟ سلم عليه!) فابتسمتُ ووعدته بأن أفعل. وبعد سنوات أوفيتُ وعدى فى الطائرة التى جمعتنى بالفنان الكبير فى طريقنا إلى «مهرجان جرش» بالأردن. نقلتُ له تحية الرجل الآسيوى، فشكرنى ثم ابتسم ابتسامته الشهيرة وقال: «طب هو مبيجيش ليه؟ مش يبقى ييجى؟!»، وانفجر الحضور بالضحك. «عادل إمام» ظاهرةٌ فنية مصرية لها أثرُها البالغ، وبصمتُها القوية فى تاريخ الدراما المصرية. خلال أفلامه طرح وناقش همومَ المجتمع، ورفع إصبعَ الاتهام عنيفًا فى وجه أخطر أدران المجتمع. فُصامية التطرف والإرهاب: «الإرهابى»، العشوائيات وأزمة الإسكان: «كراكون فى الشارع»، تآكُل السلام المجتمعى: «حسن ومرقص»، الرفض الشعبى للتطبيع مع إسرائيل: «السفارة فى العمارة»، الانشطار المجتمعى: «عمارة يعقوبيان»، الفساد والاتّجار الدينى: «طيور الظلام»، الوطنية فى مواجهة الفساد الإدارى: «اللعب مع الكبار»، الاسترقاق والانسحاق الطبقى: «المنسى»، استغلال الجهل والعَوز: «رجب فوق صفيح ساخن»، و«عنتر شايل سيفه»، البيروقراطية ومتلازمة ستوكهولم: «الإرهاب والكباب»، فساد الأخلاق وإفساد القيم المهنية: «الأفوكاتو»، وغيرها العديد من المشاكل المجتمعية التى تُعثِّر المجتمعات وتعوِّق نهوضَه. يأتى «الفنُّ» ويُسلَِّط الضوء عليها، لكى يرى سوءتَها المُشاهِدُ، فيختصمها وجدانُه ويرفضها، ومن ثم يبدأ المجتمع فى علاجها. الأعمال الفنية حاملةُ الرسالة، تعقِد مقارنةً كاشفة بين الخطايا، فى مقابل القيم العليا التى تتسرّب إلينا خلال أبطال العمل، فيستقر فى ضميره أن الخلود والبقاء لقيم: الحق- الخير- الجمال. وهنا لابد من تقديم التحية للعبقرى المصرى «وحيد حامد»، وكذلك «يوسف معاطى»، اللذين صاغا بقلميهما تلك التحف الفنية. نجح «عادل إمام» فى استصراخ «المسكوت عنه» من أدران الواقع المصرى التى نالت منه خلال خمسة عقود، وتسليط الضوء على هموم المواطن البسيط وأحلامه وصراعه من أجل العيش الكريم والتحقق. وتلك واحدة من أهم رسائل الفن وأخطرها. وتتجلى عبقرية «عادل إمام» فى تقديم الكارثة عبر الكوميديا، فيجعلك تبتسمُ وأنت تتجرّع كأسَ المرّ. تتأمل أحداثَ الدراما وتبحث عن نفسك بين أبطاله، الطيبين والأشرار. ولا شك أنك واجدٌ نفسك هنا أو هناك، فى عمل ما من أعمال «عادل إمام». القوى الناعمة، هى السفيرُ الأغزرُ سَفرًا، والأسرعُ وصولا، والأعمقُ أثرًا، والأبرعُ تمثيلا لبلاده فى عيون الغرباء. القوى الناعمة، المتمثلة فى الفنون الستة: «المسرح، الموسيقى، الشعر- العمارة، النحت، التشكيل»، ثم تأتى السينما، الفن السابع، فترتسم فى رأسك «الصورةُ الأولى» عن بلد لم تزره. لأن بلدًا لم تطأه قدمُك، سيبادرُ هو بزيارتك فى بيتك، عبر الفنون السبعة. والسينما هى الأسرعُ وصولا. فى عيد ميلاده الخامس والثمانين، أقول للزعيم: «شكرًا على الخيوط المحورية التى نسجتها على قماشة الفن المصرى الغنية بعظماء فنانيها. كل عام وأنت جميل. ومهما اخترتَ أن تحتجبَ عن عيونِنا، فإن عيونَنا لن تنساك، لأنك خالدٌ فيها».


العرب اليوم
منذ 2 أيام
- ترفيه
- العرب اليوم
عيد ميلاد «عادل إمام».. الخالد فى ضمائرنا
حين لا تعرفُ بلدًا ما: لم تزره ولم تقرأ عنه، فإن هذا البلد بكامله يدخلك، أو تدخله، عبر بوابة «الفن»، من خلال رواية، أو لوحة، أو فيلم. فحين تسمعُ كلمة «روسيا»، فورًا تتذكّر «تشيخوف»، «ديستويفسكى»، و«تشايكوفسكى»، وحين تسمع «هولندا»، ستفكّر تلقائيًّا فى «ڤان جوخ»، وترتسمُ على صفحة عقلك طواحيُن الهواء وحقول القمح. وإذا سمعت: «النمسا»، فورًا سيعزفُ أوركسترا عقلك افتتاحيةَ السيمفونية الأربعين للعبقرى «موتسارت»، تلك التى استلهمها «الرحابنةُ» لتشدو «فيروز»: «يا أنا يا أنا أنا وياك/ صِرنا القصص الغريبة/ واتسرقت مكاتيبى/ وعرفوا إنك حبيبى» وإذا سمعتَ اسمَ «مصرَ»، ولم يسعدك الحظُّ بزيارتها، أو قراءة تاريخها العريق الذى صاغ أرقى حضارات الأرض وأجملها، فسوف ترتسمُ على شاشة عقلك صورة «أم كلثوم» تقفُ شامخةً كملكة، عاقصةً شعرَها لأعلى، وإيشاربٌ حريرى يتدلّى من خنصرها، لتشدو: «ظالمُ الحُسن شهىُ الكبرياء» كما كتب كلماتها وموسيقاها العبقريان: «إبراهيم ناجى»، «رياض السنباطى». أو يجلجلُ فى خاطرك صوتُ «يوسف وهبى» يقول: «ما الدنيا إلا مسرحٌ كبير»، أو «فؤاد المهندس» يغنّى: «أنا واد خطير»، كلمات «حسين السيد»، وموسيقى الأسطورة «محمد عبد الوهاب»، الذى يدهشنا فى موسيقى الأغانى الكوميدية الخفيفة، مثلما أدهشنا فى تلحين أعقد القصائد وأعلاها كعبًا!. ودون شك سوف يصافحُك وجهُ «عادل إمام» وهو يقول: «بلد بتاعت شهادات صحيح!»، أو حتى ملامحه صامتًا متعجّبًا من قول إلى الإرهابى: «أنت مكانك مش هنا، مكانك فوووق»، وعشرات التعبيرات الشهيرة التى غرسها «عادل إمام» فى ذاكرة الوعى المصرى خلال ستين عامًا من السينما والمسرح والدراما كسرت حاجز المائة وسبعين عملا. كنتُ فى المملكة العربية السعودية، وبعد كلمة نطقتُها، توقف رجلٌ من الشرق الأقصى، كان يسير مع أسرته، ثم أسرع نحوى، ودون مقدمات قال لى بعربية متعثّرة: «أنتِ مصرى؟»، فقلتُ له: «نعم أنا مصرية». فابتسم بسعادة وقال: (تعرفى «عادل إمام»؟ سلم عليه!) فابتسمتُ ووعدته بأن أفعل. وبعد سنوات أوفيتُ وعدى فى الطائرة التى جمعتنى بالفنان الكبير فى طريقنا إلى «مهرجان جرش» بالأردن. نقلتُ له تحية الرجل الآسيوى، فشكرنى ثم ابتسم ابتسامته الشهيرة وقال: «طب هو مبيجيش ليه؟ مش يبقى ييجى؟!»، وانفجر الحضور بالضحك. «عادل إمام» ظاهرةٌ فنية مصرية لها أثرُها البالغ، وبصمتُها القوية فى تاريخ الدراما المصرية. خلال أفلامه طرح وناقش همومَ المجتمع، ورفع إصبعَ الاتهام عنيفًا فى وجه أخطر أدران المجتمع. فُصامية التطرف والإرهاب: «الإرهابى»، العشوائيات وأزمة الإسكان: «كراكون فى الشارع»، تآكُل السلام المجتمعى: «حسن ومرقص»، الرفض الشعبى للتطبيع مع إسرائيل: «السفارة فى العمارة»، الانشطار المجتمعى: «عمارة يعقوبيان»، الفساد والاتّجار الدينى: «طيور الظلام»، الوطنية فى مواجهة الفساد الإدارى: «اللعب مع الكبار»، الاسترقاق والانسحاق الطبقى: «المنسى»، استغلال الجهل والعَوز: «رجب فوق صفيح ساخن»، و«عنتر شايل سيفه»، البيروقراطية ومتلازمة ستوكهولم: «الإرهاب والكباب»، فساد الأخلاق وإفساد القيم المهنية: «الأفوكاتو»، وغيرها العديد من المشاكل المجتمعية التى تُعثِّر المجتمعات وتعوِّق نهوضَه. يأتى «الفنُّ» ويُسلَِّط الضوء عليها، لكى يرى سوءتَها المُشاهِدُ، فيختصمها وجدانُه ويرفضها، ومن ثم يبدأ المجتمع فى علاجها. الأعمال الفنية حاملةُ الرسالة، تعقِد مقارنةً كاشفة بين الخطايا، فى مقابل القيم العليا التى تتسرّب إلينا خلال أبطال العمل، فيستقر فى ضميره أن الخلود والبقاء لقيم: الحق- الخير- الجمال. وهنا لابد من تقديم التحية للعبقرى المصرى «وحيد حامد»، وكذلك «يوسف معاطى»، اللذين صاغا بقلميهما تلك التحف الفنية. نجح «عادل إمام» فى استصراخ «المسكوت عنه» من أدران الواقع المصرى التى نالت منه خلال خمسة عقود، وتسليط الضوء على هموم المواطن البسيط وأحلامه وصراعه من أجل العيش الكريم والتحقق. وتلك واحدة من أهم رسائل الفن وأخطرها. وتتجلى عبقرية «عادل إمام» فى تقديم الكارثة عبر الكوميديا، فيجعلك تبتسمُ وأنت تتجرّع كأسَ المرّ. تتأمل أحداثَ الدراما وتبحث عن نفسك بين أبطاله، الطيبين والأشرار. ولا شك أنك واجدٌ نفسك هنا أو هناك، فى عمل ما من أعمال «عادل إمام». القوى الناعمة، هى السفيرُ الأغزرُ سَفرًا، والأسرعُ وصولا، والأعمقُ أثرًا، والأبرعُ تمثيلا لبلاده فى عيون الغرباء. القوى الناعمة، المتمثلة فى الفنون الستة: «المسرح، الموسيقى، الشعر- العمارة، النحت، التشكيل»، ثم تأتى السينما، الفن السابع، فترتسم فى رأسك «الصورةُ الأولى» عن بلد لم تزره. لأن بلدًا لم تطأه قدمُك، سيبادرُ هو بزيارتك فى بيتك، عبر الفنون السبعة. والسينما هى الأسرعُ وصولا.


منذ 3 أيام
- ترفيه
عادل إمام.. حضور رغم الغياب!
في السابع عشر من مايو عام 1940 كان ميلاد «عادل إمام».. أحد أهم وأبرز نجوم الكوميديا فى مصر وفي العالم العربي، إذ احتفل أمس بذكرى يوم ميلاده الخامس والثمانين، بعد أن مكث على عرش النجومية الفنية بمصر، كما لم يحدث لنجم من قبل. بدأ عادل إمام التمثيل منذ بداية الستينيات، حتى عام 2020، أي لمدة 60 عاما، وقد بدأ كبيرا منذ لمع نجمه في دوره بشخصية «دسوقي أفندي» في مسرحية «أنا وهو وهي»، في عام 1963، ثم أعمال: «المدير الفني»، و»أنا وهو وهي»، و»أنا فين وأنت فين»، و»مراتي مدير عام». ورغم أنه لم يكن بطل هذه الأعمال إلا أنه جعل من دوره في كل منها بطولة في حد ذاتها، فقد كان بطل 169 عملا فنيا على مدى تاريخه، فحياته مقسمة إلى ثلاث مراحل.. الأولى من خلال المسرح الذى من خلاله استطاع عمل قاعدة عريضة له من الجمهور؛ لينتقل إلى المرحلة الثانية، وهي السينما التي كبرت من خلالها هذه القاعدة من الجمهور، وهي المرحلة التاريخية له، وفيها بدأ في عمله السينمائي، وتاريخه الكبير، إذ لم تكن أدواره بطولة، لكنه كان يتمتع بحس كبير في اختياره للأدوار التي يؤديها، والتي جعلت منه بطلا لتلك الأعمال. حتى إنه في فترة نجوميته نهاية السبعينيات، وبعد بطولة أفلام مثل فيلمي: «رجب فوق صفيح ساخن» و»حرامي الحب».. إلا أنه عاد مرة أخرى للبطولة الجماعية من خلال فيلم «البعض يذهب للمأذون مرتين». في خلال تلك الفترة كان «عادل إمام» نجما في المسرح في بداية السبعينيات.. يعرض علي المسرح «مدرسة المشاغبين» في بطولة جماعية مع سعيد صالح ويونس شلبى وأحمد زكي.. ليقرر بعد انتهاء عرضها الانفراد بأول بطولة مسرحية من خلال مسرحية «شاهد ما شافش حاجة»؛ ليصبح بطلا متوجا علي المسرح الخاص أيضا، وحتى آخر مسرحياته «بودي جارد». لكن «إمام» بعد عمله في المسرح والسينما - التي جسد فيها كل الأدوار الكوميدية والرومانسية وحتى الحركة «الأكشن» والسياسة - كان همه الأول الوصول بأعماله لكل طوائف الشعب، وخصوصا المواطن العادي. هذا ما نجح فيه عادل إمام من خلال أفلامه التي جسد فيها شخصية المواطن العادي والشعبي، فضلا عما قدمه في السبعينيات من أعمال إذاعية أبرزها: مسلسل مع عبد الحليم حافظ ونجلاء فتحي بعنوان «أرجوك لا تفهمني بسرعة»، كما قدم في التليفزيون مسلسل «دموع في عيون وقحة»، ثم مسلسل «أحلام الفتي الطائر». أخيرا: ظل عادل إمام النجم السينمائى الأول في مصر حتي عام 2010، وذلك من خلال فيلم «زهايمر»، حتى اتجه للتركيز على التليفزيون، إذ كان نجما أول في مسلسل «فرقة ناجي عطا الله»، وحتى عام 2020، ثم في مسلسل «فالانتينو»، حتى ضرب فيروس «كورونا» العالم.. ليقرر النجم الكبير من حينها الاعتزال عن الناس. وفي انتظار مفاجأة ظهوره.. تتمنى صفحة «السينما» دوام الصحة له.. في ذكرى يوم ميلاده الخامسة والثمانين، التي وافقت أمس.

مصرس
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
عادل إمام سنوات الصداقة وأسرار القطيعة! "الحلقة 3"
قبل صدور كتابه «عادل إمام الذى لا تعرفه.. سنوات الصدمة وأسرار القطيعة» عن دار ريشة فى معرض الكتاب القادم.. يختص الأستاذ عادل حمودة صفحات روزا بنشر الفصول الكاملة لكتابه على حلقات، نشر بمثابة الحق للأستاذ عادل والحق عليه. حقه لأنه أحد أبرز نجوم روزا الكبار و«أقرب دليل» على صحوة المدرسة وصحتها. وحق عليه لأن بنيان كتابه دار جزء كبير منه على صفحات روزا وبالتالى فهى أحق بالنشر حتى قبل دور النشر.وحتى لا توجه ل«حمودة» تهمة «ازدراء عادل إمام» أو التجنى عليه.. عليك أن تقرأ فصول كتابه بعقل فعال لا منفعل.. وأن تفكر فى الوقائع ثابتة الحدوث لا فى النجم بعقل مهووس.بالمناسبة.. اسمح لى أن أفاجئك: هذا ليس كتابا عن عادل إمام.. ولكنه عن «ظروف لولاها لصار عادل إمام كومبارس». عن جلسات ونقاشات ساخنة دارت بين قامات الفكر والفن والسياسة لم نعرف عنها غير القليل ولم ينشر منها سوى النزر اليسير.عن مصر بين المنصورية والعمرانية. وعن أهواء النجومية وهواها. خلال الحلقات ربما ستعرف الكثير عن قواعد الصعود فى زمن ما.عن روزا التى حكت كل شىء.. ولا تزال الحكاية- حتى اليوم- ابنة لألسنة أبنائها وأقلامهم.فى عام 1971 وقعت المعجزة وحانت لحظة انقلاب جديدفى ذلك العام كتب «على سالم» مسرحية «مدرسة المشاغبين», حسب «جوجل» فإن المسرحية مقتبسة من الفيلم البريطانى «تو سير ويز لاف» أو «إلى معلمى مع الحب» الذى لعب بطولته النجم الأسمر «سيدنى بواتييه» فى عام 1967.. ولكن مخرج المسرحية «جلال الشرقاوى» أنكر ذلك تماما.كنا فى حديقة فيلا «سهير البابلى» المطلة على شاطئ «أبو تلات» غرب الإسكندرية حين جاءت السيرة فقال:«إن المسرحية مقتبسة من كاتب فرنسى هو «روجيه فرديناند» وترجمها رقيب فى التليفزيون هو «عبدالفتاح السيد» مقابل مائة جنيه وبعث بها إلى «على سالم» لتمصيرها.وجلال الشرقاوى شخصية متميزة مثيرة للدهشة.حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة عام 1954 وبعد أقل من عام حصل على دبلوم فى التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس وبعد ثلاث سنوات حصل على بكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية بتقدير امتياز وحصل على دبلوم من معهد «جوليان برتو» للدراما فى فرنسا ودبلوم المعهد العالى للدراسات السينمائية فى فرنسا أيضا.خلطة أكاديمية وعملية وشخصية يصعب تكرارها منحته القدرة على الإخراج والتمثيل والإنتاج وتكوين فرقة مسرحية فيما بعد.وعندما نشرت كتاب «هاربون بمليارات مصر» اشترى حق تحويله إلى مسلسل تليفزيونى. لكن شهرته بدأت بإخراج «مدرسة المشاغبين» فى وقت كان فيه «سمير خفاجى» يمر بأزمة مالية حادة وقرر انتشاله من ديونه بإقناعه بإنتاج المسرحية. وعندما سألته عن «عادل إمام» أجاب:بعد نجاحه فى المسرحية أصبح مغرورا ومتعاليا ولكنه يتعلم من أخطائه.وفجر «جلال الشرقاوى» مفاجأة سارعت بنشرها قبل أن يضعها فى مذكراته:لقد صدم عندما عرض دور «بهجت الأباصيرى» على «عادل إمام» الذى رد عليه فى سخرية:«الدور لا يناسبنى فهو لا يضحك والمناسب عرضه على شكرى سرحان».لكن «جلال الشرقاوى» تمالك أعصابه قائلا:«سأعطيك مهلة أسبوع للبروفات بعدها لن تدخل المسرح».وأدرك «عادل إمام» أنه أخطأ التقدير وأن الاستمرار فى الخطأ كان سيحرمه من الدور الذى كان بمثابة مصعد نقله من البدروم إلى أعلى.وتدخلت «سهير البابلى» فى الحديث لترمى «عادل إمام» بأكثر من حجر فلم تكن العلاقة بينهما طيبة رغم أنها كانت بطلة المسرحية وفيما بعد سنعرف سر الوقيعة بينهما وكنت شاهدا عليها. نجحت المسرحية نجاحا غير مسبوق وسجلت رقما قياسيا مذهلا فى المشاهدة الحية أو عبر الفضائيات أو شرائط الفيديو أو على شبكة الانترنت.يكاد لا يوجد إنسان عربى سمع عنها ولم يشاهدها.وساهم فى نجاحها الهجوم الذى تعرضت إليه.اتهمت المسرحية بأنها تهين المعلم وتمجد تطاول الطلاب على المدرسين وناظر المدرسة. اعتبرها الممثل «محمد صبحى» بداية انهيار التعليم فى مصر.ووصفها الممثل «أحمد ماهر» بأنها «كارثة».وحسب ما روى «سعيد صالح» فإن وزير التعليم «محمد حافظ غانم» بعد أن شاهد المسرحية قال له:«إنتو كدة بتبوظوا العيال».رد «سعيد صالح»:«العيال بايظة من عندكوا من الأول وأنا أكبر دليل على ذلك أنا طول عمرى طالب بايظ». تدخل «جلال الشرقاوى» قائلا:«المسرحية تحمل قيمة إصلاحية والدليل النهاية التى ينجح فيها الطلبة المشاغبون فى الوصول إلى أحلامهم وأهدافهم كل فى طريقه». بالفعل أنقذت المسرحية «سمير خفاجى» من الإفلاس ودعمت فرقة «الفنانين المتحدين» التى أسسها عام 1966 بعد قرار ضم فرق مسرح «التليفزيون» إلى مؤسسة «فنون المسرح والموسيقى والفنون الشعبية» وانسحاب عدد كبير من نجوم الكوميديا بعد رفض طلباتهم المالية والفنية.أدار «سمير خفاجى» فرقته وتحمل مسئولية تمويلها بمفرده بل تبنى جيل «عادل إمام» ماديا وفنيا.وكانت أول مسرحية من إنتاج الفرقة مسرحية «أنا وهو وسموه». فيما بعد سألت «عادل إمام»:هل كنت فى حاجة إلى منتج «شاطر» مثل «سمير خفاجى»؟أجاب:- نعم وهو أيضا كان فى حاجة إلى ممثل مثلى وأنا لا أتصور أن أعمل مع أحد غيره فهو أحد عشاق المسرح الكبار.والحقيقة أن طيور الكآبة التى سكنت القلوب بعد هزيمة يونيو صادرت البسمة من الشفاه كما تزايد الإقبال على المخدرات والمهدئات وارتفعت معدلات الطلاق والانتحار والهجرة والتدين وسادت حالة من الأحزان الجماعية جعلت «عبدالناصر» يأمر بفرض الكوميديا ولو بقرار جمهورى. كلف «فؤاد المهندس» بتقديم مسلسل إذاعى كوميدى فى رمضان عام 1968 واستجاب «أحمد رجب» وكتب مسلسل «شنبو فى المصيدة» الذى تحول إلى فيلم فيما بعد.وسمعت من «سامى شرف» مدير مكتب «عبدالناصر» وكاتم أسراره أنه أمره بمشاهدة فيلم «أبى فوق الشجرة» ليخفف من ضغوط العمل عليه.وجاءت مسرحية «مدرسة المشاغبين» لتخرج كل الضحك المكبوت فى الصدور.فى الوقت نفسه أطلقت المسرحية جيلًا جديدًا من الممثلين الشباب تعاونوا معا على نجاحها منهم «عادل إمام» و«سعيد صالح» و«يونس شلبى» و«أحمد زكى» و«هادى الجيار». تباروا فى إضحاك الجمهور ببراعة حتى حفظ البعض كثيرا من الجمل التى رددوها على المسرح مما ضاعف من نجاح المسرحية.