١٣-٠٥-٢٠٢٥
«كنز المغرب الأزرق» يغزو العالم هذه الأيام؟
أريفينو.نت/خاص
في وقت يبلغ فيه موسم حصاد التوت الأزرق ذروته في المغرب، يُتوقع أن تشهد الصادرات ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 20% خلال العام الحالي. وتدعم هذه الديناميكية الإيجابية عوامل متعددة، أبرزها الطلب الدولي القوي، التوسع في حجم العرض المحلي، بالإضافة إلى المزايا اللوجستية الحاسمة التي يتمتع بها المغرب.
انفجار «الذهب الأزرق»: المغرب يستعد لغزو الأسواق العالمية بزيادة 20%!
مع احتدام حملة جني التوت الأزرق المغربي، يؤكد القطاع استمرار مساره التصاعدي في النمو، مدفوعاً بالزيادة المتواصلة في المساحات المزروعة والإقبال الدولي المستمر على المنتج المغربي. ووفقاً لمعطيات نقلتها منصة «فريش بلازا» (Fresh Plaza) المتخصصة، من المتوقع أن تسجل صادرات التوت الأزرق المغربي الطازج خلال هذا الموسم نمواً يقارب 20% مقارنة بالموسم المنصرم.
من سوس ماسة إلى اللوكوس: كيف تحول المغرب إلى عملاق عالمي في زراعة التوت؟
لقد نجح المغرب خلال العقد الأخير في ترسيخ مكانته كفاعل رئيسي في السوق العالمية للتوت الأزرق، مستفيداً من ظروف مناخية مثالية، وموقع جغرافي استراتيجي، فضلاً عن تطور الخبرات الزراعية المحلية بشكل متسارع. ويمتلك المغرب حالياً ما يناهز 7000 هكتار مخصصة لهذه الزراعة الواعدة، يتوزع 30% منها في منطقة سوس ماسة، بينما تستحوذ منطقة اللوكوس شمال البلاد على 70% من هذه المساحات. وقد شهد الموسم الماضي تصدير ما يزيد عن 67 ألف طن من التوت الأزرق الطازج، بالإضافة إلى 6000 طن من التوت الأزرق المجمد.
الموقع السحري: نافذة ذهبية تجعل التوت المغربي «نجم» الموائد الأوروبية!
إقرأ ايضاً
تمنح فترة تسويق التوت الأزرق المغربي ميزة تنافسية حاسمة، إذ تتيح للمنتج المغربي سد الفراغ الحاصل في الأسواق بين نهاية موسم الصادرات القادمة من أمريكا الجنوبية في شهر يناير، وبداية مواسم الحصاد في أوروبا بحلول شهر مايو. هذه «النافذة الزمنية» تجعل من المغرب مورداً لا غنى عنه لأسواق الاتحاد الأوروبي، المملكة المتحدة، ومنطقة الخليج، حيث يستمر الطلب قوياً. يُضاف إلى ذلك، قصر آجال النقل التي تتراوح بين ثلاثة وخمسة أيام فقط، مقارنة بأكثر من عشرين يوماً للشحنات القادمة من دول مثل تشيلي أو بيرو، فضلاً عن انخفاض البصمة الكربونية، والتوفر المبكر للمنتج، وهو ما ينسجم تماماً مع أهداف الاستدامة التي يضعها كبار الموزعين.
ليست كلها زرقاء: نقص العمال واختناقات الموانئ.. تحديات تهدد الحلم!
على الرغم من هذه الآفاق الواعدة، لا تزال بعض التحديات تلقي بظلالها على القطاع. ففي منطقة العرائش على وجه الخصوص، يواجه المنتجون معضلة نقص اليد العاملة خلال فترات ذروة الحصاد. من جهة أخرى، تشهد الموانئ المغربية أحياناً حالات من الازدحام، مما يؤدي إلى تعقيد العمليات اللوجستية. كما أن مسألة تطوير مهارات المنتجين الجدد لا تزال بحاجة إلى مزيد من الجهد لضمان الحفاظ على جودة متجانسة وعالية للمنتج النهائي.
أرقام لا تكذب: تحولات مذهلة في خريطة التصدير.. وإسبانيا لم تعد «الحب الأول»!
تجدر الإشارة إلى أن المغرب قام خلال موسم 2023/2024 بتصدير 67,300 طن من التوت الأزرق الطازج، مسجلاً زيادة بنسبة 25% مقارنة بالموسم الذي سبقه. وخلال الفترة نفسها، شهدت حصة إسبانيا كوجهة رئيسية لمبيعات التوت الأزرق المغربي انخفاضاً كبيراً من 80% إلى 30%. ورغم هذا التحول، حافظت الجارة الإسبانية على موقعها كأول سوق للتوت الأزرق المغربي خلال موسم 2023/2024، حيث ارتفعت الشحنات الموجهة إليها بنسبة 11% لتصل إلى 20,100 طن.
وقد لوحظت تطورات إيجابية مماثلة في وجهات أوروبية أخرى؛ فعلى سبيل المثال، ارتفعت صادرات المغرب إلى المملكة المتحدة بنحو الثلث لتصل إلى 14,600 طن، وزادت الصادرات إلى هولندا بنسبة 42% لتبلغ 14,500 طن، وإلى ألمانيا بنسبة 25% لتصل إلى 4,300 طن، فيما نمت الصادرات إلى فرنسا بنسبة 19% لتصل إلى 3,900 طن.