#أحدث الأخبار مع #«فكّربغيرك»صحيفة الخليج٢٨-٠٤-٢٠٢٥ترفيهصحيفة الخليج«فكّر بغيرك»اختار الممثل الأمريكي ريتشارد جير (٧٥ عاماً) من بين شعر محمود درويش قصيدة «فكّر بغيرك» ليقرأها قبل أيام في مقطع فيديو قصير انتشر سريعاً وعلى نطاق عربي وعالمي واسع في مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يقل صاحب فيلم «الركن الأحمر» شيئاً بعد قراءته القصيدة، فقط اكتفى بإلقائه الهادئ الأنيق، لتأخذ القصيدة مجراها إلى العالم في دقائق معدودة.. وهنا أعيد للقارئ العزيز «فكّر بغيرك». يقول محمود درويش: وأنت تُعِدّ فطورك، فكّر بغيرك (لا تنسَ قوت الحمام) وأنت تخوض حروبك، فكّر بغيرك (لا تنسَ مَنْ يطلبون السلام) وأنت تسدّد فاتورة الماءِ، فكّر بغيرك (من يرضعون الغمام) وأنت تعود إلى البيت، بيتك، فكّر بغيرك (لا تنسَ شعب الخيام) وأنت تنام وتحصي الكواكبَ، فكّر بغيرك (ثمة مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام) وأنت تحرر نفسك بالاستعارات، فكّر بغيرك (من فقدوا حقّهم في الكلام) وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكّر بنفسك (قل ليتني شمعة في الظلام) قصيدة قصيرة، إنسانية، غنائية من ناحية فنية أو موسيقية، سهلة الترجمة، ومقروءة بوضوح مكتمل في كل لغات العالم. لا شعار سياسياً فاقعاً متوتراً في هذا النصّ البالغ الشفافية، لا عنصرية، لا مبالغة، ولا استعراض قوّة أيديولوجية أو حتى لغوية. والقصيدة، فعلاً، من أسهل وأبسط شعر درويش، وتمثل تحية يرفعها إليه فنان عالمي إنساني هو الآخر، فقد زار في العام ٢٠١٧ مدينة الخليل في فلسطين المحتلة، وسبق أن التقى محمود درويش، وأعطى آنذاك تصريحات جريئة تؤيد حق الفلسطينيين في بلادهم، وتدين سياسة الاستيطان. القصيدة، مرة ثانية، ليست سياسية، ولا يُنظر أيضاً لريتشارد جير على أنه غارق في السياسة أو يهمّه أن يثير زوبعة سياسية، وإلّا لكان اختار شعراً لمحمود درويش يقع في هذا السياق، ولكنه يعلم بحساسيته الفنية كسينمائي وشغوف بالموسيقى أن الفن الأيديولوجي الشعاراتي الصّاخب لا يؤثر في قلب الإنسان وعقله ووجدانه مثلما تفعل قصيدة قصيرة تتحدث عن قوت الحمام، وحق الإنسان في أن ينام ويحلم ويطلب السلام. «فكّر بغيرك» قصيدة رفض للأنانية والتجاهل والضغينة، قصيدة تشبه درويش، وتشبه ريتشارد جير، بل هي حساسية الممثل العالمي نفسه الذي رأى في هذا النص القصير ما يشبه شفافية الشاعر، وشفافية السينمائي. بقيت كلمة صغيرة، وهي أن سينما ريتشارد جير هي شعر أيضاً، وتحمل طاقة غنائية إنسانية عالمية مثلما تحمل قصيدة «فكّر بغيرك» التي من السهل تحويلها إلى فيلم قصير في عشر دقائق أو أقل تعدّ خلالها فطورك، وتطعمُ الحمام.
صحيفة الخليج٢٨-٠٤-٢٠٢٥ترفيهصحيفة الخليج«فكّر بغيرك»اختار الممثل الأمريكي ريتشارد جير (٧٥ عاماً) من بين شعر محمود درويش قصيدة «فكّر بغيرك» ليقرأها قبل أيام في مقطع فيديو قصير انتشر سريعاً وعلى نطاق عربي وعالمي واسع في مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يقل صاحب فيلم «الركن الأحمر» شيئاً بعد قراءته القصيدة، فقط اكتفى بإلقائه الهادئ الأنيق، لتأخذ القصيدة مجراها إلى العالم في دقائق معدودة.. وهنا أعيد للقارئ العزيز «فكّر بغيرك». يقول محمود درويش: وأنت تُعِدّ فطورك، فكّر بغيرك (لا تنسَ قوت الحمام) وأنت تخوض حروبك، فكّر بغيرك (لا تنسَ مَنْ يطلبون السلام) وأنت تسدّد فاتورة الماءِ، فكّر بغيرك (من يرضعون الغمام) وأنت تعود إلى البيت، بيتك، فكّر بغيرك (لا تنسَ شعب الخيام) وأنت تنام وتحصي الكواكبَ، فكّر بغيرك (ثمة مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام) وأنت تحرر نفسك بالاستعارات، فكّر بغيرك (من فقدوا حقّهم في الكلام) وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكّر بنفسك (قل ليتني شمعة في الظلام) قصيدة قصيرة، إنسانية، غنائية من ناحية فنية أو موسيقية، سهلة الترجمة، ومقروءة بوضوح مكتمل في كل لغات العالم. لا شعار سياسياً فاقعاً متوتراً في هذا النصّ البالغ الشفافية، لا عنصرية، لا مبالغة، ولا استعراض قوّة أيديولوجية أو حتى لغوية. والقصيدة، فعلاً، من أسهل وأبسط شعر درويش، وتمثل تحية يرفعها إليه فنان عالمي إنساني هو الآخر، فقد زار في العام ٢٠١٧ مدينة الخليل في فلسطين المحتلة، وسبق أن التقى محمود درويش، وأعطى آنذاك تصريحات جريئة تؤيد حق الفلسطينيين في بلادهم، وتدين سياسة الاستيطان. القصيدة، مرة ثانية، ليست سياسية، ولا يُنظر أيضاً لريتشارد جير على أنه غارق في السياسة أو يهمّه أن يثير زوبعة سياسية، وإلّا لكان اختار شعراً لمحمود درويش يقع في هذا السياق، ولكنه يعلم بحساسيته الفنية كسينمائي وشغوف بالموسيقى أن الفن الأيديولوجي الشعاراتي الصّاخب لا يؤثر في قلب الإنسان وعقله ووجدانه مثلما تفعل قصيدة قصيرة تتحدث عن قوت الحمام، وحق الإنسان في أن ينام ويحلم ويطلب السلام. «فكّر بغيرك» قصيدة رفض للأنانية والتجاهل والضغينة، قصيدة تشبه درويش، وتشبه ريتشارد جير، بل هي حساسية الممثل العالمي نفسه الذي رأى في هذا النص القصير ما يشبه شفافية الشاعر، وشفافية السينمائي. بقيت كلمة صغيرة، وهي أن سينما ريتشارد جير هي شعر أيضاً، وتحمل طاقة غنائية إنسانية عالمية مثلما تحمل قصيدة «فكّر بغيرك» التي من السهل تحويلها إلى فيلم قصير في عشر دقائق أو أقل تعدّ خلالها فطورك، وتطعمُ الحمام.