logo
#

أحدث الأخبار مع #«فوقرصيفالرفض»

شكراً لذاكرتي
شكراً لذاكرتي

الاتحاد

time١٥-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الاتحاد

شكراً لذاكرتي

شكراً لذاكرتي كلما شاهدت برنامج «تاريخ المسرح العربي» على قناة الجزيرة الوثائقية في التلفزيون، وتتبعت البرنامج لأرى فيما إذا ذكرت مسرحيتي الشعرية «فوق رصيف الرفض»، لم أجدها. حينها استيقظت ذاكرتي من وطأة السنين، وتذكرت أنني في سنوات الصبا، كنت أعتقد أنني سأكون كاتبة مسرحية، فقد كانت مواضيعي التعبيرية في دفتر الإنشاء تتسم بصيغة حوارية، وتتوزع على أصوات وشخوص تتجادل حول الفكرة أو الموضوع الذي تكلفنا به معلمة اللغة العربية. كان المسرح كثقافة قد أخذ حيزاً كبيراً وموازياً للشعر، في قراءاتي المبكرة. وفي سنوات الجامعة، كنت أفتتح كل صباح بقراءة مسرحية من المسرح العالمي. وبعد انتهاء الدوام كنت أتجول بين مكتبات الأرصفة في شارع الرشيد في بغداد، كنت أبحث عن أي كتاب له علاقة بالمسرح، حتى شكّلت سلسلة المسرح العالمي في طبعاتها المختلفة، إضافة إلى المسرح العربي والدراسات والأبحاث في هذا الفن المدهش، قسماً كبيراً من مكتبتي، وقد رافقني ذلك الشغف كل سنوات العمر. وثمة ذكريات تربطني بأعضاء المسرح الوطني بالشارقة، فقد كنت في منتصف السبعينيات أتردد على الفرقة وأساهم بآرائي مع المخرج يوسف خليل (رحمه الله)، حين كان يعمل على إخراج مسرحية بيتر فايس «كيف يتخلص المستر موكينبوت من آلامه». في قاعة أفريقيا. وما زالت القصائد التي كتبتها للمسرحية بين أوراقي القديمة. ثم شاركت في فرقة مسرحية في البحرين. وحين أحضر العروض المسرحية أتذكر الشباب الذين ربطتني بهم مودة واحترام عميقان، والذين كانوا هواة في تلك السنوات، حين كانوا يتلمسون دروبهم نحو هذا الفن. أما المسرحية الشعرية الوحيدة، التي كتبتها في عمر مبكر، فكانت تحت عنوان «فوق رصيف الرفض» (1969)، والتي أخرجها عوني كرومي في بغداد، وشارك فيها شباب من مسرح الشارقة والأقطار العربية، وتقدم بها طالب من حلب كرسالة للماجستير، وحصل على الامتياز، وترجمت إلى الألمانية ضمن كتاب «أنطولوجيا المسرح العربي» للدكتور عادل قرغولي. وكم وعدت نفسي أن أواصل الكتابة للمسرح، لكني لم أفِ بوعدي، فالحياة تلقي بنا في طرقات الواقع الذي ينحر أحلامنا على مذابح الضرورة والعيش. لم يبق من حلم التأليف للمسرح الشعري بعد، سوى الأمل في من ينهضون لتجسيده. وإذا كان التأليف المسرحي يتطلب موهبة وثقافة عميقة، فإن المسرح الشعري يتطلب رؤية مسرحية وحساً بشعرية اللغة وقدرتها على الإيجاز وتعدد الدلالات والتضمين!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store