logo
#

أحدث الأخبار مع #«مانيفيستو»

مانيفيستو نيتانياهو
مانيفيستو نيتانياهو

بوابة الأهرام

timeمنذ 11 ساعات

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

مانيفيستو نيتانياهو

لايخفى على أحد أن سياسة نيتانياهو ومسالكه واضحان أشد الوضوح منذ بزوغ نجمه عندما كان المندوب الدائم لإسرائيل فى الأمم المتحدة، ثم عندما هزم شيمون بيريز وفوزه برئاسة الوزراء فى انتخابات 1996، والتى مثلت ميلاد سياسة إسرائيلية جديدة يتبناها نيتانياهو حرفيا. هذه السياسة مقتبسة بالكامل من دراسة مهمة أعدها فريق أمريكى بناء على طلبه برئاسة صديقه ريتشارد بيرل وسبعة آخرين من معهد الدراسات الإستراتيجية، إضافة الى خبراء سابقين بوزارة الدفاع، ونشطاء صهيونيين وجماعات ضغط. أعدت الوثيقة له بعد انتخابه مباشرة وسميت: انطلاقة شاملة، استراتيجية جديدة لتأمين إسرائيل. أصبحت هذه الوثيقة، «مانيفيستو» للسيد نيتانياهو يردده طيلة الوقت وينفذه حرفيا، وصارت المفسر لمسالكه فى الماضى والحاضر، ويمكن من خلالها استنباط أفعاله مستقبليا. الأهداف المعلنة للوثيقة هى إلغاء إعلان مبادئ اتفاق أوسلو «1» الذى تم توقيعه عام 1993وأوسلو (2)،الذى تم توقيعه عام 1995، بين منظمة التحرير وإسرائيل. إضافة الى ذلك أوصت الدراسة بضرورة وضع إسرائيل على مسار الاستقلال عن داعميها، كما أوصت الدراسة أيضا بإسقاط حكومة العراق، وتحجيم سوريا وإيران، وتحفيز ودعم إسرائيل فى الكونجرس الأمريكي. عندما جاء الرئيس جورج بوش الابن للحكم عين ثلاثة من المؤلفين لتلك الدراسة فى وزارة الدفاع وغيرها، وأصبحوا صناع سياسات بارزين فى الحكومة الأمريكية ومنظرين لسياسة المحافظين الجدد التى تبنتها إدارته بالكامل. أصبح ريتشارد بيرل عضوا مهما فى مجلس سياسات الدفاع فى البنتاجون، وأصبح من أبرز رموز حركة المحافظين الجدد فى أمريكا، وكان له دور بارز مع بقيتهم. كما أصبح دوجلاس فيث وكيلا لوزارة الدفاع. جاء فى مقدمة الدراسة نقدا للصهيونية التى كانت سائدة قبل نيتانياهو، وأطلقت عليها الدراسة اسم «الصهيونية العمالية»، وبالتالى فإن إسرائيل تواجه مشكلة كبيرة نتيجة ذلك، « فالصهيونية العمالية، التى هيمنت على الحركة الصهيونية لمدة 70 سنة، قد أدت الى اقتصاد متعثر ومكبل، وأنها تسعى الى سيادة فوق وطنية على حساب السيادة الوطنية، وأنها تتبنى شعار الشرق الأوسط الجديد، وأن هذا الأمر يقوض شرعيتها ويدفعها الى شلل استراتيجي، والى عملية السلام التى قادتها الحكومة السابقة». تتطرق المقدمة بعد ذلك الى تشخيص مرحلة قدوم نيتانياهو وتصفها بأنها تملك مجموعة من الأفكار، وأن قدومها يمثل فرصة لإسرائيل على يديها: « أصبح لدى إسرائيل فرصة للانطلاق من جديد، إذ يمكنها بناء عملية سلام وإستراتيجية قائمة على أساس فكرى جديد، يعيد إحياء المبادرة الإستراتيجية، ويتيح للأمة المجال لبذل كل جهد ممكن لإعادة بناء الصهيونية، والتى يجب أن يكون الإصلاح الاقتصادى نقطة انطلاقها». يتبع المقدمة النصائح والأولويات الإستراتيجية التى يتعين على نيتانياهو إتباعها فى حكمه: « لقد سعينا لأربع سنوات لتحقيق السلام على شرق أوسط جديد، ولا يمكننا فى إسرائيل أن نتظاهر بالبراءة فى عالم ليس ببريء. إن إظهار التناقض الأخلاقى بين السعى لبناء دولة يهودية والرغبة فى إبادتها بمقايضة « الأرض مقابل السلام»، لن يضمن السلام الآن. إن مطالبتنا بالأرض التى تشبثنا بها أملا منذ ألفى عام – مشروعة ونبيلة».ثم تحدثت الدراسةعن التحالف الإقليمي، والسياسة الفلسطينية والضربات الاستباقية، والعلاقة مع الولايات المتحدة، والنهج الجديد للسلام. ليس من قدرتنا، مهما تنازلنا أن نصنع السلام من جانب واحد، السلام مقابل السلام هو أساس متين للمستقبل. بالنسبة للسياسة الفلسطينية، تنصح الدراسة بتغيير طبيعة العلاقة مع الفلسطينيين، بما يشمل حق المطاردة الساخنة داخل كل الأراضى الفلسطينية، وتشجيع بدائل للقيادة الحالية. أما بالنسبة للعلاقة مع الولايات المتحدة، تنصح الدراسة بأن يكون أساس تلك العلاقة هو: « تعزيز الثقة بالاعتماد على النفس، والتعاون الاستراتيجى فى المجالات المشتركة، وتأكيد القيم الغربية». فى ختام الدراسة ينصح واضعوها بأن يكون نهج السلام الذى تريده إسرائيل محددا، ويخضع لمفاهيم جديدة، مخالفة لما اتبعته إسرائيل من قبل: « اعتمدت الحكومات السابقة، والعديد من الأطراف الأجنبية، على مفهوم الأرض مقابل السلام، مما وضع إسرائيل فى موقع تراجع ثقافى واقتصادي، وسياسي، ودبلوماسي، وعسكري. أما الحكومة الجديدة فيمكنها أن تكرس قيم الغرب وتقاليده، وتتبنى نهجا مثل: السلام من خلال القوة، والاعتماد على النفس، وتبنى نهجًا يكرس الاعتماد على النفس – أى توازن القوي.» تخلص الدراسة بتقديم توصيات ميدانية منها، ضرورة فرض الهيمنة على الحدود الشمالية عبر التعامل مع حزب الله وسوريا وإيران كقوى عدائية، بما فى ذلك استهداف البنية التحتية الخاصة بهم فى لبنان، وإضعاف سوريا، وإسقاط نظام صدام حسين. تختم الدراسة بما سمته: إرساء الأساس لإستراتيجية جديدة كالآتي: « يمكن لإسرائيل أن تتجاوز مجرد إدارة الصراع العربي- الإسرائيلى بالحرب، لأنها تستطيع تحويل نفسها داخليا، وأن تصبح فوق الصراع: قوية اقتصاديا، وذات سيادة، وأخلاقية، وقادرة على تشكيل مستقبل الشرق الأوسط المطلوب بشكل دائم». نجحت تلك الدراسة مثلما تنجح المؤامرة المحكمة، وعاش نيتانياهو بترديدها 24 ساعة فى اليوم طيلة 39 عاما، وكأنه جهاز تسجيل ليجر أمريكا لمهاجمة إيران. استجاب الرئيس ترامب بضرب آخر المنشآت النووية ضاربا عرض الحائط بكل الناصحين له من قاعدته الانتخابية وبقية العالم، وليبدأ عصر جديد من الخوف والفوضي. خرج بعدها نيتانياهو ليلقى كلمة ويقول فعلناها معا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store