أحدث الأخبار مع #«محيطالأرض»


بوابة ماسبيرو
٢٨-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة ماسبيرو
حكاية رحلة على جناح الشعر بالقرب من شط الخليج
احتفاء بالكويت عاصمة للثقافة العربية 2025 مسرحية «محيط الأرض» وأغنية لنبيل شعيل ضمن فقرات مهرجان القرين الثقافى يسرى الفخرانى يجذب الجمهور بـ «حكاية عم صابر» الأراجوز الذى سحر اليونيسكو الأمطار تضرب الكويت والآسيويون يملأون شوارعها وأهلها يتحصنون فى الأبراج شعراء مصريون يذوبون عشقاً فى بلادهم يحلمون بإنصاف الشعر لهم فى الغربة كالعادة، كلما ارتفعت بي طائرة خارجةً من سمائنا، انتابتني مشاعر الخوف والرهبة من أن تكون الحياة التى لا تحتمل وطأتها هنا . على أرض مصر - هي أفضل ما يمكن أن يحدث، وكالعادة كلما غادرت بلدي انتابني الخوف من تكرار الخطأ البشرى الذى لفتنا إليه شاعر الهند العظيم "طاغور"، والذي قال في إحدى قصائده إنه كان يسعى راحلاً بطول الأرض وعرضها بحثاً عن أجمل الورود، متناسياً أن أجمل وردات العالم هي تلك التي نبتت صدفة أمام باب بيته في الهند. لا أعرف حقيقة لماذا كلما غادرت بلدي أكون في اتجاه بلد حلمت بزيارته صغيراً، وحين أبدأ الرحلة أكون كأنني أتجول في أرض أحلامى، شيء ما يشبه دعاء الأمهات جعل المدن التي ناديتها في صباي تعرض على نفسها طواعية في الكبر، كأنني الرجل العجوز في قصة صديقى طارق إمام "حكاية رجل عجوز كلما حلم بمدينة مات فيها، وعلي أن أعترف الآن أمامكم أنني حلمت أن أزور الكويت حين كنت طفلاً، فقد كان عمى يعمل مدرساً للغة العربية هناك وكنا نتوق دائماً إلى رؤية سيارته "البيجو ٥٠٤ الأنيقة وهي تتجول في شوارع بلدتنا الصغيرة منتصف الثمانينات من القرن العشرين، والذي لا شك فيه هو أن الكويت لا تزال - موطن أحلام الغالبية العظمى من البشر في العالم العربي، نظراً إلى كل ما نعرفه جميعاً من أسباب. أغلب الظن أن عقل المرء لا يعمل بالكفاءة المطلوبة على ارتفاع ثلاثة وثلاثين ألف قدم، فما يراه من سحب تمضى بطيئة فى الأسفل يدفعه إلى تكذيب الأغاني في تراثنا الشعبي التي ذمت الغربة ولعنت الاغتراب وأيامه السوداء، حتى لو كانت الغربة تعنى رصيداً ضخماً في أحد البنوك، خصوصاً مع شخص يشبهني أنا الذي تهت طوال نصف قرن في محافظات مصر شمالاً وجنوباً، ولم أغادرها سوى ثلاثين يوماً فقط، هي كل حصيلتي من الاغتراب. حين علم جاري في مقعد الطائرة أن حصيلتي من الابتعاد عن مصر "ثلاثون يوماً" ظل يضحك مقهقها بصوت مسموع، قبل أن تتقلص ملامحه وهو يتحدث عن الأيام الطويلة التي كان يخصصها للبكاء، كان رجلاً سبعينيا يذهب إلى الحمام ثلاث مرات في الساعة ولا يتذكر شيئا من الأربعين عاماً التي أمضاها في الغربة سوى الستر والمرض، قال إن الحياة في مصر قد تكون محدودة الدخل أو معدومة الرفاهية لكنها في ذاتها نعيم والله"، كان يريد أن يقنعني بأن بقاء المرء في بلده يعمل في مهنة مرموقة حتى لو كان يأكل من خشاش الأرض" يظل أمراً لا يقدر بثمن، وحين يأس سال بانفعال: أنت نازل فين؟ في أي فندق؟ سانت ريجيس باشا.. أنا ما أقدرش أمشي قدام الفندق دا. ثم حمل وجهه بعيداً عنى وظل صامتاً طوال الرحلة. في هذه اللحظة، ارتفعت أصوات الملاعق والسكاكين الفضية في الأطباق تحت تأثير الشهية المفتوحة الركاب طائرة "الخطوط الجوية الكويتية" المنطلقة من مطار القاهرة، ذات ظهيرة شتوية مشمسة، خلال الأسبوع الثاني من شهر فبراير ٢٠٢٥، حيث أشارك في أعمال الدورة الثلاثين لـ "مهرجان القرين الثقافي"، في هذه اللحظة كانت العينان معلقتين على مؤشر ارتفاع الطائرة، بينما أتذكر أنني في كل مرة غادرت فيها هذا البلد كنت - دون أن أدرى أعيد اكتشافه والتعرف إليه من جديد، كأن وجوده في القلب لا يتحقق إلا في الغياب، وبدا الأمر أحياناً كأنني في الحقيقة - أعيد التعرف إلى نفسى فى كل رحلة خارج مصر هذه المرة التقيت بمحض الصدفة عدداً من الأصدقاء الشعراء والمثقفين المصريين والعرب، منهم من عاش ثلاثين عاماً ا مغترباً، مغترباً . لكنه لا يزال يتذكر أنه شاعر، لا يزال يحلم أن ينصفه الشعر - ولو لمرة واحدة - في هذه الدنيا. أخيراً وصلت مطار الكويت، وبينما أنا غارق في متاهة الإجراءات أتأمل ألوان الحقائب، سمعت من ينادي "يا ريس" حمد الله على السلامة، كان صديقي الصحفي الهمام في "جريدة الجمهورية" وليد الجبالي، الذي جاء إلى الكويت على الطائرة نفسها للمشاركة في المهرجان نفسه وغرفته في الفندق على بعد خطوات من غرفتي وكان وليد أفضل دليل إلى الكويت التي زارها من قبل في مطار الكويت بدا كل شيء لامعاً، درجة حرارة الجو الآن ۱۷ درجة، والركاب يصطفون بأمتعتهم أمام ضابط البصمة "البيومترية " الهادئ، وبعد ساعتين خرجنا إلى الشارع كانت سيارة فارهة في انتظارنا لكي تقلنا إلى الفندق الشوارع خالية من المارة - تماماً - كأنها مدينة استديوهات"، البيوت لا تعتمد على النوافذ في أي شيء، حتى السيارات كلها مكيفة ومغلقة بإحكام، ففى الكويت لن ترى نافذة واحدة مفتوحة على مدار الأفق لكنك ستجد شبكة "واي فاي" مفتوحة في سيارة تقلك إلى الفندق. في الطريق، تعرفت أولاً على الأبراج الكويتية المشهورة، التي تلعب دورا مهما في مواجهة الأحوال الجوية المضطربة خصوصاً البرق، أما التركيبة السكانية للكويت - وكثير من دول الخليج - فقد بدت غريبة جداً على، فأهل البلد مليون ومائتا ألف نسمة فقط، بينما الوافدون أربعة أضعاف هذا الرقم، الأمر الذي يبدو معه أن الأسيويين يمثلون رقماً صعباً في قطاع عمال الخدمات، حيث يملأون شوارع الكويت بأعداد هائلة، وقد تصادف مصرياً يقف حارساً على باب مؤسسة ثقافية كبرى، لكنك لن تصادف كويتيا يمشى في الشارع. أمضينا اليوم الأول في محاولة التعرف إلى تفاصيل البرنامج الثقافي للندوات، واكتشفت أن الضيوف هو الشاعر والناقد عبدالله السمطي، أحد أنجب تلاميذ قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس بينهم واحد من أعز الأصدقاء الذين غادروا مصر قبل زمن للإقامة والعيش في المملكة العربية السعودية خلال عقد الثمانينات من القرن العشرين، ثم فوجئت في اليوم التالي بوصول صديقي الشاعر فتحى عبد السميع، وكم كان ذلك شيئا عظيماً، حيث التقينا آخر مرة العام الماضى على ضفاف الشعر - أيضاً - في مدينة الأقصر "أبريل" ٢٠٢٤، وفي الكويت أمضينا رحلة عظيمة مليئة بالشعر والحكايات، كنا نلتقى يومياً من الإفطار إلى ما بعد العشاء، حيث التقينا الروائي المصرى إبراهيم فرغلى وجلسنا مع الشاعرين الكويتي دخيل الخليفة والمصرى المقيم بالكويت شريف رشاد والدكتور محمد الخياري في سهرة جميلة، كما زرنا معاً الناقد الدكتور أيمن بكر في منزله العامر، في سيارة صديقنا الشاعر محمد توفيق، الذي استضافنا في يوم آخر بصحبة الصديق الشاعر نادي حافظ، في إحدى المقاهي الآسيوية الغريبة، حيث يقع الكافيه بالقرب من بقالة لاهور» وصالون لاهور للحلاقة» و«صيدلية باكستان، وكانوا جميعاً كرماء معنا. أول كويتي يتندر المغتربون عادة على أنفسهم، بينما يشربون المعسل "قص" في كافيه يخدمهم فيه آسيويون، وهم ينسون كلمة الفنان الإيطالى مايكل أنجلو الخالدة: " من المؤسف أن يكون حلمك ضحلاً وتناله أكثر من أن يكون حلمك عظيما وتخطئه"، يقول الصديق إنه جاء. إلى الكويت من أقصى الصعيد قبل عشرين عاماً ولم یکن بريد سوى جمع خمسين ألف جنيه فقط، ثم يبتسم ابتسامة المنتصر فقد حقق ما يريد من أول عامين له في الغربة، رغم أنه كان مبلغاً عظيماً في ذلك الزمن، يقول مغترب آخر إنه يكی طوال اول شهرین من وصوله، لكنه توقف تماماً ولم يعد يستطيع البكاء بعد ذلك ومهما كانت الأسباب، يقول ثالث إنه لا يزال يكتب الشعر لكنه لا يجد نفسه فيما يكتبه، لدرجة أنه لا يزال يحلم بالشعر وهو نائم.. في صبيحة اليوم التالي استيقظت على صوت الأمطار كان وشيشها يضرب الواجهة الزجاجية للغرفة التي تطل على أحد الفنادق و سوق الوطية" وبرج إحدى شركات الالكترونيات العالمية، والمشهد العام تملؤه الأبراج، ويقطعه كوبري مشاه يقود إلى مسجد هندي في هذا الصباح حرمتني الأمطار من التجوال في شوارع الكويت والحقيقة أن الأبراج في العمارة الخليجية تبدو فاخرة من الخارج، لكنها إن لم تكن تراعي احتياجات المواطنين في بيئتهم وتتحسب للظروف المناخية المحيطة بهم، فهي لا تمثل أية إضافة بل على العكس قد تكون - أحياناً . في منتهى القبح. العنوان الرئيسي الندوة المهرجان جدلية النقد والنص الإبداعي" والمحور الأول "توتر الموقع الزمني بين الشعر الحديث والنظرية النقدية هو المحور الذي . أشارك فيه بشهادة إبداعية، إلى جوار الدكتور عبد الله الغذامي والدكتورة أنوار أسعد والدكتور خالد المعمري والدكتور خالد بلقاسم ودكتورة عائشة الشامسي والشاعر عبد الحميد القائد من البحرين بينما شاركت كاتبة مصرية هي نورا ناجي في المحور الثاني الرواية والنقد من يحتاج الأخره إلى جوار جوحة الحارثي وزهران القاسمي والدكتورة زهور کرام و عزیز محمد و محمد ايت ميهوب والدكتور حسن مدن والدكتور أحمد المديني، كما شاركت في المحور الثالث «صناع المحتوى الأدبي في مواقع التواصل الاجتماعي صالحة محتوى مصرية شابة هي نضال أدهم، وشارك الإعلامي يسرى الفخراني في الحديث عن دور الإعلام في الحفاظ على بعض الحرف التقليدية. وبالإضافة إلى كل هؤلاء النقيت الشعراء دخيل الخليفة وسعدية مفرح وعلى بن نخي من الكويت، كما التقيت العلامة اللغوى المصرى الدكتور سعد مصلوحوزرات معرض صور الكويت من أرشيف مجلة العربي. وهي صور تستحق القراءة والتأمل كما زرت "مكتبة البابطين واستمعت إلى شرح شاب مصری نابه حول ما تحتويه المكتبة من دواوين شعرية، وفرحت لأنها تحتوى على الكثير من إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة، ورأيت ديوان الشاعر الكبير فؤاد حداد في ركن الشعر العربي الحديث، كما تضم الأعداد الأولى من عدد من الصحف المصرية مثل روز اليوسف وصباحالخير، والأهم أنها تضم نسخة أصلية من كتاب "وصف مصر" الذي أعده علماء الحملة الفرنسية على مصر عام ۱۷۹۸، حيث توضع فوق حامل خشبی تعین مغطی بالزجاج، في واجهة المدخل الرئيسي المكتبة البابطين. قال لي صديقي الشاعر الكويتي على بن نخي إنه بحث على طويلاً واقتني بطرق الكترونية شتى أغلب أعمالي الشعرية، لكنني لم أكن أصدقه إلى أن أجرى معى حواراً ثقافياً مطولاً في إحدى حلقات بودكاست يقدمه بعنوان "هامش"، ساعتها فقط عرفت كيف يجلس المرء خمس ساعات متصلة ليتحدث عن شعره وحياته وأسئلته مع مثقف كویتی شاپ دؤوب و دائم الاستشهاد بالفيلسوف الألماني "هايدجر"، فقد كان عليه أن يجمع مادته وأسئلته هائلة العدد عن شخصي المتواضع من مصادر عدة، بينها لحسن الحظ تسجيلات الفيديو القديمة التي سجلتها معى على مدار السنوات السابقة "قناة النيل الثقافية"، وحين جاء ليصحبني بسيارته من الفندق إلى الاستديو سألني: كيف رأيت الكويتيين؟ قلت : أنت أول كويتي أراه، لذلك أظن أنهم طيبون"، ضحك، بينما يقود سيارته في شوارع الكويت متذكراً سنوات دراسته الثمانية في إحدى جامعات استراليا، التي عاد منها شخصاً آخر كان يجد صعوبة في استعادة كويتيته حتى على مستوى قيادة السيارة كان يقول وعيناه مفتوحتان بمنتهى الدهشة على الطريق. «محيط الأرض» جلوسك مع المغتربين يساعدك على إدراك المعنى العميق للاغتراب، الذي لا يمكن أن يأتي "فقط" من طول الإقامة في بلد آخر كما يظن البعض، بل ستتأكد من أن المعنى العميق للاغتراب قد يكون تابعاً من طول اعتماد المرء على دخل بلد اخر وفقدانه الأمل في إمكانية الحصول على فرصة مماثلة في بلد النشأة وتدريجياً تصبح الغربة هي نسيان البلد التي جاء منه المرء، ورغم كل هذا الإحساس المبالغ فيه بالغربة من حولى، إلا أنني استأنست حين وجدت مصر حاضرة في كثير من الفعاليات والأنشطة والكلام المتداول والمحاضرات الملقاة من فوق المنصات، خصوصاً في توقیت دولى تحتل مصر فيه موقع الصدارة، بسبب الرغبة الأمريكية في كسر الكرامة العربية في غزة حيث يهتف الجميع بالخطة المصرية التي يتوقع أن تحجم الإرادة الأمريكية التي لا يقدر عليها أحد. خلال جلسات المهرجان فرحت بنيرة صوت الإعلامي الصديق يسري الفخراني وهو يحكى أمام الجمهور الكويتي عن "عم صابر " الذي أحب الأراجوز صبياً من بين كل العاب السيرك وصار آخر من يجيد اللعب به والدليل الأخير أمام منظمة اليونسكو لاعتماد "فن الأراجوز" ضمن التراث اللامادي العالمي الذي حافظت عليه مصر عبر قرون طويلة لقد كانت مصر حاضرة هنا في الكويت بحيث تستطيع أن تعرف موقعها الحقيقي في الثقافة العربية، وإذا طالعت أرشيف أشهر المجلات مجلة العربي ستجد صورة أول رئيس تحرير للمجلة الكاتب الصحفى المصرى أحمد زكى ورئيس التحرير التالي له كان الصحفي الكبير أحمد بهاء الدين، أما إذا شاهدت العرض المسرحي الكويتي "محيط الأرض". فسوف تعرف الدور الثقافي الكبير الذي لعبته مصر خلال القرن العشرين عبر "بيت الكويت في القاهرة". الذي اعتبر منارة معرفية ومكوناً ثقافياً مهما أسهم . مع غيره - في تحقيق الاستقلال للكويت العام ١٩٦١. من بين النقاشات التي دارت بين المثقفين هنا في بهو الفندق الجمل بشأن قيمة القدرات المالية الهائلة البعض دول الخليج في إنجاح احتفاليات فنية وثقافية كبرى في حين جادل البعض بأن القدرة المالية وحدها قد لا تكفى لتقديم صورة فنية وافية عن ثقافة بلد ما، فلكي تقدم عرضاً مسرحياً أو فيلماً سينمائياً، ستكون بحاجة إلى أمكانيات مادية ولا شك، لكنك من قبل ستكون بحاجة إلى بشر معجونين بالفن ومؤمنين مخلصين برسالته، عدنا إلى الغرف في هذه الليلة لنجد دعوة أسفل باب الحجرة، لحضور احتفالية تقديم جوائز الدولة الكويتية بحضور وزير الثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري. نقلتنا سيارة فاخرة يقودها مواطن من بنجلادش إلى دار الأوبرا الكويتية"، عبر طرق وإشارات مرورية لا حصر لها، وهناك وأمام وسائل إعلام عربية كبرى وأجهزة استعلام أمنى دقيقة اكتشفت أنني نسيت الدعوة المخصصة للحفل، وبالتالي لن يمكنني الحضور فقررت الذهاب مشيا على الأقدام إلى الفندق، لاتي بالدعوة وأعود مجدداً إلى الاحتفال لكي أشاهد العرض المسرحي، سألت مصرياً يعمل في الأمن الخاص عن الطريق فقال إن الفندق قريب، وبالفعل عدت في دقائق ومعى الدعوة ودخلت قاعة مسرحية فاخرة، وبعد أن وصلت بدأ السلام الوطنى ثم أغنية جديدة للنجم نبيل شعيل، أعقبه حفل توزيع الجوائز ثم العرض المسرحي محيط الأرض" من إخراج عبدالله عبد الرسول، وهو عمل يستخدم أحدث التقنيات المسرحية الحديثة وسط حضور ضخم، ويحكى جوانب من حياة عالم الفلك الكويتي صالح العجيري مسك الختام في اليوم الأخير كان مصرياً بامتياز، فقد كانت السيدة أم كلثوم بجلالة قدرها تصدح في حفلة يزيد عمرها عن ستين عاماً بأغنية "أنا في انتظارك" والصوت يأتي من شاشة كبيرة في بيت الناقد الدكتور أيمن بكر، الذي باركنا له تعافيه من آلام جراحة عاجلة وهو أكاديمى مصرى يعمل أستاذاً مساعداً للأدب والنقد في "جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا"، وقد أهداني نسخة من كتابه "الطقوسية، السردية، المبالغة نحو نظرية للشعر العربي الحديث، الصادر في الشارقة عام ۲۰۲۱ ونسخة من كتابه "هوامش العميد ملامح التجربة المعرفية عند طه حسين الصادر في الهيئة المصرية العامة للكتاب العام ۲۰۲۳، تكلمنا عن هواجسنا في الثقافة المصرية عن طه حسين وعن المفكر العراقي خزعل الماجدى الشاعر والمتخصص في تاريخ الأديان المقارن الذي التقيته ليلاً في إحدى مقاهي القاهرة خلال معرض القاهرة الدولى للكتاب ۲۰۲۵ قبل أن نغادر قررنا أن نصلى الجمعة في الكويت لأن الطائرة التي تعود بنا في الربعة عصراً. صراً وكنت أريد أن أحصل على مشهد ختامى للبلد الذي حلمت به، نزلنا قبل الصلاة نبحث عن مسجد ظنناه قريباً، اتضح أنه مخصص للهنود المسلمين، وأشاروا إلى مسجد أبعد اتضح أنه مخصص للباكستانيين، وفي لهفة المتدين بحث صديقى وليد عن مسجد للعرب فوقف في منتصف شارع يمتلئ عن آخره بالهنود والباكستانيين وهو يقول نافد الصبر بليز آراب مسلم موسکی بليز؟" وبعد كل هذا الجهد حين وجدنا المسجد العربي الذي يخطب فيه شيخ من أهل الكويت وجدنا أن أغلب المصلين هم من إحدى بلاد شرق آسيا أيضاً. غادرنا الكويت مبتسمين الوجوه الأسيوية التي ودعتنا بمودة في المطار الذي وصلنا إليه وكان عبدالله السمطي في طريقه لطائرة السعودية، فناديته لأودعه راجع أنت وسايبنا مع الفول والطعمية ؟" فضحك قائلاً: «على رأى المتنبي: فول بأية حال عدت يا فول.. بما مضى أم بأمر فيك تتبيل


الأنباء
١٩-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الأنباء
عبدالله عبدالرسول: «محيط الأرض» صناعة كويتية متكاملة
بعد أن انتهت عروضه على خشبة المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وبث الاثنين الماضي على شاشة تلفزيون الكويت، أكد المخرج عبدالله عبد الرسول في تصريح صحافي أن العرض المسرحي التاريخي الملحمي «محيط الأرض» الذي أنتجته وزارة الإعلام ونفذته شركة كندور العالمية بمشاركة نخبة كبيرة من كبار ونجوم الفن الكويتي في مجال المسرح والغناء وبمشاركة عدد كبير من المجاميع الحركية والفنون الأدائية بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 هو صناعة كويتية متكاملة مدعومة برؤى تقنية عالية وتكنولوجية احترافية تم توظيفها للعمل. وأضاف: ألهمتنا سيرة وشغف العالم الفلكي الراحل د.صالح العجيري لتكون هي محور الرؤية المسرحية للمرور عبر مسارات متعددة وصور فنية وبصرية تحاكي أحداثا تاريخية وظواهر فلكية أحاطت بصالح العجيري وتناولها بالرصد والتحليل والبحث، وجعل من سيرة العجيري جسر عبور لتسليط الضوء علي الإنجازات الكويتية عبر التاريخ في مجال الثقافة والعلوم والفنون، المشروع منذ بدايته خضع لدراسة معمقة والقيام بعملية البحث عن المعلومة من خلال المصادر الموثقة تحت إشراف مركز البحوث والدراسات الكويتية ومركز العجيري العلمي، وعبرنا عنها من خلال قراءة جديدة وصياغة مسرحية معاصرة لسيرته تأسست على حالة وجدانية من خلال الدراما المتخيلة، حضور العالم الفلكي د.صالح العجيري بالضمير الجمعي له دلالة برمزيته الإنسانية والوطنية كشخصية (القدوة) التي لا بد من توظيفها وتطويع الكثير من الأفكار والرؤى المسرحية لها وتجميع الأحداث بشكل تصوير منفرد وإعادة تجميعها تركيبيا ليشكل مجموع صور العرض المبتكر. وأشار المخرج عبدالله عبدالرسول الى أن عرض «محيط الأرض» تناول نقطة البداية والتحول في سيرة د.صالح العجيري لتشكيل قيمة درامية وطريق وزمن وأثر واضح تم إنتاجه بصياغة مسرحية متخيلة، ونحن كفريق عمل جماعي قام بالتحضير والاعداد منذ 12 شهرا لـ«محيط الأرض» أشعلت فينا سيرة د.صالح العجيري الحماس والإصرار لتحويل الفكرة إلى صورة فنية مسرحية وفق أسلوب تجميع جزئيات الأحداث بالكولاج أو البناء الدرامي القريب من الشكل المسرحي الملحمي بهدف تفكيك الصورة وتحويلها إلى حدث وفعل درامي.


الأنباء
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الأنباء
الكويت عاصمة الثقافة والإعلام و«محيط الأرض»
للكويت مكانة تاريخية جغرافية، حيث تتوسط قلب العالم من الشرق إلى الغرب، وقد عرفت هذه البقعة الصغيرة منذ زمن كمنقطة تجارية مهمة، وبفضل من الله تعالى زاد زهاها وبريقها كمصدر للنفط وبلدا محبا للسلام وداعما للشعوب في مجالات التنمية والتعليم والصحة والإعلام والثقافة ومركزا للعمل الإنساني في الإغاثة من الأزمات والكوارث. ولا عجب في اختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025، حيث انها مصدر إلهام للثقافة والفن والإعلام وشجعت في ذلك دول المنطقة على الانطلاق في هذه المجالات. وبمناسبة استضافة الكويت لفعاليات عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025 تم تنظيم الأوبريت الوطني الضخم تحت عنوان «محيط الأرض» الذي يحكي قصة تاريخية في ملحمة فنية تسرد رواية تاريخية لشخصية العم صالح العجيري في مجال علوم الفلك، وما زامنه في ذلك الوقت من أحداث في مسيرته العلمية. ويضم العمل كوكبة من الفنانين الكويتيين المخضرمين والشباب والذي يعرض في مركز جابر الثقافي خلال الفترة من 13 ولغاية اليوم 17 فبراير. نعــم الكويت محيط عميق مليء بالثقافة والفن والتاريخ والإعلام ويمتد في هذه الأرض.. لذلك الكويت.. محيط الأرض. في النهاية: جهود كبير بقيادة وزير الاعــلام عبدالرحمن المطيري وفـرق من وزارة الإعــلام والمجلــس الوطني للثقافة والفنون والآداب تعمــل ليلا ونهارا كخلية نحل من الموظفين والموظفات لاستقبال ضيوف الكويت من وزراء الإعلام والثقافة والشخصيات الإعلامية لإتمام كل إجراءات استقبالهم واستضافتهم خلال هذه الزيارة وتسخير كل الإمكانيات لراحتهم في سبيل تقديم صورة متميزة تليق بمكانة الكويت العربية والعالمية. وفي الختام: تتزين احتفالاتنا الوطنية في شهر فبراير بضيوف الكويت الأعزاء، فأهلا وسهلا بكم في عاصمة الثقافة والإعلام ومنارة الثقافة والشعوب، ودمتم ودامت الكويت بخير.


البيان
١٤-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- البيان
الكويت تكرم المبدعين وتوزع جوائز الدولة
كرمت دولة الكويت المبدعين والمتميزين في الفنون والعلوم الإنسانية من خلال جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2024 التي يمنحها سنوياً المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وذلك في احتفال كبير أقيم بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي. وجاء توزيع الجوائز على الفائزين الخميس في ختام الدورة الثلاثين لمهرجان القرين الثقافي الذي يعد أبرز مهرجان ثقافي اجتماعي في الكويت ويشتق اسمه من أحد الأسماء القديمة للبلاد. فاز الممثل خالد العبيد بجائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون، فيما فازت وزيرة التربية والتعليم العالي السابقة موضي الحمود بجائزة الدولة التقديرية في مجال الخدمات الاجتماعية. وذهبت جائزة الدولة التقديرية في مجال الخدمات الثقافية إلى سناء الخراز، وذلك تقديراً لدورها في حفظ الذاكرة الوطنية الكويتية. كما سلم وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي عبدالرحمن المطيري، خلال الحفل درع «شخصية مهرجان القرين الثقافي» للأكاديمي والناقد الأدبي السعودي عبدالله محمد الغذامي. وبالتزامن مع ختام مهرجان القرين أمس، أقيمت مراسم تسلم الكويت درع «عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025» من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بحضور عدد من الوزراء والسفراء والمثقفين والإعلاميين العرب. وقال وزير الإعلام والثقافة الكويتي في كلمته إن هذا الاختيار يعكس الدور الريادي والمسيرة الحافلة والعطاء الفني والثقافي والإعلامي لدولة الكويت في دعم الثقافة العربية وتعزيز مساراتها. وأكد أن العديد من مبادرات الكويت الثقافية أسهمت في «تشكيل وعي الأجيال العربية وتعزيز الهوية الثقافية، وبفضل جهودها المستمرة أصبحت دولة الكويت منارة للفكر تحتضن المبدعين وتوفر لهم بيئة خصبة للإنتاج الثقافي والمعرفي». تضمن الحفل عرضاً مسرحياً بعنوان «محيط الأرض» قدم خلاله المخرج عبدالله عبدالرسول رؤية فنية لبعض الأحداث التاريخية الكويتية بصورة درامية خيالية من خلال استعراض محطات مختلفة من حياة العالم الفلكي الكويتي الراحل الدكتور صالح العجيري (1920 - 2022).