#أحدث الأخبار مع #«معرضأبوظبيصحيفة الخليج٢٥-٠٤-٢٠٢٥ترفيهصحيفة الخليجمعرض «أبوظبي للكتاب».. 1400 مشارك يفتحون نوافذ الفكر على ثقافات الشعوبأبوظبي: علاء الدين محمود تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تنطلق اليوم في مركز أدنيك أبوظبي، فعاليات الدورة ال 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وتستمر حتى 5 مايو/أيار المقبل. يُنظِّم المعرض مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، تحت شعار «مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع»، ويستضيف هذا العام 1400 جهة عارضة من 96 بلداً، كما يحتفي بكتاب «ألف ليلة وليلة» بوصفه «كتاب العالم»، ويسلط المعرض الضوء على ثقافة الكاريبي «ضيف الشرف» لهذا العام، ويشارك في الدورة الحالية نخبة من كبار الأدباء والمفكّرين والناشرين وصُنّاع المحتوى من الوطن العربي والعالم. ويسلط المعرض الضوء على أحد أبرز أعلام الحضارة الإسلامية: الطبيب والفيلسوف الموسوعي ابن سينا، الذي تم اختياره كشخصية محورية للدورة الحالية. يضرب عشاق القراءة والمعرفة موعداً مختلفاً مع انطلاقة دورة جديدة من «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، والذي يعد حدثاً ثقافياً استثنائياً نسبة للسمعة والمكانة الكبيرة التي وصلت إليها هذه المنصة المتألقة بكل أشكال الثقافة من فنون وأدب وعلوم ومعارف مختلفة، حيث بات المعرض من ضمن المعارض العالمية التي يشار إليها ببنان الإجادة والبراعة، فهو ليس مجرد مكان لعرض المؤلفات أو مناقشة قضايا النشر فقط، بل أوسع من ذلك بكثير، بحيث يعمل المعرض على عكس الثقافة العربية والتاريخ المجيد مع الانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى ومناقشة آخر التطورات في عالم المعرفة والثقافة والفكر، لذلك يظل جميع القراء في مختلف أنحاء العالم يترقبون موعد انطلاقته. وفي دورته الجديدة ال 34، ينفتح المعرض على ثقافات جديدة ويضع العديد من الرؤى التي تتوهج بها هذه المنصة المتطورة، وذلك ما أشار إليه عدد من المثقفين والكتّاب الإماراتيين الذين تحدثوا إلى «الخليج»، حيث أشاروا إلى أن المعرض بات يحتل مركزاً بارزاً في الفعل الثقافي العربي بل والعالمي، وذلك من خلال الأفكار والقضايا التي ظل يطرحها في كل دورة جديدة، إضافة إلى نوعية الدور المشاركة في ذلك الحدث الكبير، فإلى جانب الدور العربية، هناك أخرى من مختلف أنحاء العالم، مما يضيف إلى المعرض أبعاداً ينفرد بها، إضافة إلى ضيف الدورة، والذي قد لا يكون شخصاً بل فكرة أو قضية على نحو هذه النسخة التي تحتفي بالأدب الكاريبي، كشكل من أشكال الانفتاح على الثقافات كما ظلت المنصة تتحدث عن شخصية محورية، ووقع الاختيار هذا العام على ابن سيناء الطيب والفيلسوف واللغوي والفقيه، وذلك انفتاح على التاريخ العربي الأصيل، فضلاً عن الندوات والفعاليات المصاحبة التي تناقش قضايا الأدب والفكر والثقافة والعلوم، وكذلك تطرح المسائل المتعلقة بالنشر والتطور التكنولوجي في عملية المعرفة، وكل تلك الأشياء تجعل «أبوظبي للكتاب»، يتميز كمنصة معرفية عالمية. بستان المعرفة «عندما يتجول المرء في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يشعر وكأنه يتجول في بستان للمعرفة»، هكذا تحدث الكاتب والروائي علي أبو الريش، والذي أشار إلى أن العاصمة قد أثبتت نجاحها في تنظيم ورعاية كل أمر متعلق بالثقافة. وأوضح أبو الريش أن المعرض هو بمثابة وثيقة تجمع بين مختلف الثقافات، وليس فقط الثقافة العربية، إذ إنه يعبر عن حالة راسخة من التمازج بين ثقافات مختلفة لشعوب عدة مما يعني انفتاحه على الأفق الإنساني، وذلك سبب مباشر في المكانة الدولية التي وصل إليها حتى صار من أكبر المعارض العالمية، حيث يتيح فرصة التقاء الجميع في بقعة جغرافية واحدة. وأعرب أبو الريش عن أمله في أن تصبح كل مدن الدولة مكتبات يقصدها عشاق القراءة ومحبو المعرفة، حيث إن هناك شغفاً كبيراً بالاطّلاع لذلك فإن المثقفين دائماً في حالة ترقب في انتظار موعد انطلاق المعرض، وكذلك دور النشر والمكتبات من أجل المشاركة في هذا الحدث الثقافي المهم، فالذي يزور المعرض يقرأ في وجوه الجميع ذلك السرور والفرح بهذا المنشط المعرفي الكبير. وذكر أبو الريش أن الكتاب هو أب الحضارات، هناك حروب قامت ودمرت دول وحضارات لكن لم تنضب الثقافة وظل الكتاب خالدا، وقال أبو الريش: «أتمنى من جميع دور النشر المحلية والعربية والعالمية المشاركة الفعالة والنجاح وصنع المزيد من التلاقي الثقافية والمنتجات الأدبية. واحة الثقافات «يُمثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب تجسيداً حياً لرؤية ثقافية تتجاوز الحدود، حيث تنسج الكتب خيوطاً من المعرفة في فضاءٍ يمتزج فيه الإبداع بالابتكار» بتلك الكلمات عبّر د. محمد حمدان بن جَرْش السويدي المستشار الثقافي لجمعية الإمارات للإبداع، أشار إلى أن المعرض مناسبة ثقافية شديدة الأهمية فيه تُفتح أبواب العوالم الأدبية، ويُضاء الدرب أمام الأحلام، لتتلاقى الأفكار وتتشابك العقول في لحظات تتجاوز الزمن. فهو مكان يعكس نبض الثقافة العربية، ويحتضن تنوعاً غنياً من الأصوات، مما يجعله منارةً تضيء الطريق نحو مستقبلٍ حافل بالفكر والإلهام. ولفت بن جرش إلى أن أبواب المعرفة تشرع على مصراعيها في كل عام لتروي ظمأ العقول وتُزهِرَ بألف فكرة وفكرة في«أبوظبي الدولي للكتاب»، الذي تحوَّل منذ تأسيسه عام 1981 إلى منارةٍ ثقافيةٍ تُضيء دروبَ التنوير في المنطقة والعالم، مُحمَّلاً بروح الإمارات الطامحة إلى بناء جسورٍ بين الحضارات، وإلى جعل الثقافة لغةً مشتركةً للإنسانية، حيث المعرض يعبر عن حكاية إصرارٍ على أن تبقى الكلمةُ حيةً في زمنٍ تتصارع فيه الصورُ العابرة. فبين رفوفٍ تحمل أنفاسَ الكُتّاب من كل حدبٍ وصوب، تُولد حواراتٌ تلامسُ الأسئلةَ الوجوديةَ للإنسان، وتُعيدُ تعريفَنا بذواتنا وبالآخر، فالمعرض، بروحه الجامعة، يجمع تحت سقفٍ واحدٍ نخبةَ الناشرين والمفكرين والمبدعين، ليُقدِّم للزائر عالَماً من الأفكار المتنوعة، التي تثري العقلَ والروح، وتُذكِّرنا بأن الكتاب ما زال الصديقَ الأوفى للإنسان في رحلته نحو الفهم والإبداع. وأوضح بن جرش أنّ للمعرض دوراً جوهرياً في خريطة التنمية الثقافية، ليس فقط كسوقٍ تجاريةٍ للكتاب، بل كمحركٍ لإنتاج المعرفة ونشرها. فهو يُشجِّع حركةَ الترجمة بين اللغات، ويدعم المؤلفين الإماراتيين والعرب، ويُتيح للقارئ العربي الاطّلاعَ على إبداعات العالم، كما يفتح نافذةً للعالم ليرى إبداعاتِ العرب، وفي هذا التبادل، تُبنى جسورُ التفاهم، وتتهاوى حواجزُ الجهل، لتصبح الثقافةُ ركيزةً للتنمية الشاملة التي تؤمن بها دولة الإمارات، حيث لا تقتصر أهمية المعرض على الجانب الفكري فحسب، بل إنه يُشكِّل منصةً لإطلاق المبادرات الثقافية والتعليمية، مثل ورش العمل للأطفال، والندوات التي تناقش قضايا الأدب والشعر، والفلسفة والفكر، وعروض المسرح التي تجسِّد الحكايات، وكل هذا يُسهم في خلق مجتمعٍ قارئٍ واعٍ، يُدرك أن الكتاب ليس تراثاً من الماضي، بل هو وقودٌ للمستقبل. كما أن استضافة دولٍ كضيف شرف كل عام تُضفي بعداً دولياً، وتُبرز رؤيةَ أبوظبي كعاصمةٍ للثقافة والتسامح. * توسع مستمر من جانبها فإن الكاتبة عائشة عبد الله استعرضت مسيرة معارض الكتب في الدولة، والتي عبّرت عن حب حقيقي للقراءة والمعرفة، حيث إن الفكرة بدأت من رؤية بسيطة، ومع إقبال الجماهير المتواجدة بالدولة والدول المجاورة، أخذت المعارض بالتوسع وتغيير سياسة العرض بها، وخصوصاً معرض أبو ظبي الذي كانت بدايته 1981 بخمسين داراً للعرض وبمشاركة دولتين فقط، وبعد ست سنوات بالتحديد 1987 كانت الانطلاقة الفعلية للمعرض بدءاً بتغيير اسم المعرض من معرض الكتاب الإسلامي إلى معرض أبوظبي للكتاب، وفي عام 1993 تقرر إقامة المعرض بشكل دوري، حيث أصبح قبلة للعارضين ودور النشر والباحثين، مما يعكس حكاية إصرار على الاستمرارية والتطور والتوسع. وقالت عائشة:«اليوم أصبح معرض أبوظبي من المعارض المهمة ليس في المنطقة لكن عالمياً، فإذا زرت المعرض ستشاهد ذلك بنفسك، وستدرك مدى أهميته من خلال البرامج المنوعة التي تقام على مدى أيام العرض». وذكرت عائشة أن المعرض بالنسبة لهم ككتّاب هو المتنفس الذي يضم الجميع في تلك اللقاءات الثقافية والفكرية وتزيد من الروابط الحميمية بينهم من خلال عرض ما لدى كل واحد من أفكار ومعارف، التي تجدد العطاء والفكر لدى الكتاب وكل من يشارك في الحوار والمناقشة. الكاتب المسرحي والقاص صالح كرامة وصف المعرض بالحدث الجميل الذي تلتقي فيه الرؤى والأفكار وتنشط فيه الفعاليات التي تسهم في تحريك الحالة الثقافية والفكرية في الإمارات والدول العربية والعالم ككل، حيث أصبحت الثقافة قوة تلعب دوراً مهمّاً في العلاقات بين الشعوب وفي السياسات، وذلك ما فطنت له الدولة فأفردت مساحة كبيرة للفعل الفكري والثقافي وهو الأمر الذي يتجسد في عدد من المشاريع على رأسها معارض الكتب. وذكر كرامة أنه شارك في العديد من دورات«أبوظبي للكتاب»، من خلال المحاضرات والعروض المسرحية، حيث تتعدد أنشطة هذه المنصة الفريدة فهناك فعاليات تهتم بالفكر وأخرى بشخصية الدورة المعينة ويتم الاحتفاء كذلك بثقافة إحدى الدول، إضافة إلى التكريمات ومختلف الأنشطة التي تدل على تطور فكرة المعرض نفسه بحيث لم يعد منصة لعرض وبيع الكتب فقط، بل في التفكير في دور الثقافة نفسها. وأشار كرامة أنه من الجميل أن تحتفي الدورة الحالية بشخصية مثل ابن سيناء الفيلسوف والطبيب واللغوي والعبقري في عدد من المجالات، وذلك أمر يربط الحاضر بالتراث، وذلك أيضاً يشير إلى دور المعرض في حفظ هوية الأمة من الضياع والتلاشي. من جانبها وصفت الكاتبة وفاء العميمي «أبوظبي الدولي للكتاب»، بالتظاهرة الثقافية المهمة التي ظلت تحتضنها العاصمة بشكل مستمر وبتنظيم مميز، حيث أصبح المعرض بمكانته الراسخة ملاذاً للمثقفين والطلاب وكل محبي القراءة والمعرفة من مختلف فئات المجتمع، بل وصار قبلة لعشاق القراءة والكتاب ودور النشر من مختلف أنحاء العالم. وذكرت العميمي أن نجاح معارض الكتب وخاصة في أبو ظبي والشارقة وفي كل مكان أثبت المكانة الكبيرة التي مازال يحتلها الكتاب الورقي، حيث إن الاندفاع الكبير من قبل الناس نحو المعارض يدل على ذلك الأمر، كما يدلل على أن العلاقة بالقراءة ما زالت وثيقة. ولفتت العميمي إلى أن احتفاء الدورة الحالية من المعرض بأدب الكاريبي يشير إلى أن معارض الكتب في الدولة تمارس فعل الانفتاح الإيجابي على العالم بمختلف ثقافتها وآدابه، وذلك أمر في غاية الأهمية يسهم في تعارف الشعوب ونشر رسالة التسامح التي تتبناها الدولة، كما أن احتفاء النسخة الحالية بابن سيناء يعد انفتاحاً على التراث ووصله باللحظة الراهنة، مما يشير إلى الدور الكبير الذي بات يلعبه المعرض.
صحيفة الخليج٢٥-٠٤-٢٠٢٥ترفيهصحيفة الخليجمعرض «أبوظبي للكتاب».. 1400 مشارك يفتحون نوافذ الفكر على ثقافات الشعوبأبوظبي: علاء الدين محمود تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تنطلق اليوم في مركز أدنيك أبوظبي، فعاليات الدورة ال 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وتستمر حتى 5 مايو/أيار المقبل. يُنظِّم المعرض مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، تحت شعار «مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع»، ويستضيف هذا العام 1400 جهة عارضة من 96 بلداً، كما يحتفي بكتاب «ألف ليلة وليلة» بوصفه «كتاب العالم»، ويسلط المعرض الضوء على ثقافة الكاريبي «ضيف الشرف» لهذا العام، ويشارك في الدورة الحالية نخبة من كبار الأدباء والمفكّرين والناشرين وصُنّاع المحتوى من الوطن العربي والعالم. ويسلط المعرض الضوء على أحد أبرز أعلام الحضارة الإسلامية: الطبيب والفيلسوف الموسوعي ابن سينا، الذي تم اختياره كشخصية محورية للدورة الحالية. يضرب عشاق القراءة والمعرفة موعداً مختلفاً مع انطلاقة دورة جديدة من «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، والذي يعد حدثاً ثقافياً استثنائياً نسبة للسمعة والمكانة الكبيرة التي وصلت إليها هذه المنصة المتألقة بكل أشكال الثقافة من فنون وأدب وعلوم ومعارف مختلفة، حيث بات المعرض من ضمن المعارض العالمية التي يشار إليها ببنان الإجادة والبراعة، فهو ليس مجرد مكان لعرض المؤلفات أو مناقشة قضايا النشر فقط، بل أوسع من ذلك بكثير، بحيث يعمل المعرض على عكس الثقافة العربية والتاريخ المجيد مع الانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى ومناقشة آخر التطورات في عالم المعرفة والثقافة والفكر، لذلك يظل جميع القراء في مختلف أنحاء العالم يترقبون موعد انطلاقته. وفي دورته الجديدة ال 34، ينفتح المعرض على ثقافات جديدة ويضع العديد من الرؤى التي تتوهج بها هذه المنصة المتطورة، وذلك ما أشار إليه عدد من المثقفين والكتّاب الإماراتيين الذين تحدثوا إلى «الخليج»، حيث أشاروا إلى أن المعرض بات يحتل مركزاً بارزاً في الفعل الثقافي العربي بل والعالمي، وذلك من خلال الأفكار والقضايا التي ظل يطرحها في كل دورة جديدة، إضافة إلى نوعية الدور المشاركة في ذلك الحدث الكبير، فإلى جانب الدور العربية، هناك أخرى من مختلف أنحاء العالم، مما يضيف إلى المعرض أبعاداً ينفرد بها، إضافة إلى ضيف الدورة، والذي قد لا يكون شخصاً بل فكرة أو قضية على نحو هذه النسخة التي تحتفي بالأدب الكاريبي، كشكل من أشكال الانفتاح على الثقافات كما ظلت المنصة تتحدث عن شخصية محورية، ووقع الاختيار هذا العام على ابن سيناء الطيب والفيلسوف واللغوي والفقيه، وذلك انفتاح على التاريخ العربي الأصيل، فضلاً عن الندوات والفعاليات المصاحبة التي تناقش قضايا الأدب والفكر والثقافة والعلوم، وكذلك تطرح المسائل المتعلقة بالنشر والتطور التكنولوجي في عملية المعرفة، وكل تلك الأشياء تجعل «أبوظبي للكتاب»، يتميز كمنصة معرفية عالمية. بستان المعرفة «عندما يتجول المرء في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يشعر وكأنه يتجول في بستان للمعرفة»، هكذا تحدث الكاتب والروائي علي أبو الريش، والذي أشار إلى أن العاصمة قد أثبتت نجاحها في تنظيم ورعاية كل أمر متعلق بالثقافة. وأوضح أبو الريش أن المعرض هو بمثابة وثيقة تجمع بين مختلف الثقافات، وليس فقط الثقافة العربية، إذ إنه يعبر عن حالة راسخة من التمازج بين ثقافات مختلفة لشعوب عدة مما يعني انفتاحه على الأفق الإنساني، وذلك سبب مباشر في المكانة الدولية التي وصل إليها حتى صار من أكبر المعارض العالمية، حيث يتيح فرصة التقاء الجميع في بقعة جغرافية واحدة. وأعرب أبو الريش عن أمله في أن تصبح كل مدن الدولة مكتبات يقصدها عشاق القراءة ومحبو المعرفة، حيث إن هناك شغفاً كبيراً بالاطّلاع لذلك فإن المثقفين دائماً في حالة ترقب في انتظار موعد انطلاق المعرض، وكذلك دور النشر والمكتبات من أجل المشاركة في هذا الحدث الثقافي المهم، فالذي يزور المعرض يقرأ في وجوه الجميع ذلك السرور والفرح بهذا المنشط المعرفي الكبير. وذكر أبو الريش أن الكتاب هو أب الحضارات، هناك حروب قامت ودمرت دول وحضارات لكن لم تنضب الثقافة وظل الكتاب خالدا، وقال أبو الريش: «أتمنى من جميع دور النشر المحلية والعربية والعالمية المشاركة الفعالة والنجاح وصنع المزيد من التلاقي الثقافية والمنتجات الأدبية. واحة الثقافات «يُمثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب تجسيداً حياً لرؤية ثقافية تتجاوز الحدود، حيث تنسج الكتب خيوطاً من المعرفة في فضاءٍ يمتزج فيه الإبداع بالابتكار» بتلك الكلمات عبّر د. محمد حمدان بن جَرْش السويدي المستشار الثقافي لجمعية الإمارات للإبداع، أشار إلى أن المعرض مناسبة ثقافية شديدة الأهمية فيه تُفتح أبواب العوالم الأدبية، ويُضاء الدرب أمام الأحلام، لتتلاقى الأفكار وتتشابك العقول في لحظات تتجاوز الزمن. فهو مكان يعكس نبض الثقافة العربية، ويحتضن تنوعاً غنياً من الأصوات، مما يجعله منارةً تضيء الطريق نحو مستقبلٍ حافل بالفكر والإلهام. ولفت بن جرش إلى أن أبواب المعرفة تشرع على مصراعيها في كل عام لتروي ظمأ العقول وتُزهِرَ بألف فكرة وفكرة في«أبوظبي الدولي للكتاب»، الذي تحوَّل منذ تأسيسه عام 1981 إلى منارةٍ ثقافيةٍ تُضيء دروبَ التنوير في المنطقة والعالم، مُحمَّلاً بروح الإمارات الطامحة إلى بناء جسورٍ بين الحضارات، وإلى جعل الثقافة لغةً مشتركةً للإنسانية، حيث المعرض يعبر عن حكاية إصرارٍ على أن تبقى الكلمةُ حيةً في زمنٍ تتصارع فيه الصورُ العابرة. فبين رفوفٍ تحمل أنفاسَ الكُتّاب من كل حدبٍ وصوب، تُولد حواراتٌ تلامسُ الأسئلةَ الوجوديةَ للإنسان، وتُعيدُ تعريفَنا بذواتنا وبالآخر، فالمعرض، بروحه الجامعة، يجمع تحت سقفٍ واحدٍ نخبةَ الناشرين والمفكرين والمبدعين، ليُقدِّم للزائر عالَماً من الأفكار المتنوعة، التي تثري العقلَ والروح، وتُذكِّرنا بأن الكتاب ما زال الصديقَ الأوفى للإنسان في رحلته نحو الفهم والإبداع. وأوضح بن جرش أنّ للمعرض دوراً جوهرياً في خريطة التنمية الثقافية، ليس فقط كسوقٍ تجاريةٍ للكتاب، بل كمحركٍ لإنتاج المعرفة ونشرها. فهو يُشجِّع حركةَ الترجمة بين اللغات، ويدعم المؤلفين الإماراتيين والعرب، ويُتيح للقارئ العربي الاطّلاعَ على إبداعات العالم، كما يفتح نافذةً للعالم ليرى إبداعاتِ العرب، وفي هذا التبادل، تُبنى جسورُ التفاهم، وتتهاوى حواجزُ الجهل، لتصبح الثقافةُ ركيزةً للتنمية الشاملة التي تؤمن بها دولة الإمارات، حيث لا تقتصر أهمية المعرض على الجانب الفكري فحسب، بل إنه يُشكِّل منصةً لإطلاق المبادرات الثقافية والتعليمية، مثل ورش العمل للأطفال، والندوات التي تناقش قضايا الأدب والشعر، والفلسفة والفكر، وعروض المسرح التي تجسِّد الحكايات، وكل هذا يُسهم في خلق مجتمعٍ قارئٍ واعٍ، يُدرك أن الكتاب ليس تراثاً من الماضي، بل هو وقودٌ للمستقبل. كما أن استضافة دولٍ كضيف شرف كل عام تُضفي بعداً دولياً، وتُبرز رؤيةَ أبوظبي كعاصمةٍ للثقافة والتسامح. * توسع مستمر من جانبها فإن الكاتبة عائشة عبد الله استعرضت مسيرة معارض الكتب في الدولة، والتي عبّرت عن حب حقيقي للقراءة والمعرفة، حيث إن الفكرة بدأت من رؤية بسيطة، ومع إقبال الجماهير المتواجدة بالدولة والدول المجاورة، أخذت المعارض بالتوسع وتغيير سياسة العرض بها، وخصوصاً معرض أبو ظبي الذي كانت بدايته 1981 بخمسين داراً للعرض وبمشاركة دولتين فقط، وبعد ست سنوات بالتحديد 1987 كانت الانطلاقة الفعلية للمعرض بدءاً بتغيير اسم المعرض من معرض الكتاب الإسلامي إلى معرض أبوظبي للكتاب، وفي عام 1993 تقرر إقامة المعرض بشكل دوري، حيث أصبح قبلة للعارضين ودور النشر والباحثين، مما يعكس حكاية إصرار على الاستمرارية والتطور والتوسع. وقالت عائشة:«اليوم أصبح معرض أبوظبي من المعارض المهمة ليس في المنطقة لكن عالمياً، فإذا زرت المعرض ستشاهد ذلك بنفسك، وستدرك مدى أهميته من خلال البرامج المنوعة التي تقام على مدى أيام العرض». وذكرت عائشة أن المعرض بالنسبة لهم ككتّاب هو المتنفس الذي يضم الجميع في تلك اللقاءات الثقافية والفكرية وتزيد من الروابط الحميمية بينهم من خلال عرض ما لدى كل واحد من أفكار ومعارف، التي تجدد العطاء والفكر لدى الكتاب وكل من يشارك في الحوار والمناقشة. الكاتب المسرحي والقاص صالح كرامة وصف المعرض بالحدث الجميل الذي تلتقي فيه الرؤى والأفكار وتنشط فيه الفعاليات التي تسهم في تحريك الحالة الثقافية والفكرية في الإمارات والدول العربية والعالم ككل، حيث أصبحت الثقافة قوة تلعب دوراً مهمّاً في العلاقات بين الشعوب وفي السياسات، وذلك ما فطنت له الدولة فأفردت مساحة كبيرة للفعل الفكري والثقافي وهو الأمر الذي يتجسد في عدد من المشاريع على رأسها معارض الكتب. وذكر كرامة أنه شارك في العديد من دورات«أبوظبي للكتاب»، من خلال المحاضرات والعروض المسرحية، حيث تتعدد أنشطة هذه المنصة الفريدة فهناك فعاليات تهتم بالفكر وأخرى بشخصية الدورة المعينة ويتم الاحتفاء كذلك بثقافة إحدى الدول، إضافة إلى التكريمات ومختلف الأنشطة التي تدل على تطور فكرة المعرض نفسه بحيث لم يعد منصة لعرض وبيع الكتب فقط، بل في التفكير في دور الثقافة نفسها. وأشار كرامة أنه من الجميل أن تحتفي الدورة الحالية بشخصية مثل ابن سيناء الفيلسوف والطبيب واللغوي والعبقري في عدد من المجالات، وذلك أمر يربط الحاضر بالتراث، وذلك أيضاً يشير إلى دور المعرض في حفظ هوية الأمة من الضياع والتلاشي. من جانبها وصفت الكاتبة وفاء العميمي «أبوظبي الدولي للكتاب»، بالتظاهرة الثقافية المهمة التي ظلت تحتضنها العاصمة بشكل مستمر وبتنظيم مميز، حيث أصبح المعرض بمكانته الراسخة ملاذاً للمثقفين والطلاب وكل محبي القراءة والمعرفة من مختلف فئات المجتمع، بل وصار قبلة لعشاق القراءة والكتاب ودور النشر من مختلف أنحاء العالم. وذكرت العميمي أن نجاح معارض الكتب وخاصة في أبو ظبي والشارقة وفي كل مكان أثبت المكانة الكبيرة التي مازال يحتلها الكتاب الورقي، حيث إن الاندفاع الكبير من قبل الناس نحو المعارض يدل على ذلك الأمر، كما يدلل على أن العلاقة بالقراءة ما زالت وثيقة. ولفتت العميمي إلى أن احتفاء الدورة الحالية من المعرض بأدب الكاريبي يشير إلى أن معارض الكتب في الدولة تمارس فعل الانفتاح الإيجابي على العالم بمختلف ثقافتها وآدابه، وذلك أمر في غاية الأهمية يسهم في تعارف الشعوب ونشر رسالة التسامح التي تتبناها الدولة، كما أن احتفاء النسخة الحالية بابن سيناء يعد انفتاحاً على التراث ووصله باللحظة الراهنة، مما يشير إلى الدور الكبير الذي بات يلعبه المعرض.