logo
#

أحدث الأخبار مع #«مورجانثو»

المدرسة الواقعية والتفاعلات الدولية
المدرسة الواقعية والتفاعلات الدولية

الاتحاد

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الاتحاد

المدرسة الواقعية والتفاعلات الدولية

المدرسة الواقعية والتفاعلات الدولية في 1948 ظهرت الطبعة الأولى من كتاب هانز چي. مورجانثو بعنوان «السياسة بين الأمم: الكفاح من أجل القوة والسلام»، وقد وضع الكتاب الأسس الحديثة للمدرسة الواقعية في العلاقات الدولية، والتي تفهمها هذه المدرسة على أنها تتم في إطار فوضوي، بمعنى ألا مكان فيه لسيادة القانون الدولي في تنظيم التفاعلات بين الدول، والتي تتم من خلال مفتاحين أساسيين هما المصلحة والقوة، بمعنى أن لكل طرف من الأطراف الفاعلة في العلاقات الدولية مصالحه التي يريد أن يحققها ويدافع عما تحقق منها، وهو لكي ينجح في هذا لابد أن يمتلك القوة الضرورية لأن للآخرين مصالحهم، ومن ثم فهم يسعون كذلك لبناء قوتهم، ومن هنا تدخل الدول في سباقات للتسلح، وتتكون بناء على ذلك موازين للقوى قد تتعادل بين دول بعينها فتردعها عن الحروب، أو تختل فتشجع القَوِي على اتباع سياسات توسعية والدخول في حروب لتحقيق مصالحه، ويُلاحظ أن تاريخ صدور كتاب «مورجانثو» يشير إلى أنه كتبه على وهج صراعات الحرب العالمية الثانية، وقد ظهرت أطر تحليلية أخرى لها جدارتها العلمية كالمدرسة الليبرالية التي ترى في ظاهرة «الاعتماد المتبادل» بين الدول أساساً لتفاعلات تعاونية بينها بعيداً عن الحالة الهوبزية التي عبر عنها «مورجانثو» وآخرون بعده في كتاباتهم، ومع ذلك فقد ظلت السيادة في تفسير التفاعلات الدولية للمدرسة الواقعية رغم وجود تطبيقات بطبيعة الحال للمدرسة الليبرالية وغيرها. وآخر الأمثلة لسيادة المدرسة الواقعية كان تراجع الاعتماد المتبادل القوي بين روسيا وأوروبا في مجال الطاقة بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا التي تحشدت الدول الأوروبية فيها بقيادة أميركية ضد روسيا، رغم الاعتماد الكبير لأوروبا على هذه الطاقة. وتكفي نظرة واحدة للشؤون العالمية الآن للدلالة على صحة التحليل السابق، فبالإضافة للحرب في أوكرانيا جرت في منطقتنا منذ أكتوبر2023 مواجهة بين إسرائيل وحلفائها من جانب والفصائل الفلسطينية في غزة ومسانديها من جانب آخر، وكأن العالم تنقصه مظاهر التوتر والصدام، فقد صب التوتر والصدامات الحاصلة الآن بين الهند وباكستان مزيداً من الزيت على الأوضاع المشتعلة عالمياً، خاصة وأن الاهتمام الدولي بتفادي كارثة لو استمر تصعيد الصراع لا يبدو متناسباً مع خطورة الموقف. والغريب أن تفادي التصعيد في الموقف الحالي بين الهند وباكستان ممكن على ضوء الخبرة المكتسبة من عشرات من الصراعات الدولية التي نشبت بعد الحرب العالمية الثانية، غير أن النجاح في تفادي التصعيد يتوقف على عوامل معينة أهمها رشادة المسؤولين عن إدارة الصراعات، والذين يُفترض أنهم يعرفون أن للقوة حدوداً في تحقيق الأهداف، وأن النهج الأمثل لإدارة الصراعات يتطلب التوصل إلى تسويات عادلة أو على الأقل متوازنة تقلص عوامل الصدام إلى حدها الأدنى، وتُعَظم القواسم المشتركة بين أطراف صراع ما، وللأسف فإن هذه الحقيقة لا تُكْتَشَف إلا بعد إراقة الدماء وإزهاق الأرواح. *أستاذ العلوم السياسية- جامعة القاهرة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store