logo
#

أحدث الأخبار مع #«ناثان»

Novocaine.. متقن الصنع ومثال ممتاز للسينما الترفيهية
Novocaine.. متقن الصنع ومثال ممتاز للسينما الترفيهية

الأنباء

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الأنباء

Novocaine.. متقن الصنع ومثال ممتاز للسينما الترفيهية

منذ اللحظة الأولى، يتضح أن ناثان كاين (جاك كوايد) ليس ذلك البطل المهمل الذي يجد نفسه بطلا بالصدفة، فهو يتمتع بجدول نوم مثالي، ويشرب العصائر الخضراء على الإفطار، وأيضا يبدو حقا شبيها لوالديه في الحياة الواقعية «دينيس كوايد» و«ميغ رايان»، لكن نشأته وهو مصاب بما يسمى «عدم الحساسية الخلقية للألم مع عدم التعرق»، وهو اضطراب خطير يجعله غير قادر على الشعور بالألم أو حتى بدرجات الحرارة، جعلت حياته شديدة العزلة، إذ كان عليه أن يحذر من الموت بحادث عرضي في أي لحظة، لكن تنجح زميلته في العمل شيري (آمبر ميدثاندر)، والتي يشعر بالإعجاب نحوها، في إخراجه من قوقعته وتقضي معه ليلة، لذا فمن الطبيعي أن يكون على استعداد للمخاطرة بكل شيء لإنقاذها من بين أيدي ثلاثة خاطفين في اليوم التالي. قد يكون «ناثان» غير مبال بالأذى الجسدي، لكنه في المقابل أقل شخص مؤهل لخوض قتال يدوي، وهذا التناقض ممتع للغاية، بينما يتعثر في طريقه نحو تحقيق العدالة بصفته مقتص، يحاول (مع كل اللباقة التي تتطلبها وظيفته كمساعد مدير بنك) التملص من محققي الشرطة والمجرمين المحترفين، بل وحتى من حقيقة أنه شخص فان. تمت كتابة شخصية «ناثان» بعناية وروح فكاهية وبتفاصيل دقيقة، وهي من السمات المميزة لسيناريو لارس جاكوبسون الذكي، فهناك شخصيات يمكن تصنيفها ببساطة على أنها شريرة، لكن معظم الشخصيات الأخرى تتجاوز التصنيف الأخلاقي المبسط الذي نجده في أغلب أفلام الأكشن، ولدينا «شيري» كمثال رائع على هذا التعقيد، فرغم أنها الدافع وراء اندفاع «ناثان» في هذه المغامرة، إلا أنها ليست مجرد «فتاة في محنة»، في الواقع، الشخص الذي يبدو حقا في ورطة هو «ناثان» نفسه، الذي تخلى بتهور عن حياته المعزولة لينطلق في مهمة بأسلوب «جون ويك». تبدو فكرة «Novocaine» سخيفة ومليئة بسفك الدماء، لكنها بعيدة كل البعد عن كونها حكاية خالية من الإحساس، وربما أعظم نقاط قوة الفيلم تكمن في صدقه العاطفي، وفي نهايته يصبح من الواضح أنه لا يتمحور فقط حول رجل لا يشعر بالألم الجسدي، بل هو قصة عن العذاب العاطفي الذي تسببه الهشاشة، وعن مدى استعدادنا للذهاب بعيدا من أجل مشاركة حياتنا، ومشاعرنا، مع الآخرين. شاهدنا العديد من الأفلام التي تتبع أبطالا يجدون أنفسهم في بيئات غير مألوفة لهم، حيث يتخبطون في المعارك بشكل محرج متأوهين ومترنحين خلال المواجهات، وغالبا ما تسقط هذه الأفلام في فخ السخرية المفرطة، فتغمر نفسها في الوعي الذاتي لدرجة أنها تترك مساحة ضئيلة للمفاجأة أو المتعة، لكن «Novocaine» ينجح في تقديم هذه «الكليشيهات» المستهلكة بطريقة فعالة، ويرجع الفضل في ذلك بشكل كبير إلى أداء جاك كوايد الذي يجعل شخصيته تبدو واقعية رغم ظروفها غير العادية إطلاقا، فكوايد يجسد شخصية «ناثان» بحيوية وتألق، مضيفا نوعا من الفوضوية الطفولية التي تجعل مشاهدته متعة حقيقية، وتسهم التفاصيل الذكية من السيناريو التي تضفي طابعا إنسانيا، مثل أن اسم حساب «ناثان» على الإنترنت «MagicNateBall»، في تعزيز هذه الجاذبية، حيث تتناغم تماما مع سحر كوايد الطبيعي. ما سبق ذكره لا يعني أن السيناريو لا يتجاوز أحيانا الخط الفاصل بين الذكاء واللعب بالكلمات بشكل مبالغ فيه، ومع ذلك يبقى الفيلم مثالا ممتازا على السينما الترفيهية، ومن الممتع حقا رؤية فيلم متقن الصنع ومبتكر في مشهد سينمائي يزداد ازدحاما بأجزاء الأفلام ذات العوالم المشتركة والدراما الكئيبة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store