أحدث الأخبار مع #»حزبالله»


الجمهورية
٠٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الجمهورية
برسم أهل الحكم: لهذه الأسباب الدعوة إلى مؤتمر وطني
مقاومة هذا الضغط الخارجي لا تتوافر شروطها إلّا بالاستناد إلى دعم وطني كبير لا يُحقّقه إلّا المؤتمر الوطني المنتظر إنّ الطلب من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ورئيسَي مجلسَي النواب والحكومة نبيه بري ونواف سلام، المسارعة إلى الدعوة لمؤتمر وطني له مسوّغاته الوطنية والواقعية، وذلك تحوّطاً لتطوّرات قد تدفع البلاد إلى منزلقات خطيرة. أولاً: هناك خوف مبرّر من أن تعود الفتنة إلى لبنان في ضوء ما يحمله مشروع قانون أميركي بعنوان: «منع الجماعات المسلحة من الانخراط في التطّرف» (Preventing Armed Groups For Engaging In Radicalism) الذي يُشار إليه باسم PAGER، وقدّمه النائب الجمهوري من فلوريدا غريغ ستيوب، ويقترح حظر «تقديم المساعدات للقوات المسلحة اللبنانية حتى تلغي السلطات الحاكمة في لبنان اعترافها بـ»حزب الله» وكتلته» النيابية، كما يحظّر الاقتراح على الأفراد التابعين لـ«حزب الله» أو المنظمات الأخرى المرتبطة بإيران الخدمة في مناصب وزارية»، وأنّ «لبنان ملتزم بقرار مجلس الأمن الرقم 1559 بإزالة «حزب الله» والجماعات الأخرى من أراضيه»، وأن «يُنهي الجيش اللبناني علاقته بـ»حزب الله» وإيران وجميع المنظمات التابعة لها». وحتى يكتمل «النقل بالزعرور»، يطلب الاقتراح إلغاء «السلطات الحاكمة في لبنان إعترافها بـ«حزب الله» وجناحه السياسي المتحالف معه، أي كتلة «الوفاء للمقاومة» وحليفته حركة «أمل». كما يطلب المشروع فرض قيود وعقوبات وعوائق لتطويق الحزب وحلفائه، وتعزيز الحماية السياسية والقضائية لِمَن يُحاربه ويسعى إلى تشديد الحصار عليه من قوى سياسية في الداخل. بالفعل، هناك حملات مبرمجة وممنهجة ضدّ «الثنائي الشيعي»، وخصوصاً «حزب الله». وبطبيعة الحال، فإنّ هذا الاقتراح لم يُحسم مصيره بعد، لأنّ مشاورات واجتماعات وحملات ستسبق صدوره من عدمه. وبطبيعة الحال أن ينقسم المجتمع السياسي ومعه الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي حيال هذا الموضوع، ما يعني تأجّج النزاع الداخلي على أساس طائفي ومذهبي. فالحكومة اللبنانية لن تكون مستعدة للمغامرة بالسلم الأهلي وتعريض وِحدة لبنان للخطر إذا ما قيض للمشروع أن يمرّ في الكونغرس. بالتالي، فإنّ الجيش اللبناني الذي لن يكون مستعداً للدخول في مواجهة مع أي مكوّن لبناني مهما اشتدّت الضغوط. ثانياً، ستكون للأحداث الدامية في الساحل السوري إذا ما تمادت وتطوّرت، انعكاسات سلبية على لبنان سواء بين النازحين السوريِّين على أرضه، أو في المناطق اللبنانية التي ينتشر فيها أبناء الطائفة العلوية، مثلما حصل من توتر ليل أول من أمس بين محلتَي «جبل محسن» و«باب التبانه» في طرابلس. ثالثاً، إنّ الأحداث في الجنوب السوري أرخت بظلالها على مناطق لبنانية معيّنة، إذ تنقل التقارير الأمنية معلومات عن تحرّكات بين البلدَين لمجموعات تنشط بين السويداء والجولان. الأمر الذي يُضفي قلقاً مضاعفاً من اتجاه الأحداث في هذه المنطقة من سوريا وامتداد شرارتها إلى لبنان. رابعاً، إصرار إسرائيل على عدم تنفيذ القرار الدولي الرقم 1701، والاستمرار في احتلال التلال الخمس، وتعقّب الناس بالقصف، ومواصلة أعمال الجرف والهدم، ومحاولة إنشاء شريط حدودي جديد بأسلوب مختلف عن شريط سعد حداد (1976)، وأنّ انتهاكاتها البرية بنقل مواطنين صهاينة إلى بلدة جنوبية بذريعة الحَجّ إلى قبر أحد «الحاخامات» المدفون فيها، تعني أنّها تزرع مسمار جحا في قلب الأراضي اللبنانية، لتدّعي مستقبلاً أنّ لها حقوقاً في هذه الأرض. إزاء هذه المعطيات غير الوردية التي يعرفها رئيس الجمهورية ورئيسا مجلسَي النواب والوزراء والمسؤولون الكبار، ألا يستحق الأمر مؤتمراً وطنياً عاجلاً ومُلِحّاً، لتأكيد ثوابت لبنان الوطنية وتوطيد أركان وحدته، والذهاب بشجاعة إلى اللقاء والمصارحة والمصالحة بعد الاتفاق على المواضيع الخلافية وفي مقدّمها الاستراتيجية الدفاعية، الموقف من إسرائيل وسياستها التوسعية، ووضع سلاح «حزب الله»، ومفهوم السيادة الوطنية وطريقة الدفاع عنها. بالإضافة إلى عدد من البنود الإصلاحية الأساسية التي أظهرت التطبيقات الاستنسابية لـ«اتفاق الطائف» منذ العام 1992 إلى اليوم، أنّ الحاجة إلى تطبيقها أكثر من ملحّة. ومن النادر أن تجد لبنانياً متابعاً لمسار الوضع في بلده إلّا ويُقرّ بأنّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يَعي تماماً حجم الأخطار المُحدِقة، ويسعى إلى تداركها، وكذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، وهم جميعاً متفقون على إبعاد فتيل التفجير عن برميل البارود. لكنّ حجم الضغط الخارجي هو من نوع «الأثقل» من ثقيل، ويحتاج إلى جهد استثنائي. وإنّ مقاومة هذا الضغط لا تتوافر شروطها إلّا إذا كانت مستندة إلى دعم وطني كبير لا يُحقّقه إلّا المؤتمر الوطني المنتظر. وإنّ «خير البرِّ عاجله».


IM Lebanon
٠٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- IM Lebanon
سجن الإنكار يُثير هذيان 'الممانعة'
كتب طوني عطية في 'نداء الوطن': فيما يرمّم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون صورة لبنان الدولية، تمهيداً لاستعادة دوره الطبيعي، يواصل »حزب الله» محاولات الالتفاف على الواقع الجديد الذي لن يستسيغ هضمه لا في أمعائه ولا في مخيّلته. وبعد أن فرغت جعبته من وسائل السطوة والهيمنة العسكرية والسياسية على الحكم، يسعى إلى «هرطقة» الاتفاق الموقّع بين لبنان وإسرائيل في 27 تشرين الثاني 2024، للتنصّل من ترتيباته وآلياته التطبيقية. كيف لا و »الحزب» المؤمن بمشروعه فقط، احترف «بدرجة ممتاز» لعبة نكث العهود تجاه كلّ ما يشكّل فرصةً لبناء الدولة. سجلّه الانقضاضي حافل، منذ إسقاطه مفاعيل تحرير الجنوب عام 2000، إلى كسر اليد التي حاولت احتضانه عقب خروج الاحتلال السوري (2005)، ثمّ التنصّل من القرار 1701 بعد حرب تمّوز، إلى انقلابه على حكومتي فؤاد السنيورة وسعد الحريري واللائحة تطول. وبما أنّ الزمن الأول تحوّل، وخارت معه قواه التعطيليّة والإكراهية، يلجأ «حزب الله» بين الحين والآخر إلى استعمال قنابله الصوتية أو المرئية أو المكتوبة، لقصف جبهة القرارات الدولية المتعلّقة بلبنان. ومن أبرز إبداعات «الممانعة» في تسويق البِدَع ونشر مغالطاتها، تلك التي تعتبر أن بنود وقف إطلاق النار التي وافقت عليه الحكومة اللبنانية، لم تلحظ أي قرار غير الـ 1701. كأن القرار المذكور لا علاقة له بالقرارات الأخرى. واللافت هنا، أن «الحزب» الذي لا يؤمن إلا بما هو غير شرعي، كمنطق وحدة الساحات الذي أغرق نفسه ولبنان في جحيمه، لا ينطبق منطوقه الوحدوي أو الترابطي على وحدة القرارات الدولية ذات الصلة بلبنان. ويروّج في السياق ذاته، بأن «الترتيبات»، تنصّ بوضوح (وفق ظنّه) على أن نطاق عملها محصور بمنطقة جنوب الليطاني. يُعلّق مصدر دبلوماسيّ على هذه النقطة، مشيراً إلى أنه من المفيد العودة إلى نصوص القرارات الدولية ومنها الـ 1701 الذي يشدّد في النقطة الثالثة منه على «أهميـة بسط سـيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانيـة وفق أحكام القرار 1559 (2004) والقرار 1680 (2006) والأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف». هذه الفقرة، لا تحمل أي اجتهادات أو تفسيرات ملتبسة، وبمجرّد الحديث عن القرار 1701، يسري تلقائيّاً وبحكم القانون الدولي على القرارين 1559 و1680 في الوقت ذاته. كما ورد في مقدّمة «الترتيبات» أنه «على كل من لبنان وإسرائيل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 بشكل كامل مع الإقرار بأن القرار 1701 يدعو أيضاً إلى التنفيذ الكامل للقرارات السابقة لمجلس الأمن الدولي» بما في ذلك نزع سلاح جميع المجموعات المسلّحة في لبنان «بحيث تكون القوّات المسلّحة اللبنانية» ويسميها بالاسم «هي القوّة الوحيدة المخوّلة حمل السلاح في لبنان». وفي سجن النكران الإنفرادي الذي يمكث داخله «حزب الله» ومعه إيران، لم تنسَ الأخيرة موقف رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، القاسي والجريء والجديد، عندما زار وفدها الرفيع قصر بعبدا، قبل تشييع الأمينين العامّين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدين. وبعد القمّة اللبنانية – السعودية في الرياض، أعلن مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، بوقاحة، أن «حزب الله» سيواصل مسيرة المقاومة بقوة»، وفجّر هذيانه هذا، بربط سببيّة استمرار «المقاومة»، بدعمها من غالبية الشعب اللبناني. في الخلاصة، تُشير مواقف «المحور»، إلى حالٍ من الإرباك والانقطاع الرهيبين عن الواقعين اللبناني والإقليمي، عمّا تريده الغالبية المطلقة من اللبنانيين، كما عن القرارات الدولية التي ولّى عن «ظهر» تطبيقاتها زمن البدع والهرطقات والالتفافات ومصيدة الوقت.


وزارة الإعلام
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- وزارة الإعلام
نداء الوطن: رسالة سيادية: لبنان تعب من حروب الآخرين.. إسرائيل «حضرت» التشييع من الجو
كتبت صحيفة 'نداء الوطن': مع دفن الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله تُطوى مرحلة وتُفتح مرحلة تختلط فيها إشارات التفاؤل بالتغيير الكبير الذي حصل، والخوف من أن تكون انحناءة «حزب الله» بسبب ما تكبده من خسائر، انحناءة ظرفية يعود بعدها إلى تعطيل الدولة وانتهاك القرارات الأممية، التي تحكم الوضع الأمني في الجنوب، وتشدد على نزع سلاح «حزب الله» في كل لبنان. والحشد الكبير الذي واكب تشييع نصرالله وابن خالته الأمين العام بعده هاشم صفي الدين، لا شك أرضى مسؤولي «الحزب» بحجم الاستجابة الشعبية، وإن كان من المبكر القياس في المستقبل على مشهد الأمس، وهو مشهد عاطفي ووجداني. لقد مضى التشييع على خير، خصوصاً مع تضافر جهود القوى الأمنية التي واكبت الحدث، وكانت مستعدة لكل طارئ. وإسرائيل أبت إلا أن تتدخل في المشهد الجنائزي وحلقت فوق مدينة كميل شمعون الرياضية بمقاتلات قيل إنها ذاتها التي نفذت إغتيالَي نصرالله وصفي الدين. كذلك شنت غارات طاولت أكثر من منطقة لبنانية، واستهدفت مخازن ومراكز لـ»حزب الله». وفي عرض لوقائع التشييع، الحضور الدبلوماسي لم يأت على مستوى تقديرات «الحزب» الذي ذهب بعيداً بتأكيده دعوة أكثر من ستين دولة حيث بدت المشاركة باهتةً وخلت من شخصيات لها وزنها السياسي أو ذات سمعة دولية، حتى أن المشاركة الرسمية اللبنانية بدت خجولة وكانت في حدها الأدنى. وفي وقت حضر «حزب الله» على الأرض، وإسرائيل حضرت في الجو، والسيد حسن نصرالله «حضر» بنعشه، أطل الأمين العام الجديد الشيخ نعيم قاسم عبر شاشة عملاقة بثت كلمته مباشرة، ما يعني أن «ربط النزاع» مع إسرائيل ما زال قائماً، وأن الاغتيالات صفحة لم تُطوَ بعد. ولعل أفضل توصيف لكلمة الشيخ نعيم قاسم أنها عبارة عن «معنويات» لا تنطبق على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يقول: «سنُمارس عملنا في المقاومة، نصبر أو نُطلق متى نرى مناسباً، ولن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب، إنَّ المسؤولين في لبنان يعرفون توازن القوى». ويتابع: «نمارس حقنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة والظروف ونناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عندما نناقش الاستراتيجية الدفاعية». امتعاض من كلام قاسم مصادر سياسية رفيعة أبدت لـ»نداء الوطن» امتعاضها من كلمة الشيخ قاسم، ووصفتها بالاستفزازية، وسألت: كيف يقول: «نمارس حقنا في المقاومة، ونناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عندما نناقش الاستراتيجية الدفاعية؟». وتتابع المصادر: «كأن الشيخ قاسم لم يقرأ خطاب القسم للرئيس جوزاف عون، الذي يقع على طرفي نقيض مع ما طرحه قاسم، فعن أي استراتيجية دفاعية يتحدث وهي لم ترِد لا في خطاب القسم ولا في البيان الوزاري الذي ستبدأ مناقشته غداً وبعد غد؟». كلام عون أمام الوفد الإيراني ولعل أفضل رد على «منطق» الشيخ نعيم قاسم، ما أدلى به رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، والسفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني مع وفد مرافق، وفي كلامه جرأتان: الأولى أنه قال كلاماً لم يسبق لرئيس جمهورية أن قاله منذ التسعينات، والثاني أنه قاله أمام وفد إيراني حيث تتدخل إيران في شؤون لبنان، وهي التي كانت تعتبر أنها تسيطر على أربع عواصم عربية منها بيروت، قال الرئيس عون: «لقد تعب لبنان من حروب الآخرين على أرضه، وأوافقكم الرأي بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأفضل مواجهة لأي خسارة أو عدوان، هي وحدة اللبنانيين». وتابع الرئيس عون: «إن لبنان دفع ثمناً كبيراً دفاعاً عن القضية الفلسطينية»، معرباً عن أمله بالوصول إلى حلّ عادل لها. وكان لافتاً جداً، في معرض ترحيبه بالوفد الإيراني، قوله إنه «على مدى عقود طويلة، خسر لبنان زعامات كبيرة»، وفي ذلك إشارة بالغة الأهمية إلى أن السيد حسن نصرالله ليس الزعيم الوحيد الذي خسره لبنان، كما بدا لافتاً تذكير الرئيس عون بأن خسارة لبنان لزعامات كبيرة جاءت على مدى عقود. وأكدت مصادر لـ «نداء الوطن» أن ما قاله الرئيس عون أمام قاليباف أتى بعد سلسلة مواقف إيرانية تشكل تدخلاً بالشأن اللبناني، وهذه المواقف كانت تطال دور لبنان والمقاومة وتحاول تحديد سياسة لبنان الخارجية وتشكل انتهاكاً لسيادته، ولم يشأ الرئيس الرد على تلك التصاريح في الإعلام أو عبر بيانات بل انتظر زيارة الوفد الإيراني فأسمعهم الكلام الذي يجب أن يقال ووضع النقاط على الحروف وكان حازماً في أن اللبنانيبن هم من يقررون سياسة بلدهم ويجب على الدول احترام سيادة البلد وعدم التدخل في سياستنا، ولبنان الساحة قد انتهى وأصبح هناك رئيس جمهورية ودولة مسؤولة عن حدودها ومرافئها ومطارها وهي من تحدد الإجراءات، وكدليل على أن عون كان يريد إيصال الرسالة إلى الإيرانيين استشهد بالمادة التاسعة من الدستور الإيراني التي تنص على عدم تدخل أي دولة بشؤون إيران الداخلية فطالب إيران بتطبيق هذا الأمر على البلدان الصديقة ومن ضمنها لبنان. واللافت أن الضيف الإيراني استوعب رسالة عون ولم يعترض بل أكد العمل بموجب ما تقتضيه العلاقات الإيرانية – اللبنانية. زيارة السعودية أولاً وفيما لبنان على موعدٍ غداً وبعد غد مع جلسات مناقشة البيان الوزاري للحكومة التي يرجَّح أن تنال الثقة في آخر الجلسات، مساء الأربعاء، يزور الرئيس جوزاف عون السعودية الأحد المقبل يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي، ذلك قبل التوجه إلى مصر للمشاركة في القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين.


البناء
٠٧-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- البناء
حملة تراجع أميركية للتخفيف من تصريحات ترامب وتحويلها إلى مجرد فكرة / انتكاسة الولادة الطبيعيّة لحكومة سلام وانتظار موعد وشكل الولادة القيصريّة / اشتباكات الحدود الشرقيّة بين العشائر ومسلحين سوريين تنتهي بتبادل الأسرى
دعسة ناقصة للرئيس ترامب قدّمت خدمة معنوية وإعلامية لحكومة بنيامين نتنياهو، وقامت بحمايتها وتحصينها من مخاطر التفكك، لكنها استثارت ردود أفعال عربيّة ودولية وتنصلاً أميركياً واسعاً منها، وأطلقت حملة علاقات عامة أميركية من مسؤولي البيت الأبيض والخارجية الأميركية للتخفيف من وقعها، وقدّمت مزاعم تنفيها كلمات ترامب الصريحة، فقال مسؤولون أميركيون إن لا نزع لملكية قطاع غزة في مشروع ترامب من يد أصحابه وأهله الفلسطينيين، بينما تحدّث ترامب بوضوح عن ملكية أميركيّة طويلة الأمد، وقالت إن التهجير مؤقت بينما قال ترامب صراحة إنه لا يرى مبرراً لعودة أهالي غزة إلى القطاع بعد بنائه كأرض عالمية تمثل ريفييرا الشرق الأوسط. وظهرت مواقف مماثلة داخل كيان الاحتلال تتحدث عن تشجيع الفلسطينيين على الهجرة الطوعيّة لا عن التهجير، لكن الرفض العالمي والعربي تصاعدت نبرته، وباتت الأسئلة عما سوف يفعله العرب الذين تبلغوا عملياً من ترامب بدفن مشروع حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية، ودعوته للتطبيع مع كيان الاحتلال على هذا الأساس، بعدما أكدت السعودية تمسكها بالدولة الفلسطينية، ورفضها كما الأردن ومصر لكل أشكال التهجير وضم الأراضي والاستيطان. في لبنان دعسة ناقصة للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام، مع وصول مورغان أورتاغوس خليفة اموس هوكشتاين ونائبة المبعوث الأميركي للمنطقة ستيف ويتكوف التي قالت رويترز إنّ «من المقرّر أن تنقل رسالةً حازمةً إلى القادة اللّبنانيّين خلال زيارتها، مفادها أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة لن تتسامح مع النفوذ غير المضبوط لـ»حزب الله» وحلفائه في تشكيل الحكومة الجديدة». وأوضح مسؤول في الإدارة الأميركيّة ودبلوماسي غربي ومصادر حكوميّة إقليميّة، أنّ «الرّسالة ستتضمّن إشارة إلى أنّ لبنان سيتعرّض لعزلة أعمق ودمار اقتصادي، ما لم يشكّل حكومةً ملتزمةً بالإصلاحات والقضاء على الفساد وكبح جماح جماعة «حزب الله» الشّيعيّة المدعومة من إيران». وكشف مسؤول أميركي بارز لوكالة «رويترز» للأنباء، أنّ «واشنطن لا تختار أعضاء الحكومة بشكل فردي، لكنّها تريد ضمان عدم وجود دور لحزب الله فيها»، مشيرًا إلى أنّ «حزب الله هُزم، ويجب أن تعكس الحكومة الجديدة هذه الحقيقة الجديدة». الدعسة الناقصة لسلام ترجمت هذه الرسائل بتقديم تسمية للوزير الخامس المتفق عليه لتمثيل الطائفة الشيعية في الحكومة بطريقة استفزازية تهدف للإيحاء بأن ثنائي حركة امل وحزب الله قد تم إلحاق الهزيمة بهما، بخلاف الاتفاقات السابقة على آلية التسمية، وانتهت الدعسة الناقصة بانتكاس الولادة الطبيعية للحكومة، وسط تساؤلات عن موعد وشكل الولادة القيصريّة وظروفها، حيث إن الخيارات ضيّقة طالما أن لا أحد يريد انسحاب الرئيس المكلف من المشهد، بين العودة إلى التفاهمات، أو حكومة بدون الثنائي يصعب أن يوقع مراسيمها رئيس الجمهورية وأن يشارك فيها اللقاء الديمقراطي، وأن تنال الثقة، والبقاء في حال مراوحة لأسابيع وربما لشهور في أسوأ بداية ممكنة للعهد الجديد. دعسة ناقصة ثالثة على الحدود الشرقية تمثلت بتعرّض اللبنانيين لإطلاق النار من الأراضي السورية من مسلحين منتسبين لهيئة تحرير الشام، لم يعرف إذا كانوا يمثلون قرارها أم أنهم قاموا بتصرفات واجتهادات محلية، وتحوّل الوضع في منطقة الهرمل وجوارها السوري إلى اشتباكات امتدت لساعات سقط فيها عدد من الضحايا وتعرض خلالها عدد آخر للأسر المتبادل، وانتهت الأمور ليلاً الى تبادل أسرى وتثبيت وقف النار. وبعد تعثر تأليف الحكومة وعشية وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، وفي ظل وجود رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً واسعاً على لبنان ليل أمس، حيث نفذ الطيران الحربي غارة جوية مستهدفاً الوادي الواقع بين بلدتي بفروة وعزة في قضاء النبطية، وعلى دفعتين. وقد سمع دوي انفجارين في محيط بلدتي حومين الفوقا ورومين جنوب لبنان، بالتزامن مع تحليق منخفض جداً للطيران الحربي الإسرائيلي. وطال العدوان البقاع، وأغار على الحدود مع سورية، حيث أفيد عن 4 غارات استهدفت السلسلة الشرقية في محيط الزبداني. وقبيل العدوان سُجِل تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض فوق بيروت ومنطقة البقاع وبعلبك والبقاع الشمالي. وإذ ربطت مصادر سياسية بين الغارات الإسرائيلية على لبنان وبين التعثر في تشكيل الحكومة، وبالتالي هذا التحرك الإسرائيلي العسكري السريع يهدف الى الضغط على المسؤولين اللبنانيين وعلى المقاومة تحديداً للتنازل في مسألة تأليف الحكومة وعدم تمثيل حزب الله، كما يطالب المسؤولون الأميركيون. لفت خبراء عسكريون وسياسيون لـ»البناء» الى أن هذه الغارات الليلية تهدف الى فرض التفسير الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار وتكريس حرية الحركة والتدخل الإسرائيلي الجوي بعد الثامن عشر من الشهر الحالي ومحاولة تصوير أن حزب الله يخرق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال نقل وتخزين الأسلحة وفق ما يزعم الإسرائيليون، وكذلك الأمر إثارة مسألة سلاح حزب الله شمال الليطاني لمزيد من الضغط السياسي الداخلي على الحزب. وتوقع الخبراء مزيداً من الاعتداءات الإسرائيلية حتى الثامن عشر من الشهر الحالي. وكان جيش الاحتلال واصل عمليّات نسف ما تبقى من منازل في بلدة كفركلا، وقام بعمليات تفجير يوميّة في البلدة الحدودية. وينتظر أهالي البلدة منذ أيام الدخول إليها، ولكن من دون جدوى حتى الساعة. وأصدر الناطق باسم جيش العدو افيخاي أدرعي تحذيراً جديداً لسكان الجنوب: «بحظر العودة إلى منازلهم في المناطق المعنية حتى إشعار آخر. كل من يتحرك جنوبًا يعرّض نفسه للخطر». في المقابل وجّه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رسالة خطيّة إلى جرحى المقاومة أكّد فيها أنّ جراح المقاومين كسرت تطلعات العدو الصهيوني وداعميه وهزمت أهدافه، مشددًا على أن مسيرة المقاومة والتحرير مستمرة، وستكون أقوى بالمجاهدين والجرحى والأسرى والشعب الوفي والأشرف. وقال قاسم في مناسبة يوم الجريح في الرابع من شهر شعبان: «عدوكم الكيان «الإسرائيلي» وداعمته أميركا، وهو أعتى الطغاة في عالمنا اليوم، ولكنكم بجراحكم كسرتم تطلعاته، وهزمتم أهدافه، وأصبحتم أصواتًا صادحةً بالحق، أنتم الأوفياء لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رض) ولكل الشهداء والأسرى والجرحى والمؤمنين بهذا الخط، وقد أبقاكم الله تعالى على قيد الحياة لتستكملوا مهمتكم وتقوموا بِدوركم بقدر استطاعتكم. وأضاف: «مسيرة المقاومة والتحرير مستمرة، وستكون أقوى بالمجاهدين والجرحى والأسرى والشعب الوفي والأشرف، هذه سيرة الأنبياء والأئمة، سيرة الإمام المهدي (عج)، سيرة خط الإمام الخميني (قده)، والولي الإمام الخامنئي (دام ظله)، وسيد شهداء الأمة السيد حسن (رض) والسيد الهاشمي (رض)، والشهداء، قال تعالى: «ونُريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين». على صعيد آخر، عاد التفاوض في ملف تشكيل الحكومة إلى المربع الأول بعدما كانت المؤشرات تشي بإعلان ولادتها ليل أمس، بعد اللقاء الرئاسي الثلاثي الذي عُقد في قصر بعبدا لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة التي حملها الرئيس المكلف نواف سلام إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، غير أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري رفض اسم الوزير الشيعي الخامس الذي سمّاه سلام عارضاً إسماً آخر، فرفضه سلام، ما دفع بالرئيس بري الى مغادرة القصر الجمهوريّ من المدخل الخلفي. وتشير مصادر الثنائي حركة أمل وحزب الله لـ»البناء» الى أن «الاتفاق كان مع الرئيس المكلف أن يسمّي هو الوزير الشيعي الخامس يوافق عليه الثنائي، لكن الرئيس بري تفاجأ بأن الرئيس المكلّف مصرّ على لميا المبيض من دون تشاور مسبق وكأنه أراد إحراج رئيس المجلس للموافقة على التشكيلة تحت ضغط تحضير المراسيم الحكومية لتوقيعها وحضور الجميع الى القصر الجمهوري والتسريبات الإعلامية المقصودة منذ يوم أمس بالإعلان عن قرب ولادة الحكومة، وبحال وافق الرئيس بري تكون نجحت خطة كسر الثنائي أما بحال رفض بري فيصار الى تحميله مسؤولية عرقلة ولادة الحكومة». وشدّدت المصادر على أن «الثنائي أبدى كل التعاون مع الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ومنفتح على أسماء بديلة تكون مقبولة من الثنائي والرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، لكن الرئيس المكلّف أقفل الباب بإصراره على اسم يعرف مسبقاً أنه مرفوض من قبلنا، فما المصلحة بالتمسك به وتعليق مراسيم الحكومة على توزيره؟». ولفتت المصادر الى أن «الأداء المعتمد بتأليف الحكومة يهدّد الميثاقية ومبدأ الشراكة في السلطة والتوازن الطائفي في البلد، علماً أن الرئيس المكلف أعلن حرصه على أن تحظى الحكومة بأوسع تمثيل نيابي وسياسي لتنطلق من أرض صلبة لمواجهة التحديات والأزمات المتعددة وأولها مواجهة الخطر الإسرائيلي من الجنوب»، وعوّلت المصادر على «حكمة ودراية رئيس الجمهورية في معالجة هذا الخطأ بالتعامل مع مكونٍ أساسي في البلد يحظى بإجماع التمثيل النيابي في المجلس النيابي ومن حقه اختيار وزرائه الذين يمثلوه». وتضيف المصادر أن عين التينة وعلى الرغم ما حصل لم تقفل أبواب التشاور على قريطم بل مفتوحة للتوصل الى توافق وإخراج الحكومة الى النور. وبعد نحو ساعتين على اجتماع رئاسيّ ثلاثيّ في قصر بعبدا، غادر الرئيس بري القصر من الباب الخلفي، فيما بقي الرئيسان عون وسلام، حيث أفيد أن العقدة لا تزال في اختيار الوزير الشيعي الخامس. ليخرج بعد خمس دقائق سلام من دون الإدلاء بأي تصريح، واكتفى بالقول رداً على سؤال ما إذا كان «مشي الحال» في عملية التشكيل «مشي الحال وما مشي الحال». وأفيد أن سلام طرح اسم لميا مبيض للتنمية الإدارية فرفضه بري، ثم طرح بري اسم القاضي عبد الناصر رضا بديلاً فرفضه سلام. وتردّد أن «لدى تمسك سلام باسم لميا مبيض للمقعد الشيعي الخامس رد بري «اعملها حكومة مبيض» ومن ثم غادر الاجتماع من الباب الخلفي للقصر». ووفق معلومات «البناء» فإن رئيس الجمهورية دخل على الخط لحلّ عقدة الوزير الشيعي الخامس، وقد يطرح أسماء أخرى توافقية. وأفيد أن الرئيس المكلف تلقى اتصالاً من مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى تضمن تحذيرات من تداعيات إشراك حزب الله في الحكومة. وفي سياق ذلك ذكرت «رويترز» أنّ «من المقرّر أن تنقل مبعوثة الرّئيس الأميركي دونالد ترامب (مورغان أورتاغوس) رسالةً حازمةً إلى القادة اللّبنانيّين خلال زيارتها الى لبنان، مفادها أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة لن تتسامح مع النفوذ غير المضبوط لـ»حزب الله» وحلفائه في تشكيل الحكومة الجديدة». وأوضح مسؤول في الإدارة الأميركيّة ودبلوماسي غربي ومصادر حكوميّة إقليميّة، أنّ «الرّسالة ستتضمّن إشارة إلى أنّ لبنان سيتعرّض لعزلة أعمق ودمار اقتصادي، ما لم يشكّل حكومةً ملتزمةً بالإصلاحات والقضاء على الفساد وكبح جماح جماعة «حزب الله» الشّيعيّة المدعومة من إيران». وكشف مسؤول أميركي بارز لوكالة «رويترز» للأنباء، أنّ «واشنطن لا تختار أعضاء الحكومة بشكل فردي، لكنّها تريد ضمان عدم وجود دور لحزب الله فيها»، مشيرًا إلى أنّ «حزب الله هُزم، ويجب أن تعكس الحكومة الجديدة هذه الحقيقة الجديدة». ما يعني وفق ما يشير مطلعون على ملف التشكيل لــ»البناء» فإن العقدة ليست بالوزير الشيعي الخامس بل بفيتو أميركي على تمثيل حزب الله في الحكومة ولو كان هناك ضوء أخضر أميركي لسلام بتمثيل الحزب لكان تمّ الاتفاق على الوزير الخامس وتم إعلان ولادة الحكومة. وهذا ما ظهر في كلام نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الذي لفت الى أنّ «هذه المعركة ليست معركة حقائب، واليوم تبيّن أنّ هناك محاولة جديّة لإبقاء الوضع على ما كان عليه في السابق، وعلى حزب الله أن يعلم أنّه سيتواجد في حكومة مصمّمة على تنفيذ القرارات الدوليّة، وهذا عهدُ رئيس الحكومة المكلف نواف سلام لنا، وإلا فنحن لا نريد أن نكون في الحكومة، ونحن لن نشارك في أي حكومة تفرض علينا الرضوخ لضغط معيّن، وما يهمّ هو الموقف اللبناني فهل يقبل اللبنانيّون بعد بحرب إسناد وسلاح غير شرعي؟». ووفق معلومات «البناء» فإن الرئيس المكلّف سيتجه الى تقديم تشكيلة حكومية يراها مناسبة الى بعبدا ويضع رئيس الجمهورية أمام الأمر الواقع ويرمي الكرة على المجلس النيابي، وبالتالي لن يعتذر عن التأليف. وأشار المكتب الإعلامي لسلام، في بيان، إلى أنّ «زوّار سلام نقلوا عنه إصراره المضي في تأليف الحكومة، وعدم نيّته الاعتذار بتاتًا». ولفتت معلومات «البناء» الى ضغوط يتعرّض لها الرئيس المكلف من الخارج والداخل عبر نواب تغييريين يلازمون مكتبه للإشراف على عملية التشكيل، بهدف الحد من تمثيل الثنائي حركة أمل وحزب الله في الحكومة. وما يؤكد ذلك وفق المصادر التصريحات المريبة للنائب مارك ضو والذي قال أمس عبر «إكس»: خامس ما في… ما في خامس». وتواصلت الاعتراضات على أداء الرئيس المكلف قبل وصوله الى بعبدا. ففي حين يعبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن امتعاضه الشديد حيال عملية التأليف، في مؤتمر صحافي يعقده اليوم، نفى تكتل «الاعتدال الوطني» في بيان الأخبار التي تتحدث عن تفكك في كتلة الاعتدال الوطني. وأكد التكتل أن «لأعضائها الحق بإبداء آرائهم السياسية بكل حرية وديموقراطية وأن أي قرار يتخذ يكون بالتشاور والتشارك بين كافة أعضائها وبالإجماع وهي وجدت كي تبقى». وأشارت إلى أن اجتماعاً موسعاً سيعقد في مطلع الأسبوع لمناقشة الأوضاع الراهنة على الساحة السياسية». بدوره، أشار «التّكتّل الوطني المستقل» إلى أن «بعد المسار الاستنسابي وازدواجيّة المعايير التي اتّبعها الرئيس المكلّف نواف سلام، الذي أظهر انحيازاً فاضحاً لبعض القوى السياسيّة على حساب قوى أخرى، إذ أنه في الوقت الذي يدّعي فيه عدم رغبته في تمثيل الأحزاب السياسية، نراه يمنح قوى محدّدة وزارات سياديّة وخدميّة أساسية، وذلك في تناقض صارخ مع ما يُروّج له». ورأى النائب فيصل كرامي أن «هناك سوء تقدير من قبل سلام بعدما زار بعبدا بحضور رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ولم يعلن عن حكومة ممّا شكّل خيبة ظنّ كبيرة لدى اللبنانيّين»، وعلى رئيس الحكومة «أن يتذاكى» لكي يتمكّن من الحصول على الثقة، وحصول «القوّات» على 4 وزارات «مش كتير حقيقي». وإذ أشارت معلومات الى أن الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة يتدخل بشكل مباشر بعملية التأليف وطرح أسماء عدة محسوبة عليه، كان لافتاً توقيت زيارة الرئيس المكلف الى دار الفتوى للاطمئنان الى صحة المفتي عبد اللطيف دريان، قبيل زيارته الى بعبدا! ما رأى فيها البعض محاولة للتحصن خلف دار الفتوى قبل إعلان تشكيلته وتأمين التغطية الشرعية والدينية لتشكيلته التي يعارضها الثنائي حركة أمل وحزب الله وأغلب الكتل السنية والتيار الوطني الحر وآخرون. وأكد سلام من دار الفتوى «أنني أعمل بكل ما أوتيت به من قوة للإسراع في تشكيل الحكومة». بدوره، أكد المفتي دريان خلال اللقاء حرصه على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة انطلاقاً من وثيقة اتفاق الطائف وعدم التساهل في هذه الصلاحيات وضرورة التزام تطبيق الدستور. ودعا المفتي دريان الرئيس المكلف الى «الإسراع في تشكيل الحكومة ضمن إطار المساواة في الحقوق والواجبات بين كل المكوّنات اللبنانية من دون أي تمييز، كأساس للعيش المشترك في مجتمعنا المتنوع والمتعدد». أمنياً، شهدت الحدود اللبنانية السورية اشتباكات عنيفة في منطقة جرماش السورية عند الحدود مع لبنان من جهة الهرمل بين عشائر المنطقة وهيئة تحرير الشام. وأرسل الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود اللبنانية السورية الشمالية منعًا لدخول المسلّحين إلى الأراضي اللبنانية. وبعد اشتباكات لأكثر من ساعتين بين عناصر هيئة تحرير الشام والعشائر، دخلت قوات الهيئة قرية حاويك السورية وخرج السكان اللبنانيون من البلدة باتجاه الأراضي اللبنانية، حيث تقوم قوات من الهيئة بتفجير بعض المنازل. وأفيد عن سقوط قذيفة على أطراف بلدة القصر الحدودية وجرح شخص، إثر الاشتباكات بين العشائر اللبنانيّة وهيئة «تحرير الشام». كما وقعت «معدات عسكرية بأيدي العشائر اللبنانية أثناء المعارك مع هئية تحرير الشام»، عند الحدود اللبنانية السورية الشمالية. وذكرت وسائل إعلامية مقتل شخصين وأسر شخصين من عناصر الهيئة في بلدة حاويك الحدودية. ومساء أمس سلّم الصليب الأحمر جثة عنصر من هيئة تحرير الشام للهيئة عند معبر جوسي الحدودي ضمن المرحلة الأولى من التبادل مع العشائر.