#أحدث الأخبار مع #»خطكارمان»بوابة الأهرام٢٢-٠٤-٢٠٢٥ترفيهبوابة الأهرامرحلة «بلو أوريجين» الفضائية تُغضب نساء أمريكاقبل انطلاق صاروخ شركة الفضاء التجارية الخاصة «بلو أوريجين»، لصاحبها الملياردير «جيف بيزوس»، الأسبوع الماضي، ظل الإعلام الليبرالى على مدى شهر يقدم صورا فى غاية الجاذبية والرهبة لهذه الرحلة التى وصفت بالـ«تاريخية». فقد انطلق الصاروخ وعلى متنه ست سيدات معروفات من مجالات مختلفة: المغنية كاتى بيري، والصحفية «لورين سانشيز» خطيبة الملياردير بيزوس (اللذان يرتبان حاليا لحفل زفاف أسطورى هذا الصيف بمدينة البندقية الإيطالية)، ومقدمة البرامج التليفزيونية «جايل كينج»، وعالمة الصواريخ السابقة «عائشة بو»، ورائدة الفضاء الناشطة «أماندا نجوين»، والمنتجة السينمائية «كريان فلين». وتردد على نطاق واسع أن لهذا المشروع هدفا نسويا نبيلا هو إلهام الفتيات الصغيرات كى يصبحن رائدات فضاء وتشجيعهن على اقتحام ميادين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. أسس بيزوس «بلوأوريجين» عام 2000، وهى من الشركات الاستثمارية الخاصة المعنية بالأبحاث والسياحة الفضائية، وتتوازى برامجها مع أنشطة وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» التى أرسلت حتى الآن 46 رائدة متمرسة إلى الفضاء الخارجى فى رحلات مختلفة. استغرقت رحلة «بلوأوريجين» النسائية الأخيرة إحدى عشرة دقيقة، وصل خلالها الصاروخ لارتفاع 99.8 كيلومتر فوق سطح البحر، واجتاز مباشرة ما يعرف بـ»خط كارمان» الذى يفصل بين الغلاف الجوى والفضاء الخارجي، مما سمح لهؤلاء السيدات أن يجربن لبضع دقائق الإحساس بانعدام الجاذبية الأرضية. ونقلت اللقطات المصورة لهذه الرحلة إحساسهن بالفخر وهن يرتدين بدل رواد فضاء أنثوية ضيقة، ويضعن مساحيق الوجه والرموش الصناعية، ويتمازحن ويلتقطن الصور الـ»سيلفي» على نغمات أغنية «ياله من عالم جميل» التى انسابت فى الخلفية، ليس بصوت مؤديها الأصلي، نجم الجاز الشهير»لويس أرمسترونج»، وإنما بصوت إحدى عضوات الفريق، المغنية «بيري» التى مالت مؤخرا لتقديم أغنيات نسوية، من أحدثها أغنية «عالم امرأة»، وظهرت العام الماضى خلال الانتخابات الرئاسية، فى إشارة لمرشحة الحزب الديمقراطى «كامالا هاريس». وتصف كلمات الأغنية البطلة الخارقة وهى هبة من السماء، تتمتع بالإثارة والثقة والذكاء، رقيقة جدا وقوية جدا. وتؤكد الأغنية فى مذهب متكرر منها أننا بالتأكيد محظوظون لأننا نعيش فى عالم المرأة. لم تحقق هذه الأغنية نجاحا رغم الأجواء النسوية التى خيمت على الموسم الانتخابى الماضي، تماما كما لم تنجح رحلة «بلوأوريجين» الأنثوية فى إثارة الاهتمام العام على نحو إيجابي، بل تعرضت لانتقادات لاذعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن جانب المشاهير. حيث قال وزير النقل «شون دافي»: «كان الطاقم الذى سافر إلى الفضاء على متن رحلة آلية تابعة لشركة «بلوأويجين» شجاعا وجذابا، لكن لايمكن تعريفهن بأنهن رائدات فضاء لأنهن لا يستوفين معايير إدارة الطيران الفيدرالية لرواد الفضاء التى تنص على أنه لابد أن يقوم الشخص بأنشطة ضرورية للسلامة العامة فى رحلات الفضاء البشرية كى يستحق اللقب المرموق». وبالتالى فإن الوصف المناسب لسيدات هذه الرحلة هو مسافرات فضاء وليس رائدات فضاء. وفى هذا الاتجاه أيضا سخر «جو روجان» مقدم البرامج الشهير، من إطلاق لقب رائدات فضاء على فريق نسائى على متن رحلة آلية تم التحكم فى إطلاقها وتوجيهها عن بُعد من قاعدة شركة «بلوأوريجين» فى ولاية تكساس. وقالت الكاتبة وعارضة الأزياء «إميلى راتاجكوفسكي»، «كان الإطلاق الفضائى الذى ضم طاقما نسائيا بالكامل مسعيً مبالغا فيه. لم يكن تقدميا كما بدا، بل كان ضارا بالبيئة، ودليلا على أننا نعيش فى عالم يخضع لحكم الأقلية حيث توجد فئة قليلة من الناس مهتمة بالذهاب للفضاء من أجل الحصول على لقطة جذابة، بينما يعيش معظم سكان كوكب الأرض فى قلق بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية». وتساءلت الممثلة «أوليفيا مون» عن الهدف من رحلة كهذه فى ظل القضايا السياسية والمجتمعية الأكثر إلحاحا، وقالت، «إن السفر السياحى إلى الفضاء يتطلب أموالا طائلة فى الوقت الذى لا يستطيع فيه كثير من الأمريكيين شراء البيض!» وعن هذه الرحلة كتبت الممثلة والمخرجة «جيسيكا تشاستين»: «قالوا إنها خطوة صغيرة للحركة النسوية، وأراها فى الواقع خطوة كبيرة ولكن للوراء. إنها الهزيمة المطلقة للنسوية الأمريكية». وقد رفضت المشاركات فى رحلة «بلوأوريجين» النسائية هذه الانتقادات، حيث يعتقدن أنهن قمن بعمل جاد يستحق الاحترام والتقدير. وقالت المغنية «بيري»، التى نالت النصيب الأوفر من الانتقاد، إن مشاركتها فى هذه المهمة الفضائية كانت أفضل حدث فى حياتها بعد تجربة الأمومة. وبينما تشعر «بيري» وزميلاتها بالفخر لكونهن أول طاقم نسائى بالكامل منذ رحلة رائدة الفضاء السوفيتية «فالنتينا تيريشكوفا» المنفردة عام 1963، قالت «جولى بورشيل» مؤلفة كتاب «مرحبا بكم فى محاكمات الاستيقاظ»، إنه لا مجال للمقارنة مع الرائدة الروسية، التى كانت أول إمرأة فى العالم تسافر إلى الفضاء. فتاة المصنع «فالنتينا» كانت تهوى القفز بالمظلات، ودارت حول الأرض 48 مرة خلال مهمتها الفضائية التى استغرقت ثلاثة أيام، فصارت وهى فى السادسة والعشرين من عمرها إحدى النماذج الحقيقية المُلهمة للحركات النسائية حول العالم
بوابة الأهرام٢٢-٠٤-٢٠٢٥ترفيهبوابة الأهرامرحلة «بلو أوريجين» الفضائية تُغضب نساء أمريكاقبل انطلاق صاروخ شركة الفضاء التجارية الخاصة «بلو أوريجين»، لصاحبها الملياردير «جيف بيزوس»، الأسبوع الماضي، ظل الإعلام الليبرالى على مدى شهر يقدم صورا فى غاية الجاذبية والرهبة لهذه الرحلة التى وصفت بالـ«تاريخية». فقد انطلق الصاروخ وعلى متنه ست سيدات معروفات من مجالات مختلفة: المغنية كاتى بيري، والصحفية «لورين سانشيز» خطيبة الملياردير بيزوس (اللذان يرتبان حاليا لحفل زفاف أسطورى هذا الصيف بمدينة البندقية الإيطالية)، ومقدمة البرامج التليفزيونية «جايل كينج»، وعالمة الصواريخ السابقة «عائشة بو»، ورائدة الفضاء الناشطة «أماندا نجوين»، والمنتجة السينمائية «كريان فلين». وتردد على نطاق واسع أن لهذا المشروع هدفا نسويا نبيلا هو إلهام الفتيات الصغيرات كى يصبحن رائدات فضاء وتشجيعهن على اقتحام ميادين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. أسس بيزوس «بلوأوريجين» عام 2000، وهى من الشركات الاستثمارية الخاصة المعنية بالأبحاث والسياحة الفضائية، وتتوازى برامجها مع أنشطة وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» التى أرسلت حتى الآن 46 رائدة متمرسة إلى الفضاء الخارجى فى رحلات مختلفة. استغرقت رحلة «بلوأوريجين» النسائية الأخيرة إحدى عشرة دقيقة، وصل خلالها الصاروخ لارتفاع 99.8 كيلومتر فوق سطح البحر، واجتاز مباشرة ما يعرف بـ»خط كارمان» الذى يفصل بين الغلاف الجوى والفضاء الخارجي، مما سمح لهؤلاء السيدات أن يجربن لبضع دقائق الإحساس بانعدام الجاذبية الأرضية. ونقلت اللقطات المصورة لهذه الرحلة إحساسهن بالفخر وهن يرتدين بدل رواد فضاء أنثوية ضيقة، ويضعن مساحيق الوجه والرموش الصناعية، ويتمازحن ويلتقطن الصور الـ»سيلفي» على نغمات أغنية «ياله من عالم جميل» التى انسابت فى الخلفية، ليس بصوت مؤديها الأصلي، نجم الجاز الشهير»لويس أرمسترونج»، وإنما بصوت إحدى عضوات الفريق، المغنية «بيري» التى مالت مؤخرا لتقديم أغنيات نسوية، من أحدثها أغنية «عالم امرأة»، وظهرت العام الماضى خلال الانتخابات الرئاسية، فى إشارة لمرشحة الحزب الديمقراطى «كامالا هاريس». وتصف كلمات الأغنية البطلة الخارقة وهى هبة من السماء، تتمتع بالإثارة والثقة والذكاء، رقيقة جدا وقوية جدا. وتؤكد الأغنية فى مذهب متكرر منها أننا بالتأكيد محظوظون لأننا نعيش فى عالم المرأة. لم تحقق هذه الأغنية نجاحا رغم الأجواء النسوية التى خيمت على الموسم الانتخابى الماضي، تماما كما لم تنجح رحلة «بلوأوريجين» الأنثوية فى إثارة الاهتمام العام على نحو إيجابي، بل تعرضت لانتقادات لاذعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن جانب المشاهير. حيث قال وزير النقل «شون دافي»: «كان الطاقم الذى سافر إلى الفضاء على متن رحلة آلية تابعة لشركة «بلوأويجين» شجاعا وجذابا، لكن لايمكن تعريفهن بأنهن رائدات فضاء لأنهن لا يستوفين معايير إدارة الطيران الفيدرالية لرواد الفضاء التى تنص على أنه لابد أن يقوم الشخص بأنشطة ضرورية للسلامة العامة فى رحلات الفضاء البشرية كى يستحق اللقب المرموق». وبالتالى فإن الوصف المناسب لسيدات هذه الرحلة هو مسافرات فضاء وليس رائدات فضاء. وفى هذا الاتجاه أيضا سخر «جو روجان» مقدم البرامج الشهير، من إطلاق لقب رائدات فضاء على فريق نسائى على متن رحلة آلية تم التحكم فى إطلاقها وتوجيهها عن بُعد من قاعدة شركة «بلوأوريجين» فى ولاية تكساس. وقالت الكاتبة وعارضة الأزياء «إميلى راتاجكوفسكي»، «كان الإطلاق الفضائى الذى ضم طاقما نسائيا بالكامل مسعيً مبالغا فيه. لم يكن تقدميا كما بدا، بل كان ضارا بالبيئة، ودليلا على أننا نعيش فى عالم يخضع لحكم الأقلية حيث توجد فئة قليلة من الناس مهتمة بالذهاب للفضاء من أجل الحصول على لقطة جذابة، بينما يعيش معظم سكان كوكب الأرض فى قلق بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية». وتساءلت الممثلة «أوليفيا مون» عن الهدف من رحلة كهذه فى ظل القضايا السياسية والمجتمعية الأكثر إلحاحا، وقالت، «إن السفر السياحى إلى الفضاء يتطلب أموالا طائلة فى الوقت الذى لا يستطيع فيه كثير من الأمريكيين شراء البيض!» وعن هذه الرحلة كتبت الممثلة والمخرجة «جيسيكا تشاستين»: «قالوا إنها خطوة صغيرة للحركة النسوية، وأراها فى الواقع خطوة كبيرة ولكن للوراء. إنها الهزيمة المطلقة للنسوية الأمريكية». وقد رفضت المشاركات فى رحلة «بلوأوريجين» النسائية هذه الانتقادات، حيث يعتقدن أنهن قمن بعمل جاد يستحق الاحترام والتقدير. وقالت المغنية «بيري»، التى نالت النصيب الأوفر من الانتقاد، إن مشاركتها فى هذه المهمة الفضائية كانت أفضل حدث فى حياتها بعد تجربة الأمومة. وبينما تشعر «بيري» وزميلاتها بالفخر لكونهن أول طاقم نسائى بالكامل منذ رحلة رائدة الفضاء السوفيتية «فالنتينا تيريشكوفا» المنفردة عام 1963، قالت «جولى بورشيل» مؤلفة كتاب «مرحبا بكم فى محاكمات الاستيقاظ»، إنه لا مجال للمقارنة مع الرائدة الروسية، التى كانت أول إمرأة فى العالم تسافر إلى الفضاء. فتاة المصنع «فالنتينا» كانت تهوى القفز بالمظلات، ودارت حول الأرض 48 مرة خلال مهمتها الفضائية التى استغرقت ثلاثة أيام، فصارت وهى فى السادسة والعشرين من عمرها إحدى النماذج الحقيقية المُلهمة للحركات النسائية حول العالم