منذ 3 أيام
تحدٍ يحوّل مسافرين إلى "أصحاب ملايين" في عالم الطيران
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما غيّرت الخطوط الجوية الاسكندنافية تحالفها الجوي في أواخر عام 2024، قرّرت شركة الطيران الأوروبية الاحتفاء بالأمر بطريقةٍ لافتة، ما أدّى إلى صنع "أصحاب ملايين" من المسافرين الدائمين.
لمدة 27 عامًا، كانت شركة الطيران جزءًا من "تحالف ستار" (Star Alliance)، الذي يضم 25 شركة طيران عالمية.
لكن في العام الماضي، انتقلت الخطوط الجوية الإسكندنافية، ومقرّها العاصمة الدنماركية كوبنهاغن الدنماركية، إلى تحالف "سكاي تيم" (SkyTeam).
لطالما حظيت تحالفات شركات الطيران بشعبيةٍ واسعة بين المسافرين الدائمين، حيث يمكنهم السفر على متن رحلات ذات "رموز مشتركة" مع أي شركة طيران في المجموعة، مع الاستمرار في كسب النقاط والأميال عبر برنامج شركة الطيران المفضلة لديهم.
لذا، قد يمثّل انتقال شركة طيران إلى تحالفٍ جديد نقلة نوعية للمسافرين المعتادين على أنماط طيران معينة.
قال نائب رئيس قسم المنتجات والولاء في الخطوط الجوية الإسكندنافية، آرون باكستروم: "هذه العادات راسخةٌ بالفعل. والآن، لدينا مجموعةٌ جديدةٌ من الشركاء.. ولكنهم ليسوا معروفين لدى عملاء شركة الطيران، وليسوا جزءًا من عادات أعضائنا. لذلك شعرنا بحاجة إلى تغيير هذا الوضع، والقيام بخطوةٍ كبيرةٍ لإثارة حماسهم في التجربة".ابتكر الفريق تحديًا مفاده أن أي عضو في برنامج المسافر الدائم "EuroBonus" يسافر مع 15 شركة طيران مختلفة من تحالف "SkyTeam" بين 8 أكتوبر/تشرين الأول و31 ديسمبر/كانون الأول، سيحصل على مليون نقطة في برنامج "EuroBonus"، أي ما يعادل 10 آلاف دولار تقريبًا من الرحلات المحتملة.
من بين 8 ملايين عضو في برنامج "EuroBonus"، سجّل حوالي 50 ألف أنفسهم في التحدي، ووصل 900 منهم فقط إلى النهاية، وأصبحوا من أصحاب الملايين.
شارك اثنان منهما تجربتهما، وشرحا كيف أنّ هذا التحدي غير مناسب لضعاف القلوب.
كانت نارا لي، البالغة من العمر 36 عامًا، من المسافرات اللواتي شاركن في التحدي.
وقالت لي، وهي من كوريا الجنوبية: "عملتُ كفنانة أظافر لمدة 15 عامًا، ولكن لطالما كان حلمي هو السفر حول العالم".
في أحد الأيام، صادفتُ لي فيديو عن تحدي الخطوط الجوية الإسكندنافية عبر موقع "يوتيوب"، إذ قالت: "بدأ قلبي ينبض بقوة. رُغم عدم امتلاكي خبرة في حجز الرحلات الدولية بمفردي، وعدم قدرتي على التحدث بالإنجليزية، إلا أنّني شعرت برغبة كبيرة في خوض هذا التحدي مهما كلّف الأمر. أردتُ كسب مليون ميل وتحقيق حلم طفولتي بالسفر حول العالم".
أمضت لي أكثر من 160 ساعة بالجو في الدرجة السياحية لجمع أميالها، ومرّت بآسيا، والأمريكتين، ومن ثم عبرت المحيط الأطلسي إلى أوروبا، وصولاً إلى جنوب شرق آسيا قبل العودة إلى سيؤول.
كان باري كولينز مسافرًا آخر غير مُتوَقع شارك في التحدي.
هذا الرجل الذي يبلغ من العمر 44 عامًا من إيستبورن في المملكة المتحدة كان جامعًا شغوفًا لنقاط شركات الطيران على مدار العقد الماضي.
عندما قرأ كولينز عن التحدي عبر موقع "Head for Points" للمسافرين الدائمين، شكّلت التجربة "الخيار المناسب في الوقت المناسب".
وكان كولينز قد أنهى إحدى مشاريعه التجارية آنذاك، ورُغم انخراطه في أعمال أخرى، إلا أنّه كان يمر بـ"أزمة منتصف العمر"، حيث أدرك أن التحدي سيمنحه إحساسًا بالإنجاز.
في المجمل، سافر كولينز على متن 22 رحلة جوية تابعة لـ 19 شركة طيران، من ضمنها 16 شركة تابعة لـ"سكاي تيم".
كان أول ما تعلّمه كولينز كيفية النوم على متن الطائرة، وكانت أداته المفضلة عبارة عن وسادة مصممة خصيصًا للسفر.
كما استخدم البريطاني قناع نوم للعيون، حيث أوصى باستخدام سماعات رأس أو سدادات أذن أيضًا.
نصح كولينز الركاب الذين يريدون النوم بالتوقف عن الشرب قبل ساعة من الرحلة، واستخدام الحمام للمرة الأخيرة قبل الصعود إلى الطائرة.
وواجه المسافر بعض الصدمات الثقافية أثناء السفر، لكن خالف مطار جدّة جميع توقعاته عن المملكة العربية السعودية، وأوضح: "كانوا جميعًا يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، وكانت هناك لافتات باللغتين العربية والإنجليزية. المطار وصالة الانتظار كانا رائعان".
كيف يغذي أصحاب الملايين في دبي قطاع الطائرات الخاصة؟
وأكّد كولينز: "من فوائد السفر كرجل أبيض في منتصف العمر من الطبقة المتوسطة أنّ الأشخاص لن يقوموا بإزعاجك".
أما عندما أتى الأمر إلى لي، فقد كان عليها التخطيط لرحلتها بدقة أكبر.
رغم أنّها نامت في المطارات بكثرة، إلا أنّها حرصت على البقاء في أماكن مزدحمة، أو ارتياد المقاهي والمطاعم المفتوحة على مدار الساعة.
لم تخرج لي في وقتٍ متأخر من الليل، بل كانت "في حالة تأهب دائم".
خاضت المسافرة أكثر لحظاتها رعبًا في مدينة نيويورك بأمريكا، إذ قالت: "في كوريا، نادرًا ما ترى أشخاصًا تحت تأثير المخدرات، ولكن في نيويورك، كان الأمر شائعًا جدًا. لم يُهددني أحد، لكن شكّل رؤية الأشخاص في تلك الحالة أمرًا مخيفًا".
بعد جمع تكاليفهما النهائية، ربح كلٌّ منهما آلاف الدولارات من نقاط شركات الطيران، والتي يُمكنهما الآن تحويلها إلى رحلات.
أنفق كولينز 6,185 دولارًا إجمالاً، منها 5,103 دولارات أُنفِقَت على الرحلات الجوية، بينما أنفقت لي حوالي 3,800 دولار على الرحلات الجوية، و760 دولارًا على الطعام وأماكن الإقامة.
كان هذا التحدي وفقًا لباكستروم يستحق العناء بالنسبة لشركة الخطوط الجوية الإسكندنافية من حيث زيادة الوعي بالعلامة التجارية، إذ أشار إلى أنّ حركة المرور في موقع "سكاي تيم" عبر الإنترنت التابع لشركة الطيران شهدت "زيادة هائلة".
كما شهد الموقع اهتمامًا إضافيًا من الولايات المتحدة، والصين، وكوريا الجنوبية على وجه الخصوص.قوبلت هذه الفكرة بانتقادات لتشجيعها على السفر جوًا في ظل أزمة المناخ، لكن أكّد باكستروم أن الأشخاص الذين خاضوا التحدي كانوا "يخططون للسفر بكثرة بالفعل"، مضيفًا: "نحن شركة طيران، ولا نخجل من تسويق منتجاتنا".
طراز جديد مشتق من طائرات "إيرباص" سيغيّر خريطة الطيران العالمية