logo
#

أحدث الأخبار مع #آن_جونغ_غُن

مخطوطات ثائر كوري جنوبي تُباع بآلاف الدولارات بعد قرن على إعدامه
مخطوطات ثائر كوري جنوبي تُباع بآلاف الدولارات بعد قرن على إعدامه

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 أيام

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

مخطوطات ثائر كوري جنوبي تُباع بآلاف الدولارات بعد قرن على إعدامه

في زنزانة باردة تردَّدت فيها أنفاس الموت، أمسك آن جونغ غُن، الذي كان ينتظر حبل المشنقة، بفرشاة ليحوّل سجنه إلى مرسم فنان. لم يكن يدري أنَّ تلك اللفائف الحريرية التي خطَّها بإحساس الثائر ستتحوَّل، بعد قرن، إلى كنوز يتنافس عليها أصحاب الملايين في قاعات مزادات سيول. ووفق «سي بي إس نيوز»، يُعدّ آن جونغ غُن بطلاً قومياً في كوريا الجنوبية بفضل جهوده في الدفاع عن البلاد ضدّ الاستعمار الياباني، حيث اغتال رئيس وزراء اليابان الأول، إيتو هيروبومي، بطريقة درامية عام 1909 في محطة قطار بمدينة هاربين. وذكرت «رابطة الدراسات الآسيوية» في آن آربور بميشيغان، أنَّ آن صاح قائلاً: «عاشت كوريا!» لدى اعتقاله. أعدمت السلطات اليابانية الثائر الكوري شنقاً عام 1910، قبل أشهر من ضمّ طوكيو الرسمي شبه الجزيرة الكورية، مما مهَّد لفترة احتلال وحشي استمرّت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. اليوم، بعد أكثر من قرن على مقتله، تحظى المخطوطة التي أنجزها آن في زنزانته خلال أيامه الأخيرة -وغالباً بطلب من مسؤولين يابانيين- باهتمام متجدَّد في مشهد الفنّ الراقي بمدينة سيول. لطالما ألهمت حياة آن الفنانين الكوريين عبر الأجيال (إ.ب.أ) لطالما ألهمت حياة آن الفنانين الكوريين عبر الأجيال. فقد احتُجز في زنزانة بسجن صينيّ لـ40 يوماً تقريباً قبل إعدامه، وشغل نفسه بكتابة سيرته الذاتية وصنع مئات الأعمال الخطّية، من بينها واحدة بطلب من حارس سجنه. كتب آن، في مذكراته: «قال مسؤولو المحكمة والسجن إنهم يريدون الاحتفاظ بخطّي تذكاراً، فجلبوا لي مئات من أوراق الحرير والورق، وطلبوا مني الكتابة لهم. انتهى بي الأمر بقضاء ساعات يومياً في ممارسة فنّ الخطّ، رغم أنني لم أكن ماهراً فيه بدرجة كبيرة». ورغم أنه اغتال أعلى مسؤول لديهم، فإنّ اليابانيين الذين حصلوا على أعماله الخطّية احتفظوا بها، وتبرَّع بعض أحفادهم بها لاحقاً إلى الحكومة الكورية الجنوبية، التي صنّفتها كنوزاً وطنية. وتظهر مزيد من هذه الأعمال اليوم في السوق الفنّية الخاصة، إذ بيعت إحداها الشهر الماضي في سيول مقابل 940 مليون وون (674.098 دولار)، أي أكثر من 3 أضعاف السعر الافتتاحي. وتحمل هذه القطعة، بعنوان «الخيزران الأخضر»، الرمز التقليدي للنزاهة، توقيع آن، وكانت مملوكة لشخص ياباني لم يرغب في كشف هويته، احتفظ بها بعناية فائقة، وفق المتخصّصة بتقييم الفنون في دار مزادات سيول، كيم جون سون. وتابعت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لم تكن حتى مؤطَّرة، وكانت لا تزال ملفوفة، لكن عندما فتحنا العلبة، كان عبق الحبر لا يزال عالقاً في الهواء». يُعدّ آن جونغ غُن بطلاً قومياً في كوريا الجنوبية (إ.ب.أ) وصفت اليابان آن بأنه مجرم وإرهابي ورفضت تسليم رفاته، ولم يُعثر على جثته قط. وأدَّت محاولات تكريمه من سيول وبكين إلى توتر في العلاقات مع طوكيو، وتسبَّبت في أزمة دبلوماسية قصيرة عام 2013. وعام 2014، انتقدت اليابان نصباً تذكارياً بُني في الصين لتكريم آن، وفق «بي بي سي». بدوره، قال أستاذ التاريخ في جامعة نيفادا، رينو، يوجين واي بارك، إن حقيقة احتفاظ آسريه اليابانيين بأعماله الخطّية «تعكس التناقضات الثقافية والسياسية في شرق آسيا أوائل القرن الـ20». وفي محاكمته، عرّف آن عن نفسه أنه جندي كوري، وعدَّ اغتيال إيتو عملية عسكرية، وتخيَّل شرق آسيا موحَّدة -تضمّ كوريا والصين واليابان- على غرار الاتحاد الأوروبي الحالي. علَّق بارك: «قد يرى بعض اليابانيين فيه شخصاً مثالياً مضلَّلاً، لكنه صاحب مبادئ». وأضاف أنَّ خطّه، الذي ركّز على قيم مثل السلام والأخلاق، «لاقى صدى ثقافياً، حتى لو كان مُعارضاً سياسياً لهم». وعام 2023، اشترت مجموعة «ساي-إيه» الكورية الجنوبية، وهي تكتل صناعي، أحد أعمال آن الخطية مقابل 1.95 مليار وون (نحو 1.4 مليون دولار)، وهو ما عُدَّ رقماً قياسياً. أما قطعة «الخيزران الأخضر» التي بيعت الشهر الماضي، فقد اشتراها أفراد من عائلة مجموعة «إل إس» الكورية الجنوبية. وقال جونغ تي هي من دار مزادات سيول: «عبَّرنا عن رغبتنا في إعادة القطعة إلى كوريا ومشاركتها مع العامة»، مضيفاً أنَّ مالكها الياباني وافق على البيع بعد سماعه الاقتراح. وقال لي سانغ هيون، من عائلة مجموعة «إل إس غروب»، إنّ والدته «تأمل أن يتمكن مواطنون عدّة من رؤية هذه القطعة وأن تُدرَس أيضاً»، وهم يفكرون في التبرّع بها لمؤسّسة وطنية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store