logo
#

أحدث الأخبار مع #آندوك

الحرب التجارية المفتوحة
الحرب التجارية المفتوحة

صحيفة الخليج

time٣١-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • صحيفة الخليج

الحرب التجارية المفتوحة

لطالما شكلت العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها في شرق آسيا (اليابان، وكوريا الجنوبية، والفلبين) إضافة إلى أستراليا، تحالفاً وثيقاً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لكن يبدو أن التغييرات الجيوسياسية، وتصاعد الحمائية الأمريكية في ظل الإدارة الجديدة التي أطلقت شرارة الحرب التجارية ضد كل دول العالم لتعزيز المصالح الأمريكية على حساب مصالح الآخرين، بدأت تفرض أشكالاً جديدة من التحالفات بعيداً عن الولايات المتحدة، في ظل انكفاء إدارة الرئيس دونالد ترامب وعدم تمييزها بين حليف وخصم، باتباع سياسات أكثر استقلالية عن أمريكا، وهذا ما بدأت أوروبا والدول الآسيوية الأخرى تعمل عليه. وفي ظل الحرب التجارية المستعرة مع الولايات المتحدة، ومواجهة الوتيرة المتسارعة للرسوم الجمركية الإضافية التي تفرضها واشنطن، اجتمع وزراء رفيعو المستوى من اليابان وكوريا الجنوبية والصين، يوم الأحد الماضي في سيؤول، من أجل تعزيز التعاون، بغية «توفير بيئة قابلة للتوقع للشركات، وتسريع المفاوضات من أجل إبرام اتفاق ثلاثي في مجال التجارة الحرة». اللقاء بين وزير الصناعة الكوري الجنوبي آن دوك - غون، ونظيريه الياباني يوجي موتو، والصيني وانغ وينتاو، والبيان المشترك الذي صدر عنهم عكس استعداد هذه الدول لتعزيز علاقاتها الاقتصادية في مواجهة تصعيد السياسات الحمائية من جانب الولايات المتحدة، التي فَرضت على الدول الثلاث إحياء مفاوضات بهذا الخصوص كانت بدأت عام 2013 وتواصلت حتى عام 2019، ثم تباطأت، واستُؤنفت العام الماضي في إطار قمة استثنائية جمعت قادة الدول الثلاث في سيؤول. يأتي الاجتماع قبيل يومين (3 إبريل/نيسان) من بدء الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات السيارات، حيث تعتبر اليابان وكوريا الجنوبية من أبرز مصدري السيارات إلى السوق الأمريكية (15 و16 في المئة على التوالي)، كما يتوقع أن يفرض الرئيس الأمريكي قريباً رسوماً جمركية متبادلة، قد تطال قطاعات حساسة مثل أشباه الموصلات والأدوية، ما يؤدي إلى ضربة قوية لاقتصاد كوريا الجنوبية المعتمد بشكل رئيسي على صادرات الرقائق الإلكترونية. يذكر أن الصين وكوريا الجنوبية واليابان تمثل مجتمعة نحو 20 في المئة من سكان العالم، وربع الاقتصاد العالمي، و20 في المئة من التبادلات التجارية في العالم. من الواضح أن الحرب التجارية باتت مفتوحة على جميع الاحتمالات وبلا أفق واضح، حيث أكد بيان للحكومة الصينية أن «النهج الأحادي والنزعة الوقائية قيد الانتشار، ما يلقي ضغوطاً كبيرة على المبادلات العالمية، ويزيد من عدم اليقين، ولا بد أن تضطلع البلدان الثلاثة بمسؤولية صون النظام التجاري المتعدد الأطراف، وتوطيد التكامل الاقتصادي الإقليمي»، كذلك تعهّد وزير خارجية الصين وانغ يي أمام البرلمان الصيني، يوم الجمعة الماضي، ب«الرد الحازم» إذا واصلت واشنطن مواجهتها التجارية، كما تعهّد الوزراء الثلاثة في بيان مشترك ب«تعزيز التعاون تدريجياً، بغية إرساء بيئة تجارية قابلة للتوقع، وضمان استقرار سلاسل الإمداد، وتحسين تبادل المعلومات في ما يخص الصادرات»، كما تم التأكيد على «التعاون الوثيق» للدفع نحو إصلاح منظمة التجارة العالمية». إلى أين تقود الولايات المتحدة العالم؟ لا أحد يمكنه التكهن بالخطوات التي يمكن أن يتخذها الرئيس ترامب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store