logo
#

أحدث الأخبار مع #أبوإسلام

اصطباحة توكتوكية
اصطباحة توكتوكية

فيتو

timeمنذ 5 أيام

  • ترفيه
  • فيتو

اصطباحة توكتوكية

في صبيحة ذلك اليوم الشتوي، اقتربت الساعة من العاشرة، كنت وكالعادة؛ أجلس على طاولة في مقهى الوناسة، أتناول فنجان قهوة وأتصفح ما أُتيح لي من "بوستات" الأصدقاء على صفحات الفيسبوك. في نفس المكان الذي اعتاد بضع من سائقي التوكتوك تربطهم علاقة "توكتوكية" حميمة، يجتمعون بعد مشاوير الصُبحية، توصيل مدارس ورياض الأطفال وخلافه.. اجتمعوا ليتناولوا فطورهم -فول وفلافل وأشياء أخرى- مع الشاي والشيشة وأشياء أخرى أيضا.. وعشرتين الدومينو لو سمح وقتُهم. يتعاقبون فرادى وجماعات، يلقون السلام ويتبادلون التحايا والحكايا بحلوها ومُرِّها، وعلى طريقتهم وتعبيراتهم الخاصة وألفاظهم المتداولة فيما بينهم، يطلقون لألسنتهم العنان فلا تقف عند حد العيب ولا توقفها حواجز أخلاقية ولا مطَبات أدبية.. يحكون قصصهم ومواقفهم، في مشاجراتهم ومعاكساتهم وخلافاتهم مع الزبائن على تنوع فئاتهم العمرية رجال ونساء شباب وفتيات وعن الزحام ومرارة السنين وغُلب الأيام.. يمر الوقت ولا يزالون في سيرة الزبائن المختلفة، ثم يطوون تلك الصفحة بكل ما فيها بعدما أخذت حقها من عبارات الوقاحة والإباحة.. يتحاكون في أمور أخرى في أخبار الحياة والغلاء كعادة المصريين على المقاهي والمواصلات.. وكالعادة لا يسلم الدين والأمهات من السباب وسيء الكلمات.. يمضي الوقت وتمر الدقائق وهم يتسامرون ويمزحون ويتعايرون ويتشاتمون ثم يتغامزون ويضحكون.. وقد يتباكون على مآسيهم وأحزانهم وبلاويهم، فلكل واحد منهم مأساته الخاصة.. كما لا يخلو واحد من البشر من هذا الابتلاء أو ذاك الضيق.. يتفرقون كلٌ منهم إلى مسيرته مسيرة أكل العيش.. على وعد باللقاء في أفراح المساء وسهرة الليل وآخره في فرح زميلهم وصاحبهم على شلاطة.. ليس من عادتي أن اقترب منهم أو أتدخل في حواراتهم، فلست منهم ولا هم مني - ولا جعلني الله هذا أو ذاك.. فقط استرق السمع لكن هم في وادٍ وأنا في وادٍ آخر.. لكن في اصطباحة ذاك اليوم كانت طاولتي قريبة منهم -على محض الصدفة- استرقت السمع فضولا وشغفا.. كنت اتصنع التركيز فيما أنا فيه من متابعة هاتفي، ولا أثير انتباههم حتى لا يأتيني من ألسنتهم شهابا رصدا لا أطيقه! فكنت أتنصت على أحاديثهم خُفية، وأنا أحرك رأسي ذات اليمين وذات الشمال وهاتفي باسط صفحتي أمام عينَي، كي أبدو طبيعيا وغير مهتم بما يتناجون فيه. ما لفت نظري وشد انتباهي هذا الحديث بين سيد العمدة -صاحب توكتوك- مع أبو اسلام الذي يبدو أكبرهم سنا ومقاما، يبدو أنه سمسار تكاتك، واتضح أن سيد العمدة قرر بيع التوكتوك لظروف خاصة به.. فقال بصوت شجي حزين: بقولك إيه يا عمنا عاوز أبيع المكنة اللي معايا دي، وأشار بسبابته إلى التوكتوك الخاص به.. اندهش أبو إسلام مستنكرا هذا القرار المفاجئ. - ليه يابني دي موكلاك عيش أنت وعيلتك كلها! -- ظروف ياسطا! لم يتأخر أبو إسلام في الرد كثيرا -فهو سمسار تكاتك- قال بصوت يظهر الشفقة المصحوبة بالمصلحة- ومالو ياخويا ربنا يخلف عليك.. عاوز فيها كام.. - عاوز ستين مقفولين ياسطى، وإسمع يا أبو إسلام: المكنة نضيفة ولو مكدبني أسأل الأسطا ابراهيم شرارة.. ثم أردف وهو يحلف: ورحمة أمي التمن ده لك إنت بس وأنا عامل معاك أحلى واجب عشان تاكل فيها لقمة عيش.. -- أبو إسلام ممتعضا: يا عم روووح إنت وابراهيم شرارة بتاعك اللي بوَّظ نص تكاتك المرج، بص يا سيد هي خمسينايا حلوين ومفيش غيرهم.. ثم نظر إلى من بقي من السواقين المتابعين للحوار: والا إيه يا رجالة؟! وقبل أن يجيب الرجالة، نهض سيد غاضبا مستنكرا: يا جدع إنت بتقول إيييه عالصبح.. متخلنيش اعملها معاك ياسطا! إنت زي أخويا الكبير مش عاوز أزعلك، شوف ياسطا وأيمنات المسلمين إن ما جابت الستين لأكسرها وولع فيها بجاز، ثم تلفظ بأقذر لفظ يخدش كل حياء.. وأستطرد: فيه إيه ياسطا عالصبح.. متتكلم كلام عِدل بقا! -- أبو إسلام بكل هدوء ورباطة جأش محاولا تهدئة سيد: طب إتنيل أقعد.. إنت شايط كده ليه؟! مالك فيك إيه عالصبح! أقعد بقى. جلس سيد ويبدو على وجهه الضجر والحزن واليأس: لا إله إلا الله.. استغفر الله يا رب.. وأردف بصوت هادئ ولا زالت نبرة الحزن: ياسطا الدنيا وحشة معايا وأنا حكيلك من إسبوع على الظروف اللي أنا فيها.. أختي الوحيدة بتتجوز ولازمها حجات كتير.. وابويا من إيدك والأرض، من ساعة أمي ماتت وهو مجاش قدام، وبيكح تراب، وضغط وسكر، وبلا أزرق لا مؤآخذة! واستطرد سيد: الواد خطيب أختي صاحبي الواد عرفة متولي منتا عارفه يابو اسلام؛ الواد متخانق مع أبوه وعاوز ينجز المشوار ده، أنا عاوز أسَتّر البنت وأكمل شوارها وأخلص ياسطا.. الدنيا ولعت ياسطا.. ياسطا المكنة ألماااااظ وسالكة ومتضربش فيها مفك، وموكلاني عيش بس الظروف حكمت أعمل إيه؟ قلت أبيعها اصَرّف نفسي، وآخد وردية توكتوك تاني وأمشي الدنيا على ما تفرج! -- أبو إسلام: خلاص خلاص.. قطعت قلبي بكلامك وطيرت الحجرين من نفوخي، أنا مش ناقص مرار عالصبح.. هشوفلك الواد سيد ربيع واشَيلُه المكنة، وفلوسك اعتبرها في جيبك، ولا تزَعل نفسك.. بس بص أنا هجيب لك تمنية وخمسين ألف والألفين حلاوة لاخوك إسلام إبني، ماشي، وَجَب، أمين أمين! - هدأ سيد قليلا مبتسما: ماشي ياسطا.. أشوفك بالليل في الفرح.. ضحك الجميع ومضى كلٌ في طريقه. وبقَيت أنا وحدي كعادتي. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store