أحدث الأخبار مع #أبوالأعلىالمودودي،


عمون
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- عمون
الإسلام السياسي ليس إسلاما وليس سياسة
الاحداث السياسية والعامة، لكن فكرة المقال محاولة فهم وتمييز الديني وغير الديني؛ ما هو من عند الله وما هو من عند الله حتى لا نكون مثل الذين وصفهم القرآن الكريم "ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله" وحتى لا نقدس ما ليس مقدسا أو نحول المقدس إلى إنساني واقعي "مدنس". كان "الإسلام السياسي" مشروعا للدولة العربية والإسلامية الحديثة بعد الحرب العالمية الأولى، للدخول في مرحلة ما بعد الامبراطورية "الخلافة" المرحلة التي انتهى فيها عصر الامبراطوريات في جميع أنحاء العالم، وبدأت دول مركزية حديثة. يكفي الإشارة هنا إلى أن الدول المستقلة كانت بعد الحرب العالمية الأولى 25 دولة وهي اليوم أكثر من مائتي دولة. ولم تكن معظم الدول والممالك القائمة قبل الحرب العالمية الأولى ينطبق عليها الفهم والواقع الذي نعرفه ونعيشه في ظل الدولة الحديثة؛ بما هي ظاهرة حديثة في عالم العرب والمسلمين لا يتجاوز عمرها المائة عام، وهي أيضا حديثة في العالم لا يتجاوز عمرها 350 سنة. أرادت القيادات السياسية للدول الناشئة وهم مجموعة من الملوك والنخب المحيطة من المتدينين أن ينشئوا دولة حديثة منسجمة مع الإسلام، ولم يكن التراث الإسلامي في الحكم والسياسة القائم على فكرة ومشروع "الأمة" أن يستوعب احتياجات الدولة المركزية الحديثة، وبخاصة التشريعات المنظمة للحياة العامة والسياسية واليومية على أساس من المعاصرة والانسجام مع الإسلام. صار لجميع الدول العربية والإسلامية مؤسساتها التشريعية والتعليمية والتنظيمية، وانتهت الحاجة لمشروع "الإسلام السياسي"، كما لو تريد بناء بيت، فتعهد بذلك لمهندسين وبنائين وحرفيين، وعندما يتم البيت تعيش فيه، ولا يظل مجال لبقاء المقاول الذي أنشأ البيت، إنه ليس شريكا دائما لك، ولا تحتاج إليه بعد اكتمال البيت. هكذا فقد تشكل الإسلام السياسي في العشرينيات، في ظل حالة مشجعة من اتجاهات ومداخل عدة؛ مثل الاتجاه الرسمي والاجتماعي الذي تنامى لأجل استيعاب معاصر للإسلام أو العمل على إقامة دولة معاصرة تتواءم مع الإسلام، والاتجاه التحرري لمقاومة الاحتلال الذي تعرضت له معظم دول العالم الإسلامي؛ وبخاصة بعد الحرب العالمية الأولى، وفي تطورات كثيرة من المد والجزر عاد الإسلام السياسي إلى النمو والانتشار في سبعينيات القرن العشرين في ظل موجة دينية عالمية سادت وفي حالة الشعور بالهزيمة الانكسار التي أنشأتها حرب 1967. النواة الفكرية الأساسية للإسلام السياسي تقوم على مسألة الحكم في الإسلام، وشجع الحالة هذه ضعف وانحسار الخطاب الديني الرسمي، وفي هذا الفراغ كان خطاب الإسلام السياسي يعمل وينتشر، بل إنه شكل العمود الفقري للمناهج التعليمية والكليات والمؤسسات الدينية التي ترعاها وتنفق عليها السلطات السياسية. تحول الإسلام السياسي خلافا لروايته المنشئة إلى تقديم نفسه بديلا للنموذج القائم في الدول الإسلامية المعاصرة، ولأنه نموذج لم يطبق بالفعل، فقد كان نموذجا أقرب الى الحلم او المثال الذي يداعب خيال وحلم المسلمين والمستمد من التاريخ في مراحل زهو وتقدم العالم الإسلامي، ويجب الاعتراف أنه خطاب، رغم عدم واقعيته يمثل اليوم أكبر تحد للدول والمجتمعات الإسلامية والعالم أيضا، فهو ملهم الإرهاب والتطرف وكثير من الأزمات والانقسامات السياسية والاجتماعية. يمكن القول، إن جماعات الإسلام السياسي على اختلافاتها وتعددها تكاد جميعها تنهل من كتابي "معالم في الطريق" تأليف سيد قطب، وكتاب "المصطلحات الأربعة في القرآن" تأليف أبو الأعلى المودودي، وهناك مراجع وكتب كثيرة أخرى تخص الجماعات المتشددة إضافة إلى "المعالم" والمصادر التقليدية والتاريخية المعروفة والمتبعة لدى الأمة بشكل عام. لقد مثل سيد قطب حالة اكتسحت عالم الإسلام السياسي، وهي مسألة تحتاج إلى توقف وتفسير وتحليل. وفي كثير من الأحيان تجد أعضاء الجماعات الإسلامية وشبابها يحملون أفكار سيد قطب ومقولاته دون أن يقرؤوا كتبه أو يعرفوا أنها له، لقد أصبحت منظومة فكرية تتلقاها الجماعات على نحو جماعي وشفاهي وخفي، بل إنها متجذرة وحاضرة في أذهان وتفكير كثير من المتدينين غير المنتظمين في جماعات، والأكثر غرابة أن نسبة كبيرة من المشتغلين بالمؤسسات الدينية الرسمية في التعليم والأوقاف والإفتاء والقضاء يؤمنون بأفكار المفاصلة والرفض القطعي التي أنشأها قطب، وإنك لتعجب كيف يوفقون بين ولائهم السياسي للحكومات والأنظمة وبين أفكارهم المتشددة التي يؤمنون بها. هناك أساتذة في الكليات والمدارس لا علاقة لهم بالإخوان المسلمين والإسلام السياسي لكنهم يدرسون طلابهم أن الأردن "دار حرب" ويحرمون الانتخاب والديمقراطية، ويعتقدون أن المواطنة قائمة على الإسلام بمعنى أن كل مسلم من أي بلد كان هو مواطن ومن ليس مسلما ليس مواطنا، وهي فكرة سائدة ومتقبلة، ولا يلاحظ أصحابها أن منشأها يهودي. حيث يعتبر كل يهودي مواطنا "إسرائيليا" ومن ليس يهوديا ليس مواطنا. يعتبر باحثون كثيرون في الإسلام السياسي ان كتاب "معالم في الطريق" بمثابة الإعلان الإسلامي المقابل للمنفستو الشيوعي، أو بيان الحزب الشيوعي الذي كتبه كارل ماركس وفريدريك إنجلز عام 1848، ويقول غازي القصيبي على لسان بطل روايته "العصفورية" إن كتاب معالم في الطريق أهم كتاب عربي ألف في السنوات الخمسمائة الأخيرة. لكن بما أن الدولة المركزية اليوم تواجه تحديات كثيرة فإن الإسلام السياسي بطبيعة الحال الذي هو ظاهرة مرافقة وملازمة للدولة الحديثة يواجه التحديات نفسها. فالأمم اليوم، بما هي تكوين معقد للسلطات والمجتمعات والأسواق والأفراد؛ تدخل في مرحلة جديدة من التحديات والاستجابات المطلوبة، تتلخص ببساطة في القدرة على التغير الايجابي في العدل والازدهار ومواصلة نموها الاقتصادي وتحسين حياتها. يتجه العقلاء اليوم من أعضاء الجماعات الإسلامية إلى التحول باتجاه "متدينين يشاركون في الحياة العامة" بقواعدها المتفق عليها بوضوح وعلانية، في حين تواصل تشكيلات أخرى البحث عن فرص وحيل البقاء والاستمرار، منها على سبيل المثال دمج الإسلامي بالقومي، والانشغال بالحوافز المغرية للأمم مثل الخوف واللجوء إلى التاريخ المجيد والشعور بالتميز والاستعلاء والتعصب الديني والاجتماعي، والحال أن الأمم جميعها تمر في مرحلة من الخوف وعدم اليقين بسبب التحولات الكبرى القائمة على التكنولوجيات والأعمال الجديدة التي تغير في طبيعة الاعمال والموارد والمؤسسات. لقد أدخلت جماعات الإسلام السياسي نفسها في مأزق يصعب الخروج منه بالسهولة والتلقائية التي دخلت بهما، فقد أنشأت قواعد ومفاهيم ومبادئ جديدة في فهم الدين وتطبيقه، ثم تحولت هذه المنظومة إلى جماعات ومصالح ومؤسسات وأفكار كثيرة ممتدة فاقت توقعات الجماعات نفسها.


فيتو
٠٦-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- فيتو
حدث 6 رمضان 1321هـ.. مولد المفكر الإسلامي أبو الأعلى المودودي.. بدأ حياته صحفيًّا
في مثل هذا اليوم، 6 رمضان من عام 1321 هجريا، الموافق 24 سبتمبر 1903، وُلد العالم والمفكر والداعية، أبو الأعلى المودودي، وهو من أبرز أعلام البعث الإسلامي في الهند، ورائد من رواد الصحوة الإسلامية. استهل المودودي حياته محررا صحفيا، وأسس الجماعة الإسلامية يوم 25 أغسطس 1941، وعاش تجربة السجن وحُكم عليه بالإعدام. مولده أبو الأعلى المودودي ولد في مدينة أورنك آباد بمقاطعة حيدر آباد، ونشأ في أسرة متدينة صوفية تنتمي للشيخ قطب الدين مودود الجشتي، مؤسس الطريقة الجشتية في الهند. كان أبوه أحمد حسن محاميا، ووالدته ربة بيت. تعليمه تمسك والده بإبعاده عن المدارس الإنجليزية لأنه كان يكره الاستعمار البريطاني للهند ونظامه التعليمي والتربوي، فكان الأب، بنفسه، هو مُدَرِّسَه الأول، فمنه تعلم العربية والقرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف والفقه، والتاريخ واللغة الفارسية والأوردية. واهتم الأب باصطحاب ابنه إلى مجالس أصدقائه من العلماء والمثقفين والمتدينين. تفوقه ومنذ صغره بدت عليه سمات التفوق فالتحق مباشرة بالمدرسة الثانوية في أورنك آباد ثم المدرسة العليا.. إلا أنه بعد مرض والده، اضطر للبقاء بجانبه في حيدر آباد لخدمته حتى توفي عام 1919، ولم يكن يتجاوز حينها الـ16 من عمره. وبسبب الحالة الاجتماعية وحاجة الأسرة للمال، عمل محررا بمجلة التاج في مدينة بجنور، وبعدما أغلقتها السلطات عمل مع جمعية إعانة وغوث المسلمين. اتجه المودودي بعدها إلى دلهي، وأصدر بمساعدة مدير جمعية علماء الهند جريدة "المسلم"، ثم تولى فيما بعد إدارة تحريرها. وانتهز فرصة إقامته بدلهي بين 1921و1928 للتعمق في الثقافة الإسلامية، بعدما التقى صفوة من العلماء، فدرس علوم العربية والآداب والتفسير والحديث، وحفظ موطأ مالك، وتعمق في الفقه والأصول. أيضا، أجاد المودودي الإنجليزية، واطلع على الأدب الإنجليزي والعلوم الاجتماعية الغربية، واجتاز امتحان "مولوي" الذي يعادل الليسانس (البكالوريوس). وواظب على الثقافة والاطلاع، ويقول عن ذلك: "من عام 1929 إلى 1939 أفرغت عددا من خزانات الكتب والمراجع في ذهني"، استعدادا للمهمة الجديدة، مهمة الدعوة إلى الإسلام. في الصحافة وهو في سن الـ 16، عمل المودودي محررا صحفيا بأسبوعية "المدينة"، ثم محررا بمجلة "التاج" الأسبوعية في بجنور، وفي سن الـ 19 أصبح المحرر الأول بالمجلة، التي تحولت إلى جريدة يومية، وكتب فيها مقالات سياسية دافعت عن فكرة إحياء الخلافة الإسلامية، فواجه المحاكمة وتم إيقاف الجريدة. واشتغل بعد ذلك في جريدة "المسلم" التي صدرت باسم جمعية علماء الهند منذ تأسيسها، ثم تولى إدارة تحريرها. وعام 1924 صدرت جريدة "الجمعية"، ورأس المودودي تحريرها حتى عام 1948.. وأشرف في هذه المرحلة على تحرير مجلة "ترجمان القرآن" التي صدرت عام 1932 في حيدر آباد. وكان المودودي من أبرز مؤسسي رابطة العالم الإسلامي، وصاحب فكرة إنشاء الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وتم تعيينه عضوا في مجلسها. في عالم السياسة وفي ظل سيطرة الاستعمار البريطاني على الهند، انغمس المودودي في سن مبكرة بالشأن السياسي والاجتماعي، وانعكس ذلك في مقالاته وهو لم يجاوز سن 16 عاما. وفي دلهي، والتقائه كبار جمعية علماء الهند، وعلى رأسهم مفتي الديار الهندية الشيخان "كفاية الله" و"أحمد سعيد"، وكانا من كبار جمعية العلماء بالهند، واحتكاكه بحركة "المحافظة على الخلافة العثمانية" التي انطلقت سنة 1919 وكان قلمها والمدافع عنها في مقالاته، كل هذا أدى إلى اتساع دائرة اهتماماته. كما اهتم بمشكلة الصدام بين المسلمين والهندوس لا سيما بعد أحداث عام 1926، بسبب اتهام غاندي للإسلام بأنه دينُ عنفٍ وأنه انتشر بحدِّ السيف. وفي خطاب له بالجامع الكبير في دلهي، تمنى محمد علي جوهر أن يقوم أحدٌ من المسلمين بالرَّدِّ على اتهامات الهندوس وافتراءاتهم على الإسلام. ولم يكن هذا الشخص سوى المودودي الذي جمع ما كتبه من مقالات في الموضوع في كتاب بعنوان "الجهاد في الإسلام". مجلة "ترجمان القرآن" وأصدر عام 1932 مجلة "ترجمان القرآن" التي قامت بدور كبير في تصاعد الحركة الإسلامية وانتشار الثقافة الإسلامية بالقارة الهندية.. وعن طريق المجلة تعرَّف على الشاعر والمفكر محمد إقبال الذي استطاع إقناعه بالانتقال إلى لاهور في إقليم البنجاب عام 1938، ليتعاونا في النشاط الفكري والدعوي والسياسي، ومساندة المسلمين في الهند. وأسس عام1941 الجماعة الإسلامية بمدينة لاهور، ثم انتخب أميرا لها. وانشغل بعد ذلك بالدعوة ومسؤوليات الجماعة، وعمل محاضرا شرفيا بكلية "حماية الإسلام" في لاهور لمدة عام كامل. وأعلنت هذه الجماعة، التي تعتبر ثاني أكبر الجماعات الإسلامية في العالم بعد جماعة الإخوان المسلمين، أنها تعد الإسلام منهج حياة وليس مجرد شعائر تعبدية وعاطفة وانتماء ديني متوارث. وبهذا باتت الجماعة الإسلامية في مواجهة سياسية مع التيار القومي واليسار والعلمانيين الذين تحالفوا في "حزب الشعب". وخاضت الجماعة تجربة نضال مشترك مع حزب الرابطة الإسلامية بقيادة محمد علي جناح، وقادا معا بدعم من المفكر إقبال كفاحا مريرا ضد الاضطهاد الهندوسي حتى حدث تقسيم الهند، وأُعلن في 28 أغسطس 1947 قيام دولة باكستان. بعد مرور 5 أشهر على قيام الدولة الوليدة، ألقى المودودي خطابا في كلية الحقوق بلاهور، طالب فيه ببناء النظام الباكستاني على أساس القانون الإسلامي، وأعاد التأكيد على المطلب في عدد من خطاباته، ومنها خطابه في اجتماع عامّ بكراتشي في مارس 1948. اعتقلته الحكومة يوم 4 أكتوبر 1948 مع عدد من قيادات وأعضاء الجماعة، ولم تفرج عنهم إلا يوم 28 مايو 1950. حكم الإعدام وعلى إثر أحداث عنف طائفي في لاهور، اعتُقل المودودي مرة أخرى يوم 28 مارس 1953، وأصدرت المحكمة العسكرية يوم 11 مايو من العام نفسه حكما بإعدامه بتهمة إشعال العنف الطائفي. وفي مواجهة الضغط الشعبي، ومناشدات كبار العلماء من مختلف الدول الإسلامية للسلطات الباكستانية، خُفِّف الحكم إلى السجن مدى الحياة، وبعد ذلك أُسقط نهائيا بالعفو وأفرج عنه عام 1955. مؤلفاته تجاوزت مؤلفاته 100 كتاب، شملت موضوعات وقضايا مختلفة في العقيدة والمعاملات والفكر والتفسير والسياسة والاقتصاد وعدد من القضايا المعاصرة. الجوائز كان أول من حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام عام 1979، فتبرع بقيمتها لخدمة الإسلام. وفاته تدهورت حالته الصحية، فاضطر للسفر للعلاج بالولايات المتحدة، وتوفي في نيويورك يوم 22 سبتمبر 1979 عن 75 عاما. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.