أحدث الأخبار مع #أبوالعتاهية


الأنباء
منذ يوم واحد
- ترفيه
- الأنباء
ضيوف على الدنيا
لسان حال الدنيا يقول لنا بلسان عربي فصيح: هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي ولا يغرركم مني ابتسامي فقولي مضحك والفعل مبكي والبطش والفتك، الأخذ بالعنف والقوة على حين غرة فتزهق أنفسنا، فنحن ضيوف على هذه الدنيا نقضي المدة التي كتبها الله لنا ثم نرحل، فمنا من يموت على فراشه، ومنا من يموت فجأة، ومنا من يموت إثر مرض، ولكن الموت واحد وهو لا محالة قادم: ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد نرى الدنيا بأعيننا جميلة والحياة أجمل فتكبر أمانينا وآمالنا ثم يأتينا هادم اللذات ومفرق الجماعات، فكأننا لم نكن، وإذا انشغل المرء بالدنيا صدته عن مآله فهي كثيرة الأشغال لا يفتح باب شغل إلا أوشك هذا الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب، والعاقل يصاحب الدنيا ببدنه ويجعل قلبه متوجها إلى آخرته. وقد قال حكيم: من آثر دنياه على آخرته فلا دنيا له ولا آخرة، فإذا سكنت الدنيا القلب ترحلت منه الآخرة، وقد سميت الدنيا دنيا لأنها دنية، وليس المقصود بذم الدنيا الحياة أو الأرض أو الزمان، ولكن المقصود ذم الأعمال السيئة فيها، والانشغال بها عن طاعة الله، فالدنيا ما هي إلا مزرعة الآخرة، وإنما غلب وصف الذم على الدنيا وكثرة التحذير منها، لأن حال كثير من الناس التلهي والانشغال بها عن الآخرة. وقد أحسن أبوالعتاهية وصف الدنيا حيث يقول: نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية طفل الملوك هنا كطفل الحاشية ونغادر الدنيا ونحن كما ترى متشابهون على قبور حافية أعمالنا تعلي وتخفض شأننا وحسابنا بالحق يوم الغاشية ودمتم سالمين.


شبكة أنباء شفا
منذ 3 أيام
- ترفيه
- شبكة أنباء شفا
الشهرة ، والنمامون! بقلم : سارة النومس
الشهرة ، والنمامون! بقلم : سارة النومس أصابني الذعر بسبب أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، بين فترة وأخرى يفقد المتابعون أحد نجومهم إما بموت مفاجئ، أو بطريقة غامضة، أو يتعرضون للقتل أثناء بث مباشر ليقوم الناس بعد ذلك بنشر لحظة الموت في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح التطبيق نذير شؤم على مرتاديه ونجومه ممن يحصلون آلاف الدولارات بسبب البث المستمر أمام الناس، وأتساءل بعد كل هذا التصوير والبث وجمع الأموال ماذا حصدوا في النهاية؟ وأتذكر قول أبو العتاهية: لمن نبني ونحن إلـى ترابٍ؟ فكلكم يصير إلـى تباب! وبمناسبة الحديث عن الشهرة، فعندما نجلس مع أصدقاء لابد أن تكون هناك شخصية تتسلط الأضواء عليها بسبب قوتها أو حديثها، أو ربما (أحياناً) الأكثر نميمة، فهي الشخصية التي ينتظرها الجميع كي تأتي بآخر التطورات عن الآخرين، وأحياناً يتم اللجوء لاختلاق قصة. دعنا من الشخصية الأولى ولنتجه إلى أحدهم في الجلسة يفكر بينه وبين نفسه: يا إلهي كم أنا نكرة هنا! أريد أن أصبح نمّاماً كي أحظى بالشهرة ويحبني الآخرون، ويعزمونني في كل مناسبة! عندما تبدأ هذه الشخصية بالنميمة فإن المجلس يغير اتجاهه تدريجياً إليها، وقد تصبح هذه الشخصية هي نجمة المجلس المستقبلية. هذا المجتمع لا يردعه قانون ولا دين ولا أعراف؛ فالنميمة على قدر سوئها إلا أنها عامل رئيسي جداً لكسب مشاعر الناس واهتمامهم وأحياناً تخليص معاملاتهم، والشخصية التي لا تتحدث ولا تتدخل في شؤون الآخرين فهي عادة منبوذة، ولا مصلحة من ورائها. المجالس التي تكثر فيها النشاطات النميمية، عادة ما يكون هناك رئيس لهذا المجلس وهو شخص ذو خبرة واسعة في الحديث عن الناس وعنده معلومات كثيرة وسرية للغاية عن كل شخص ينوون الحديث عنه، تلك الشخصية القوية تتبعها «القردة الطائرة» كما أطلق عليها فيلم «ساحر أوز» والتي تتمثل بالأشخاص الذين يتوددون لرئيسهم بإطلاعه على آخر التطورات وأخبار الناس وتزويده بالمعلومات، وما هو المقابل؟ رضاه عنهم! إن تواجد الشخصيات الضعيفة في حياتنا ربما يجعلنا نشعر بالأسف تجاههم وأحياناً مساعدتهم على تقوية أنفسهم، لكنهم الفريسة المطلوبة لكل شخص نرجسي متمرد يبحث عن ضعفاء يتبعونه ليعكسوا مدى قوته وصرامته في المجلس، وبالتالي فهم ساهموا بشكل مباشر في توجيه الأضواء الساطعة تجاهه كي يكون هو أهم ما في المكان ويبقون هم «لا شيء».


الرأي
منذ 5 أيام
- ترفيه
- الرأي
الشهرة... والنمامون!
أصابني الذعر بسبب أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، بين فترة وأخرى يفقد المتابعون أحد نجومهم إما بموت مفاجئ، أو بطريقة غامضة، أو يتعرضون للقتل أثناء بث مباشر ليقوم الناس بعد ذلك بنشر لحظة الموت في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح التطبيق نذير شؤم على مرتاديه ونجومه ممن يحصلون آلاف الدولارات بسبب البث المستمر أمام الناس، وأتساءل بعد كل هذا التصوير والبث وجمع الأموال ماذا حصدوا في النهاية؟ وأتذكر قول أبو العتاهية: لمن نبني ونحن إلـى ترابٍ؟ فكلكم يصير إلـى تباب! وبمناسبة الحديث عن الشهرة، فعندما نجلس مع أصدقاء لابد أن تكون هناك شخصية تتسلط الأضواء عليها بسبب قوتها أو حديثها، أو ربما (أحياناً) الأكثر نميمة، فهي الشخصية التي ينتظرها الجميع كي تأتي بآخر التطورات عن الآخرين، وأحياناً يتم اللجوء لاختلاق قصة. دعنا من الشخصية الأولى ولنتجه إلى أحدهم في الجلسة يفكر بينه وبين نفسه: يا إلهي كم أنا نكرة هنا! أريد أن أصبح نمّاماً كي أحظى بالشهرة ويحبني الآخرون، ويعزمونني في كل مناسبة! عندما تبدأ هذه الشخصية بالنميمة فإن المجلس يغير اتجاهه تدريجياً إليها، وقد تصبح هذه الشخصية هي نجمة المجلس المستقبلية. هذا المجتمع لا يردعه قانون ولا دين ولا أعراف؛ فالنميمة على قدر سوئها إلا أنها عامل رئيسي جداً لكسب مشاعر الناس واهتمامهم وأحياناً تخليص معاملاتهم، والشخصية التي لا تتحدث ولا تتدخل في شؤون الآخرين فهي عادة منبوذة، ولا مصلحة من ورائها. المجالس التي تكثر فيها النشاطات النميمية، عادة ما يكون هناك رئيس لهذا المجلس وهو شخص ذو خبرة واسعة في الحديث عن الناس وعنده معلومات كثيرة وسرية للغاية عن كل شخص ينوون الحديث عنه، تلك الشخصية القوية تتبعها «القردة الطائرة» كما أطلق عليها فيلم «ساحر أوز» والتي تتمثل بالأشخاص الذين يتوددون لرئيسهم بإطلاعه على آخر التطورات وأخبار الناس وتزويده بالمعلومات، وما هو المقابل؟ رضاه عنهم! إن تواجد الشخصيات الضعيفة في حياتنا ربما يجعلنا نشعر بالأسف تجاههم وأحياناً مساعدتهم على تقوية أنفسهم، لكنهم الفريسة المطلوبة لكل شخص نرجسي متمرد يبحث عن ضعفاء يتبعونه ليعكسوا مدى قوته وصرامته في المجلس، وبالتالي فهم ساهموا بشكل مباشر في توجيه الأضواء الساطعة تجاهه كي يكون هو أهم ما في المكان ويبقون هم «لا شيء».


جريدة الرؤية
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- جريدة الرؤية
وهج الزهد.. حين تضيء القناعة طريق الحياة الزوجية
محمد حسين الواسطي ** في زحمة الحياة المعاصرة - حيث تتشابك الأحلام مع الطموحات، وتختلط القيم بالمظاهر - يقف الإنسان حائرًا أمام سيل من المغريات المادية التي تغشي البصر عن نور البساطة والاعتدال. «حفلات الزواج» هذه المناسبات التي كان يفترض أن تكون واحة للفرح الصادق، أضحت للأسف مسرحًا للبذخ والتفاخر؛ حيث تقايض السعادة الحقيقية بمظاهر زائفة لا تدوم. «الزهد» هو ذلك المنهج الذي يحرر القلب من التعلق بالماديات، ويجعله أكثر قربًا من القيم الإنسانية والروحية. فهو ليس فقرًا ولا حرمانًا؛ بل هو فن التوازن بين الروح والمادة، هو إدراك أن السعادة ليست فيما نملك؛ بل فيما نعيش. وإن الدعوة إلى تطبيق مفهوم الزهد الذي دعانا الله ورسوله إليه لا تعني التقشف، ولا البخل، ولا التقتير، ولا التضييق على الأهل والعيال، فهذه صفات مذمومة في منظومتنا الأخلاقية؛ بل المقصود هو التحرر من التعلق المفرط بالماديات، والبعد عن الإسراف والتبذير، مع التمتع بنعم الله باعتدال وحكمة. نحن اليوم أمام واقع يشهد فيه الزواج تحولًا من رباطٍ مقدسٍ إلى منافسة اجتماعية؛ حيث تنفق الأموال الطائلة على ليلة واحدة، وتثقل كاهل الأسر بأعباء الديون. كم من شاب أضناه البحث عن الاستقرار، وكم من عروس تألمت لأن فرحتها أحيطت بأعباء مالية لا تنتهي! علينا أن نذعن بأن جوهر الزواج يكمن في النفوس المتآلفة، لا في الموائد المترعة، وفي المحبة الصادقة، لا في البريق الخادع. فليست حفلات الزواج مقياسًا لقيمة الحب؛ بل هي انعكاس لحالة من التفاهم والانسجام بين روحين اختارتا أن تسيرا معًا في درب الحياة. وما أجمل أن نعود إلى جوهر هذه المناسبات؛ حيث يكون الفرح في القلوب لا في الأضواء، وحيث تكون البساطة عنوانًا للبركة. وكما قال الله تعالى: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77] وقال أيضًا: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 27] فكيف لمن يسرف ويبذر في ليلة واحدة أن يحسن كما أحسن الله إليه وكيف له أن يبرر هذا التبذير وهو يعلم أن الله لا يحب المفسدين. نعم؛ السعادة الحقيقية لا تقاس بما نملك؛ بل بما نحمله من رضا وقناعة. وكما قال أبو العتاهية (130هـ -211 هـ): لَيسَ عَلى المَرءِ في قَناعَتِهِ // إِن هِيَ صَحَّت أَذىً وَلا نَصَبُ مَن لَم يَكُن بِالكَفافِ مُقتَنِعًا // لَم تَكفِهِ الأَرضُ كُلُّها ذَهَبُ لذلك نؤكد أن القناعة هي الأساس لحياة مليئة بالبركة والسكينة. ومن الضروري أن نؤمن بأن العودة إلى النظرة الزاهدة المعتدلة إلى الحياة وتطبيقها في حفلات الزواج ليست رجعية؛ بل هي استعادة للتوازن، وإحياء لقيم فطرية تجعل الحياة أكثر سكينةً وبهجة. فالزواج ليس استعراضًا للأموال؛ بل هو ميثاق غليظ، وأساسه المودة والرحمة، لا الإسراف والتفاخر. إنه فن تحقيق السعادة الداخلية من خلال القناعة والرضا، لا من خلال الخيلاء والتفاخر. والمعنى الحقيقي للزهد قد اختصرته هذه الآية العظيمة: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 23] فكم من إنسان يبالغ في الإنفاق، لا لأنه بحاجة إلى ذلك؛ بل لأنه يريد أن يظهر للناس مظهر الغنى والتفاخر، فيسرف في حفلات الزواج والمناسبات فقط ليقال إنه فعل، ولكن هل حقًا هذا ما يجلب السعادة أم أن السعادة تكمن في البساطة والرضا. لنتأمل في حقيقة أن الحياة الحقيقية لا تقاس بما نجمعه من أموال أو مظاهر؛ بل بما نزرعه في قلوب الآخرين من خير وحب فما أجمل أن نجعل من حفلات زواجنا نموذجًا للاعتدال؛ حيث تكون كل لحظة فيها شهادة على قيمنا، وكل تفصيل فيها انعكاسًا لروحنا لنخرج من قيد الإسراف إلى رحابة الزهد، ومن عبودية المظاهر إلى حرية الجوهر. الفرح الحقيقي لا يشترى، والبركة لا تباع، والسعادة الحقيقية تبنى على أرضية من الحب الصادق، والاحترام المتبادل، والاعتدال في كل شيء فلنكن نحن التغيير الذي نريد أن نراه في مجتمعنا، ولنجعل من حفلات الزواج فرصة لإظهار قيمنا النبيلة، لا لتكريس عاداتنا المرهقة لأن السعادة الحقيقية هي تلك التي تنبع من الداخل، وتضيء طريقًا طويلًا من الحياة المشتركة، بعيدًا عن وهج الأضواء الزائل. ** كاتب عراقي