#أحدث الأخبار مع #أبوالفتحالشَّهرستانيّتالاتحادمنذ 12 ساعاتسياسةالاتحادالزَّيديَّة وابن الحَجَّاج ومطهريّ.. عن الإمامةِالزَّيديَّة وابن الحَجَّاج ومطهريّ.. عن الإمامةِ أعيدُّ مقالةَ إخوان الصَّفا(القرن الرَّابع الهجريّ)، وما اقتبسه منهم أبو الفتح الشَّهرستانيّ(تـ: 548هج)، في خطورةِ النّزاع على الإمامة السّياسيّة على مدى العهود؛ وحتَّى اليوم بين المذاهبَ. ما يجري مِن سعار أدواته الأتباع، ومشغلوه خواص الطّوائف؛ نُذكرُ بالمقالة، لتقدير ما قدمه الزّيديَّة، وما نظمه الشّاعر ابن الحجَّاج؛ وما توسع به الشَّيخ مرتضى مطهريّ(اغتيل: 1979). قال إخوان الصَّفا: «اعلم أنَّ الإمامة هي أيضاً مِن إحدى أمهات مسائل الخلاف بين العلماء؛ قد تاه فيها الخائضون إلى حجّجٍ شتى، وأكثروا فيها القيل والقال، وبدت بين الخائضين فيها العداوة والبغضاء، وجرت بين طالبيها الحروب والقتال، وأبيحت بسببها الأموال والدّماء، وهي باقية إلى يومنا هذا. لم تنفصل، بل كلُّ يوم يزداد الخائضون المختلفون فيها خلافاً على خلافٍ»(الَّرسالة الأولى من الآراء والدِّيانات). قال الشَّهرستانيّ: «أعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة؛ إذ ما سُل سيفٌ في الإسلام على قاعدةٍ دينيةٍ، مثل ما سُلَّ على الإمامة في كلِّ زمانٍ»(الملل والنِّحل). قيل ذلك في القرن الرّابع الهجريّ، ثم تجدد في السّادس الهجريّ، وقبله وبعده كان التحذير مِن الفتن، في كلِّ زمانٍ ومكانٍ. مرَّ أربعة عشر قرناً، على ما عُرف بالسّقيفة، وهو أمر حصل، منذ البداية، بين المهاجرين(أهل مكة) والأنصار (أهل المدينة)؛ والمذاهبُ لم توجد بعد. فقد نشأت بعد أكثر مِن قرنين، وما استقدمه المتخاصمون مِن قاع جب التّاريخ، يظهر كأنه السَّاعة، ولولا السّرف في الدِّماء، على أمر طواه الماضي، وطوت الأرض شخوصه، ما كتبنا المقال. قال مطهريّ، وهو أحد أعمدة الإسلاميين الثّوار، مضى قبل تطبيق الولاية الدِّينيَّة: «علينا أنْ لا نرتكب مثل هذا الخطأ؛ بحيث ما أن تُطرح مسألة الإمامة، في السّياق الشّيعيّ، حتَّى نساويها بالحكومة، ونقول إنها تعني الحُكم، الوقوع في مثل هذا الخطأ يفضي إلى أنْ تكتسب الإمامة شكلاً بسيطاً ساذجاً (إلى قوله) مهمة عليّ بن أبي طالب دينية، ليست سياسيَّة»(مطهريّ، الإمامة). يتطابق موقف مطهري- تلميذ المفسر محمد حسين طباطبائي(تـ: 1982)، المقصي لاهتمامه بالفلسفة(عيدان، شؤم الفلسفة عن النَّصريّ، مع الفيلسوف)- مع الرَّأي الزّيدي في شأن الإمامة، إنها ليست سياسية؛ اغتيل الشّيخ مطهري قبل إعلان الفقه سلطة سياسية، والسؤال هل كان يقبلها وفق رأيه في الإمامة؟ جاء في تراث الزَّيديّة: أنّ الإمام زيد(قُتل: 121هج) أجابة عن سؤال: «أكان عليّ إماماً؟»: «فلمّا قُبض رسول الله كان عليّ مِن بعده إماماً للمسلمين في حلالهم وحرامهم؛ وفي السُّنَّة عن نبيّ الله، وتأويل كتاب الله، فما جاء به عليّ مِن حلال أو حرام أو كتاب أو سُنَّة، أو أمر أو نهي، فردّه الرادّ عليه، وزعم أنه ليس مِن الله، ولا مِن رسوله، كان ردَّه عليه كفراً، فلم يزل ذلك حتّى أظهر السَّيف (الخلافة)، وأظهر دعوته، واستوجب الطَّاعة، ثمّ قيّضه الله شهيداً»(الحميريّ، الحور العين). فإذا اعتبرت الزّيديّة المعتدلة الإمامة وراثةَ العلم الدّينيّ، كذلك اعتبرها مطهري خلافة النَّبيّ في أمور الدِّين؛ فهل كان متأثراً بالزّيديَّة؛ أم توصل إلى الرَّأي، بعد فحص النّزاع الطّائفي، فوجده بعيداً عن الدّين نفسه؟ بعد الزَّيديَة ومطهريّ لنا اعتبار أبيات الشَّاعر الحُسين بن الحَجَّاج(تـ:391هج) نظريةً، استشفها مِن الحياة. لِم لا؛ والحديث واضح المعنى: «إِنَّ مِنَ الشَّعْرِ لَحِكْمَةً»(الأصبهانيّ، حلية الأولياء). وفق ابن الحجَّاج الإمام في السّياسة لا سُنيٌ ولا شيعيٌّ، بل «خيرهم مَن رأى لباسي قد/ رثَّ وبان اختلالُه فكسانيّ/ هكذا مَذهبيّ وهذا اعتقاديّ/ وبهذا المديح يجري لسانِي»(الأسطُرلابيّ، درة التَّاج مِن شِعر ابن الحجَّاج)؛ هو مَن يدرأ المحنة عن مواطنيه، لا يزجهم في أتونها. أقول: لو حُسب لابن الحَجَّاج القصيد، ما منع المحتسبون شعره(ابن الأخوة، معالمُ القربةِ في أحكامِ الحِسْبةِ). *كاتب عراقي
الاتحادمنذ 12 ساعاتسياسةالاتحادالزَّيديَّة وابن الحَجَّاج ومطهريّ.. عن الإمامةِالزَّيديَّة وابن الحَجَّاج ومطهريّ.. عن الإمامةِ أعيدُّ مقالةَ إخوان الصَّفا(القرن الرَّابع الهجريّ)، وما اقتبسه منهم أبو الفتح الشَّهرستانيّ(تـ: 548هج)، في خطورةِ النّزاع على الإمامة السّياسيّة على مدى العهود؛ وحتَّى اليوم بين المذاهبَ. ما يجري مِن سعار أدواته الأتباع، ومشغلوه خواص الطّوائف؛ نُذكرُ بالمقالة، لتقدير ما قدمه الزّيديَّة، وما نظمه الشّاعر ابن الحجَّاج؛ وما توسع به الشَّيخ مرتضى مطهريّ(اغتيل: 1979). قال إخوان الصَّفا: «اعلم أنَّ الإمامة هي أيضاً مِن إحدى أمهات مسائل الخلاف بين العلماء؛ قد تاه فيها الخائضون إلى حجّجٍ شتى، وأكثروا فيها القيل والقال، وبدت بين الخائضين فيها العداوة والبغضاء، وجرت بين طالبيها الحروب والقتال، وأبيحت بسببها الأموال والدّماء، وهي باقية إلى يومنا هذا. لم تنفصل، بل كلُّ يوم يزداد الخائضون المختلفون فيها خلافاً على خلافٍ»(الَّرسالة الأولى من الآراء والدِّيانات). قال الشَّهرستانيّ: «أعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة؛ إذ ما سُل سيفٌ في الإسلام على قاعدةٍ دينيةٍ، مثل ما سُلَّ على الإمامة في كلِّ زمانٍ»(الملل والنِّحل). قيل ذلك في القرن الرّابع الهجريّ، ثم تجدد في السّادس الهجريّ، وقبله وبعده كان التحذير مِن الفتن، في كلِّ زمانٍ ومكانٍ. مرَّ أربعة عشر قرناً، على ما عُرف بالسّقيفة، وهو أمر حصل، منذ البداية، بين المهاجرين(أهل مكة) والأنصار (أهل المدينة)؛ والمذاهبُ لم توجد بعد. فقد نشأت بعد أكثر مِن قرنين، وما استقدمه المتخاصمون مِن قاع جب التّاريخ، يظهر كأنه السَّاعة، ولولا السّرف في الدِّماء، على أمر طواه الماضي، وطوت الأرض شخوصه، ما كتبنا المقال. قال مطهريّ، وهو أحد أعمدة الإسلاميين الثّوار، مضى قبل تطبيق الولاية الدِّينيَّة: «علينا أنْ لا نرتكب مثل هذا الخطأ؛ بحيث ما أن تُطرح مسألة الإمامة، في السّياق الشّيعيّ، حتَّى نساويها بالحكومة، ونقول إنها تعني الحُكم، الوقوع في مثل هذا الخطأ يفضي إلى أنْ تكتسب الإمامة شكلاً بسيطاً ساذجاً (إلى قوله) مهمة عليّ بن أبي طالب دينية، ليست سياسيَّة»(مطهريّ، الإمامة). يتطابق موقف مطهري- تلميذ المفسر محمد حسين طباطبائي(تـ: 1982)، المقصي لاهتمامه بالفلسفة(عيدان، شؤم الفلسفة عن النَّصريّ، مع الفيلسوف)- مع الرَّأي الزّيدي في شأن الإمامة، إنها ليست سياسية؛ اغتيل الشّيخ مطهري قبل إعلان الفقه سلطة سياسية، والسؤال هل كان يقبلها وفق رأيه في الإمامة؟ جاء في تراث الزَّيديّة: أنّ الإمام زيد(قُتل: 121هج) أجابة عن سؤال: «أكان عليّ إماماً؟»: «فلمّا قُبض رسول الله كان عليّ مِن بعده إماماً للمسلمين في حلالهم وحرامهم؛ وفي السُّنَّة عن نبيّ الله، وتأويل كتاب الله، فما جاء به عليّ مِن حلال أو حرام أو كتاب أو سُنَّة، أو أمر أو نهي، فردّه الرادّ عليه، وزعم أنه ليس مِن الله، ولا مِن رسوله، كان ردَّه عليه كفراً، فلم يزل ذلك حتّى أظهر السَّيف (الخلافة)، وأظهر دعوته، واستوجب الطَّاعة، ثمّ قيّضه الله شهيداً»(الحميريّ، الحور العين). فإذا اعتبرت الزّيديّة المعتدلة الإمامة وراثةَ العلم الدّينيّ، كذلك اعتبرها مطهري خلافة النَّبيّ في أمور الدِّين؛ فهل كان متأثراً بالزّيديَّة؛ أم توصل إلى الرَّأي، بعد فحص النّزاع الطّائفي، فوجده بعيداً عن الدّين نفسه؟ بعد الزَّيديَة ومطهريّ لنا اعتبار أبيات الشَّاعر الحُسين بن الحَجَّاج(تـ:391هج) نظريةً، استشفها مِن الحياة. لِم لا؛ والحديث واضح المعنى: «إِنَّ مِنَ الشَّعْرِ لَحِكْمَةً»(الأصبهانيّ، حلية الأولياء). وفق ابن الحجَّاج الإمام في السّياسة لا سُنيٌ ولا شيعيٌّ، بل «خيرهم مَن رأى لباسي قد/ رثَّ وبان اختلالُه فكسانيّ/ هكذا مَذهبيّ وهذا اعتقاديّ/ وبهذا المديح يجري لسانِي»(الأسطُرلابيّ، درة التَّاج مِن شِعر ابن الحجَّاج)؛ هو مَن يدرأ المحنة عن مواطنيه، لا يزجهم في أتونها. أقول: لو حُسب لابن الحَجَّاج القصيد، ما منع المحتسبون شعره(ابن الأخوة، معالمُ القربةِ في أحكامِ الحِسْبةِ). *كاتب عراقي