أحدث الأخبار مع #أبوشرعان


الرياض
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الرياض
حصني ملفي ثعلب ماكر يمشي على ثلاثة أرجلحقيقة عشق وتضحية فلكي الصحراء (أبو شرعان)
توفي الأسبوع الماضي فلكي الصحراء ملفي العريمة (أبو شرعان) غفر الله له عن عمر ناهز التسعين عاما بعد معاناة مع المرض، وتصدر خبر وفاته مواقع التواصل الاجتماعي والكثير من وسائل الإعلام التي أعادت تسليط الضوء على شخصيته وعلى سيرته المليئة بالأحداث والمعلومات وبالتركيز على جانبين أولهما معرفته بالنجوم وحساب الفصول وبالمواقع واسرار الصحراء وتجربته مع العزلة والترحال ثانيهما قصة العشق لمحبوبته تلك البدوية التي هام بها عشقا وعاهدها بأن لا يتزوج غيرها وربما اخذ منها عهدا بذلك. والتي رفض كشف اسمها ولا حتى الحرف الأول منه وظل طوال حياته محتفظا بهذا السر وملتزما بالعهد الذي قطعه على نفسه حتى قبض الله روحه دون أن يتزوج. وهذه القصة لي بعض التحفظ عليها. أعرف ملفي معرفة شخصية منذ أكثر من أربعين عاما وكنت كثيرا ما التقيه عند خالي عبدالله الغدير آل علي رحمه الله في مزرعته في الاسياح قبل رحيله للأجفر وكان يجاوره هو وشقيق له اعتقد اسمه بقية أكثر السنوات طوال أشهر الصيف ونشأت بينهم الفة وصداقة حتى كدت لا أزوره او احضر عنده مناسبة الا وهما ضمن الحضور. كان ملفي رحمه الله شخصية لطيفة وظريفة وعلى سليقته التي جبل عليها دون تصنع او تكلف وانسان نقي ونظيف في جوهرة وفي أي مجلس يحضره كان الحديث يدور غالبا حول المواسم ودخول النجم الفلاني ولا يكاد يصف نجما او دخول نوءا الا ويستحضر ابياتا يستشهد بها من قصيدة راشد الخلاوي الشهيرة في حساب الفلك والتي تعد مرجعا له وللكثير من المهتمين بالحساب من سكان الصحراء والفلاحين وللمعلومية فحساب راشد الخلاوي الذي وثقه بتلك القصيدة قد لا يتطابق مع حساب كثيرا من علماء الفلك المعاصرين لدينا الذين درسوا علم الفلك والحسابات واكثر ما استفادوا من أبو شرعان معرفة النجوم وتحديد مواقعها على خارطة الفضاء. أبو شرعان عاش مرحلة تاريخية مهمة ووثق بعض احداثها وهو على سبيل المثال يذكر لنا تسلسل اربع سنوات شكلت احداثا مختلفة بقيت في ذاكرة جيله بدأت بسنة (الظمية) عام 1370هـ توقفت قبلها الامطار وجفت الأرض ونضبت الابار ومات الناس والمواشي عطشا عند ما تحول همهم البحث عن الماء ثم سنة (الظلمه) وهي كسوف الشمس سنة 1371 هـ تلتها سنة (الرَدّه) عام 1372 هـ هطلت الامطار وعادت المياه والحياة وعم الربيع وأخيرا تلك السنة المؤلمة التي فقدوا فيها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه عام 1373هـ. يتذكر أيضا رحلاته مع قوافل عقيل مع بعض تجار القصيم الى الشام في شبابه ومشاركته أيضا لحدرات الاحساء والعراق السنوية على ظهور الابل لجلب الطعام التمر من الاحساء والتمن والتمر من العراق والتي استمرت حتى انتقل بعض التجار واسسوا ما يشبه ميناء جاف في بلدة لينة في الشمال تجلب اليها الارزاق من العراق وبعض موانئ الخليج ويتوافد اليها المتبضعون من كل منطقة. كما لديه قصص مع الجوع والظمأ والتيه ومواجهة سباع الصحراء احدها وكان صغيرا عند ما نام في العراء ليلا تحت جذع شجرة فهاجمه احد الذئاب ولأن الذئب بطبعه لا يفترس النائم قام بدفنه بالرمال محاولا إيقاظه أولا وتكبيله بالرمال ثانيا ليسهل بعد ذلك افتراسه ولكن الله نجاه. قصة أخرى أوائل التسعينات الهجرية بعد ما كبر نام فيها فوق إحدى التلال الرملية الى جوار سيارته وعند قيامه من النوم وجد ثعلبا ماكرا قد قام بسرقة حذائه ومحفظته ومفاتيح سيارته ودفنها في أماكن متفرقة أمضى بعدها يوما كاملا يبحث عن اشيائه حتى عثر عليها. وفي يوم آخر عاد لينتقم من الثعلب فتتبع أثره حتى وجده وأطلق عليه النار من بندقيته التي جبت رجله الخلفية لكنه استطاع الهرب والاختفاء وعاش بعدها أكثر من سنتين يعرفه سكان الصحراء بأثرة يمشي على ثلاثا. وصاروا يطلقون عليه (حصني ملفي) كل ما وجدوا أثره. نعود أخيرا لقصة عشقه للمرأة التي أحبها وحرم منها ولأنه عاهدها آثر الزواج حتى نهاية العمر هذه الرواية التي لم يذكرها الذين لازموه سنوات طويلة عن قرب وكل ما يعرفونه ان أبو شرعان ليس له رغبة في الزواج مع قدرته المادية التي يجهلها كثيرون. لكن لماذا اختلقها أبا شرعان ونلاحظ هنا انه قال مرات كثيرة عند ما سئل عن سالفة العشق قال ما كنا نعرف شيء اسمه عشق كنا (مبتلشين بعيشتنا) ومرة أخرى نقل عنه بأنه تزوج وأنجب وماتت زوجته وابنائه بحادث سيارة وبعدها كره الزواج وهي الرواية التي لا أساس لها من الصحة. إذن لماذا قال أبو شرعان هذه الروايات المختلفة. يقول بعض المقربين منه بأن أبو شرعان كان يكره ان يسئل مثل هذه الأسئلة الغارقة في الخصوصيات مثل سبب امتناعه عن الزواج وتسبب له حرج شديد ومضايقه وأقرب الأسباب انه كان يختلق مثل هذه الإجابات أمام كمرات الأجهزة التي لم يعتادها خروجا من حالة الحرج ومن اجل انهاء السؤال. وفي الآخر عند ما تدبس بهذه الإجابة وصارت ترندات تتداولها مواقع السوشال ميديا وتشيد بالموقف استسلم أبا شرعان وركب معهم الموجه. وفي الختام يبقي حقيقة حالة الاستغلال لشخصية أبو شرعان كونه مختلفا في لبسه ودثرته وشكله وأسلوب عيشه وهيئته كبدوي يعيش عزلة الصحراء فباستثناء قلة من هؤلاء مثل الدكتور خالد الزعاق الذي تبنى عمارة مسجدا له وقطع شوطا كبيرا كما قال في هذا المشروع وبعض لقاءات هادفه الا ان الكثير للأسف قد استغل حالة أبو شرعان لصناعة محتوى والبحث عن اثارة وزيادة متابعين معتمدا على أسلوب التهويل والمبالغات السامجه.


رواتب السعودية
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- رواتب السعودية
اعتزل المدن واختار مراقبة النجوم.. رحيل الخبير الفلكي "أبو شرعان" عن عمر ناهز الـ100 عام
نشر في: 28 أبريل، 2025 - بواسطة: خالد العلي عرض حساب ..العربية السعودية.. عبر منصة ..إكس..، تقريرًا مصورًا عن ملفي بن شرعان العريمة الحربي، المعروف بـ..أبو شرعان.. أحد أبرز وجوهها في علم الفلك والنجوم، والذي رحل عن عالمنا، أمس الأحد. واعتزل ..أبو شرعان.. المدن والزواج واختار مراقبة النجوم من صحراء نجد، في رحلة حياة امتدت نحو قرن من الزمن، قضاها متأملاً في حركة الأفلاك ومتغيرات المناخ. وُلد ..أبو شرعان.. عام 1929م تقريبًا في بادية حائل، وقدم مسيرة طويلة في مراقبة الأفلاك ومتابعة التغيرات المناخية المرتبطة بظواهرها. ..نشرة_الرابعة | اعتزل المدن والزواج واختار مراقبة النجوم من صحراء نجد.. رحيل الخبير الفلكي ..أبو شرعان.. عن عمر ناهز الـ 100 عام@Mohamed_Alsaif1 العربية السعودية (@AlArabiya_KSA) April 28, 2025 المصدر: عاجل


صحيفة عاجل
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- صحيفة عاجل
اعتزل المدن واختار مراقبة النجوم.. رحيل الخبير الفلكي "أبو شرعان" عن عمر ناهز الـ100 عام
عرض حساب "العربية السعودية" عبر منصة "إكس"، تقريرًا مصورًا عن ملفي بن شرعان العريمة الحربي، المعروف بـ"أبو شرعان" أحد أبرز وجوهها في علم الفلك والنجوم، والذي رحل عن عالمنا، أمس الأحد. واعتزل "أبو شرعان" المدن والزواج واختار مراقبة النجوم من صحراء نجد، في رحلة حياة امتدت نحو قرن من الزمن، قضاها متأملاً في حركة الأفلاك ومتغيرات المناخ. وُلد "أبو شرعان" عام 1929م تقريبًا في بادية حائل، وقدم مسيرة طويلة في مراقبة الأفلاك ومتابعة التغيرات المناخية المرتبطة بظواهرها. #نشرة_الرابعة | اعتزل المدن والزواج واختار مراقبة النجوم من صحراء نجد.. رحيل الخبير الفلكي "أبو شرعان" عن عمر ناهز الـ 100 عام @Mohamed_Alsaif1 — العربية السعودية (@AlArabiya_KSA) April 28, 2025


Independent عربية
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- Independent عربية
أبو شرعان... عراب الفلك البدوي في السعودية
"من عرف منازل القمر لم يُخطئ المطر"، هكذا لخص علماء العرب السابقين علم الفلك تبسيطاً وتسهيلاً لمن يقيمون في البادية أو يعيشون في الصحراء، وهي مقولة تداولها الأسلاف في الجزيرة العربية على مدى قرون عدة، إلى أن وصلت ملفي بن شرعان العريمة الحربي، والملقب بـ "أبو شرعان" الذي وافته المنية أمس الأحد، بعد ما يقرب من قرن إلا قليل، عاشه يراقب حركة السماء ونجومها. افترش الرمال أبو شرعان الذي ولد عام 1929 هو أحد أشهر الفلكيين الشفهيين في السعودية، إذ ارتبط اسمه بدخول المواسم المناخية والتنبؤ بالأحوال الجوية، وكذلك رؤية أهلة الأشهر الهجرية المعتمدة على حركة القمر ومنازله الـ 28 التي أجمع عليها علماء الفلك قديماً وحديثاً، حيث كان يتراءى له ذلك قبل تطور الرصد باستخدام الأشعة المختلفة أو أجهزة التضخيم الضوئي، بل وحتى قبل اختراع المسبار أو المجسات الفضائية. سكن أبو شرعان صحراء حائل (شمال السعودية)، إذ كان يفترش الرمال ولا توقف تأملاته جدران سوى التقاطعات البصرية التي تجمع الأرض بالسماء، بينما تظله النجوم العالقة في الكون، فيراقبها ويتأملها، حتى عرف منازل القمر وحركة الأفلاك، فأدرك الأثر واستنطق أحوال الطقس والتغيرات المناخية إلى أن أصبح مرجعاً فلكياً موثوقاً. اكتسب أبو شرعان أسس وثوابت علم الفلك ذاتياً، فمن خلال عيشه في البادية وتحديداً صحراء نفود الثويرات، الممتدة من شرق حائل إلى الزلفي (وسط السعودية)، راكم معارفه بربط الطوالع والفصول بأحوال النجوم وحركة السحب واحتمالات المطر والحر والبرد، حتى بات هادياً للبدوي والحضري من الهواة والباحثين على حد سواء، بل وأصبح معلماً لخبراء ورموز الفلك في الجامعات والجهات السعودية. لم تكن حياته سوى تعبير عن الوفاء، إذ عاش أعزباً طوال حياته بعدما رفض المجتمع ارتباطه بالفتاة التي أحبّها وعشقها بداعي التقاليد، فقرر قضاء عمره في مكان قريب منها، فوجد في تقلبات السماء قصة أشبه بتقلبات بني البشر وفق العادات والتقاليد أيضاً، فباتت السماء نافذة أمله عن الحب الضائع وخطفت رؤاه وأمعن تأملاتها، وعلى رغم أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب، إلا أنه اتخذ من الرمال أوراقاً يدون عليها حراك النجوم ودوران الكون عبر الرسوم والأشكال. وترجل فلكي الوطن #ابوشرعان ذلك الرمز الوطني الذي زرته بالمستشفى رحمه الله واتصلت ب #أمير_منطقة_القصيم الذي وجه حفظه الله بالحال بالاهتمام به ومحاوله اقناعه البقاء بالمستشفى لمزيد من العنايه رغم عدم رغبة ابوشرعان بالبقاء ورغبته العودة للصحراء وعدم مفارقتها.#القصيم_الان — عبدالعزيز التويجري (@abdulaziztwegry) April 27, 2025 عقب إعلان وفاة أبو شرعان إثر جلطة دماغية، نعاه الخبير الفلكي المعروف خالد الزعاق في منشور عبر منصة "إكس" قال فيه "رحل معلّمي الأول، مَن علّمني حساب النجوم وأنا في الـ 13 من عمري"، متابعاً "ترددت عليه كثيراً في طفولتي وصباي بعمق الصحراء وتعلمت منه الأدب الجم والكرم، وتقديم المعلومة، كان إنساناً نقياً كريم السجايا والخلق، وهو آخر من سكن وعاش الصحراء، وكذلك توالت برقيات التعزية من خبراء الفلك والمتخصصين ومحبيه. حياة بسيطة وعن حياة أبو شرعان اليومية قال الزعاق لـ "اندبندنت عربية" إنه "قضى عمره في البادية فاستأنس حياتها، إذ كان يبدأ يومه بصلاة الفجر، ثم يقوم بحلب الإبل والماعز ويشرب الحليب طازجاً، ويبدأ مهام عمله اليومية يرعى قطعان الأغنام والإبل في الصحراء، وعندما تشتد حرارة الشمس يحتمي في خيمته من لهيبها حتى العصر، ثم فترة الجلوس مع النفس والتي تستمر حتى المغرب، وعند دخول الليل يمارس هوايته بمراقبة النجوم وتحسس الأشياء، وكذلك تتبع حركة الرياح وتخلقات السحب". وأضاف الزعاق "لم يستخدم أبو شرعان أي آلة فلكية، إذ كان يعتمد على المشاهدة أو على الإحساس بالتغيرات المناخية"، مشيراً إلى أنه كان يردد "قران القمر للثورية" حيث اعتمد على المقارنة من خلال المشاهدة بالعين المجردة "مثل قران حادي وقران ثالث وقران خامس وقران سابع وقران تاسع". وأكد الخبير الفلكي أن أبو شرعان كان يعرف النجوم المرتبطة بالمواسم المناخية ومنها نجم سهيل ونجم المرزم ونجم السليبين، وكذلك نجم الجوزة الأولى والجوزة الثانية، إضافة إلى نجوم المربعانية مثل مربعانية القيض ومربعانية الشتاء، وأيضاً مواقع نجوم الثورية. مضيفاً في حديثه لم يكن أبو شرعان معروفاً على نطاق واسع، لا بين أهله ولا محبيه، ولم يكن له تلاميذ ينهلون من علمه. فقد بدأ الناس يتعرفون إليه فقط عندما ذُكر اسمه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث جذب الانتباه إلى علمه وشخصيته. وختم الزعاق حديثه بالقول إن "أبو شرعان يمتاز بإحساس مرهف وعروبة أصيلة، ما جعله يختار حياة الصحراء على حياة الحاضرة، إذ وجد أن المدنية أثّرت سلباً في نفسيته، فآثر البقاء في ربوع البادية حيث يشعر بالانتماء وصفاء الروح". مطالع النجوم بدوره، حكى خبير المراصد الفلكية ورصد الأهلة والفصول الأربعة والتقويم الزراعي، محمد بن رده الثقفي عن مراحل تعلم أبو شرعان الحسابات الفلكية قائلاً "أبو شرعان تعلم في بداية طفولته من اتباع العالم الفلكي والشاعر راشد الخلاوي الذي دون علمه في قصيدته المشهورة 'مطالع النجوم' وتعلمها أبو شرعان كونه يقضي حياته اليومية في الصحراء، وبالتالي فهو يراقب مطالع النجوم ويربطها بأحوال المناخ والطقس ومواسم الأمطار، وذلك عبر مراقبة أبرز النجوم بالعين المجردة، فاكتسب خبرة في هذا المجال، ونقل هذا العلم لطلابه بالمشافهة والتلقين والتطبيق المباشر لقبة السماء". وكشف الثقفي عن أبرز النجوم أو الكواكب التي اعتمد عليها أبو شرعان في التنبؤ بالتغيرات المناخية، لافتاً إلى أنها "مطالع نجوم الثريا ونجم سهيل اليماني، أما الكوكبان المشهوران للعيان هما الزهرة والمشتري كونهما لامعين، فهو من خلالهما يحدد الاتجاهات في الصحراء ليلاً ويقتدي بهما في سفره، وكذلك معرفة تحديد المواقع عن طريق نجم الشمال". على رغم أميته، كان أبو شرعان يعلّم طلابه التمييز بين منازل القمر والطوالع الموسمية، حيث كان يتابع منازل القمر كل ليلة من بداية الشهر حتى نهايته، إذ يعتبر الرصد من الصحراء المظلمة أفضل من الرصد داخل المدن، وبذلك مارس عملية الرصد والمتابعة مع طلابه بالعين المجردة، وكذلك تابع طوالع النجوم الموسمية والفصلية، فرؤية النجوم والطلوع في الليالي المظلمة تكون أكثر وضوحاً، وهو ما كان ينقله واقعياً وعملياً لطلابه ساكني الصحراء، وفق ما ذكر محمد بن رده الثقفي. انظروا إلى الثريا وسلط الخبير الفلكي الضوء على دور أبو شرعان في الحفاظ على الموروث الفلكي الصحراوي في الجزيرة العربية من خلال نقله شفهياً إلى الآخرين، وذلك قبل ظهور منصات التواصل الاجتماعي وما قدمته لعملية الانتشار، موضحاً أنه كان دائماً يقول لطلابه وهو يوجههم "انظروا إلى الثريا، إذا غابت مع الفجر فاستعدوا للسموم". اللافت في حياة أبو شرعان أن ارتباطه بعلم الفلك لم يكن هدفاً من أهدافه، بل نتاج تفاعله مع البيئة الصحراوية التي يعيش فيها، فهو يعتبر راصداً للنجوم والطوالع، وكان يربطها بمواسم زراعية معينة ومواسم الأمطار وخروج الحر ودخول البرد وفق مسميات حياة البادية، حيث كان متعلقاً بتربية الإبل والأغنام والمواشي متنقلاً في الصحراء بحثاً عن المراعي والكلاء. قصة عشق وختم الثقفي حديثه مشيراً إلى أن مشاعر الحب تلعب دوراً محورياً في حياة الإنسان، إذ تؤثر في خياراته الاجتماعية، وقد تدفعه إلى تفضيل الاستقرار على البحث عن بدائل مستقبلية. وتجسدت هذه الصورة بوضوح في قصة أبي شرعان، الذي عاش حكاية حب قديمة ومؤثرة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) فقد ظل أبو شرعان وفياً لقصيدة عشق رفضتها التقاليد في زمانه، فآثر البقاء قريباً من المكان الذي جمعه بحبيبته الأولى، مفضلاً الانغماس في تعليم طلابه والحديث عن علم النجوم والأنواء، ليملأ فراغه بشغفه العلمي ويظل مخلصاً لذكريات لم تستطع السنوات محوها. وعقب الإعلان عن وفاة ملفي بن شرعان العريمة الحربي، بادرت جمعية العناية بمساجد الطرق بإطلاق مشروع بناء مسجد "أبو شرعان" بكلفة 1.5 مليون ريال (400 ألف دولار) تقديراً لإسهاماته في حفظ الموروث الفلكي الشعبي في الجزيرة العربية. وعقب تشييع جثمانه اجتمع تلاميذه ومحبيه في المشهد الوداعي لمعلمهم الأول، غالبتهم فيه الدموع، وبقيت معارفه راسخة في عقولهم، تأكيداً على تناقل العلم والحفاظ على الموروث، وإيماناً بأن البداوة الأصيلة لم تكن يوماً سوى انطلاقة للذكاء الفطري والتحرير المعرفي بالدرس والحدس والتأمل.


العين الإخبارية
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- العين الإخبارية
رحيل صديق «النجوم».. من هو فلكي الصحراء «أبوشرعان»؟
غادر الفلكي الصحراوي ملفي بن شرعان العريمة الحربي، المشهور بلقب "أبو شرعان"، دنيانا، أمس الأحد، عن عمر يقارب المئة عام. وترك الفلكي السعودي إرثًا معرفيًّا ثريًا في رصد النجوم ومتابعة الظواهر الفلكية في الجزيرة العربية. من تراث الصحراء يرجع الفلك البدوي في الجزيرة العربية آلاف السنين، حيث اعتمد الرواة والبدو على مراقبة مسار نجوم مثل "الدبران"، "الثريا" والثلاثي الحلقي حول القطب الشمالي لتحديد الاتجاه والفصول والمواسم الزراعية والرعي، قبل أن يكتشف طريق نجم الشمال الحالي نحو القرن الأول الميلادي، كما أطلقوا على الأبراج والأجرام السماوية أسماء عربية تنبع من ارتباطهم الوثيق ببيئتهم صحراوية. رحلة الفلكي في أحضان الصحراء وُلد "أبو شرعان" عام 1929 في بادية حائل، فاختار أن يعيش بين رمال "نفود الثويرات" في خيمة بسيطة رفقة قطيعه، بعيدًا عن صخب المدن، حيث أمضى عقودًا في تدوين حركة الكواكب والنيازك وتوثيق تأثيرها على أحوال الطقس وتغير المواسم الفصلي. إسهامات واستلهام من عباقرة الماضي على مدى قرنٍ من الزمان، راصدًا للأفلاك بلا مرصد كهربائي ودون أجهزة حديثة، ربط "أبو شرعان" بين الطوالع الفلكية ومعدلات الأمطار ودرجات الحرارة، إلى درجة تجاوزت معارفه ما دوّنه علماء مثل عمر الخيام وابن يونس وابن الشاطر، حتى وصفه البعض بـ"الموسوعة الحية" للفلك البدوي . تأثر ودروس أخلاقية ونعى الخبير الفلكي الدكتور خالد الزعاق، أبوشرعان، الذي روى أنه تعلم منها ليس فقط أسرار النجوم بل "الأدب الجمّ والكرم ونقاء السريرة"، إذ كان "أبو شرعان" نموذجًا للضيافة، تردّد عليه الزعاق في طفولته وصباه طلبًا للعلم والمعرفة الواسعة بالأفلاك والنجوم. aXA6IDIxOC4zOS4xNTguMjI4IA== جزيرة ام اند امز KR