أحدث الأخبار مع #أبومحمد،


البلاد البحرينية
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- البلاد البحرينية
إلى روح الفقيد عبدالعزيز بوحجي
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإيمان والصبر على قضائه والرضا بحكمه والإخلاص في التوكل عليه، سبحانه وتعالى، وأن نؤمن بما قدّره لنا في هذه الحياة، ولكل إنسان ما سعى. فقد خلقنا الله للعمل والعبادة، وأن يتجلى ذلك في ترك أثر طيب في مسيرة الحياة حتى يرضى الله عنا، ومن رضي الله عنه، رضي عنه عباده. أقول هذه الكلمات، بعد رحيل أخينا الكبير وفقيد البحرين عبدالعزيز بن محمد بوحجي (أبو محمد)، الذي عبرت البحرين بكل فئاتها عن حبها لذلك الرجل الطيب في أخلاقه، الرائع في صفاته. وهذا الأمر من الشواهد على حب الله سبحانه وتعالى. ففي الحديث الشريف (إن الله تعالى إذا أحب عبدًا، دعا جبريل فقال: إني أحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض). أخي وقدوتي في الحياة.. إن ألم فقدك يحيرني: هل أرثيك أم أرثي نفسي؟ فقد عشت معك عمري كله، ورأيت فيك الرجل الذي يملك كل الخصال والمعنى الحقيقي للرجولة. رأيتك في أصعب المواقف وأشدها قسوة على الإنسان، صابرا ومحتسبا ومبتسما. تعلمت منك أن الحياة تمضي بيسر، حين تدرك أن الله ميسر الأمور... كنت إنسانا بمعنى الكلمة، تنشر الإيجابية أينما حللت، صادقا مع نفسك والآخرين، صراحتك التي يتقبلها الكل بحب، لأنك تحبهم بصدق. فحين نقول عنك طيبا، فأنت في قمة الطيبة، وحين نقول عنك مخلصا، فأنت في قمة الإخلاص. حتى في غضبك، كنت حكيما ومبتسما. علمتنا أن الإنسان بعطائه الصادق، يكتسب محبة الناس واحترامهم. أخي الكبير 'بومحمد'.. كانت رؤيتك واضحة في الحياة، مؤمنا أن السعادة في الحياة، لا تتحقق بالرضا والهناء الشخصي فقط، وإنما بخدمة الناس والتأثير الإيجابي فيهم. عملت طوال حياتك على مخافة الله واحترام الآخرين، ورحلت عن عالمنا دون أن تترك أي خلافات شخصية، بل رصيدا وافرا من حب واحترام الناس، لأنك كنت صادقا في كل مفاصل الحياة. ستفتقدك البحرين، يا ناشر الحب والسعادة في كل صباح، فأنت صوت الأمن والأمان بروحك الجميلة التي تجدد صباحنا في كل يوم. هذه الروح لم تفارقك وأنت على فراش المرض، حيث ظلت روحك الإيجابية حاضرة ولم يشعر أحد بمعاناتك من آلام المرض. ولروحك الطاهرة أقول: إنك علمتني الكثير في مسيرة حياتي الخاصة والعملية، فأنت من وضعتني في بداية حياتي في مجال التوعية والتثقيف الأمني، ولم تبخل علي بالنصح والإرشاد والتوجيه؛ لأنك وثقت في إمكاناتي. وإذا كنت قد رحلت عنا، فإننا سنشتاق إليك وإلى ضحكاتك وحديثك، الذي عشنا معه أجمل اللحظات والأيام والمواقف.. ستبقى في القلب والعقل، وعلما من أعلام البحرين، وتظل رسالتك في حب الوطن، الذي أحبك وأحببته، مضيئة للأجيال. وإن أصعب لحظات العمر أن يغادر من نحبهم من دون وداع. رحم الله عبدالعزيز بوحجي وأسكنه فسيح جناته.


الشرق السعودية
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق السعودية
بعد تسويتها بالأرض.. مخاوف من خطة إسرائيلية لتحويل رفح إلى مخيم ضخم للنازحين
قال سكان إن الجيش الإسرائيلي يسوِّي بالأرض ما تبقى من أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما يخشون أن يكون جزءاً من خطة لمحاصرة الفلسطينيين في مخيم ضخم على الأرض القاحلة. وذكر سكان أن دوي انفجارات هائلة يُسمع الآن بلا انقطاع في رفح التي كان يقطنها سابقاً 300 ألف نسمة. وقال تامر، وهو من سكان مدينة غزة نزح إلى دير البلح شمالاً، لـ"رويترز" عبر رسالة نصية: "الانفجارات ما بتتوقفش لا نهار ولا ليل، كل ما الأرض تهز بتعرف أنهم بينسفوا بيوتاً في رفح، رفح انمسحت". وأضاف أنه يتلقى مكالمات هاتفية من أصدقاء في مصر على الحدود مع قطاع غزة، حيث لم يتمكن أطفالهم من النوم بسبب الانفجارات. وقال أبو محمد، وهو نازح آخر في غزة، عبر رسالة مماثلة: "إحنا الخوف عنا إنه يجبرونا ننزح هناك، ويسكروا علينا زي القفص، أو معسكر نزوح كبير معزولين عن العالم". واعتبرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان)، السبت، أن الجيش بصدد إنشاء "منطقة إنسانية" جديدة في رفح، حيث سيتم نقل المدنيين، بعد إجراء تفتيش أمني لمنع مقاتلي "حماس" من دخولها، وستتولى شركات خاصة توزيع المساعدات. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقرير بعد، ولم يستجب حتى الآن لطلب "رويترز" للتعقيب. "نأكل العشب والسلاحف" ولم تدخل أي إمدادات غذائية أو طبية إلى سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، منذ ما يقرب من شهرين حين فرضت إسرائيل ما أصبح منذ ذلك الحين أطول حصار شامل لها على الإطلاق على القطاع، في أعقاب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر 6 أسابيع. واستأنفت إسرائيل حربها على القطاع، منتصف مارس الماضي، واستولت منذ ذلك الحين على مساحات واسعة من الأراضي، وأمرت السكان بإخلاء ما تطلق عليها "مناطق عازلة" حول أطراف غزة، بما في ذلك مدينة رفح بأكملها، والتي تشكل نحو 20% من مساحة القطاع. وجاب بعض السكان الشوارع بحثاً عن الأعشاب التي تنمو طبيعياً على الأرض، بينما جمع آخرون أوراق الأشجار اليابسة. وفي ظل اليأس، لجأ صيَّادون إلى صيد السلاحف وسلخها وبيع لحومها. وقالت امرأة من مدينة غزة، لـ"رويترز"، طالبة عدم نشر اسمها: "المرة الماضية رحت على الدكتور قال لي عندك حصاوي في الكلى، ولازم عملية جراحية بتكلف حوالي 300 دولار، أنا أحسن لي آخد مسكنات وأخلي المصاري لأولادي أطعميهم فيهم". وأضافت: "باختصار الوضع في غزة لا أكل ولا غاز للطبخ ولا طحين ولا حياة". وتزعم إسرائيل، التي تفرض حصاراً مطبقاً على غزة منذ الثاني من مارس، أن إمدادات كافية وصلت إلى القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت 6 أسابيع، ومن ثم فإنها لا ترى أن السكان في خطر. وتؤكد أنها لا يمكنها السماح بدخول الغذاء، أو الدواء خشية أن يستغلها مقاتلو "حماس". وأعلن برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، نفاد مخزوناته الغذائية في غزة، بعد أطول حصارٍ يُفرَض على القطاع على الإطلاق. وتقول وكالات الأمم المتحدة إن سكان غزة على حافة تفشٍ واسعٍ للمجاعة والمرض، وأن الظروف الآن في أسوأ حالاتها منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023. حصيلة ضحايا غزة تواصل الارتفاع وأعلن مسؤولو الصحة في غزة، الاثنين، أن أحدث الضربات الإسرائيلية على القطاع قتلت 23 شخصاً على الأقل. وأودت غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا شمال القطاع، بحياة ما لا يقل عن 10 أشخاص، بينهم أطفال. كما قتلت غارة جوية على مقهى بجنوب القطاع 6 آخرين. وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بعض الضحايا مصابين بجروح خطيرة حول طاولة بالمقهى. ولم تفلح المحادثات التي توسطت فيها قطر ومصر حتى الآن في تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أطلقت حماس خلاله سراح 38 محتجزاً، فيما أفرجت إسرائيل عن مئات الأسرى. ولا يزال 59 محتجزاً إسرائيلياً محتجزين في غزة، ويُعتَقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة. وتقول "حماس" إنها لن تفرج عنهم إلا في إطار اتفاق يُنهي الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق إلا على هُدَنٍ مؤقتة، ما لم يتم نزع سلاح "حماس" بالكامل، وهو ما يرفضه مقاتلو الحركة. وفي الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري، السبت، إن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نارٍ جديد في غزة أحرزت بعض التقدم. وذكرة وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الحرب الإسرائيليلة على القطاع قتلت 52 ألفاً و314 فلسطينياً وأصابت 117 ألفاً و792 آخرين منذ 7 أكتوبر 2023، بينهم ألفان و222 ضحية و5 آلاف و751 مصاباً منذ 18 مارس الماضي حين امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استكمال اتفاق وقف إطلاق النار.


شبكة النبأ
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- شبكة النبأ
من الفانوس إلى المولدة.. أزمة كهرباء لا تنتهي
كلما ظن المواطن أن حلاً يلوح في الأفق، يعود الظلام أقسى من السابق، حتى صارت العودة للفانوس رمز الماضي حلاً أكثر واقعية من انتظار الكهرباء الوطنية. في النهاية، لا أحد يعرف هل سيتحول ملف الكهرباء إلى قصة نجاح كما وُعدنا مراراً، أم أنه سيبقى يُكتب بنفس الحبر الذي تُكتب... في أحد أزقة بغداد القديمة، تجلس أم حسين قرب النافذة، تمسك بيدها مروحة يدوية، تُهوِّن بها على رضيعها الذي لم يعرف طعم النوم منذ انقطاع التيار الكهربائي قبل خمس ساعات، على الطاولة فانوسٌ نفطي، لم يُستخدم منذ سنوات، لكنه عاد اليوم ليصبح منقذ العائلة في الظلام، بعد أن توقف المولد بسبب نفاد الوقود، وانقطعت الكهرباء الوطنية كالعادة دون سابق إنذار أو لاحق إعتذار. هذه ليست لقطة سينمائية من فيلم خيالي، بل مشهد يومي يتكرر في منازل العراقيين منذ أكثر من عشرين عاماً، وكأن انقطاع الكهرباء بات طقساً وطنياً لا يكتمل يوم المواطن العراقي إلا به. ازمة مؤقتة، لكنها طالت! منذ عام 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة أكثر من 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء، بحسب تقارير رسمية وشبه رسمية، ومع ذلك، لا تزال منظومة الكهرباء تُدار وكأننا في قرية صغيرة في القرن التاسع عشر. بُنيت محطات، وتعاقدوا مع شركات، وأُطلقت وعود قبل كل صيف وبعد كل شتاء، لكن الناتج على الأرض لا يتجاوز 14 ألف ميغاواط في أحسن الأحوال، بينما الحاجة الفعلية للبلاد تتجاوز 30 ألف ميغاواط، هذا دون حساب التوسع السكاني والعمراني. المولد... المنقذ والجلاد في غياب الحلول، ظهر "المنقذ البديل" المولد الأهلي، تحول إلى جزء من الحياة اليومية، يُدفع له اشتراك شهري يفوق أحياناً فواتير الكهرباء في الدول الأوروبية! المفارقة أن العراقي يدفع للكهرباء ثلاث مرات، الاولى للدولة (كهرباء وطنية) الثانية لصاحب المولدة، الثالثة لشراء الوقود إن كان لديه مولدة خاصة! يقول أبو محمد، وهو موظف حكومي من البصرة: "راتبي يذهب بين المولدة والانترنت والماء، الكهرباء تأتي ساعة وتنقطع ثلاثة، حتى النوم صرنا نحسبه على جدول الكهرباء" الأزمة لم تخلق فقط تعباً جسدياً، بل أثرت على نفسية المواطن، الأطفال لا يستطيعون الدراسة بهدوء، المرضى يعانون من حرارة الصيف، والتجار يخسرون بضائعهم بسبب انقطاع التبريد. "الكهرباء الوطنية جيدة، بالتنسيق مع المولدة" هذا لسان حال مسؤولي الكهرباء في كل صيف، لا يتحسن واقع الكهرباء الا بالإعتماد على المولدة، في بعض الاحيان يُخيل إلي أننا نملك في العراق وزارة المولدات وليس وزارة الكهرباء! منذ أكثر من عقد، أُعلنت عشرات المشاريع لتطوير قطاع الكهرباء، من بينها عقود مع شركات ألمانية وتركية وإيرانية، وحتى اتفاقات مع دول الجوار لإستيراد الطاقة، ومع كل خطة، تُزرع الآمال ثم تذبل مع أول صيف حار. "المشكلة ليست فقط فنية، بل مافيات، فساد، وتداخل صلاحيات، والضحية هو المواطن" حسب تصريح أحد مهندسي الطاقة السؤال المؤلم الذي يتكرر: إلى متى؟ كلما ظن المواطن أن حلاً يلوح في الأفق، يعود الظلام أقسى من السابق، حتى صارت العودة للفانوس –رمز الماضي– حلاً أكثر واقعية من انتظار الكهرباء الوطنية. في النهاية، لا أحد يعرف هل سيتحول "ملف الكهرباء" إلى قصة نجاح كما وُعدنا مراراً، أم أنه سيبقى يُكتب بنفس الحبر الذي تُكتب به قصص الانتظار الطويل، حيث المواطن لا يجد ما يضيء ليله سوى صبره.


موقع كتابات
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- موقع كتابات
من الفانوس إلى المولدة.. أزمة كهرباء لا تنتهي
في أحد أزقة بغداد القديمة، تجلس أم حسين قرب النافذة، تمسك بيدها مروحة يدوية، تُهوِن بها على رضيعها الذي لم يعرف طعم النوم منذ انقطاع التيار الكهربائي قبل خمس ساعات، على الطاولة فانوسٌ نفطي، لم يُستخدم منذ سنوات، لكنه عاد اليوم ليصبح منقذ العائلة في الظلام، بعد أن توقف المولد بسبب نفاد الوقود، وانقطعت الكهرباء الوطنية كالعادة دون سابق إنذار أو لاحق إعتذار. هذه ليست لقطة سينمائية من فيلم خيالي، بل مشهد يومي يتكرر في منازل العراقيين منذ أكثر من عشرين عاماً، وكأن انقطاع الكهرباء بات طقساً وطنياً لا يكتمل يوم المواطن العراقي إلا به. ازمة مؤقتة، لكنها طالت! منذ عام 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة أكثر من 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء، بحسب تقارير رسمية وشبه رسمية، ومع ذلك، لا تزال منظومة الكهرباء تُدار وكأننا في قرية صغيرة في القرن التاسع عشر. بُنيت محطات، وتعاقدوا مع شركات، وأُطلقت وعود قبل كل صيف وبعد كل شتاء، لكن الناتج على الأرض لا يتجاوز 14 ألف ميغاواط في أحسن الأحوال، بينما الحاجة الفعلية للبلاد تتجاوز 30 ألف ميغاواط، هذا دون حساب التوسع السكاني والعمراني. المولد… المنقذ والجلاد في غياب الحلول، ظهر 'المنقذ البديل' المولد الأهلي، تحول إلى جزء من الحياة اليومية، يُدفع له اشتراك شهري يفوق أحياناً فواتير الكهرباء في الدول الأوروبية! المفارقة أن العراقي يدفع للكهرباء ثلاث مرات، الاولى للدولة (كهرباء وطنية) الثانية لصاحب المولدة، الثالثة لشراء الوقود إن كان لديه مولدة خاصة! يقول أبو محمد، وهو موظف حكومي من البصرة: 'راتبي يذهب بين المولدة والانترنت والماء، الكهرباء تأتي ساعة وتنقطع ثلاثة، حتى النوم صرنا نحسبه على جدول الكهرباء' الأزمة لم تخلق فقط تعباً جسدياً، بل أثرت على نفسية المواطن، الأطفال لا يستطيعون الدراسة بهدوء، المرضى يعانون من حرارة الصيف، والتجار يخسرون بضائعهم بسبب انقطاع التبريد. 'الكهرباء الوطنية جيدة، بالتنسيق مع المولدة' هذا لسان حال مسؤولي الكهرباء في كل صيف، لا يتحسن واقع الكهرباء الا بالإعتماد على المولدة، في بعض الاحيان يُخيل إلي أننا نملك في العراق وزارة المولدات وليس وزارة الكهرباء! منذ أكثر من عقد، أُعلنت عشرات المشاريع لتطوير قطاع الكهرباء، من بينها عقود مع شركات ألمانية وتركية وإيرانية، وحتى اتفاقات مع دول الجوار لإستيراد الطاقة، ومع كل خطة، تُزرع الآمال ثم تذبل مع أول صيف حار. 'المشكلة ليست فقط فنية، بل مافيات، فساد، وتداخل صلاحيات، والضحية هو المواطن' حسب تصريح أحد مهندسي الطاقة كلما ظن المواطن أن حلاً يلوح في الأفق، يعود الظلام أقسى من السابق، حتى صارت العودة للفانوس – رمز الماضي – حلاً أكثر واقعية من انتظار الكهرباء الوطنية. في النهاية، لا أحد يعرف هل سيتحول 'ملف الكهرباء' إلى قصة نجاح كما وُعدنا مراراً، أم أنه سيبقى يُكتب بنفس الحبر الذي تُكتب به قصص الانتظار الطويل، حيث المواطن لا يجد ما يضيء ليله سوى صبره.


اليوم الثامن
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- اليوم الثامن
من الفانوس إلى المولدة.. أزمة كهرباء لا تنتهي
في أحد أزقة بغداد القديمة، تجلس أم حسين قرب النافذة، تمسك بيدها مروحة يدوية، تُهوِن بها على رضيعها الذي لم يعرف طعم النوم منذ انقطاع التيار الكهربائي قبل خمس ساعات، على الطاولة فانوسٌ نفطي، لم يُستخدم منذ سنوات، لكنه عاد اليوم ليصبح منقذ العائلة في الظلام، بعد أن توقف المولد بسبب نفاد الوقود، وانقطعت الكهرباء الوطنية كالعادة دون سابق إنذار أو لاحق إعتذار. هذه ليست لقطة سينمائية من فيلم خيالي، بل مشهد يومي يتكرر في منازل العراقيين منذ أكثر من عشرين عاماً، وكأن انقطاع الكهرباء بات طقساً وطنياً لا يكتمل يوم المواطن العراقي إلا به. ازمة مؤقتة، لكنها طالت! منذ عام 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة أكثر من 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء، بحسب تقارير رسمية وشبه رسمية، ومع ذلك، لا تزال منظومة الكهرباء تُدار وكأننا في قرية صغيرة في القرن التاسع عشر. بُنيت محطات، وتعاقدوا مع شركات، وأُطلقت وعود قبل كل صيف وبعد كل شتاء، لكن الناتج على الأرض لا يتجاوز 14 ألف ميغاواط في أحسن الأحوال، بينما الحاجة الفعلية للبلاد تتجاوز 30 ألف ميغاواط، هذا دون حساب التوسع السكاني والعمراني. المولد... المنقذ والجلاد في غياب الحلول، ظهر "المنقذ البديل" المولد الأهلي، تحول إلى جزء من الحياة اليومية، يُدفع له اشتراك شهري يفوق أحياناً فواتير الكهرباء في الدول الأوروبية! المفارقة أن العراقي يدفع للكهرباء ثلاث مرات، الاولى للدولة (كهرباء وطنية) الثانية لصاحب المولدة، الثالثة لشراء الوقود إن كان لديه مولدة خاصة! يقول أبو محمد، وهو موظف حكومي من البصرة: "راتبي يذهب بين المولدة والانترنت والماء، الكهرباء تأتي ساعة وتنقطع ثلاثة، حتى النوم صرنا نحسبه على جدول الكهرباء" الأزمة لم تخلق فقط تعباً جسدياً، بل أثرت على نفسية المواطن، الأطفال لا يستطيعون الدراسة بهدوء، المرضى يعانون من حرارة الصيف، والتجار يخسرون بضائعهم بسبب انقطاع التبريد. "الكهرباء الوطنية جيدة، بالتنسيق مع المولدة" هذا لسان حال مسؤولي الكهرباء في كل صيف، لا يتحسن واقع الكهرباء الا بالإعتماد على المولدة، في بعض الاحيان يُخيل إلي أننا نملك في العراق وزارة المولدات وليس وزارة الكهرباء! منذ أكثر من عقد، أُعلنت عشرات المشاريع لتطوير قطاع الكهرباء، من بينها عقود مع شركات ألمانية وتركية وإيرانية، وحتى اتفاقات مع دول الجوار لإستيراد الطاقة، ومع كل خطة، تُزرع الآمال ثم تذبل مع أول صيف حار. "المشكلة ليست فقط فنية، بل مافيات، فساد، وتداخل صلاحيات، والضحية هو المواطن" حسب تصريح أحد مهندسي الطاقة السؤال المؤلم الذي يتكرر: إلى متى؟ كلما ظن المواطن أن حلاً يلوح في الأفق، يعود الظلام أقسى من السابق، حتى صارت العودة للفانوس – رمز الماضي – حلاً أكثر واقعية من انتظار الكهرباء الوطنية. في النهاية، لا أحد يعرف هل سيتحول "ملف الكهرباء" إلى قصة نجاح كما وُعدنا مراراً، أم أنه سيبقى يُكتب بنفس الحبر الذي تُكتب به قصص الانتظار الطويل، حيث المواطن لا يجد ما يضيء ليله سوى صبره.