logo
#

أحدث الأخبار مع #أبومعن

غزة.. سماء بلا أرض
غزة.. سماء بلا أرض

جريدة الرؤية

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • جريدة الرؤية

غزة.. سماء بلا أرض

سالم البادي (أبو معن) تخيّل المشهد معي، أخي القارئ... يأتيك أمرٌ من جيش العدو عبر اتصال هاتفي أو نداء أو أي وسيلة، يأمرك بإخلاء بيتك في مهلة لا تزيد عن عشر دقائق. تخيّل: عشر دقائق فقط، ثم يُمحى بيتك عن سطح الأرض، تُطمس ذكرياتك، المكان الذي يأويك أنت وأسرتك، أشياؤك التي تحبها، كتبك... كل شيء يختفي في لمح البصر. تخيّل معي، كل هذا يمر أمام عينيك في عشر دقائق فقط—وجع وألم وأسًى وحزن ينهال عليك، وأنت مصابٌ بالدهشة والصدمة من هول الموقف. تخرج لتواجه الموت ألف مرة، أو تبقى لتلقاه مرة واحدة. كنا نقرأ عن قصص الحروب والموت في كتب التاريخ، ونشاهدها في أفلام الرعب، ونتابع قصص الجوع والتهجير والحرق والتعذيب وأبشع أنواع القتل. لكن أن نعيشها اليوم، في هذا العصر؟! هذا لم يخطر ببال أحد! وسائل الإعلام تنقل المجازر والإبادة على الهواء مباشرة! يشاهدها نحو 8 مليارات إنسان على كوكب الأرض، دون أن تتحرك مشاعرهم، دون أن تستيقظ فطرتهم لإنقاذ هذه الأرواح البريئة المحاصرة جوًا وبرًا وبحرًا، في بقعة صغيرة يعيش فيها نحو مليوني إنسان... إنه لأمرٌ يثير العجب! وكأننا أمام فيلم درامي مرعب، كتبته القوى العظمى، وأنتجته ودعمته أمريكا، ونفذه وأخرجه الاحتلال، فأبدع في الإبادة الجماعية والمجازر اليومية، مسجلًا مشاهدات مليونية، ليحصد جائزة الإجرام الدولي، بينما ملايين البشر يرون ويسمعون، لكنهم صمٌّ بكمٌ عُميٌ... لا يبصرون، ولا يعقلون. أين منظمات حقوق الإنسان؟ غاب دورها وانتهى. أين منظمات حقوق المرأة والطفل؟ انطمس ذكرها، وانطوت صفحتها. أين محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية المعنية بجرائم الحرب؟ مجرد أسماء بلا أفعال، ولا سلطة تنفيذية، وأحكامها تذروها الرياح. أين هيئة الأمم المتحدة؟ كيان بلا روح... لا يسمن ولا يغني من جوع. أين منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة، وتعدّ ثاني أكبر تكتل دولي؟ أين صوتها في نصرة غزة؟ الأمة الإسلامية أثبتت تفوقها في خذلان شعب غزة، تركته وحيدًا، يواجه الجوع والعطش والقتل والتهجير والتدمير والإبادة، فكان مصيرها الذل والهوان حتى إشعار آخر، فهم لا يعقلون، ولا يفقهون، وهم في سبات عميق... لعلها تفيق يومًا إذا شاءت قدرة الله لها بذلك. غزة، المدينة التي تجسد الصمود في وجه الشدائد، تشهد صراعًا مستمرًا يمزق نسيج الحياة. الحصار المستمر منذ عقود، يفرض قيودًا شديدة على كل جانب من جوانب الحياة، ليحيلها إلى سجن مفتوح. ورغم كل هذه القسوة، تظل روح الشعب الفلسطيني صامدة، يتشبث بالأمل، يحلم بمستقبل أفضل. الظروف الإنسانية في غزة مروعة، لا مثيل لها في عالمنا المعاصر. إن الحصول على الطعام، الرعاية الصحية، المياه النظيفة، والكهرباء، بات أشبه بالمستحيل. الحرب المفروضة على القطاع منذ أكثر من عامين عزلت سكانه عن العالم الخارجي، تاركةً أثرًا عميقًا في سبل عيشهم وصحتهم النفسية. وتشير الإحصائيات إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص، وأن عدد الشهداء تجاوز 50 ألفًا، بينما فاق عدد الجرحى 114 ألفًا، والعدد في صعود مستمر، مع استمرار آلة الحرب بتدمير كل شيء... وسط صمت دولي مخزٍ، وتخاذل غير مبرر. إن الوضع في غزة هو تذكير صارخ بالظلم المستمر. على المجتمع الدولي التحرك فورًا، رفع الحصار، وضمان حصول الفلسطينيين على حقوقهم الأساسية. إنهاء معاناة غزة ليس مجرد واجب أخلاقي، بل ضرورة لتحقيق السلام في المنطقة. ومن الناحية الإنسانية، الأطفال والنساء في غزة يعيشون ظروفًا قاسية لا يمكن تخيلها. الأطفال يواجهون خطر الموت بسبب القصف، كما يعانون من صدمات نفسية شديدة. النساء يتحملن أعباء مضاعفة في هذه الظروف، ويفتقدن الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية. وإنقاذ غزة يتطلب إجراءات عاجلة، منها: 1. إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستمر، دون أي قيود أو عراقيل. 2. توفير الأمن والحماية للمدنيين، ووقف استهداف البنية التحتية المتبقية. 3. معالجة جذور الأزمة، والعمل على تحقيق سلام عادل يضمن حقوق الفلسطينيين. 4. تقديم الدعم المالي واللوجستي العاجل، لتمويل الإغاثة وإعادة الإعمار. 5. تفعيل دور المؤسسات الدولية، والضغط على الاحتلال لاحترام القانون الدولي. باختصار.. إنقاذ غزة ليس مجرد مطلب إنساني، بل واجب أخلاقي لا يقبل التأجيل. يجب أن تتضافر الجهود لإنقاذ ما تبقى من البشر والحجر والشجر، حتى لا يسجل التاريخ يومًا أن هناك شعبًا أُبيد أمام أنظار العالم. في غزة... لا أرض قابلة للعيش، لا رغيف خبز، لا هواء، لا ماء، لا دواء. يموت الناس صبرًا، يموت الأطفال جوعًا وعطشًا، تُقتل النساء والشيوخ والأطفال على الملأ... حرقًا. غزة... هذا العار على جبين التاريخ، وهذا الجرح الذي لا يلتئم. التاريخ لا يرحم، وسيسأل العالم عن غزة وشعبها، وعن خذلانه لها. الدعاء وحده لا يكفي، أنصروهم بما أوتيتم من قدرة، تضامنكم معهم يخفف عنهم وجعهم ومعاناتهم. اللهم بردًا وسلامًا على غزة وأهلها، كن لهم عونًا ونصيرًا، وارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، وانصرهم، يا الله.

الغدر والمكر والخيانة طبع اليهود الصهاينة
الغدر والمكر والخيانة طبع اليهود الصهاينة

جريدة الرؤية

time٢٣-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • جريدة الرؤية

الغدر والمكر والخيانة طبع اليهود الصهاينة

سالم البادي (أبو معن) أُمة بني إسرائيل هي أشد الأمم عداوة للإسلام والمسلمين وأشهرها في الخيانة والغدر ونقض العهود والمواثيق، فلا يعاهدون عهدا إلا نقضوه، ولا يسالمهم قوم إلا غدروا بهم، وقد قال الله تعالى عنهم: " أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ " (البقرة: 100)، وحالهم مع أنبيائهم: " كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ" (المائدة: 70). الخيانة رذيلة اليهود على مر الأزمنة والعصور، وما نشاهده اليوم على أرض الواقع من سلوكيات الصهاينة الإسرائيليين مع كل شعوب أهل الأرض لتؤكد بأنهم قومُ خيانةٍ وغدر ولا عهد لهم، وأنهم قد جُبلوا على هذه الرذائل. وما يفعلونه في أهل غزة اليوم من تنكيل ودمار وإبادة وتدمير لكل مظاهر الحياة فيها، وعدم التزامهم بالعهود، ومراوغتهم ومكرهم في تنفيذ اتفاقياتهم لوقف الحرب في غزة لأكبر دليل على بشاعة حقيقتهم القذرة وأكبر دليل يمكن أن يشاهده المسلم الواعي لدينه والمتمسك بكتاب ربه، منهجًا له في حياته، وتعاملاته مع بني صهيون. أغلب شعوب العالم أدركت خساسة اليهود ومكرهم وغدرهم وخبثهم؛ لذلك فهم يدفعونهم في بلادهم للهجرة إلى فلسطين للتخلص منهم، وفي نفس الوقت يحاربون بهم الإسلام والمسلمين، وليشعلوا الحروب في بلاد المسلمين وينهبوا ثرواتهم بحجة الحفاظ على استقرار الأوضاع في بلاد المسلمين.. ألا لعنة الله عليهم أجمعين. إنّ من يتأمَّل ويقرأ التاريخ جيدا على طول مداه وما احتواه، ويتأمل في أحوال الأمم وأخلاقها ومعاملاتها وسلوكياتها يجد أن أسوء الأمم خُلقا وأشرَّها معاملة أمةُ اليهود تلك الأمة الغضبية الملعونة، أمّة الكذب والطغيان والفسوق والعصيان والكفر والإلحاد، أمّةٌ ممقوتة لدى العالم لفظاظة قلوبهم وشدّة حقدهم وحسدهم ولعِظم بغيهم وطغيانهم، أهل طبيعة وحشية وهمجيّة لا يباريهم فيها أحد، كلّما أحسوا بقوةٍ ونفوذٍ وتمكنٍ وقدرة هجموا على من يعادونه هجوم السبع على فريسته، لا يرقبون في أحد ولا ذمة، ولا يعرفون ميثاقًا ولا عهدا، لا يُعرف في الأمم جميعها أمةٌ أقسى قلوبا ولا أغلظ أفئدة من هذه الأمة، قد التصق بهم الإجرام والظلم والعدوان والجور والبهتان من قديم الزمان؛ حيث يقول الله تعالى: " فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً " (المائدة: 13)، ويقول الله تعالى: " ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً " (البقرة: 74). ولا غرابة أن كان عداء اليهود للإسلام شديدًا؛ فالإسلام جاء هادمًا لكل ما لديهم من زيف وبهتان وباطل، ومناقضا لكل ما عندهم من جنوح وانحراف وضلال؛ فالإسلام جاء ليدعو إلى الإيمان والتوحيد والإخلاص، واليهود يدعون إلى الكفر والإلحاد والتكذيب والإعراض، وجاء الإسلام يدعو إلى مُثُلٍ عليا وقِيم رفيعة وإلى الرحمة والخير والإحسان، بينما اليهود يدعون إلى القسوة والإجرام والوحشية والعدوان والظلم والبهتان. الإسلام يحفظ الحقوق ويحترم المواثيق ويحرِّم الظلم، واليهود لا يعرفون حقّا ولا يحفظون عهدًا ولا ميثاقًا ولا يتركون الظلم والعدوان، والإسلام يحرِّم قتل النفس بغير الحق ويحرِّم السرقة والزنا، واليهود يستبيحون سفك دماء غير اليهود وسرقة أموالهم وانتهاك أعراضهم. لقد نقضوا ميثاقهم مع الله... قتلوا أنبياءهم بغير حق، وبيتوا نية القتل والصلب لعيسى عليه السلام " وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا " (النساء: 157)، وهو آخر أنبيائهم، وحرفوا كتابهم- التوراة- ونسوا شرائعها فلم ينفذوها، ووقفوا من خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام موقفًا لئيمًا ماكرًا عنيدًا، وخانوا مواثيقهم معه، فباءوا بالطرد والخسران. القرآن الكريم هو منهج هذه الأمة ومرشدها ورائدها على طول الطريق يكشف لها عن حال أعدائها معها، وعن جبلتهم وعن تاريخهم مع هدى الله كله، ولو ظلت هذه الأمة ترجع لقرآنها؛ وتسمع توجيهاته؛ وتقيم قواعده وتشريعاته في حياتها، ما استطاع أعداؤها أن ينالوا منها في يوم من الأيام كما يحدث في زماننا هذا.. والله المستعان على ما تصفون. يجب أن يدرك جميع العرب والمسلمين والعالم أنَّ عدوان اليهود على "قطاع غزة والضفة الغربية" في فلسطين المحتلة ليس مجرد نزاعٍ على أرض، وأن ندرك أن قضية فلسطين قضيةٌ إسلامية يجب أن يؤرِّق أمرها بال كل مسلم، ففلسطين موطن أنبياء ورسل الله وفيها ثالث الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين الأولى، وهي مسرى رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وليس لأحدٍ فيها حقّ إلا الإسلام وأهله؛ والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. ويجب أن ندرك أنَّ تغلب هذه الشرذمة الصهيونية المرذولة والفئة المخذولة الخبيثة النتنة وتسلطهم على المسلمين إنما هو بسبب الذنوب والمعاصي وإعراض كثير من المسلمين عن دينهم الذي هو سبب عِزهم وفلاحهم ونجاحهم ونصرهم ورفعتهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: " وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ " (الشورى: 30). ولا بُد من عودةٍ صادقة وأوبة حميدة إلى الله جلّ وعلا فيها تصحيحٌ للإيمان وصلةٌ بالرحمن وحفاظ على الطاعة والإحسان، وبُعدٌ وحذرٌ من الفسوق والعصيان لينال المؤمنون الصادقون العزّة والتمكين والنصر والتأييد من الله سبحانه وتعالى. ‏اللهم انصر إخواننا المستضعفين من المسلمين في فلسطين وفي كل مكان، اللهم داو جرحاهم، وعافِ مبتلاهم، وارحم شهداءهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم اخذل اليهود الغاصبين، وأنزل غضبك ومقتك عليهم، وأرنا فيهم يومًا أسود، واشفِ صدور قومٍ مؤمنين، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

على مائدة الفكر
على مائدة الفكر

جريدة الرؤية

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • جريدة الرؤية

على مائدة الفكر

سالم البادي (أبو معن) كلّ ما حقّقه الإنسان من تقدّم في المجال العلمي والثقافي والصناعي والتكنولوجي وجميع المجالات، هو بفضل هذه القدرة العقلية (التفكير) التي منحها الله له. وقد وصف الله تعالى من لا يستخدمون عقولهم بأنهم يفقدون ميزتهم الإنسانية، ويصبحون كالحيوانات التي تسيّرها الغرائز والرغبات، بل أسوأ حالًا منها؛ لأنّ الحيوانات لا تمتلك قدرة عقلية ترجع إليها، بينما يتمتع الإنسان بهذه القدرة العظيمة لكنه يتجاهلها، يقول تعالى: ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾. (الأعراف: 179). وللفكرة ثمنٌ عظيمٌ ولا تُقدَّر بثمنٍ، فبعض الأفكار طريقك نحو النجاح والتألق؛ بل وحتى الثراء، فالفكرة لها قيمة مادية ومعنوية وملكية فكرية، وهذه القيمة تبحث عنها الحكومات والشركات الكبرى. خلال العام 2018 استثمرت شركة أمازون 22.6 مليار دولار في أنشطة البحث والتطوير بما يعادل 12.7% من إجمالي مبيعاتها خلال العام، أما شركة ميرك للأدوية فقد استثمرت 10.2 مليار دولار، وبما يعادل 25.4% من كامل مبيعاتها في نفس الحقل. وقد بلغ إجمالي ما صرفته أكبر عشرين شركة في مجال البحث والتطوير خلال عام 2018 هو 214.5 مليار دولار، ما يظهر أهمية البحث والتطوير في بقاء هذه الشركات في القمة ونموها المُستدام. وأهم ما يجب توفره في هذا المجال هو الأشخاص المؤهلون المفكرون لأنهم المورد الأساسي للأفكار الجديدة والسبيل للابتكارات، كما أن الخبراء المؤهلون هم المسؤولون عن حل المشكلات التي يمكن أن تواجهها الحكومات والشركات في رحلة الابتكار والإنتاج والتسويق والترويج. الفكرة لا تحتاج لذكاء خارق ولذلك يقول أينشتاين: "ليست الفكرة في أني فائق الذكاء؛ بل كل ما في الأمر أني أقضي وقتًا أطول في حل المشكلات". ونسرد بعض النصائح التي يجب على كل مسؤول أن يتحلى بها؛ إذ على كل مسؤول أن يكون مستمعًا وقارئًا جيدًا، يسأل ويتعلّم، ولا يخجل من قلة معرفته، ويتحلى بسعة ورحابة صدر وتحمل وصبر وحلم. ويتعلّم من أخطائه، ويضعها خلفه ويمضي للأمام، ويفك قيود التبعية والأحكام العقيمة، يخطئ، ويتعلم ثم يمضي، يطلق العنان لحواسه الخمس، ليشتعل خياله، ويرى الأفق واسعًا، ويكون مُستعدًا للتفكير بآفاق جديدة ومستدامة في بيئة العمل، وأن يقبل على كل ما هو جديد، ويبحر في كل ما هو قديم ليأخذ منه كل مفيد، ويأخذ عقله في رحلة لاستكشاف الأسرار وكل ما هو سديد، ويتكامل ويتماهى مع ما حوله؛ فهو جزء من كل، واحد في جماعة، كائن في كوكب، وأن يربط أفكاره ببعضها، ويجعل لنفسه فكرًا جيدا ورؤية سديدة ثاقبه. وعليه أن يوظّف أفكاره كما يشاء؛ فأفكاره ملكه، وهي ثروة هائلة وثمينة، يجب أن يوظفها حسب إمكانياته، ولا يبخل على نفسه، ولا يكبح أفكاره، وان يستمتع بالتنوع العلمي الثقافي الاجتماعي السياسي ويتواصل مع جميع مكونات المجتمع، وينهل ويتغذى من قراءة الكتب والأبحاث وتجارب الآخرين بمختلف المجالات ليثري مخزونه الفكري المعرفي ويعزز قدراته على الابتكار والإبداع. وأن يجعل من التواصل مع الآخرين ومناقشة أفكاره معهم بوابة تفتح أمامه آفاقًا جديدة، ويحفز لديه التفكير الإبداعي، ويمتلك القدرة على الإنصات واحترام الآخرين في استقبال أفكارهم، وعليه أن يمنح نفسه وقتًا للراحة والتأمل لتجديد الأفكار وإحياء الإبداع. كما عليه أن يختار بيئة مناسبة وملهمه للعمل والتفكير لأنَّ تأثير البيئة المحيطة به يمكن أن يُؤثر على قدرته على الإبداع، وألَّا يُهمل في تدوين الأفكار الجيدة الجديدة لأنها ليس لها وقت محدد. ونؤكد هنا أن التفكير من خارج الصندوق يعطي للأفكار آفاقًا أوسع وابتكارات متطورة وتبعده عن التقليد، لذا على المسؤول أن يكون جاهزًا للتغيير ومُواكبة التقدم والازدهار والحداثة؛ بما يتواءم ومتطلبات العصر والظروف والمتغيرات المتسارعة. والإبداع هو عملية مستمرة تستلزم التحديات والصبر والاستمرارية، وبتطبيق هذه النصائح وتبني أفكار إبداعية بلا شك ستزيد قدرته على توليد أفكار جديدة ومبتكرة في مختلف المجالات. كما إن التوازن بين الأفكار والفرص هو أساس النجاح وصولا للإبداع، فعندما يجد المسؤول الفكرة المبدعة ويمتلك القدرة على استغلال الفرصة المتاحة عبر الإمكانات المتوفرة فإنِّه يستطيع بناء مشروع ناجح وتحقيق أهدافه. إنَّ الأفكار الجيدة جواهر ثمينة، ترفع صاحبها متى ما استغلت جيدا وبالطريقة المناسبة، فيجب الاهتمام بالأفكار وإعطائها حقها، وليس المهم أن تكون الفكرة كبيرة وتحتاج لموارد مالية عالية حتى تكون ناجحة وذات قيمة، فهناك العديد من الأفكار البسيطة التي كسب منها أصحابها الملايين، وبعضها كانت سببا في رفد خزينة الدولة. يقول الشاعر: إذا كنت ذا عقل صحيح // فلا يكن عشيرك إلّا كل من كان ذا عقل فذو الجهل إن عاشرته أو صحبته // يضلك عن عقل ويغويك بالجهل

تحسين جودة حياة المواطن
تحسين جودة حياة المواطن

جريدة الرؤية

time١٨-٠٢-٢٠٢٥

  • أعمال
  • جريدة الرؤية

تحسين جودة حياة المواطن

سالم البادي (أبو معن) يتضمن مفهوم جودة الحياة توافر كافة الاحتياجات، والإمكانات المادية للفرد أو الأسرة، كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن، وكذلك الحاجات غير المادية (الاجتماعية) كالتعليم والعلاج والنقل والمواصلات والبيئة النظيفة الخالية من التلوث وتوفير فرص العمل. ولا شك أن هذه الحاجات ليست ثابتة، وإنما هي ذات طبيعة دينامية ومتطورة من خلال ارتباطها بتطور المجتمع وتقدمه. والاهتمام بالإنسان العُماني جوهر أي رؤية أو خطة تنموية أو استراتيجية كونه ركيزة التنمية المستدامة، وأن جودة حياة المواطن هي الغاية المرجوة من الخطط التنموية المستقبلية، والمعيار الأول لنجاح برامج الحكومة الانمائية. وتسعى الحكومة الرشيدة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لأن تصبح السلطنة من أفضل دول العالم في "جودة الحياة" وأن ينعم كل من يعيش عليها بحياة صحية آمنة مستقرة.. وتحقيق أفضل مستويات الرفاهية لمواطنيها، وتحسين سبل العيش الكريم، وزيادة فرص العمل للمواطنين وزيادة رقعة الثقافة والترفيه، وجعل السلطنة بيئة صحية ووجهة جاذبة للحياة. وعليه نطرح بعض المقترحات المبتكرة لتسهم في تحسين جودة حياة المواطن العُماني؛ وهي كالآتي: صحة المواطن: تبني أسلوب حياة صحي ونشط، وتعزيز الوعي بأهمية الصحة الجيدة في الارتقاء بجودة حياة الفرد والمجتمع، باعتبار نمط الصحة من أهم العوامل المؤثرة في جودة حياة الفرد وسعادته ورفاهيته، والاهتمام بتحسين وتطوير الرعاية الصحية للمواطن من أولويات الحكومة في تحسين جودة حياة المواطن. الفائض المالي: استخدام نسبة من الفائض المالي للدولة في إنشاء مشاريع تنموية (شركات ومصانع) في مختلف محافظات السلطنة لتعود بالنفع على الدولة والمواطن وتقلل من عدد الباحثين عن عمل. المنظومة التعليمية: تطوير سبل التعليم والتعلم بما يتواءم ومتطلبات العصر، وبيئة الأعمال لزيادة المخرجات الوطنية الفنية والتقنية والمهنية الماهرة الجاهزة لسوق العمل وإحلالها مكان القوى العاملة الوافدة. تعزيز التكاملية: تطوير البنية الأساسية لتمكين وتعزيز التكامل المؤسسي بين جميع القطاعات بالسلطنة، سواء الحكومية منها أو القطاع الخاص أو مؤسسات المجتمع المدني، وتحفيز الاقتصاد الوطني عبر التكامل المؤسسي. تمكين الأسرة والمجتمع: التفاعل المباشر مع المواطنين (الأسرة والمجتمع) من قبل المحافظين لفهم احتياجاتهم ونقل ملاحظاتهم للجهات المعنية بأسرع وقت ممكن وحلها بالسرعة الممكنة، فضلا عن تعزيز تجارب المستفيدين، وتعزيز التواصل بين الجهات الحكومية والمجتمع لتقديم خدمات متكاملة وأكثر كفاءة واستدامة، وتمكين المشاركة المجتمعية لدعم جودة الحياة وتحقيق أسلوب حياة أكثر حيوية وتفاعلًا. تبني مبادرات وخطط الشباب العُماني: تهدف إلى مشاركة رؤى وأفكار المواطنين من جميع الأعمار ومن الجنسين، ودراستها وتقييمها ليتم تنفيذ الأفضل منها في الرؤى والخطط التنموية المستقبلية للمحافظات، بما يخدم الفرد والمجتمع، وتضع المواطن محورًا أساسيًا لها، من خلال تحديد الأولويات ومواءمتها مع المتطلبات العصرية والمستقبلية بما يضمن استدامة الموارد، ويضمن نجاح تنفيذ الخطط وتحقيق أهدافها، في ظل تكامل الخدمات وتوظيف التقنيات المتقدمة. الهوية الوطنية: غرس المفاهيم الصحيحة للهوية الوطنية في النشء، وتمكين مجتمع يفتخر بعاداته وتقاليده وموروثه وتاريخه وحضارته، متمسكا بقيمه ومبادئه ومحافظا على ثقافته العمانية التي نشأ عليها، مع حفاظه على النسيج الوطني، وتعزيز التلاحم المجتمعي. جذب الاستثمار الأجنبي: زيادة التركيز على جلب الاستثمار الأجنبي وفتح مجالات مختلفة لإنشاء مكاتب رئيسية أو فروع لها في البلاد، مع الأخذ في الاعتبار تبسيط وتسهيل تخليص إجراءاتها بسهولة وأفضل جودة وأقل وقت، وتوفير البيئة الجيدة للمستثمر للاستمرار ومواصلة استثماراته في مختلف محافظات السلطنة وعلى مدى أطول. تحسين الرواتب: إعادة النظر لمراجعة سلم الرواتب والحوافز والبدلات بالقطاعين العام والخاص، وتطبيق مبدأ العدالة في الرواتب بما يتناسب وبيئة العمل ويتواءم مع الظروف المعيشية الحالية وارتفاع الأسعار، لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين. التثقيف والتوعية: التركيز على الاهتمام بالنشء منذ الوهلة الأولى وغرس القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية فيه، وحب العمل بالتعاون مع جميع مكونات المجتمع العُماني ابتداءً من الأسرة والمسجد والمدرسة والمعاهد والجامعات. تنمية القطاع الزراعي والسمكي والحيواني: تنعم السلطنة بثروة سمكية وزراعية وحيوانية كبيرة بفضل الله تعالى، وتحتاج هذه القطاعات إلى مزيد من الدعم الحكومي، لما تحتويه من ثروات وطنيه كبيرة بالإمكان أن ترفد خزينة الدولة بمليارات الريالات، إذا ما تم استغلالها جيدا وفق الإمكانيات والمقدرات الحالية، ليصبح قطاعا تنمويا اقتصاديا تجاريا مهما جدًا، ويعود بالنفع على الدولة والمواطن. الطاقة المتجددة: يمثل قطاع الطاقة النظيفة فرصة هائلة للسلطنة؛ فله تأثير إيجابي ضد تغير المناخ، وله عوائد جذابة لكل المستثمرين، والتركيز على مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف لتوفير عوائد مالية جيدة على المدى الطويل، فضلا عن توفير أموال في استهلاك الطاقة نظير الزيادة المستمرة في الطلب على الكهرباء النظيفة والمستدامة بما ينعكس إيجابا على رفاهية المواطن. الابتكار والإبداع: يُعد الاستثمار في الابتكار والإبداع عاملًا حاسمًا في تحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز التنافسية العالمية في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، ومع تصاعد وتيرة التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة، أصبح الابتكار ضرورةً استراتيجية للدول والشركات على حد سواء، فالتكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتقنيات الحيوية، تُمثل محركات رئيسية للنمو؛ حيث تتيح تحسين الكفاءة الإنتاجية، وتعزز القيمة الاقتصادية، وتفتح أسواقا جديدة. والاستثمار في قطاع العلوم والتكنولوجيا أصبح تحديا اقتصاديا ولا بد من التركيز عليه أكثر وأكبر ليعكس الاتجاه المتسارع نحو التحول الرقمي. ما ذكرناه أعلاه مجموعة مقترحات قد تؤدي دورًا في جودة حياة المواطن، ولكنها غالبًا ما تشمل الأمن المالي والرضا الوظيفي، والحياة الأسرية والصحة والسلامة. ولا شك أن القرارات المالية قد تؤثر على جودة الحياة، لتوفير المال أو كسب المزيد من المال. على العكس من ذلك، يمكن تحسين نوعية الحياة من خلال إنفاق المزيد من المال لينعم المواطن بالراحة والطمأنينة ويشعر بالأمن والأمان. وأخيرًا.. يستحق المواطن العُماني جودة حياة أفضل، وسعادة أجمل، وينعم بخيرات بلده وعيش رغيد، وينعم بحياة صحية آمنة مستقرة سعيدة بلا مُنغِّصات ولا أزمات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store