logo
#

أحدث الأخبار مع #أحمد_آل_حمدان

الغذامي والبازعي بين النقد الثقافي ومأزق الحقيقة
الغذامي والبازعي بين النقد الثقافي ومأزق الحقيقة

العربية

timeمنذ 13 ساعات

  • ترفيه
  • العربية

الغذامي والبازعي بين النقد الثقافي ومأزق الحقيقة

عاد (المعجبيت) مجددًا ليتزاحموا ويتدافعوا في المعارض الدولية للكتاب، وهذه المرة مع الروائي السعودي الشاب أحمد آل حمدان، الذي بلغ منجزه، وفق ما أعرف، خمسة أعمال روائية، وبصراحة، سأترك (مشقة) قراءتها ثم التشبيب بها على أستاذنا الناقد الثقافي الدكتور عبدالله الغذامي، إذ لا طموحات شعبوية لديّ للتماهي مع جمهور الحمدان أو المسلم، فسوف يكبر (المعجبيت) عن قراءتهما، كما كبر معجبيت بدر آل زيدان عن قراءة ابنة السلطان 2014. أمَّا مؤونة وصف هذه الأعمال بالتفاهة، فسأتركها لأستاذنا الناقد الأدبي الدكتور سعد البازعي، كأرضية مناسبة لمعركته الدونكيشوتية مع طواحين الهواء الغذامية، وفي مقالة علي الشدوي (الفيسبوكية) في تحليل أسباب الصراع بينهما ما يستحق الاطلاع، خصوصًا أن الغذامي، في لقائه مع خالد مدخلي، حافظ على الثنائية الدونكيشوتية بينه وبين البازعي، مستبعدًا الحديث عن سعيد السريحي، ولو ببضع كلمات، ولهذا، فقد آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه، لأن قراءة هذه الظاهرة تعتمد على معطيات لا علاقة لهما بعقليهما الأكاديمي (المتخصص في تفكيك الشجرة إلى حد العمى عن رؤية الغابة)، فحتى الغذامي يطير في نقده الثقافي بجناحي ديك، من غصن الشجرة الأدنى إلى غصنها الأعلى، وينظر ويسمي هذا النظر (نقدًا ثقافيًا للمشهد)، دون مغامرة الطيران الثقافي الحر الشاهق كما فعل عبدالكبير الخطيبي، على سبيل المثال لا الحصر. لن أنحاز إلى الغذامي أو البازعي، ولكني سأنحاز إلى التجريد الفلسفي تحت ظلال ميشيل فوكو، وهنا يظهر سؤال (الحقيقة) محاولًا الإمساك بصولجان الحق، رغم معرفتنا أن الحقيقة (ابنة إرادة المعرفة)، والحق ابن (إرادة السلطة)، فحين تتغلب (إرادة المعرفة) على (إرادة السلطة) تزدهر الحقيقة وتظهر ممسكة بصولجان الحق، مثل ملكة لا تخشى مصير سقراط في تجرع السم، أما إذا سيطرت (إرادة السلطة) على (إرادة المعرفة)، فلن يزدهر الكذب أو الزيف كما يتوقع البعض، بل سيزدهر مصطلح (ما بعد الحقيقة) الذي جعله معجم أكسفورد كلمة العام في 2016، حيث تصبح (الحقائق الموضوعية أقل تأثيرًا في تشكيل الرأي العام مقارنة بالمعتقدات الشخصية والانفعالات العاطفية). لكن ما علاقة ذلك بالمشهد الثقافي العربي؟ وما دخل الغذامي والبازعي في هذا النقاش؟ لا دخل لهما، غير أن الإعلام التقليدي الذي كان يرفع راية (الحقيقة) كابنة لإرادة المعرفة، وجد نفسه كما يرى فتحي التريكي أمام تحولات إعلامية جعلت إرادة السلطة تفرض عليه أن يكون ريشة الميزان بين (المعرفة والسياسة) من جهة، وبين (الرأي العام والمجتمع) من جهة أخرى، إلا أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي قضى على هذه الحاجة، فلم يعد للإعلام التقليدي سلطة التوجيه، ولم يعد للنقاد الكلاسيكيين نفوذهم السابق في تشكيل الخطاب الثقافي العام. وهكذا لم يعد أصحاب (إرادة المعرفة) قادرين على الإمساك بمنطق الحقيقة، إذ تذوب في تشعبات (إرادة السلطة/الجمهور سلطة) التي تحتكر صولجان الحق، بغض النظر عن (الحقيقة) ذاتها، في ظل هذه الأوضاع تتخلى بعض النخب عن (عقلانيتها) في (إرادة المعرفة) ويصبح الحديث عن (التعددية الفكرية، والنسبية العلمية) مجرد (عبارات فضفاضة) تستخدم لتبرير خطاب (ما بعد الحقيقة)، حيث يمكن أن يظهر (حداثوي) يدافع عن مناظرات حول مسائل محسومة علميًا، كجدلية «الأرض كروية» أو «مسطحة» ويتهم من يرفض المناظرة بالتعالي على الناس وأنه ضد التعددية الفكرية والنسبية المعرفية. بهذا الشكل، تتم محاربة العقل الحديث بأدواته الخاصة، حيث تستخدم (لغة الخطاب) لإعادة صياغة الحقيقة وفق مصالح سلطوية مختلفة، فيختلط (التواضع العلمي) المنحاز للموضوعية في مواجهة الذاتية، مع (التواضع الأخلاقي) المنحاز للجمهور على حساب الفردانية، فتتداخل المعايير (الأخلاقية) بالمعايير (العلمية) تحت ذريعة (علموية) لا تفرق بين ما يخدم البحث والفكر وما يخدم العلاقات الإنسانية والتفاعل الاجتماعي، وهو تمامًا ما سمعته في لقاء الغذامي مع الأنيق خالد مدخلي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store