#أحدث الأخبار مع #أحمدإزجيالأناضولالعربي الجديد١٤-٠٥-٢٠٢٥العربي الجديدتعذيب الحيوانات الأليفة يثير الغضب بين العراقيينأبدى العراقيون غضباً واسعاً في الآونة الأخيرة من جراء انتشار مقاطع فيديو متعددة تظهر تعاملا قاسيا مع حيوانات أليفة يرتكبها شبان ومراهقون وحتى أطفال صغار، بعضها جرى نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي . في مقابل الغضب الشعبي، أكدت وزارة البيئة العراقية في بيان صدر في 27 إبريل الماضي، أنها بصدد اتخاذ إجراءات قانونية بحق من يثبت تورطه في أي عمل عنيف ضد الحيوانات ، وأنه جرى التنسيق مع وزارة الداخلية لرصد مقاطع الفيديو والصفحات التي تنشر هذه الأفعال. وعلى الرغم من معاقبة القانون العراقي مرتكبي العنف ضد الحيوانات بما يشمل عقوبات مالية والسجن لفترات تتراوح بين 3 أشهر وسنة، لكن هذه العقوبات شبه معطلة أو غير معمول بها. ويظل إطعام الحيوانات والطيور عادة متوارثة بين العراقيين، وتحرص العديد من الأسر على وضع الطعام أمام المنازل كي تستفيد منه القطط والكلاب والطيور. تقول عواطف عباس "أم زهير" لـ"العربي الجديد": "يعتبر العراقيون أن هذه الحيوانات زوار يرسلها الله، وأن لنا في إطعامهم وتوفير الأمان لهم أجرا عظيما. اعتدت إطعام القطط التي تمرّ يومياً أمام منزلي، وكذا الكلاب الصغيرة، وهي عادة قديمة ورثتها عن والدي". تواصل حديثها بانفعال وهي تتحدث عن إحدى القطط التي تطعمها باستمرار، قائلة: "القط الأبيض الجميل الذي كان دائماً يجلس على حافة سور منزلي، سمعته يصرخ بعدما ركله شاب بقوة، ما أدى إلى كسر ساقه. هذه الأفعال تؤلمني، خاصة أنها باتت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشعر بعض الأشخاص بفخر وهم يعذبون الحيوانات الضعيفة". وجعل تداول مقاطع فيديو لتعذيب حيوانات على منصات التواصل كثيرين يعربون عن استغرابهم من سماح تلك المنصات بنشر مثل هذه الأفعال، ويؤكد بعضهم أنهم يشاركون في حملات تبليغ على الحسابات التي تنشر هذه المقاطع. مقطع قصير على منصة "إنستغرام" كان كفيلاً بتغيير مزاج مجموعة من الطالبات الجامعيات اللاتي يحرصن على إطعام مجموعة قطط وطيور في حديقة كليتهن. تقول الطالبة رهف لـ"العربي الجديد": "كنت أعتقد أن السوشيال ميديا هي مساحة للضحك والتفاعل، لكني صدمت بجانبها الأسود، إذ كنت مع صديقاتي نستعرض مجموعة مقاطع فيديو مضحكة على إنستغرام، فوجدنا مقطعاً يظهر شخصا ربط رقبة كلب بحبل طويل، ورماه من فوق الجسر إلى نهر دجلة". طفلة عراقية تحمل قطة في الموصل، 8 نوفمبر 2016 (أحمد إزجي/الأناضول) وتضيف أنها وصديقاتها غضبن كثيراً، وأخذن يعلقن على المقطع باستياء، وينصحن الآخرين بتجنب هذه الممارسات، لأنه "فعل تحرمه جميع الأديان، كما يخالف الطبيعة البشرية"، مبدية استغرابها من سماح مواقع ومنصات التواصل بنشر هذه المقاطع. ويصف بعض كبار السن الأجيال الشابة بأنها "أكثر قسوة"، ويعيدون ذلك إلى الانفتاح الواسع وتقلص الرقابة والابتعاد عن التعاليم الدينية والقيم المجتمعية. يقول السبعيني عبدالستار العماري، من مدينة الكاظمية شمالي بغداد، إن "هذا الجيل لا يعرف الرحمة، والنسبة الأكبر منهم تخلت عن عاداتنا وقيمنا الأخلاقية الموروثة. تعلمت من والدي وجدي أنه لا يجوز إيذاء عصفور، فالله يرانا، وعلّمت هذا لأبنائي وأحفادي، وهم ملتزمون بوضع الطعام والماء للطيور على الأسطح، وتقديم الطعام والماء للقطط والكلاب في الشارع. أرى شباباً يضحكون وهم يعذّبون طيوراً أو حيوانات أليفة؛ وهذا ليس فقط انحدارا في الأخلاق، بل خطر على المجتمع كله، فمن لا يرحم قطاً، لن يرحم إنساناً أضعف منه". ويكرر العراقيون آيات قرآنية وأحاديث نبوية وحكايات وقصصا من التراث الإسلامي تتحدث عن الرفق بالحيوان، وهو أيضاً ما يحرص الآباء على ترسيخه بين عوائلهم. ويؤكد العراقي أحمد حسين أنه زرع بين أفراد عائلته أن كل إساءة لحيوان أليف هي فعل حرام. قضايا وناس التحديثات الحية اهتمام التونسيين بالحيوانات الأليفة يخلق مئات فرص العمل بدوره، لم يكن حسين، الموظف بالقطاع الخاص، يتوقّع أن مشهداً في الشارع سيخلخل صورة الأب الحامي في عيون ابنته ذات التسعة أعوام، بينما كانا يتجولان في أحد أسواق بغداد الشعبية. يقول لـ"العربي الجديد": "كان على الرصيف كلب صغير ينزف، وكان المارّة يتجنبونه، بينما وقفت ابنتي تبكي عندما علمت أن صبية عذبوه، وأخذت تسأل عن سبب ذلك، ولم أجد إجابة. لم عرف بماذا أجيب. كان ذلك قبل ستة أشهر، وحتى اليوم ما زالت طفلتي التي اعتادت أن تطعم القطط وتداعب كلب جيراننا وجراءه الصغار كل صباح، تسألني عن سبب العنف الذي تعرّض له ذلك الكلب الصغير، وكأنها لا تصدق أن هذا يمكن أن يحدث. أخطر ما في الأمر أن يعتاد الجيل الجديد على مشاهد القسوة إزاء الحيوانات".
العربي الجديد١٤-٠٥-٢٠٢٥العربي الجديدتعذيب الحيوانات الأليفة يثير الغضب بين العراقيينأبدى العراقيون غضباً واسعاً في الآونة الأخيرة من جراء انتشار مقاطع فيديو متعددة تظهر تعاملا قاسيا مع حيوانات أليفة يرتكبها شبان ومراهقون وحتى أطفال صغار، بعضها جرى نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي . في مقابل الغضب الشعبي، أكدت وزارة البيئة العراقية في بيان صدر في 27 إبريل الماضي، أنها بصدد اتخاذ إجراءات قانونية بحق من يثبت تورطه في أي عمل عنيف ضد الحيوانات ، وأنه جرى التنسيق مع وزارة الداخلية لرصد مقاطع الفيديو والصفحات التي تنشر هذه الأفعال. وعلى الرغم من معاقبة القانون العراقي مرتكبي العنف ضد الحيوانات بما يشمل عقوبات مالية والسجن لفترات تتراوح بين 3 أشهر وسنة، لكن هذه العقوبات شبه معطلة أو غير معمول بها. ويظل إطعام الحيوانات والطيور عادة متوارثة بين العراقيين، وتحرص العديد من الأسر على وضع الطعام أمام المنازل كي تستفيد منه القطط والكلاب والطيور. تقول عواطف عباس "أم زهير" لـ"العربي الجديد": "يعتبر العراقيون أن هذه الحيوانات زوار يرسلها الله، وأن لنا في إطعامهم وتوفير الأمان لهم أجرا عظيما. اعتدت إطعام القطط التي تمرّ يومياً أمام منزلي، وكذا الكلاب الصغيرة، وهي عادة قديمة ورثتها عن والدي". تواصل حديثها بانفعال وهي تتحدث عن إحدى القطط التي تطعمها باستمرار، قائلة: "القط الأبيض الجميل الذي كان دائماً يجلس على حافة سور منزلي، سمعته يصرخ بعدما ركله شاب بقوة، ما أدى إلى كسر ساقه. هذه الأفعال تؤلمني، خاصة أنها باتت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشعر بعض الأشخاص بفخر وهم يعذبون الحيوانات الضعيفة". وجعل تداول مقاطع فيديو لتعذيب حيوانات على منصات التواصل كثيرين يعربون عن استغرابهم من سماح تلك المنصات بنشر مثل هذه الأفعال، ويؤكد بعضهم أنهم يشاركون في حملات تبليغ على الحسابات التي تنشر هذه المقاطع. مقطع قصير على منصة "إنستغرام" كان كفيلاً بتغيير مزاج مجموعة من الطالبات الجامعيات اللاتي يحرصن على إطعام مجموعة قطط وطيور في حديقة كليتهن. تقول الطالبة رهف لـ"العربي الجديد": "كنت أعتقد أن السوشيال ميديا هي مساحة للضحك والتفاعل، لكني صدمت بجانبها الأسود، إذ كنت مع صديقاتي نستعرض مجموعة مقاطع فيديو مضحكة على إنستغرام، فوجدنا مقطعاً يظهر شخصا ربط رقبة كلب بحبل طويل، ورماه من فوق الجسر إلى نهر دجلة". طفلة عراقية تحمل قطة في الموصل، 8 نوفمبر 2016 (أحمد إزجي/الأناضول) وتضيف أنها وصديقاتها غضبن كثيراً، وأخذن يعلقن على المقطع باستياء، وينصحن الآخرين بتجنب هذه الممارسات، لأنه "فعل تحرمه جميع الأديان، كما يخالف الطبيعة البشرية"، مبدية استغرابها من سماح مواقع ومنصات التواصل بنشر هذه المقاطع. ويصف بعض كبار السن الأجيال الشابة بأنها "أكثر قسوة"، ويعيدون ذلك إلى الانفتاح الواسع وتقلص الرقابة والابتعاد عن التعاليم الدينية والقيم المجتمعية. يقول السبعيني عبدالستار العماري، من مدينة الكاظمية شمالي بغداد، إن "هذا الجيل لا يعرف الرحمة، والنسبة الأكبر منهم تخلت عن عاداتنا وقيمنا الأخلاقية الموروثة. تعلمت من والدي وجدي أنه لا يجوز إيذاء عصفور، فالله يرانا، وعلّمت هذا لأبنائي وأحفادي، وهم ملتزمون بوضع الطعام والماء للطيور على الأسطح، وتقديم الطعام والماء للقطط والكلاب في الشارع. أرى شباباً يضحكون وهم يعذّبون طيوراً أو حيوانات أليفة؛ وهذا ليس فقط انحدارا في الأخلاق، بل خطر على المجتمع كله، فمن لا يرحم قطاً، لن يرحم إنساناً أضعف منه". ويكرر العراقيون آيات قرآنية وأحاديث نبوية وحكايات وقصصا من التراث الإسلامي تتحدث عن الرفق بالحيوان، وهو أيضاً ما يحرص الآباء على ترسيخه بين عوائلهم. ويؤكد العراقي أحمد حسين أنه زرع بين أفراد عائلته أن كل إساءة لحيوان أليف هي فعل حرام. قضايا وناس التحديثات الحية اهتمام التونسيين بالحيوانات الأليفة يخلق مئات فرص العمل بدوره، لم يكن حسين، الموظف بالقطاع الخاص، يتوقّع أن مشهداً في الشارع سيخلخل صورة الأب الحامي في عيون ابنته ذات التسعة أعوام، بينما كانا يتجولان في أحد أسواق بغداد الشعبية. يقول لـ"العربي الجديد": "كان على الرصيف كلب صغير ينزف، وكان المارّة يتجنبونه، بينما وقفت ابنتي تبكي عندما علمت أن صبية عذبوه، وأخذت تسأل عن سبب ذلك، ولم أجد إجابة. لم عرف بماذا أجيب. كان ذلك قبل ستة أشهر، وحتى اليوم ما زالت طفلتي التي اعتادت أن تطعم القطط وتداعب كلب جيراننا وجراءه الصغار كل صباح، تسألني عن سبب العنف الذي تعرّض له ذلك الكلب الصغير، وكأنها لا تصدق أن هذا يمكن أن يحدث. أخطر ما في الأمر أن يعتاد الجيل الجديد على مشاهد القسوة إزاء الحيوانات".