logo
#

أحدث الأخبار مع #أحمدالدافري،

موانيء المغرب وصراع قطر والدانمارك .. محاولة للفهم (الجزء الثالث)
موانيء المغرب وصراع قطر والدانمارك .. محاولة للفهم (الجزء الثالث)

LE12

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • LE12

موانيء المغرب وصراع قطر والدانمارك .. محاولة للفهم (الجزء الثالث)

{ transform: translateZ(0); -webkit-transform: translateZ(0); } ماذا حدث ويحدث بين شركة QTerminals (كيوتيرمنالز) القطرية المكلفة بإدارة وتشغيل ميناء حمد في قطر وبين شركة ميرسك الدنماركية للشحن والنقل البحري العملاقة التي تتعرض لهجوم من جهات متعددة في أوروبا والمغرب، ويتم التحريض ضدها بتهمة نقل سفنها لأسلحة إبادة؟. لاتدع قناة الجزيرة التابعة لحكومة قطر كبيرة المستثمرين في الموانئ الاستراتيجية عبر العالم، فرصة تمر دون أن تطلق حملات شحن أدمغة بعض شباب المغرب، من أجل الاحتجاج ضد رسو سفن معينة في موانىء مغربية بعينها. حملات قناة في الجزء الثالث من هذا التقرير، يضع الكاتب الصحفي والخبير الإعلامي الدكتور أحمد الدافري، قضية سفن الموانئ المغربية وخلفيات شحن أدمغة بعض شبابنا للاحتجاج.. تحت إضاءات حجاجية في محاولة للفهم. الرباط – جريدة إعداد : الدكتور أحمد الدافري صواريخ دمار طافحة فوق مياه البحر المالحة ماذا حدث ويحدث بين شركة QTerminals (كيوتيرمنالز) القطرية المكلفة بإدارة وتشغيل ميناء حمد في قطر وبين شركة ميرسك الدنماركية للشحن والنقل البحري العملاقة التي تتعرض لهجوم من جهات متعددة في أوروبا والمغرب، ويتم التحريض ضدها بتهمة نقل سفنها لأسلحة إبادة؟. للإحاطة بما حدث وبما يحدث بين شركة ميرسك الدنماركية وبين شركة كيوتيرمنالز القطرية، يمكن الاستئناس بالمعطيات الموالية، وهي معلومات يمكن أن تسلط الضوء على بعض الجوانب الخفية في الصراع بين الشركتين. ● يوم 31 يوليوز 2023 نشر موقع ENTREPRISE خبرا بعنوان : New Maersk Middle East service to boost regional trade comes into service أي 'إطلاق خدمة ميرسك الشرق الأوسط الجديدة تعزيزا للتجارة الإقليمية' وأشار الموقع في هذا المقال إلى أن شركة كيوتيرمنلز QTerminals القطرية قد أعلنت في بيان لها يوم الخميس 27 يوليوز 2023 عن بداية تشغيل الخط الملاحي الجديد MIDDLE EAST 6. من شركة ميرسك. ●البيان كانت قد نشرته شركة QTerminals في موقعها ب Linkedin وتقول فيه : تعلن كيوتيرمنالز عن بدء تشغيل الخط الملاحي الجديد MIDDLE EAST 6 – من شركة ميرسك. يمر خط سير الخدمة الجديدة بالموانئ التالية: ميناء حمد (قطر)، ميناء الدمام (السعودية)، ميناء الجبيل (السعودية)، ميناء جبل علي محطة 2 (الإمارات)، ميناء الدقم (عمان)، ميناء صلالة (عمان)، ميناء السويس (مصر)، ميناء شرق بور سعيد (مصر)، ميناء طنجة المتوسط 2 (المغرب)، ميناء طنجة المتوسط (المغرب)، ميناء شرق بور سعيد (مصر)، ميناء السويس (مصر)، ميناء جدة (السعودية)، ميناء صلالة (عمان)، ميناء جبل علي محطة 2 (الإمارات). وأضاف البيان أن هذه الخدمة الجديدة ستوفر فرصًا إضافية للتجارة المباشرة بين الدول مع خدمة منتظمة وعبور أسرع وفعال من حيث التكلفة. ● بعد أيام قليلة من إطلاق قطر لخدمة الشرق الأوسط 6 الجديدة المعروفة اختصارا باسم (ME 6) من ميناء حمد اعتمادا على سفن شركة ميرسك، وبالضبط يوم 15 غشت 2023 اشترت شركة QTerminals القطرية حصة 90% في مجموعة Kramer Group الالمانية في ميناء روتردام، وهو أكبر ميناء في أوروبا من حيث إنتاجية البضائع. ● بشراء شركة QTERMINALS القطرية لحصة 90% في مجموعة Kramer Group الألمانية التي تقدم خدمات الشحن و التخزين في محطات بميناء روتردام، أصبحت الشركة القطرية تنافس شركة ميرسك الدنماركية في هذا الميناء، علما أن ميرسك تشتغل بشكل رئيسي في ميناء روتردام من خلال شركتها التابعة والمملوكة لها بالكامل، وهيAPM Terminals، وهي شركة عالمية لتشغيل الموانئ والمحطات، ولها حضور قوي في روتردام وفي موانئ أخرى منها ميناء طنجة المتوسط، وميناء الدار البيضاء. ● شركة ميرسك الدنماركية سابقة لشركة كيوتيرمينالز القطرية في استثماراتها بميناء روتردام بعقود عديدة، ولديها شركة تابعة لها هي APM TERMINALS متخصصة في تشغيل وإدارة محطات الموانئ وفي الإشراف على عمليات الشحن والتخزين، وكانت في عام 2015 قد افتتحت محطة آلية صديقة للبيئة في ميناء روتردام، و كان ذاك استثمارًا جديدًا كبيرًا من جانب شركة ميرسك في البنية التحتية للميناء، وواصلت شركة APM Terminals التابعة لميرسك الاستثمار في مرافقها في ميناء روتردام حيث أعلنت في 7 أبريل 2023 عن خطط لمضاعفة سعة المحطة تقريبًا بحلول عام 2026، وفي الآونة الأخيرة، قامت شركة ميرسك بتوسيع قدراتها اللوجستية في ميناء روتردام، بما في ذلك افتتاح منشأة تخزين بارد جديدة في ماي 2024، ومستودع تبريد كبير بدأ العمل في سبتمر 2024، وكل هذه الاستثمارات الجديدة التي قامت بها شركة ميرسك في ميناء روتردام جاءت بعد أن اشترت شركة كيوتيرمنالز القطرية 90% من شركة كرامر الألمانية التي تشتغل في تسيير المحطات والقيام بعمليات الشحن والتفريغ والتخزين في ميناء روتردام، وهو ما فتح باب منافسة شرسة بين الشركة القطرية والشركة الدنماركية في ميناء روتردام، الذي للإشارة تنطلق منه رحلات بحرية عديدة نحو ميناء حيفا وميناء أسدود في إS رائيل، تقوم بها سفن تتعامل مع محطات الشركة القطرية والشركة الدنماركية على مستوى عمليات الشحن. ● يوم 23 غشت الماضي، في خضم المنافسة الشرسة بين شركة ميرسك الدنماركية وشركة كيوتيرمنالز القطرية في مجال الخدمات داخل محطاتهما في ميناء روتردام، افتتحت ميرسك مع الهيئة العامة للموانئ في المملكة العربية السعودية مجمع الخدمات اللوجستية في ميناء جدة، بتكلفة 250 مليون دولار أمريكي، وحسب مقال باللغة الإنجليزبة صدر في موقع GLOBAL TRAILER في اليوم نفسه، أي يوم 23 غشت الماضي، تحت عنوان: Maersk opens largest logistics facility in the Middle East أي 'ميرسك تفتتح أكبر منشأة لوجستية في الشرق الأوسط'، فإن مجمع الخدمات اللوجستية هذا تبلغ مساحته 225000 متر مربع أكبر، وهو أكبر مرفق لوجستي وخدمات في موقع واحد في الشرق الأوسط. ويضيف المقال المذكور أعلاه، أنه تم اختيار الموقع بسبب بنيته التحتية المتقدمة، مع أرصفة قادرة على استيعاب الأجيال الجديدة من السفن العملاقة والمعدات الحديثة والآلية والصديقة للبيئة، وقال الرئيسي التنفيذي لشركة ميرسك عن ميلاد هذا المشروع بأنه 'شهادة على التزام شركة ميرسك بأن تكون عامل نجاح للتجارة العالمية في المملكة العربية السعودية، التي تقع بشكل استراتيجي على مفترق طرق ثلاث قارات'. ● من خلال هذه المعطيات، يتضح أن شركة ميرسك الدنماركية التي هي عميلة لشركة كيوتيرمينالز في ميناء حمد بقطر، والتي فتحت الشركة القطرية مع سفنها في يوليوز 2023 خطا بحريا جديدا هو ME6 من الدوحة إلى طنجة عبر السعودية وسلطنة عمان ومصر، لا تفكر سوى في ما تجنيه هي من أرباح، وها هي قد وسعت استثماراتها في ميناء روتردام التي وضعت الشركة القطرية فيه أموالها كي يكون لديها فيه موطئ قدم، ثم ها هي فتحت مع المملكة العربية السعودية منشأة لوجيستية ضخمة في ميناء جدة، بل الأكثر من ذلك، أنها لم تكتف بتوسيع نفوذها في مضيق جبل طارق من خلال الاستثمارات التي لديها في ميناء طنجة المتوسط وفي ميناء الدار البيضاء. بل ها هي في يوم 7 من هذا الشهر أبريل 2025، وقعت شراكة بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط OCP في إطار ما سماه الطرفان 'الابتكار المستدام في سلسلة التوريد'، وهو الخبر الذي أعلنت عنه شركة ميرسك في اليوم نفسه في موقعها. تحت عنوان : OCP Group and Maersk partner for sustainable supply chain innovation أي : 'شراكة بين مجموعة OCP وميرسك للابتكار المستدام في سلسلة التوريد'. (انظر صورة للخبر في التعليق)، وهو الخبر الذي نشره المكتب الشريف للفوسفاط في صفحته في اليوم الموالي، أي يوم الثلاثاء 8 أبريل الجاري، باللغة الإنجليزية بالعنوان نفسه. ألا تستحق إذن شركة ميرسك الدنماركية إلى صفعات قوية ومؤلمة، كي تتوقف عن إلحاق الضرر بالشركة القطرية، التي تريد أن تكون الفاعل الرئيسي والقوي الذي يتحكم في مفاصل التجارة عن طريق الملاحة اليحرية في الخط الدولي البحري الذي يربط بين أوروبا وآسيا؟ نعم. إنها تحتاج إلى صفعات وركلات مؤلمة، ليس هي وحدها. بل حتى البلدان التي توقع اتفاقيات معها، ومنها المغرب. والصفعات والركلات ينبغي أن تكون مدروسة، اعتمادا على بروباغندا تمارسها جهات وهيئات ومنظمات عميلة، مهما كان الثمن.

سفن الموانئ المغربية وشحن أدمغة بعض شبابنا.. محاولة للفهم ( الجزء الثاني)
سفن الموانئ المغربية وشحن أدمغة بعض شبابنا.. محاولة للفهم ( الجزء الثاني)

LE12

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • LE12

سفن الموانئ المغربية وشحن أدمغة بعض شبابنا.. محاولة للفهم ( الجزء الثاني)

{ transform: translateZ(0); -webkit-transform: translateZ(0); } لاتدع قناة الجزيرة التابعة لحكومة قطر كبيرة المستثمرين في الموانئ الاستراتيجية عبر العالم، فرصة تمر دون أن تطلق حملات شحن أدمغة بعض شباب المغرب، من أجل الاحتجاج ضد رسو سفن معينة في موانىء مغربية بعينها. حملات قناة في الجزء الثاني من هذا التقرير، يضع الكاتب الصحفي والخبير الإعلامي الدكتور أحمد الدافري، قضية سفن غرافيك الجزيرة يفضح خلفيات التحريض ضد الموانيء المغربية *تقديم : تحرير: الدكتور أحمد الدافري 'عندما يتم ذر الغبار في عيون الأتباع بواسطة الإشاعات، ويتحولون إلى أسلحة عمياء لكسب معارك لا يعرفون فصلها ولا أصلها'. ملحوظة هامة : من أجل التمهيد لفهم طبيعة الصراع بين شركة QTerminals القطرية وشركة ميرسك Mearsk الدنماركية، يُرجي الاطلاع على المعطيات الواردة في الجزء1. لماذا هناك هجوم في المغرب على شركة ميرسك للملاحة البحرية من قِبل جماعات يتم شحنها بأخبار لم يعط أي أحد دليلا واحدا على صحتها، وهي أخبار تدخل في إطار الإشاعات التي تعد واحدة من أخطر الأسلحة في مجال الحرب الإعلامية المرتبطة بالحروب السياسية والاقتصادية والإيديولوجة، وهي أداة قاهرة في مجال البروباغندا، كما نظّر لها وأصّل لها الأمريكي إدوارد بيرنيز، الذي أٌطلق عليه لقب 'أب البروباغندا' بعد أن أصدر كتابه PROPAGANDA سنة 1928، وأثر من خلاله بشكل كبير على العلوم الاجتماعية وعلى أدب التلاعب النفسي بالجماهير عن طريق تقنيات التواصل العام؟. ربما أن عددا من التنظيمات النقابية والجماعات السياسية في المغرب، وهي تحرك عناصرها من أجل الاحتجاج على شركة ميرسك الدنماركية التي هي واحدة من أكبر شركات الملاحة العالمية التي تستثمر في ميناء طنجة المتوسط وفي ميناء مدينة الدار البيضاء بدينامية كبيرة، تفعل ذلك وفق منظور عاطفي صرف، يجعلها مجرد أدوات تتحرك بوعي أو بدون وعي، لتأجيج حرب اقتصادية كبيرة دائرة حاليا بين الشركات الدولية الكبرى المستثمرة في قطاع الموانئ العالمية، ومن بين هذه الشركات المتنافسة بشراسة في قطاع الموانئ العالمية، هناك كما أسلفنا في الجزء الأول، شركة Qterminals القطرية، التي تملك نسبة 90 % من حصة شركة Kramer الألمانية في محطات ميناء روتردام الهولندي، والتي تخوض حاليا منافسة شرسة مع شركة Mearsk الدنماركية التي سنعطي في هذا الجزء معطيات منقولة من مواقع الموانئ العالمية ومن أخبار تم تداولها في جرائد متخصصة في التجارة الدولية وفي تتبع أخبار الشركات المستثمرة في قطاع الموانئ في العالم. ما تم ترويجه حول نقل سفن شركة ميرسك الدنماركية التي ترسو في ميناء طنجة المتوسط وفي ميناء الدار البيضاء، لأسلحة وقطع غيار في اتجاه الشرق الأوسط لفائدة إسRائيل، هو إلى حد الآن مجرد إشاعات، مادام لم يعط أي أحد الدليل بعد على أن الأمر يتعلق بأخبار صحيحة، ولم يكشف أي أحد بالوثائق أو بتسجيلات مصورة صحيحة وغير مفبركة على أن سفن ميرسك تقوم بنقل الأسلحة المزعومة لممارسة الإبادة. التقنية المستعملة في إشاعات من هذا القبيل هي اللعب على الجانب العاطفي المتصل مباشرة بالدين وبالقومية، العمل على إثارة العواطف وتصعيد مشاعر الكراهية ضد الشركة الدنماركية، وهي شركة عالمية كبرى لديها اسثمارات هائلة في ميناء روتردام وتمثل المنافس الشرس لشركة كيوتيرمينالز QTerminals القطرية. شركة ميرسك الدنماركية التي تملك سفنًا وتقوم بعمليات نقل السلع والبضائع عبر موانئ العالم، تدير أيضا محطات حاويات في العديد من الموانئ الرئيسية حول العالم من خلال ذراعها المتخصص في إدارة الموانئ APM Terminals. المعطيات المتوفرة في تقارير عدد من الموانئ العالمية، توضح أن ميرسك هي شركة عالمية رائدة في إدارة وتشغيل محطات الحاويات عبر شركة APM TERMINALS التابعة لها، والتي تقوم بتصميم وبناء وتشغيل مجموعة واسعة من المحطات البحرية والبرية، بالإضافة إلى تقديم عدد من الخدمات المتعلقة بالموانئ، حيث تتولى مسؤولية التخطيط والتنفيذ والمراقبة بالنسبة إلى كل عمليات تحميل وتنزيل الحاويات من وإلى السفن، وتقدم خدمات لوجستية كثيرة داخل الميناء وخارجه، منها التخزين، والنقل الداخلي، وخدمات القيمة المضافة من قبيل فحص الحاويات وإصلاحها. وتقوم أيضا بتنظيم وإدارة فضاءات تخزين الحاويات، وتستثمر في أحدث المعدات والتقنيات لضمان كفاءة وسلامة العمليات، مثل الرافعات الجسرية وأنظمة إدارة المحطات الرقمية، وتعمل بتنسيق وثيق مع شركات الشحن، والجمارك، والسلطات المينائية الأخرى لضمان انسيابية حركة البضائع. هذه معلومات متوفرة عن هذه الشركة وموجودة في المواقع الإلكترونية المتخصصة في مواكبة أخبار شركات الملاحة البحرية والشركات المشرفة على إدارة المحطات البحرية في الموانئ. إن شركة ميرسك، من خلال APM Terminals، تؤدي وظيفة حيويًة في إدارة وتشغيل جزء كبير من البنية التحتية للموانئ العالمية، وهو ما يساهم بشكل كبير في تسهيل حركة التجارة الدولية وتقديم خدمات لوجستية متكاملة. في المغرب، APM Terminals التابعة لشركة ميرسك، تدير محطة حاويات حديثة ومتطورة في ميناء طنجة المتوسط (Tanger Med)، وهي من أكبر وأهم المحطات في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، حيث تقوم بتشغيل محطات (APM Terminals MedPort Tangier و APM Terminals Tangier)، وتقوم في الدار البيضاء بتشغيل محطات (APM Terminals Casablanca). إن APM Terminals التابعة لشركة ميرسك تٌعدّ مساهمًا رئيسيًا في ميناء الدار البيضاء وهي المشغل الرئيسي للمحطة المعروفة باسم TC3 (المحطة à Conteneurs 3)، حيث تقوم الشركة في هذه المحطة بتحميل وتفريغ الحاويات من السفن، وبتخزين الحاويات داخل المحطة، وبتنظيم حركة الحاويات داخل المحطة، وبإدارة رسو السفن ونقل البضائع، وبالتحكم في دخول وخروج الشاحنات والبضائع، وبضمان جاهزية الرافعات والشاحنات والمعدات الأخرى للعمل، وبتطبيق بروتوكولات السلامة والأمن والحفاظ عليها داخل المحط، وهي معلومات موجودة في موقع الشركة حول المهام التي تقوم بها في ميناء الدار البيضاء من خلال محطة TC3. وبذلك تُعتبر ميرسك شركة ذات استثمارات قوية في قطاع الموانئ المغربية، وهي موانئ تعتبر محورية بالنسبة إلى التجارة البحرية في المنطقة. وفي الوقت الذي استطاعت فيه شركة ميرسك عبر ذراعها الإداري APM Terminals أن تجد لها موطئ قدم في الموانئ المغربية، فإن شركة QTerminals القطرية التي تشرف على إدارة وتشغيل ميناء حمد في قطر، راهنت على الاستثمار في موانئ أوروبية، منها ميناء أولفيا OLVIA بأوكرانيا الذي وقعت بخصوصه سنة 2020 مع أوكرانيا اتفاقية امتياز مدتها 35 سنة على أساس أن تستثمر فيه مبلغ 140 مليون دولار لتطوير البنية التحتية من خلال إنشاء محطات جديدة، منها محطة للحبوب، ومبلغ 3،5 مليون دولار خصصتها للبنية التحتية لمدينة MyKOLAIV ميكولايف حيث يوجد الميناء. وكما ذكرنا في الجزء 1، كانت شركة QTerminals القطرية قد استحوذت على 90 % من حصة مجموعة كرامر Kramer Group الألمانية في ميناء روتردام في شهر غشت 2023، بمبلغ لم يتم الكشف عنه، علما أن مجموعة كرامر الألمانية المتخصصة في تشغيل وإدارة المحطات في الموانئ، كانت تحقق أرباحا كبيرة أعلنت عنها في نهاية سنتها المالية قبل أن تشتري الشركة القطرية 90 في المئة منها. وزيادة في المعلومات التي تفيد بأن قطر تهتم بالاستثمار في قطاع الموانئ العالمية، وخصوصا الموانئ الموجودة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، نجد مقالا باللغة الإنجليزية صدر بتاريخ 22 أكتوبر 2020 في موقع 'الدوحة نيوز DOHANEWS ' مقالا بعنوان : A $140m deal to purchase Turkey's Port Akdeniz was signed with Qatar's QTerminals. أي : 'تم توقيع صفقة بقيمة 140 مليون دولار هي قيمة الصفقة التي وقعتها الشركة القطرية QTerminals لشراء ميناء أكدنيز التركي' وهو خبر موجود في الكثير من المواقع والمنصات الإخبارية باللغة الإنجليزية. المبلغ الذي اشترت به شركة QTerminals القطرية حصة 90% من شركة كرامر الألمانية التي تدير وتشغل محطات في ميناء روتردام الهولندي لم يتم الإعلان عنه من أية جهة، ويبقى غير معلوم. لكن الأساس، هو أن الشركة القطرية وجدت نفسها تشتغل في ميناء روتردام إلى جانب الذراع الإداري APM TERMINALS لشركة ميرسك الدنماركية، في مناخ تسوده منافسة قوية، وهي منافسة متعددة الأوجه، منها المنافسة على استقطاب شركات الشحن العالمية بما في ذلك سفنها، لاستخدام محطات الشركتين في ميناء روتردام الذي يعتبر مركزاً بحرياً رئيسياً في أوروبا، تدير فيه APM TERMINALS التابعة لشركة ميرسك محطة متطورة هي APM Terminals Maasvlakte II، القادرة على استقبال أكبر سفن الحاويات وتقديم خدمات متكاملة، بينما شركة QTERMINALS القطرية من خلال استحواذها على Kramer Group فهي تُشغّل محطتين اثنين هما : Rotterdam Container Terminal – RCT و Delta Container Services – DCS بالإضافة إلى مستودعات متعددة، وهي تنافس بهما الشركة الدنماركية على جذب شركات الشحن، وكل شركة منهما تسعى لإبراز مزايا محطاتها من حيث الكفاءة التشغيلية، وسرعة المناولة، والقدرة الاستيعابية، والموقع الاستراتيجي داخل الميناء لجذب المزيد من السفن والتعامل مع أحجام أكبر من الحاويات، زيادة على المنافسة بينهما على مستوى أسعار الخدمات وجودتها في أحد أهم الموانئ في العالم. إن تقنية دفع المغاربة إلى التهجم على شركة ميرسك الدنماركية والاحتجاج ضدها باعتبار أنها ترسو بسفنها في ميناء طنجة المتوسط وعلى متنها أسلحة إبادة، هي تقنية تدخل في إطار الحروب الاقتصادية الكلاسيكية المعروفة، التي يتسبب فيها التدافع لتحقيق الربح من الرأسمال العابر للقارات، وتترتب عن التهافت على الأسواق والتسابق على جلب العملاء الذين يحتاجون إلى خدمات الشركات المتنافسة فيما بينها. مع بداية هذه السنة، تم تطبيق القانون الأوروبي الجديد على الموانئ الأوروبية، الذي أصبحت سفن شركات الشحن والتفريغ بمقتضاه ملزمة بأداء ضرائب جديدة للموانئ الأوروبية على انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، وهي ضرائب عالية ومنهكة. هذا القانون كما أسلفنا في الجزء الأول ليس في مصلحة الشركات التي تدير محطات في موانئ أوروبية، مثل شركة QTerminals القطرية التي تملك محطات وتديرها وتشغلها في ميناء روتردام الهولندي، وميناء أكدنيز AGDENIZ التركي، وليس حتى في مصلحة شركة ميرسك Maersk الدنماركية بحكم أن شركة APM TERMINALS التابعة لها تملك محطات في روتردام، حيث منذ تطبيق قانون الضريبة على انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون على موانئ أوروبا، أصبحت شركات نقل السلع عبر البحر تبحث عن محطات في موانئ أقل تكلفة، وهي تتنقل في ممرات العبور البحري بين أمريكا وأوروبا وآسيا، منها ميناء طنجة وميناء الدار البيضاء، اللذان تملك فيهما شركة ميرسك محطات تقوم بإداراتها وتشغيلها، بأسعار تفضيلية. المعلومة الهامة التي ينبغي ذكرها في علاقة مع الهجمة التي تتعرض لها شركة ميرسك في طنجة والدار البيضاء، هي أن ميناء روتردام يشهد يوميا رحلات عبر سفن تقوم بنقل السلع ذهابا وإيابا بين ميناء روتردام في هولندا و إS رائيل. إن عددا من خطوط الشحن التي تعمل بين ميناء روتردام وميناء حيفا، وتنقل البضائع المعبأة في حاويات وغيرها من البضائع بين الميناءين، تستخدم محطات أو خدمات مجموعة كرامر kramer التي أصبحت معروفة الآن باسم كيو تيرمينلز كرامر روتردام، والتي هي مملوكة بنسبة 90% لقطر. ومن بين خطوط الشحن المعروفة بتقديم خدماتها بين روتردام وحيفا هناك : ● شركة زيم ZIM لخدمات الشحن المتكاملة (زيم): وهي شركة شحن إSرا ئيلية، وتعتبر فاعلا أساسيا في المسارات التي تربط إS رائيل بأوروبا، بما في ذلك روتردام، ويمكن الاطلاع على جداول رحلات زيم على موقعها الإلكتروني لمعرفة المحطات التي تتوقف فيها في روتردام. ● شركة MSC إم إس سي (شركة الشحن المتوسطي): تقوم برحلات بين ميناء حيفا وميناء روتردام، وهي عميل رئيسي للعديد من مشغلي المحطات في ميناء روتردام، ومنها محطات كيوتيرمينالز القطرية. ● شركة HAPPAG LLOYD هاباغ لويد: وهي شركة ألمانية لديها خط بحري يربط روتردام بحيفا، وهي عميل لمرافق كيو تيرمينالز القطرية في روتردام. ● توركون لاين Turkon Line وهي شركة تركية تتعامل في ميناء روتردام مع محطات شركة كيوتيمينالز القطرية، وتقوم برحلات من روتردام إلى ميناء حيفا وميناء أشدود في إ S رائيل، ولديها في هذين المدينتين وكيل مكلف بأعمالها، هو شركة TIRAN SHIPPINH. (انظر الصورة 👇). هذه كلها معطيات ينبغي أخذها بعين الاعتبار قبل الانقياد للعواطف، ولكي تكون الرؤية واضحة حول هذا الصراع الذي تدور رحاه بشراسة بين الشركات العالمية المتنافسة فيما بينها في قطاع الموانئ، وهي معطيات مادية وملموسة ومسجلة في المواقع المتخصصة في أخبار شركات الملاحة البحرية وفي مواقع الموانئ المذكورة، وفي مواقع الجرائد المهتمة بهذا المجال، وليست مجرد إشاعات الهدف منها التضليل أو تصفية حسابات أو زرع الفتنة والبلبلة.

الدافري يكتب. سفن الموانئ المغربية وشحن أدمغة بعض شبابنا.. محاولة للفهم
الدافري يكتب. سفن الموانئ المغربية وشحن أدمغة بعض شبابنا.. محاولة للفهم

LE12

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • LE12

الدافري يكتب. سفن الموانئ المغربية وشحن أدمغة بعض شبابنا.. محاولة للفهم

{ transform: translateZ(0); -webkit-transform: translateZ(0); } لاتدع قناة الجزيرة التابعة لحكومة قطر كبيرة المستثمرين في الموانئ الاستراتيجية عبر العالم، فرصة تمر دون أن تطلق حملات شحن أدمغة بعض شباب المغرب، من أجل الاحتجاج ضد رسو سفن معينة في موانىء مغربية بعينها. حملات قناة في التقرير التالي، يضع الكاتب الصحفي والخبير الإعلامي الدكتور أحمد الدافري، قضية سفن الموانئ المغربية وخلفيات شحن أدمغة بعض شبابنا للاحتجاج.. تحت إضاءات حجاجية في محاولة للفهم. * الرباط / جريدة لنحاول فهم أسباب هذا الهجوم على شركة الشحن البحري الدنماركية، بناء على معطيات إعلامية موجودة ومتوفرة، ولا ينبغي سوى البحث عنها وتحليلها، لمعرفة من له المصلحة في هذا الذي يحدث حاليا ضد هذه الشركة، وضد الموانئ المغربية. *أحمد الدافري لماذا هناك هجوم ممنهج ومدبر على ولماذا يتم شحن أدمغة أشخاص مغاربة بين الفينة والأخر بأن سفن هذه الشركة تحمل أسلحة أو قطع غيار لأسلحة موجهة إلى إس R ائيل؟. لنحاول فهم أسباب هذا الهجوم على شركة الشحن البحري الدنماركية، بناء على معطيات إعلامية موجودة ومتوفرة، ولا ينبغي سوى البحث عنها وتحليلها، لمعرفة من له المصلحة في هذا الذي يحدث حاليا ضد هذه الشركة، وضد ● في 5 يوليوز الماضي، صدر مقال باللغة الإنجليزية في الموقع التركي Turkic world، بعنوان : Qatar weighs joining North-South International Transport Corridor أي : قطر تدرس الانضمام إلى ممر النقل الدولي الرابط بين الشمال والجنوب. هذا الخبر أكده موقع Ports Europe المتخصص في أخبار الموانئ الأوروبية، من خلال خبر أصدره من الدوحة عاصمة قطر بعنوان: Qatar considers joining North-South International Transport Corridor أي :'قطر تدرس الانضمام إلى ممر النقل الدولي الذي يربط الشمال والجنوب. (انظر صورة للممر في التعليق). ● الخبر بالنسبة إلى البلدان التي تستثمر في قطاع الموانئ على الصعيد الدولي، منها قطر، من أجل تقوية اقتصادها عن طريق العائدات التي تجنيها من السفن التجارية المتوقفة في الموانئ، ومن فوائد عمليات الشحن والتفريغ ضمن حركية الاستيراد والتصدير، ليس خبرا بسيطا. ● إن الخبر هنا يتعلق برغبة قطر في أن تصبح قوة في مجال التجارة العالمية عبر البحار والمحيطات، من خلال استثمارات ضخمة في مختلف موانئ العالم، هي التي تعرضت لأضرار اقتصادية جسيمة في فترة الحصار والحظر اللذين مورسا انطلاقا من 5 يونيو 2017 من قِبل عدد من دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، وخصوصا الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث وجدت ● أزمة قطر مع الحظر والحصار كانت قد استمرت إلى غاية 5 يناير 2021، وانتهت بالصلح بين قطر والمملكة العربية السعودية في قمة لمحلس التعاون الخليجي، بوساطة من الكويت والولايات المتحدة الأمريكية، علما أن المملكة المغربية كانت خلال تلك الأزمة قد حافظت على علاقاتها مع قطر، واتخذت موقف الحياد الإيجابي، المتمثل في عدم الاصطفاف مع جهة ضد أخرى. ● (صورة ممر النقل الدولي شمال-جنوب في التعليق). فما هي دوافع قطر في الانضمام إلى مقر النقل الدولي شمال-جنوب؟ ● بعد الأزمة التي مرت بها قطر في الفترة ما بين يونيو 2017 و بداية 2021، والتي توثقت فيها علاقاتها اقتصاديا وسياسيا مع تركيا وإيران، البلدين اللذين كانا يساهمان في تخفيف الحصار عنها من خلال مبادلاتهما التجارية معها، قامت مجموعتها الاستثمارية في قطاع الموانئ المسماة QTerminals Group، ومقرها في قطر، بالاستحواذ على حصة 90٪ في مجموعة كرامر الألمانية، وهي المجموعة المزودة لكل الخدمات اللوجستية المتكاملة، ولخدمات الحاويات الموجودة في ميناء روتردام بهولندا. ● صفقة شراء مجموعة QTerminals Group لحصة مجموعة كرامر في ميناء روتردام تم توقيعها في روتردام يوم الثلاثاء الموافق 15 أغسطس 2023. ● وقع على صفقة البيع كل من: من جانب من جانب مجموعة كرامر: أندريه كرامر (André Kramer)، الرئيس التنفيذي لمجموعة كرامر. (أنظر صورة تجمع بين الرئيس التنفيذي لمجموعة QTerminals Group القطرية وبين المدير التنفيذي لمجموعة كرامر الألمانية). ● خبر الاستحواذ القطري على نسبة 90% من مجموعة كرامر الألمانية في ميناء روتردام، نجده في مقال باللغة الإنجليزية صادر يوم 22 غشت 2023 في الموقع الإلكتروني consultancy – me، المتخصص في الاستشارات الخاصة بالصفقات التجارية الدولية، بعنوان : QTerminals buys 90% stake in Dutch container handler Kramer Group. ● شركة QTerminals القطرية التي استحوذت على نسبة 90% من حصة شركة كرامر الألمانية في ميناء روتردام الهولندي، هي شركة تشغيل محطات بحرية تأسست بشكل مشترك من قبل شركة قطر لإدارة الموانئ (مواني قطر Mawani Qatar) وشركة قطر للملاحة (ملاحة MILAHA)، وهذه الشركة الثانية نجد في موقعها الإلكتروني Milaha معلومات عن أن شركة QTERMINALS تمتلك منها شركة مواني قطر 51 % وتمتك منها شركة قطر للملاحة 49%. ● شركة QTERMINALS القطرية تتكفل بتوفير خدمات الحاويات والبضائع العامة، والماشية، وبالإمداد البحري في المرحلة الأولى من ميناء حمد في الدوحة. وتتمثل مهمة QTerminals في تسهيل التدفق الفعال لواردات قطر وصادراتها وتجارتها البحرية الدولية، وتحفيز النمو الاقتصادي محليًا وإقليميًا. ● مجموعة كرامر الألمانية التي استحوذت شركة QTERMINALS القطرية على 90% منها، هي حسب موقع consultancy – me واحدة من محطات المستودعات القليلة متعددة المستخدمين في ميناء روتردام، وتوفر خدمات المناولة والتخزين وتطوير الحاويات والخدمات اللوجستية للمحطات، وميناء روتردام، مع حمولة شحن سنوية تبلغ 470 مليون طن، يعد أكبر ميناء بحري في أوروبا، والأكبر خارج شرق آسيا، حيث كانت مجموعة كرامر الألمانية حسب المصدر نفسه قد حققت في آخر سنة مالية لها إيرادات بلغت 67 مليون يورو بأرباح قدرها 11 مليون يورو. ● المعلومة التي يبدو أنها جد هامة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في هذا الإطار هي أن شركة QTERMINALS القطرية ليست هي الوحيدة المستثمرة في ميناء روتردام. . بل إن شركة وتستثمر ميرسك باستمرار في تطوير وتوسيع قدرات محطاتها، من خلال التوسع الأخير في Maasvlakte II، وهي تعمل بذلك على جذب سفن الشحن وتقديم خدمات مناولة الحاويات محاولة أن تتفوق على منافسيها في الميناء. ● إن انضمام قطر في يوليوز الماضي إلى ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، الذي هو طريق متعدد الوسائط، طوله 7200 كم، يربط سان بطرسبرج بموانئ إيران والهند، كان من اللازم أن يكون معززا بمخطط استراتيجي، يقوم على دفع الشركات العالمية المتخصصة في الشحن البحري، التي تسلك نفس الممر إلى التوقف في ميناء روتردام الذي تملك شركة QTERMINALS القطرية محطات فيه، وهي في طريقها ذهابا وإيابا بين الهند وروسيا، عبر بحر البلطيق، بحر الشمال، مضيق جبل طارق، البحر الأبيض المتوسط، البحر الأحمر، ثم خليج عدن وبحر عمان والخليج الفارسي ضمن المحيط الهندي. لكن المشكل الذي اعترض هذا المخطط، هو صدور قانون أوروبي جديد بدأ العمل به ابتداء من سنة 2024، يلزم السفن التجارية التي تتوقف في الموانئ الأوروبية، ومنها ميناء الجزيرة الخضراء وميناء روتردام، بأداء ضريبة عن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. ● بسبب هذا القانون، قررت بعض الشركات أن تنقل محطاتها من أوروبا إلى المغرب. منها شركة الشحن الدنماركية نقل محطات سفينتي ميرسك دنفر وماري ميرسك في محطة APM التي تديرها شركة ميرسك الدانماركية في ميناء الجزيرة الخضراء بإسبانيا، إلى ميناء طنجة المتوسط بالمملكة المغربية، التي تقدم تسهيلات لشركات الملاحة البحرية الدولية، من أجل التوقف في موانئها، في كل من طنجة والدار البيضاء، ومستقبلا في ميناء الداخلة، عندما تكون سفن هذه الشركات في طريقها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى آسيا عبر المحيط الأطلسي ثم البحر الأبيض المتوسط. ● شركة شحن عالمية كبرى أخرى قررت نقل استثماراتها من ميناء الجزيرة الخضراء في إسبانيا إلى ميناء طنجة المتوسط، هي الشركة الفرنسية CMA CGM، التي قامت بتغيير مسارين بحريين لها هما مسار FAL1 و مسار FAL3، وكانت هذه الشركة قد أكدت في موقعها على الدور المحوري الجديد لميناء طنجة المتوسط. ● مسار FAL1 ومسار FAL2 هما رمزان يمثلان مسارين رئيسيين تديرهما شركة الشحن العالمية CMA CGM ضمن تحالف Ocean Alliance، ويشيران إلى خطوط النقل البحري المنتظمة التي تربط بين قارة آسيا وشمال أوروبا، و FAL هو اختصار لعبارة French Asia Line، والرقمان 1 أو 3 يميزان بين مسارات مختلفة ضمن خط آسيا الفرنسي، وهما مخصصان لخدمتين بحريتين محددتين تابعتين لشركة CMA CGM، في خطوط الشحن بين آسيا وشمال أوروبا، مع اختلافات في الموانئ التي تخدمها وجداول رحلاتها. ● هذه الخطوة من قبل CMA CGM، وهي واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم، تعتبر تعزيزًا كبيرًا لمكانة ميناء طنجة المتوسط كمركز لوجستي عالمي رئيسي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى زيادة حجم المناولة في الميناء المغربي ويعزز دوره في شبكة التجارة العالمية بين آسيا وأوروبا. ● الأسباب الأخرى التي ربما تكون وراء هذا القرار الاستراتيجي من قبل CMA CGM، تتمثل في كون ميناء طنجة المتوسط يتمتع بموقع جغرافي متميز على مضيق جبل طارق، وهو نقطة عبور رئيسية للتجارة العالمية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا والأمريكتين. هذا الموقع يجعله مركزًا مثاليًا لعمليات الشحن العابر (Transshipment). وقد استثمر المغرب بشكل كبير في تطوير وتوسيع ميناء طنجة المتوسط، مما جعله يتمتع بقدرة استيعابية كبيرة ومرافق حديثة قادرة على استقبال أكبر سفن الحاويات في العالم. وهذه التوسعات تجعله أكثر جاذبية لشركات الشحن الكبرى. كما أن ميناء طنجة المتوسط أصبح مشهودا له من الشركات العالمية بكفاءته التشغيلية العالية والخدمات اللوجستية المتكاملة التي يقدمها، مما يقلل من وقت وتكلفة عمليات الشحن لشركات مثل CMA CGM. وإن CMA CGM تسعى من خلال ترحيل محطاتها إلى طنجة المتوسط إلى تحسين شبكتها العالمية وتعزيز قدرتها التنافسية وتقديم خدمات أفضل لعملائها من خلال ربط آسيا وأوروبا بشكل أكثر فعالية، مقارنة مع شركات أخرى تشتغل في المجال نفسه، منها الشركة القطرية في روتردام. كما أن حوض البحر الأبيض المتوسط يشهد منافسة قوية بين الموانئ، وإن قرار شركة CMA CGM يعكس تفضيلها لطنجة المتوسط بناءً على المزايا التي يقدمها مقارنة بموانئ أخرى مثل الجزيرة الخضراء. ● التسهيلات الضريبية التي تقترحها موانئ المغرب على شركات الملاحة البحرية التجارية، من شأنها أن تلحق أضرارا بمصالح الشركات المستثمرة في موانئ أوروبية، حيث أصبحت السفن العاملة داخل الاتحاد الأوروبي بمقتضى قانون الضريبة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ملزمة بأن تدفع 100% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الخاصة بها، ويجب على السفن التي تصل إلى الاتحاد الأوروبي من خارج الاتحادوط الأوروبي أن تدفع 50%. ● فيما يتعلق بمجموعة الشحن البحري ميرسك الدنماركية، فقد بدأت في الاستثمار في الموانئ بالمملكة المغربية، وتحديدًا في ميناء طنجة المتوسط، من خلال APM Terminals Tangier التابعة لها، حيث بدأت بتصميم وبناء وتشغيل محطة الحاويات المتطورة APM Terminals MedPort Tangier في مجمع طنجة المتوسط 2، وقد افتتحت هذه المحطة في عام 2019 باستثمار قدره 800 مليون دولار أمريكي، وتعتبر هذه المحطة من بين الأكثر كفاءة وأمانًا في العالم بطاقة استيعابية تبلغ 5 ملايين حاوية مكافئة (TEUs). كما قامت APM Terminals MedPort Tangier بتوسيع محطتها في طنجة المتوسط، لتصل طاقتها الاستيعابية الإجمالية إلى 5.2 مليون حاوية مكافئة سنويًا مع رصيف بطول كيلومترين، وأنشأت مركزا لوجستيا استراتيجيا عالميا في طنجة، يقع على مضيق جبل طارق، عند ملتقى طرق التجارة العالمية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا. ● وتقدم ميرسك في المغرب حاليا خدمات لوجستية متكاملة تشمل التعبئة والتفريغ والتجميع ومراقبة الجودة والتخليص الجمركي، بالإضافة إلى حلول النقل البري والبحري. ● وقد أطلقت ميرسك حلولًا متعددة الوسائط مثل 'جسر المغرب' الذي يربط المغرب بإسبانيا وبقية أوروبا عبر خدمات النقل بالشاحنات والسكك الحديدية وخدمات RoRo من طنجة إلى الجزيرة الخضراء، في الموانئ، وهي الخدمات المتعلقة بنقل البضائع ذات العجلات من وإلى السفن، وRORO هو اختصار لعبارة Roll-on/Roll-off، أي الدحرجة على/الدحرجة عن. ● تكمن أهمية استثمارات ميرسك في المغرب في تعزيز مكانة المغرب كمركز لوجستي، حيث تساهم استثمارات ميرسك في تعزيز مكانة المغرب كمركز رئيسي لل transshipment في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، وتعمل البنية التحتية والخدمات التي تقدمها ميرسك على تسهيل حركة التجارة العالمية وربط المغرب بشبكة واسعة من الموانئ حول العالم، وتساهم هذه الاستثمارات في خلق فرص العمل ودعم النمو الاقتصادي في المغرب. هذه جملة من المعطيات التيي تبين مستوى الشراسة في التنافس بين الموانئ المغربية وبافي الموانئ العالمية، وما تدور من حروب خفية بين الشركات العالمية المستثمرة في قطاع الموانئ. وهي أمور ينبغي أخذها بعين الاعتبار لفهم ما يحدث وما يجري، وما يقبع وراء بعض الحركات التي يتم التلاعب بها، وتحويلها إلى أسلحة لربح هذه الحروب ضمن معترك عالمي يعج بالخبث والتضليل ولا يمكن مواجهته سوى بسلاح العلم والمعرفة. وهذا ما كان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store