#أحدث الأخبار مع #أحمدالسلامي،الدستور١٨-٠٢-٢٠٢٥ترفيهالدستورالمركز الثقافي اليمني يستضيف حفل مناقشة رواية 'جنازة واحدة لموت كثير'أقيمت مساء اليوم حفل مناقشة وتوقيع رواية "جنازة واحدة لموت كثير" للروائية اليمنية سهير السمان، وذلك بالمركز الثقافي اليمني. ناقشها كل من الناقد أحمد السلامي، الدكتور الروائي هشام الفخراني، الكاتب محمد عبد الوكيل جازم، وأدارها الإعلامي عمار المعلم. رصد لتحولات المجتمع وبعض ما يدفعه أفراده وقال الناقد أحمد السلامي: نحن أمام عمل روائي قائم على افتراض التقاطع المؤكد بين مآلات ومصائر شخصياته وبين التحولات السياسية في اليمن. وأشار السلامي، إلى أن الحدث الرئيسي في الرواية الذي تتفرع من خلاله ذكريات البطلة الرئيسية بأسلوب الاسترجاع واستعادة الأحداث في الذاكرة بتقنية (الفلاش باك) هو استعداد أسرة في صنعاء لنقل جثمان طليق ابنتهم إلى مدينة عدن مسقط رأسه حيث تنتظر أسرته جثمانه، وسنعلم أنه توفي بجلطة داخل منزله بالتزامن مع انفجار في مسجد الحي يوم الجمعة، الحدث وقع في العام التالي بعد شهور من دخول الحوثيين صنعاء وسيطرتهم عليها في سبتمبر 2014، و حادثة الانفجار في المسجد وقعت في 2015. وأوضح أن هناك رصد لتحولات المجتمع وبعض ما يدفعه أفراده ولا سيما النساء من ضريبة نفسية تتمثل في انعدام الاستقرار العاطفي والعائلي تحت تأثير صراعات سياسية لم تتوقف، مرورا بتأثير عودة مليون مغترب يمني في توقيت كان فيه للتدين الوهابي سطوة نقلها العائدون إلى بلدهم وأسهموا في تأزيم الوعي، ويتضح أن المرأة هي الحلقة الأضعف في كل المنعطفات. اليمني كائن سياسي بطبعه وتابع: يكشف لنا هذا العمل أيضا أن اليمني كائن سياسي بطبعه، وهذا برز في الرواية حيث نلمح أن كل الشخصيات تتنفس سياسة، وقد يرى القارئ الذي يتوقع من كل رواية أن تحافظ على انتمائها لجنس الأدب أن الكثير من السياسي واليومي والمتداول يجرح قليلا أجواء النص وأعتقد أن القارئ العربي غير المطلع على تفاصيل الأزمات والحروب اليمنية الأهلية سيجد بعض الصعوبة في معرفة خلفية بعض أحداث الرواية. وأردف: لكن التنقل بجثة من شمال البلد إلى جنوبه أتاح للرواية تسليط الضوء على الحب المرتبك الذي نشأ بين بطلة العمل وابن عمها الذي أصبح جثة تنقلها إلى المثوى الأخير. وارتباك الحب وعدم اليقين بحقيقته ناتج عن أن الرغبة في تزويج الإثنين كانت رغبة عائلية أكثر من كونها رغبة الطرفين المعنيين، وبذلك تحولت رحلة الجثمان إلى استعارة روائية لتأمل مسار اليمن الذي تمزقه الأزمات والحروب. وكان الطريق بين الشمال والجنوب ليس مجرد مسافة جغرافية بل مسار لتأمل منعرجات السياسة وما تتسبب به من شروخ في نفوس الأفراد وفي الجغرافيا التي تتحول إلى نقاط تفتيش تتوجس حتى من جثة تتعرض للتفتيش وانتهاك حرمة الموت. الرواية تمنح للدارس الأكاديمي أكثر من فسحة للبحث ونوه الناقد اليمني، إلى أن الرواية تمنح للدارس الأكاديمي أكثر من فسحة للبحث، خصوصا من يتبع منهج النقد الثقافي الذي بوسعه التقاط أكثر من مدخل، مثل دلالة نقاط التفتيش التي أصبحت من الثوابت في حياة اليمنيين فتجدهم أول من يستغرب عدم وجود نقاط تفتيش في بلدان الآخرين بالكثافة التي تجدها في اليمن، حيث تحولت الرواية إلى كولاج زمني تمتد أحداثها لتبني الكاتبة نسيجها السردي بمرونة التنقل بين الطفولة والصبا وما بعد ذلك، فجعلت من التذكر حيلة سردية وسلاحا لمواجهة ركاكة الواقع وقسوته بهدف تفكيكه وليس من أجل توثيقه. ويُحسب لهذه الرواية نجاحها في تصوير التقاطع أو التداخل بين تجارب ومصائر الشخصيات النسائية فيها بالواقع في بلدهن، كيف أن بوسع امرأة تكبلها العادات والتقاليد والمحرمات والضغوط من كل جانب أن أن تجعل من ذاكرتها الفردية مرآة للذاكرةِ الجماعية لمجتمعها.وبتعبير مباشر بلغة الصحافة، وبعيدا عن مفهوم النسوية والأدب النسوي، في الرواية صورة وافية عن معاناة المرأة اليمنية من الحروب والصراعات السياسية التي لا تفرق بين النوع، وفي رصيدها ضحايا من الجنسين، إلا أن المرأة تظل الأكثر تضررا في الحرب والسلم على حد سواء.
الدستور١٨-٠٢-٢٠٢٥ترفيهالدستورالمركز الثقافي اليمني يستضيف حفل مناقشة رواية 'جنازة واحدة لموت كثير'أقيمت مساء اليوم حفل مناقشة وتوقيع رواية "جنازة واحدة لموت كثير" للروائية اليمنية سهير السمان، وذلك بالمركز الثقافي اليمني. ناقشها كل من الناقد أحمد السلامي، الدكتور الروائي هشام الفخراني، الكاتب محمد عبد الوكيل جازم، وأدارها الإعلامي عمار المعلم. رصد لتحولات المجتمع وبعض ما يدفعه أفراده وقال الناقد أحمد السلامي: نحن أمام عمل روائي قائم على افتراض التقاطع المؤكد بين مآلات ومصائر شخصياته وبين التحولات السياسية في اليمن. وأشار السلامي، إلى أن الحدث الرئيسي في الرواية الذي تتفرع من خلاله ذكريات البطلة الرئيسية بأسلوب الاسترجاع واستعادة الأحداث في الذاكرة بتقنية (الفلاش باك) هو استعداد أسرة في صنعاء لنقل جثمان طليق ابنتهم إلى مدينة عدن مسقط رأسه حيث تنتظر أسرته جثمانه، وسنعلم أنه توفي بجلطة داخل منزله بالتزامن مع انفجار في مسجد الحي يوم الجمعة، الحدث وقع في العام التالي بعد شهور من دخول الحوثيين صنعاء وسيطرتهم عليها في سبتمبر 2014، و حادثة الانفجار في المسجد وقعت في 2015. وأوضح أن هناك رصد لتحولات المجتمع وبعض ما يدفعه أفراده ولا سيما النساء من ضريبة نفسية تتمثل في انعدام الاستقرار العاطفي والعائلي تحت تأثير صراعات سياسية لم تتوقف، مرورا بتأثير عودة مليون مغترب يمني في توقيت كان فيه للتدين الوهابي سطوة نقلها العائدون إلى بلدهم وأسهموا في تأزيم الوعي، ويتضح أن المرأة هي الحلقة الأضعف في كل المنعطفات. اليمني كائن سياسي بطبعه وتابع: يكشف لنا هذا العمل أيضا أن اليمني كائن سياسي بطبعه، وهذا برز في الرواية حيث نلمح أن كل الشخصيات تتنفس سياسة، وقد يرى القارئ الذي يتوقع من كل رواية أن تحافظ على انتمائها لجنس الأدب أن الكثير من السياسي واليومي والمتداول يجرح قليلا أجواء النص وأعتقد أن القارئ العربي غير المطلع على تفاصيل الأزمات والحروب اليمنية الأهلية سيجد بعض الصعوبة في معرفة خلفية بعض أحداث الرواية. وأردف: لكن التنقل بجثة من شمال البلد إلى جنوبه أتاح للرواية تسليط الضوء على الحب المرتبك الذي نشأ بين بطلة العمل وابن عمها الذي أصبح جثة تنقلها إلى المثوى الأخير. وارتباك الحب وعدم اليقين بحقيقته ناتج عن أن الرغبة في تزويج الإثنين كانت رغبة عائلية أكثر من كونها رغبة الطرفين المعنيين، وبذلك تحولت رحلة الجثمان إلى استعارة روائية لتأمل مسار اليمن الذي تمزقه الأزمات والحروب. وكان الطريق بين الشمال والجنوب ليس مجرد مسافة جغرافية بل مسار لتأمل منعرجات السياسة وما تتسبب به من شروخ في نفوس الأفراد وفي الجغرافيا التي تتحول إلى نقاط تفتيش تتوجس حتى من جثة تتعرض للتفتيش وانتهاك حرمة الموت. الرواية تمنح للدارس الأكاديمي أكثر من فسحة للبحث ونوه الناقد اليمني، إلى أن الرواية تمنح للدارس الأكاديمي أكثر من فسحة للبحث، خصوصا من يتبع منهج النقد الثقافي الذي بوسعه التقاط أكثر من مدخل، مثل دلالة نقاط التفتيش التي أصبحت من الثوابت في حياة اليمنيين فتجدهم أول من يستغرب عدم وجود نقاط تفتيش في بلدان الآخرين بالكثافة التي تجدها في اليمن، حيث تحولت الرواية إلى كولاج زمني تمتد أحداثها لتبني الكاتبة نسيجها السردي بمرونة التنقل بين الطفولة والصبا وما بعد ذلك، فجعلت من التذكر حيلة سردية وسلاحا لمواجهة ركاكة الواقع وقسوته بهدف تفكيكه وليس من أجل توثيقه. ويُحسب لهذه الرواية نجاحها في تصوير التقاطع أو التداخل بين تجارب ومصائر الشخصيات النسائية فيها بالواقع في بلدهن، كيف أن بوسع امرأة تكبلها العادات والتقاليد والمحرمات والضغوط من كل جانب أن أن تجعل من ذاكرتها الفردية مرآة للذاكرةِ الجماعية لمجتمعها.وبتعبير مباشر بلغة الصحافة، وبعيدا عن مفهوم النسوية والأدب النسوي، في الرواية صورة وافية عن معاناة المرأة اليمنية من الحروب والصراعات السياسية التي لا تفرق بين النوع، وفي رصيدها ضحايا من الجنسين، إلا أن المرأة تظل الأكثر تضررا في الحرب والسلم على حد سواء.